أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - الحذاء العسكري














المزيد.....

الحذاء العسكري


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 6913 - 2021 / 5 / 30 - 16:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الطبقة البرجوازية التي ورثت السلطة عن الاستعمار في المنطقة العربية وصعدت للحكم بالوكالة عن هذه القوى منذ خمسينات القرن الماضي لم تنجح سوى في بناء أجهزة عسكرية وبوليسية مخابراتية مثلت أداتها الرئيسية في سيطرتها عل شعوبها وفي استمرار وظيفة الوسيط التي تنفذها لصالح رأس المال العالمي.
الحذاء العسكري في كل المنطقة العربية حذاء ملوث بالدم والعمالة ولا وظيفة له غير حراسة طبقة الأقلية الوكيلة ومن ورائها هيمنة ونفوذ القوى الاستعمارية الناهبة لثروات الشعوب ومثل هذا الواقع سيستمر ويطول في ظل التذرر الطبقي الذي تشهده البنى الطبقية في هذه البلدان وفي ظل استراتيجيات الهيمنة وغياب كل قدرة حالية على انتظام الأغلبية بشكل مستقل وتشكيل قوة جماهيرية موازية ومقاومة للدولة ولأجهزتها وعلى رأسها جهازيها المسلحين.
في الجزائر والسودان تقدّمت الأوضاع في هذا الاتجاه وحسمت انتفاضات السنة الفارطة لصالح هذين الجهازين وهو وضع طبيعي في ظل ازمة مستمرة منذ أكثر من سبع عشريات وفي ظل ميزان قوى غير متكافئ بين شعوب تنتفض وتثور وسرعان ما تعود وتستكين وتذعن لحلول أعدائها ومصاصي دمائها وبين أجهزة استعمار الداخل وعلى رأسها الأجهزة العسكرية والبوليسية والمخابراتية.
مهمة الجيش التقليدية التي ظهرت مع ظهور الدولة الأمة تبخرت نهائيا وتبخرت معها مهمة حراسة الحدود وخوض الحرب وتحولت المهمتان إلى حراسة طبقة الأغلبية وخوض الحرب ضدها كلما انفجرت الأوضاع في وجه الدولة الوكيلة.
هذا الوضع يكون تقريبا ساريا على أغلب البلدان في مصر وفي اليمن وفي الجزائر وفي ليبيا وفي العراق وفي سوريا وحتى الاستثناءات التي عرفت هنا وهناك مثل تونس ولبنان فإنها لا تشكل استثناءات حقيقية بالمعنى الصحيح للكلمة لأن هذا الجهاز لعب نفس الدور ولكن من وراء الستار.
وفي ظل الفوضى الحالية التي يشهدها الوضع وفي ظل ما انتهى إليه مسار الانتقال الديمقراطي في نسخته التونسية وبعد الرسالة المفتوحة التي توجه بها عدد من القيادات العسكرية المتقاعدين لرئيس الجمهورية المتناغمة مع كان صرح به هو منذ أشهر حين قال "...وكلما تحدث أحد الوزراء إلا وطلب منى أن أتدخل لدى الجهاز ... و"الجيش للتدخل السريع وتدخلاتكم كانت الأنجع والأسرع..." أكثر من معنى !!! فهل يحث قيس سعيد جنرالات العسكر على التدخل في الحياة السياسية مباشرة لنشهد طورا جديدا للانتقال الديمقراطي: نظام شبه عسكري بغطاء مدني وحسم فوقي في منظومة "انتقال" لم تنتج غير الفوضى ومزيد الفساد في كل المجالات في عملية استباق لكل ما يمكن أن ينتجه وضع أصبح منسدا على كل المستويات ولن يؤدي إلا لتجدد الاحتجاج والانتفاض وقلب الأوضاع جميعا.
المؤكد أن خيار بمثل هذه الخطورة سيكون ثمنه باهظا على الشعب التونسي الواقع اليوم في قبضة لصوص السيستام مدنيين ومسلحين.
30 ماي 2021



#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطريق لتحرير فلسطين: حروب حماس أم مقاومة جماهيرية في كامل ف ...
- عندما تقطع صواريخ حماس والجهاد الإسلامي الأفق نحو انتفاضة فل ...
- تونس: القبول بشروط البنك الدولي الجديدة أو الإعلان الصريح عن ...
- تونس: الموجة الثالثة من وباء كوفيد 19: نحن في قلب الكارثة فه ...
- تونس: -مخزن مسكر ولا كرية مشومة- مرة أخرى حول أوضاع قطاع الت ...
- تونس: الأغلبية ومشروع التغيير الجذري أو بعبارة ماركس: كيف يم ...
- في تونس صراع الشقين البرجوازين -الشقيقان العدوان- المتواصل م ...
- تونس: من أجل مؤتمر عام للمقاومة يعدّ له وينجزه كل الذين يلتق ...
- تونس: انتفاض الفلاحين في -أولاد جاء بالله- و-البقالطة- ومهمة ...
- تعبيرات الغضب
- احتجاجات جانفي 2021 واختلاف المواقف منها في الساحة السياسية ...
- تونس: الهدف المباشر الآن: تغيير ميزان القوى لصالح الانتفاضة
- تونس:الثورة تحدث ولكن يبقى التأسيس للتغيير الجذري هو المشكلة ...
- تونس مهامنا اليوم: إسقاط منظومة الحكم التي ورثت نظام بن علي ...
- تحقيق الأحلام ليس بالهيّن
- تونس: ماذا حدث في 17 ديسمبر 2010
- الدور القذر الذي تلعبه اليوم بيروقراطية الاتحاد العام لتونسي ...
- تونس:زمن راشد الغنوشي وعبير موسى
- تونس: عشر سنوات على 17 ديسمبر: بعض استنتاجات للمعنيين. (الجز ...
- تونس: عشر سنوات على 17 ديسمبر: بعض استنتاجات للمعنيين. (الجز ...


المزيد.....




- -صدق-.. تداول فيديو تنبؤات ميشال حايك عن إيران وإسرائيل
- تحذيرات في الأردن من موجة غبار قادمة من مصر
- الدنمارك تكرم كاتبتها الشهيرة بنصب برونزي في يوم ميلادها
- عام على الحرب في السودان.. -20 ألف سوداني ينزحون من بيوتهم ك ...
- خشية حدوث تسونامي.. السلطات الإندونيسية تجلي آلاف السكان وتغ ...
- متحدث باسم الخارجية الأمريكية يتهرب من الرد على سؤال حول -أك ...
- تركيا توجه تحذيرا إلى رعاياها في لبنان
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (3).. القواعد الأمريكية
- إيلون ماسك يعلق على الهجوم على مؤسس -تليغرام- في سان فرانسيس ...
- بوتين يوبخ مسؤولا وصف الرافضين للإجلاء من مناطق الفيضانات بـ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - الحذاء العسكري