أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - صباح ابراهيم - الحياة والكون والعلم















المزيد.....

الحياة والكون والعلم


صباح ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6910 - 2021 / 5 / 27 - 16:52
المحور: الطب , والعلوم
    


للكون والحياة ارتباط وثيق، انبثق هذا الارتباط مع بدء مولد الكون في لحظة الانفجار الكبير ، ومع اول شرارة نور وحرارة خرجا في تلك اللحظة من الخلق الأولي . فلولا وجود عناصر الكون الكيميائية لما وُجِدَتْ الحياة .
ما نعرفه لحد الآن ان الحياة موجودة على سطح كوكب الأرض فقط ، ولم يتوصل العلم لاكتشاف حياة على كوكب آخر أو أي مكان في الكون .
كي تظهر الحياة على الارض وتتطور الى كائنات واعية وذكية مِثلنا ، فلابد من توفر المتطلبات الأساسية لظهور وإدامة الحياة . ولابد من وجود العناصر الكيميائية المتنوعة اللازمة لتكوين الكتلة البيولوجية الحية . إن عنصر الكربون هو العنصر الأهم لظهور الحياة ، الا ان الاوكسيجين والهيدروجين والنيتروجين والكبريت والفوسفور لها أهميتها هي الأخرى لوجود الحياة . ويُعد الماء السائل من المكونات الضرورية للحياة ايضا . اضافة لذلك تتطلب الحياة لظهورها واستمراريتها الى مصدر للطاقة من حرارة وضوء وبيئة مستقرة ، وهو ما يتوفر في حالتنا على الأرض من طاقة الشمس .
كي تتطور الحياة من خلية وحيدة او بكتريا بسيطة وتتصاعد تعقيداً او تركيباً وتخصصا الى كائنات ذات اعضاء متطورة ينبغي ان تستمر البيئة في اعتدالها لوقت طويل ، وقد يستغرق الامر مليارات السنين كي تصل الحياة على الارض الى مرحلة الذكاء .
هذا ما يقوله العلم ، اما ما يقوله الدين ، فإن الحياة خُلقت بأمر الله الخالق . وابهى صور الحياة على الأرض وارقاها خلقا هو الانسان الذي يقف على قمة المخلوقات تكوينا و عقلا وذكاء . والإنسان خلق من تراب الأرض وعناصرها الكيميائية في لحظة واحدة حيث جبل الخالق الإنسان من أديم الارض ومائها ونفخ فيه نسمة الحياة ، وأعطاه القدرة على النطق والتفكير والتكاثر والعمل والبناء ، وكان إنسانا من ذكر وانثى سويا عاقلا ذكيا .
خلق الله الانسان بعد ان اكمل خلق كل مستلزمات الحياة ووفر له متطلبات استمرارها وبقائها وبيئة ملائمة للحياة من هواء وماء ونباتات وحيوانات وغذاء للجميع .
ان طبيعة خلق الكون والأرض والحياة تم بشكل ملائم مما يسمح بوجود مثل هذه الكيمياء المعقدة ، ويتسم بقدر عال من التنظيم والدقة بحيث يستوعب ذلك التكوين غير المحدود من المجرات والنجوم والكواكب وما فيها من عناصر وقوى متوازنة من خصائص الذرات، الى توزيع المجرات وانتهاءً بظهور الحياة. ينبغي لكل ذلك توفر عدد من الشروط الصارمة في قوانين الفيزياء الاساسية التي تنظم حركة الكون وتلائم الحياة واستمرار بقائها ، تبدو تلك العملية من الخلق والتكوين والإبداع كأنها مدبرة وانها من تصميم عاقل قوى خارق القدرات وفوق قوى الطبيعة، وأن عمليات الخلق والتكوين ليس منشأها عامل الصدفة العشوائية التي يدعيها علماء التطور .
ان كل ما موجود من ظروف على الأرض مصمم بطريقة ذكية ملائمة تماما لظهور الحياة وبقائها .
على الرغم من كل ذلك ، انقسم العلماء ما بعد تشارلس دارون الى فريقين ، فريق يؤمن بنظرية التصميم الذكي للكون والحياة الذي أبدعه الله الخالق العظيم ، وفريق يؤمن بنظرية التطور والإيمان بالتكوين للكون وظهور الحياة عن طريق عامل الصدف والعشوائية من دون تدخل كائن عاقل فيها . كثير من أولئك العلماء المعاصرين في الفريق الثاني لا يتعاملون مع العلم من المنظور الديني .
يعتقد علماء الطبيعة المؤيدين للدين - وانا ايضا- ان كل قوانين الطبيعة التي يسير عليها الكون من تكوين الذرات وحركاتها وشحناتها الكهربائية إلى تكوين المجرات والنجوم والكواكب وحركاتها وقواها التجاذبية هي تجسيد لخطة العمل الالهية المثالية
لو تمعنا النظر في قوانين الفيزياء التي تحكم الطبيعة لوجدنا أنها ثابتة لا تتغير بفعل الزمن و الظروف ، وانها موضوعة بطريقة ذكية ومتناسقة ومحكمة لا تخضع لعوامل الصدف والعشوائية ، إنما هي مصممة بحكمة حكيم قدير عليم مقتدر وفوق الطبيعة . مثلا قانون اسحق نيوتن للجاذبية يقول : [ ان قوة الجذب بين جسمين تتناسب طرديا مع الكتلة وعكسيا مع مربع المسافة بين مركزيهما ] ، وقد أثبتت التجارب والرياضيات صحة هذا القانون .
قانون بويل للغازات ينص : [ اذا تضاعفت حجم كتلة ثابتة من الغاز مع الحفاظ على درجة الحرارة من دون تغيير ، يقل ضغط الغاز الى النصف ] وكذلك ينص أحد قوانين كبلر لحركة الكواكب: [ ان مربع فترة الدوران لكوكب ما يتناسب طرديا مع مكعب نصف قطر المدار ] مَنْ خلقَ تلك القوانين الفيزيائية وحددها بهذه الدقة الرياضية ؟ هل هي الصدفة العشوائية أم وراءها خالق ومصمم عظيم يحكم كل الطبيعة بتلك القوانين .
ان كانت الصدفة قادرة على التحكم في الخلق والإبداع بدقة متناهية وتخلق القوانين الثابتة فسيكون بالامكان الإيمان بأن عاصفة ريح شديدة ان هبت على مخازن كبيرة للسكراب والمعدات الميكانيكية والكهربائية والالكترونية والهيدروليكية بإمكانها ان تجمع بطريق الصدفة تلك المعدات معا لتصنيع طائرة بوينغ حديثة او سفينة حربية مع معداتها القتالية فهل هذا ممكن ويقبله العقل والمنطق ؟ اكيد لا .
ألا تحتاج الطائرة والسفينة الى عدد كبير من المهندسين والمصممين الماهرين ذوي خبرة عالية وعلم كبير في عدة اختصاصات لتصميم وتصنيع الطائرة والسفينة وتركيب اجزائها المعقدة في مصانع متخصصة ؟ فإن كانت طائرة واحدة يستحيل تجميعها وتهيئتها كاملة بطريقة الصدف والعشوائية فكيف نصدق ان الكون بمجراته ونجومه وكواكبه وقوانينه الدقيقة ، والحياة بمخلوقاتها الرائعة كالانسان والنبات والحيوان بخلقتها الابداعية المتكاملة تكونت كلها بطريق الصدف العشوائية ؟
كيف نؤمن ان الصدف في عوامل الطبيعة من حرارة وعناصر كيميائية وشرارة برق تجمعت لتنشئ الحياة في خلية وحيدة تطورت بطريقة غير متحكم فيها تخلق انسانا ذكيا عاقلا يغزو الكون بأقماره الصناعية الجبارة ويسبر اعماق البحار بالسفن والغواصات ويعبر الصحارى والجبال بطائرات أسرع من الصوت وكله من ابداع عوامل الصدف والعشوائية وبفعل كائن تطور من سلالة قرود من دون تدخل خالق قوي عاقل قدير يتحكم بمخلوقاته المعقدة .

المصدر : عشرون دليلاً على كون التطور هو العِلم الزائف



#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخ اليهود والفلسطينيين
- نبذة عن حياة محمد
- اخطاء القرآن ج 2
- خطيب المسجد الأقصى يرفض آية قرآنية
- من هم المغضوب عليهم والضالين في القرآن ؟
- القتال في القرآن
- الأمير محمد بن سلمان و أحاديث الآحاد
- قصة سليمان في التوراة والقرآن
- من التاريخ الإسلامي
- تساؤلات شرعية في الإسلام ؟
- زواج أهل الكتاب من المسلمات
- من أخطاء كتابة القرآن
- هل الحياة من صنع الله أم الطبيعة ؟
- كيف توزع أموال الخراج في زمن الخلفاء الراشدين
- التاريخ الإسلامي الدموي
- من يحكم العراق ؟
- هل في القرآن إعجاز في اللغة أم عجز لغوي ؟
- غرائب القرآن
- النفاق الإسلامي
- اخطاء القرآن ج 1


المزيد.....




- فرنسا تعتزم المشاركة في مشروع مغربي للطاقة في الصحراء
- غوغل ومايكروسوفت تؤكدان أن الاستثمارات الضخمة في الذكاء الاص ...
- سلي أطفالك ونزليها ..  تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 على ا ...
- كيف تظهر صور الأقمار الصناعية آثار الضربات المتبادلة بين إير ...
- طلاب معهد العلوم السياسية بباريس ينددون بالحرب الإسرائيلية ع ...
- «شاهد توم وجيري» استقبل الآن تردد قناة سبيس تون الجديد على ا ...
- «وحش الهواتف الذكية»….تعرف على مواصفات ومميزات هاتف vivo X10 ...
- -كلنا فلسطينيون-.. هتافات مؤيدة لغزة تصدح في أعرق جامعات فرن ...
- رابط التقديم في شركة المياه الوطنية 2024 لحملة الثانوية العا ...
- لأول مرة منذ 56 عاما.. قطار روسي يشق الصحراء عابرا إلى سيناء ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - صباح ابراهيم - الحياة والكون والعلم