أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - موسى راكان موسى - شتات الصهيونية - لذة الخيانة















المزيد.....

شتات الصهيونية - لذة الخيانة


موسى راكان موسى

الحوار المتمدن-العدد: 6902 - 2021 / 5 / 18 - 17:08
المحور: القضية الفلسطينية
    


الخيانة ، لذيذة هي . جرب أن تخون ؛ خن مبادئك ، خن زوجك ، خن رب عملك ، خن جماعتك ، خن وطنك ، خن أصلك ، خن إلهك ، خن فقط خن ــ قد تحسب أن ذلك هو النظر في الهاوية ، لكنك لا تدري ، لربما كنت تنظر من الهاوية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ماذا يعني أن تراجع نفسك في بعض الأمور ؟ ماذا يعني أن توسع أطر النظر لديك و تتبنى مناظير جديدة تتلاءم مع طبيعة الأمور و مستجداتها ؟ ماذا يعني أن تتفهم اختلاف المواقع و تتتبّع جذور الاختلاف النفسية و الاجتماعية ؟ .. النقد و النقد الذاتي ، أو كما يحلو لبعض الحمقى و رعاتهم "خيانة" ؛ الخيانة هي حكم أخلاقي سياسي .. و لكونه كذلك فيعني أن أطراف الاختلاف لن تتبنى ذات الحكم .. قد يسمى فعل معين عند فئة بالخيانة دون أن تنسحب على صاحبها و عند آخرين تنسحب على صاحبها .. قد يسمى فرد معين عند فئة بأنه خائن و هو نفسه قد يسمى عند فئة أخرى بأنه بطل و ربما حتى شهيد ! .. لكن الأكيد أنه لا يوجد فرد يحكم على فعل قام به أو على نفسه بالخيانة .. لأن الخيانة حكم أخلاقي سياسي .

هناك بعض النقاط التي أرغب في ذكرها .. رغبة استحضار ما هو متعارف عليه عند أهل النظر و ما قد نساه أو تناساه أهل الانغماس في الحدث :

ــ الشرطة و العسكر ؛ بحكم طبيعة السلطة التي تمنح للمهن الأمنية و العسكرية نجد ذات الأفعال و التصرفات من تجاوزات و انتهاكات شبه متكررة .. أيا كان أصحابها على اختلاف عقائدي أو عرقي أو إثني ، قد يكون هناك اختلاف في الدرجة فقط .. و يرجع ذلك إلى مقدار الرقابة المفروضة ، لكن يبقى التجاوز و الانتهاك موجودا .. فالمسألة هنا كما جرت العادة أو الذريعة هي مسألة أمن ! ــ رغم أن هناك من يدعي أن الشرطة و الجيش الإسرائيليين على قدر من الأخلاقية العالية .. إلا أنها تبقى أخلاقية نتيجة رقابة بحدود معينة .. أو لربما نتيجة مقارنة مع شرطة و جيش دول المحيط أو الصراع ! ؛ الفرق موجود لكنه قائم على اختلاف الدرجة .. لأن السلطة هي نفسها التي تعطى لكل جهاز أمني و عسكري في كل الدول ، و من السخيف أن نقول أن شرطة دولة في تعاملها هي أرحم من دولة أخرى .. لأن ما يحكم هذا التعامل هي جملة الظروف المرتبطة داخل دولة بعينها .. لذا المقارنة هنا باطلة .

ــ الحرب الثورية (الإرهاب و الدعاية) ؛ رضعنا و رضع قبلنا يساريي الحرب الباردة كل تلك الكتب عن "حرب العصابات" و "الحرب الثورية" و "مذكرات جيفارا" .. و العجيب أن الحركات الإسلامية الجهادية ترضع من ذات المؤلفات التي أصحابها محسوبين على الماركسية أو اليسار "الكفرة" ! ، هي أساليب معينة كانت معتبرة في ذاك الزمن الماضي .. لكن من الخطئ الأخذ بها الآن على اعتبار أنها صالحة لكل زمان و مكان ــ و هنا حاجة لبعض التفصيل :
# الإرهاب نوعان : إرهاب الدولة و إرهاب اللا دولة . و إرهاب الدولة يختزل في مسألة احتكار العنف ، بالتالي فإرهاب اللا دولة هو مسألة منافسة الدولة في احتكار العنف ، و بالنسبة للوضع الإسرائيلي الفلسطيني .. فنحن أمام واقع فرض نفسه من خلال إتفاقية أوسلو .. لدينا دولتان ، و أيضا لدينا منظمات و حركات تنافس الدولة في احتكار العنف .. لكن هناك منظمة واحدة تنافس دولتين في احتكار العنف في آن معا .. هي حركة حماس الإسلامية [التي تعتمل كمظلة للحركات الأخرى الفرعية المتوافقة معها على ذات الهدف] ــ و رغم أن إسرائيل تمد استعمالها للعنف داخل دولة فلسطين إلا أنه يأتي تحت مسمى "التنسيق" تارة و تارة تحت مسمى "الرد" .. أي أنها لا تضع نفسها في مواجهة "إرهاب الدولة" الخاص بفلسطين السلطة ! ؛ و نتائج ذلك ليس بحاجة لتفصيل .
يمكن أن نضع "حزب الله اللبناني" مع حركة حماس .. لأنه هو الآخر ينافس احتكار الدولة اللبنانية في مسألة احتكار العنف .. و في نفس الوقت يمارس العنف في لبنان و خارج لبنان ؛ و هو في ذلك إلى درجة ما يتجاوز حركة حماس .. لإنخراطه في أنشطة عسكرية تتجاوز الحدود اللبنانية و لا تقتصر بالضد من إسرائيل .

# الدعاية ، لا تختلف الدولة في هذه المسألة عن غيرها .. إذ تمارس كل الطرق الدعائية ذاتها ، و هنا من الخطئ الاعتقاد أن هناك دعاية أخلاقية و أخرى لا أخلاقية .. كل الدعاية تقوم على اللا أخلاقية .. الدعاية دائما هي سياسية ؛ المعيار هنا نجاح الدعاية من فشلها ــ و الكشف عن لا أخلاقية دعاية معينة لحليف أو نصير له مردود سلبي مضاعف أكثر من الكشف عن لا أخلاقية دعاية معينة لعدو أو خصم ؛ حين كشفت الإمارات و السعودية عن لا أخلاقية دعائية تمارسها حركة حماس .. كان التأثير أشد على مواطني كلا البلدين .. بل و علي البلدان المجاورة الخليجية أكثر بكثير مما كان معروفا عن لا أخلاقية إسرائيل [و لا تزال الحملات البحرينية و الكويتية و غيرها التي تكشف عن لا أخلاقية الدعاية التي تقوم بها حماس أو تلك المحسوبة بشكل عام على المجتمع الفلسطيني لها تأثيرها السلبي تجاه مناصرة "القضية الفلسطينية" في الوسط العربي] ؛ السبب في ذلك أن "القضية الفلسطينية" تم أمثلتها .. صارت قضية مثالية "شبه عقائدية" .. و هو ما إرتد عليها سلبا حين تم إنزالها و محاكمتها واقعيا .. تم تعرية "القضية" ، فالعدو هو عدو و المتوقع أن يمارس دوره كعدو ، لذا لا فظاظة حين ينكشف كذبه و تزويره .. لكن (الحليف/النصير) حين ينكشف كذبه و خداعه .. يرتد ذلك مضاعفا ، إلى درجة تدفع للتحول إلى مسالمة العدو و محالفته لا فقط على المستوى السياسي بل و الاجتماعي أيضا ! .

الإرهاب و الدعاية جزء لا يتجزأ من الحرب الثورية المعروفة في الزمن الماضي [زمن الحرب الباردة] .. و الكذب جزء لا يتجزأ من الدعاية التي عرفتها تلك الحرب .. دعاية لدولة أو لما يضادها ــ لكن في هذا العصر كل شيء تغير .. و من الحماقة الاستمرار بتبني مخلفات العصر الماضي .. حتى و إن كانت "مخلفات ثورية" ؛
* العمليات التي تجري ضد العدو ، و تتبناها جهة معينة لا يد لها فيها .. ثم يُكتشف أن تبنيها انعكس عليها سلبا .. و أن العدو هو من قام بها ليؤكد اتهامها .. فتكون الغبية المستحقة للفناء ! .
* العمليات التي تقوم بها على أرض العدو ، و تنتهي باستهداف عناصر محسوبة عليك [حتى و لو عن طريق الخطئ] .. كما القصف الحمساوي ضد اسرائيل أول الأمر في الأحداث الأخيرة .. راح ضحيتها بعض فلسطيني إسرائيل ! .
* الأخطاء التي حدثت .. و تحاول أن تلقي بها على العدو ، لكن بعد التحقيق أو التصوير الجوي يُكتشف أن الخطئ هو خطأها هي ؛ كما في بعض صواريخ حماس التي سقطت في قطاع غزة ذاتها .. و حاولت أن تربطها بإسرائيل إلا أن الأقمار الصناعية كشفتها .
* الاستخبارات و العمليات من مواقع محايدة لا حربية .. بهدف استغلالها إعلاميا على الصعيد الدولي لصالحها ؛ بعض المواقع المعنية بالمساعدات الانسانية داخل فلسطين كشفت أن حماس أمدت إسرائيل بمعلومات استخباراتية أحيانا و أحيانا مارست من ذات المواقع المحايدة عمليات عسكرية مباشرة .. الهدف منها أن تستهدف إسرائيل هذه المواقع بشكل عسكري .. لهدف أن تستغلها بشكل إعلامي "إنساني" لصالحها ! .

للكثير من اليساريين .. أطفالا و مراهقين و عجائز .. ذكرى منشودة من تلك المخلفات الماضية الثورية ، كل ذلك تغير .. لم يعد اليوم شيء يمكن أن يسمى حربا ثورية بالمعنى القديم ، كل المعادلات أختلفت .. بل كل الطبقات قد تغيرت .. المجتمعات لم تعد هي ذاتها التي عُرفت حتى 1971م ، على المستوى العربي صرنا نعرف ما يسمى "أقليات" ما كنا نسمع عنها من قبل من (( دروز .. أحباش .. علويين .. أكراد .. أمازيغ .. لوتية .. بهائيين .. و غير ذلك )) .. حتى "الشيعة" و "المسيحيين" من كنا لا نعرفهم إلا كأقلية .. هم واقعا أكثرية في بعض المناطق ، عدا عن جديد التجمعات العرقية و الإثنية في المنطقة العربية ! .


ــ من يملك الأرض ؛ في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هناك أمور يجب أخذها بالحسبان بعيدا عن الأحكام :
* أول الأمر كان الفلسطينيون الفلاحون في تعاملهم مع الأرض تعامل إقطاعي و شبه مشاعي .. في حين أن التعامل الإسرائيلي مع الأرض كان تعامل رأسمالي في الأغلب ؛ أي تعامل عقدي قانوني .
* في محاولات السلطة العثمانية و بعدها الإدارة البريطانية لفرز الأراضي و تسجيل الملكيات .. تجنب الفلسطينيون التسجيل الحقيقي الفعلي لسببين : (خوف من إلحاق أبنائهم في التجنيد الإجباري) و (خوف من فرض ضريبة أكثر مما هو مفروض عليهم) .. فكان إن تم تسجيل الكثير من الأراضي لإقطاعيي سكنة مدن سوريا و لبنان في الأغلب و بعض إقطاعيي فلسطين .. فكان البيع الذي يجري دون إطلاع أو تأييد الفلسطينيين أصحاب الأرض ! ــ من ثم مع سوء الوضع العام و اشتداد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إلى درجة ما .. كان يتم بيع مباشر بين بعض الفلسطينيين للإسرائيليين .. و جرى هذا البيع لأسباب اجتماعية اقتصادية أكثر منها سياسية ؛ رغم ظهور توافق ديني (إسلامي ـ مسيحي) مبارك لدى بعض الإقطاعيين الفلسطينيين المغذى بكراهية الأجنبي و الكراهية الدينية تجاه اليهود .. إلا أن حالات البيع كانت موجودة فعلا ، لذا لجأت القيادات الفلسطينية حينها إلى التصفية الفعلية بجانب المعنوية للمنخرطين في البيع ! .
* من الواجب هنا التأكيد على نقطة تتبناها بعض الأطراف على اختلاف موقعها من التطبيع ، الفلسطيني الذي باع أرضه .. لم يبع هويته ، حتى و إن تملك الأرض إسرائيلي لا يعني على الإطلاق أن الهوية جرى بيعها ؛ البيع تم في ظروف من التضييق التي دفعت ببعض الفلسطينيين للبيع .. إلا أن القيادة الفلسطينية لم تراع ذلك حينها فقامت بتصفتهم الجسدية بعد تصفيتهم المعنوية [بعد البيع و بعضهم قبل البيع !] ــ و للأسف صارت هذه "حجة" لبعض الحمقى المطبعين لتبرير تطبيعهم [أن بعض الفلسطينيين باعوا أرضهم !] ؛ و إن باعوا الأرض هل يعني أنهم باعوا أنفسهم أو ثقافتهم .. لنعد هنا إلى القضية بحكم كونها "الإنسان الفلسطيني" .. الإنسان العيني لا المجرد المثالي .. بعيدنا عن حمقى "المقاومة" و حمقى "التطبيع" .

ــ القيادة عن بعد ؛ ما إن علا صوت الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الأخير .. حتى بدأت أطراف "لا فلسطينية" تقطن في الخارج أو الداخل البعيدة عن دائرة الصراع الفعلية .. تسترسل بإقتراحاتها و نصائحها ! ؛ كونوا كـ"ـغاندي" سلميين لأقصى درجة ممكنة .. لا ، بل لترفعوا "السلاح" و لتكن "حربا ثورية" لا تبق و لا تذر .. لا ، كونوا براجماتيين .. استهدفوا المشاهير "الغربيين" و إياكم أن تقولوا عن القضية أنها عربية أو إسلامية .. لتكن قضية "إنسانية" ! ــ و رغم كل تلك النصائح .. ظهر التخبط واضحا .. فئة كثيرة اختزلت الموضوع في شكل عقائدي إسلامي "و لن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم" ! .. فئة حاوت و لا تزال أن تجعل الموضوع إنسانيا لصالح القضية الفلسطينية .. تحاول أن تجعل القضية الفلسطينية تمر من خلال ثقب إبرة "حي الشيخ جراح" ! .. تستحضر كل التاريخ السابق و التطورات الأخيرة من خلال "ثقب الإبرة" ! ، الحراك المدني مشروع .. لكن ماذا يصير إن تحول لاستغلال سياسي أحمق مع شروع "مقاومة" عسكرية هوجاء ؟! .

و هنا الأمر غير محصور بمن هم "لا فلسطينييون" أو بعيدون عن أرض الصراع الفعلية .. حتى "الفلسطينييون" من يزعمون مناصرة "القضية" بالتكالب على الأنظمة العربية و العالمية بحجة الوقوف مع "القضية" المتكيّفة مع هواه ! .

ــ إسرائيل كلب حراسة الإمبريالية في المنطقة ؛ كم نحتاج من الحماقة و العته لكي نصدق ذلك ؟! .. ألم يكن شاه إيران ينعت بنفس الوصف تقريبا ؟! .. ألم تقم الثورة ضده بمباركة "الدول الأمبريالية" ؟! .. ألم يحظ "روح الله الخميني" بحسن ضيافة فرنسا "الإمبريالية" ؟! ألم يبارك الفلاسفة و المفكرون الغربيون الما بعد حداثيون الخميني لكونه صاحب طريقة "ثالثة" لا هي رأسمالية و لا هي بشيوعية ؟! .. على الأقل مباركة ميشيل فوكو ــ القول بإن إسرائيل كلب حراسة الإمبريالية في المنطقة يدفعنا إلى ثلاث استنتاجات سريعة مترابطة :
# دول المنطقة .. المنطقة المحيطة بإسرائيل (مصر ، السعودية ، الأردن ، فلسطين ، سوريا ، لبنان ، قبرص) .. دول لها وزنها بالضد من الإمبريالية ؛ و ستبقى معاقة بوجود هذا الكلب ! .
# هذا "الكلب" لا يمكنه أن يتجاوز وضع "الكلب" .. لذا سيبقى دائما "كلب الإمبريالية" ! .
# الإمبريالية خالدة مخلدة ما بقيت الدول التي تحمل سمة الإمبريالية ! .


ــ إرادة التناقض ؛ هي تلك الإرادة التي تريد للوضع أن يكون عبارة عن طرفي نقيض .. طرفي نقيض "استقطابي" ؛ الرجل و المرأة و الطفل و البيت الذي يهلك في طرف لا يساوي الرجل و المرأة و الطفل و البيت الذي يهلك في طرف الآخر [و الاستقطاب التناقضي هنا لا يعتمل لمصلحة القطب بشكل متساوي لما يستقطبه .. فعلى المستوى العربي الهالك الفلسطيني أرقى و أعلى من الهالك اللبناني و السوري و العراقي و الليبي و اليمني و غيرهم !] ــ العلاقة بين المسألة الصهيونية و القضية الفلسطينية ليست علاقة تناقض أو تضاد ، و لكن أتباع "إرادة التناقض" تريدها كذلك .. من خلال المبالغة في الدعاية [سهولة التخوين و الإقصاء و الشتم] و القهر السياسي [من لا يكون معنا فهو ضدنا] و الإفراط في الإنغماس بالحدث [تجريبية "الأحاسيس/المشاعر"] .. إرادة التناقض شكل من أشكال العقائدية (الدوغمائية) .

ــ برودون مرة أخرى ؛ حاول برودون ذات مرة أن يحلق عاليا على حساب كل من البرجوازية و البروليتاريا .. لكنه أخفق ، من غير الكاف أن تساوي بين الطرفين .. من غير الكاف أن تبتدع طريقا ثالثة "وسطا" في محاولة كي ترضي الأطراف أو تعلو عليها [كما حاول ذات مرة القذافي ببدعته أو مزحته "إسراطين"] ، هنا لا ينفع التحليق في سماء المثال .. هنا لا ينفع إلا الحفر و النبش ــ الإنسان الفلسطيني الذي هو "القضية الفلسطينية" التي نرغب بها .. لا تستقيم دون الديموقراطية التي أقامتها "المسألة الصهيونية" في آخر المطاف ، هنا إذا الشعار يصاغ بالشكل التالي "ليكون الإنسان الفلسطيني على إسرائيل أن تكون" ! ؛ أو بعبارة أخرى "لتكون القضية الفلسطينية على المسألة الصهيونية أن تكون" ! .

ــ التأويل و الاصطناع ؛ يقول جان بودريار في مؤلفه "المصطنع و الاصطناع" :
# (( كل (...) الاحتمالات صحيحة في ذات الوقت ، و البحث عن دليل ، أي عن موضوعية الوقائع ، لا ينهي ضلال التأويل . و ذلك لأننا نعيش في منطق الاصطناع الذي لا علاقة له أبدا بمنطق الوقائع و نظام الأسباب . إن الاصطناع يتسم بأسبقية النموذج ، جميع النماذج ، على أدنى واقعة ـ النماذج هي هنا أمامنا من البدء ، و جريانها المداري ، يشكل ، كما هي الحال مع انفجار القنبلة ، الحقل المغناطيسي الفعلي للواقعة . إن هذا الإستباق ، هذه الأسبقية ، هذا الاختصار للطريق ، هذا الإلتباس بين الواقعة و نموذجها (...) هو الذي يفسح في المجال كل مرة لكل التأويلات الممكنة ، حتى لأكثر التأويلات تناقضا ـ و جميعها صحيحة بمعنى أن صحتها تكمن في تبادلها في دورة معممة ، على غرار النماذج التي تسبقها )) .

# كما و يقول : (( اليسار يقوم و من تلقاء ذاته بعمل اليمين . فضلا عن أنه من السذاجة العثور هنا على ضمير حي . لأن اليمين يقوم هو أيضا و بعفوية بعمل اليسار ، فكل فرضيات التلاعب قابلة للانعكاس في دوارة بلا نهاية )) .

فهل يمكن النظر لأقوال بودريار على أنها ملخص طبائع ما نعيشه اليوم على أبسط ما يكون ؟! .



#موسى_راكان_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شتات الصهيونية - كعب أخيل إسرائيل
- شتات الصهيونية الاحتلال
- شتات الصهيونية صهيوفوبيا المثقفين
- إنتليخيا الصراع الطبقي 1
- شتات الصهيونية - تعددية الواحد
- شتات الصهيونية - عنف التناقض
- شتات الصهيونية - ختان العقل
- شيء عن الإسلام في البحرين - رؤوس هيدرا
- شيء عن الإسلام في البحرين - جدد الشيعة و السنة الجدد
- شيء عن الإسلام في البحرين - دين جديد و إلحاد خبيث
- شيء عن الإسلام في البحرين - مذهب اللا مذهبية
- شيء عن الإسلام في البحرين - مقدمة
- شيء عن الديالكتيك
- -الماركسية و الفلسفة-
- الذكرى المئوية لثورة أكتوبر - (7/ تشظي الماركسية)
- الذكرى المئوية لثورة أكتوبر - (6/ إنهيار الرأسمالية)
- الذكرى المئوية لثورة أكتوبر - (5/ دكتاتورية البروليتاريا)
- الذكرى المئوية لثورة أكتوبر - (4/ أسماك ماركس)
- الذكرى المئوية لثورة أكتوبر - (3/ روجر بابسون : أنها البرجوا ...
- الذكرى المئوية لثورة أكتوبر - (2/ لعنة الديالكتيك)


المزيد.....




- مصدردبلوماسي إسرائيلي: أين بايدن؟ لماذا هو هادئ بينما من ال ...
- هاشتاغ -الغرب يدعم الشذوذ- يتصدر منصة -إكس- في العراق بعد بي ...
- رواية -قناع بلون السماء- لأسير فلسطيني تفوز بالجائزة العالمي ...
- رواية لسجين فلسطيني لدى إسرائيل تفوز بجائزة -بوكر- العربية
- الدوري الألماني: هبوط دارمشتات وشبح الهبوط يلاحق كولن وماينز ...
- الشرطة الأمريكية تعتقل المرشحة الرئاسية جيل ستاين في احتجاجا ...
- البيت الأبيض يكشف موقف بايدن من الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين ف ...
- السياسيون الفرنسيون ينتقدون تصريحات ماكرون حول استخدام الأسل ...
- هل ينجح نتنياهو بمنع صدور مذكرة للجنائية الدولية باعتقاله؟
- أنقرة: روسيا أنقذت تركيا من أزمة الطاقة التي عصفت بالغرب


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - موسى راكان موسى - شتات الصهيونية - لذة الخيانة