أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - موسى راكان موسى - شيء عن الإسلام في البحرين - دين جديد و إلحاد خبيث















المزيد.....

شيء عن الإسلام في البحرين - دين جديد و إلحاد خبيث


موسى راكان موسى

الحوار المتمدن-العدد: 5877 - 2018 / 5 / 19 - 04:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




الإسلام الجديد يتميّز باللا مذهبية ــ اللا مذهبية التي رأى البوطي أنها (( أخطر بدعة تهدد الشريعة الإسلامية )) ما هي إلا الإسلام الجديد ، فالتهديد هو : الدين الجديد و الإلحاد الخبيث .


الإسلام الجديد هو جديد من حيث السيادة و الهيمنة التي تبوأها إجتماعيا ، و رغم أن كثير من ملامحه تتشابه مع الإسلام المشهور حتى ليبدو أن الجديد ليس سوى امتداد للمشهور ، إلا أن الجديد يؤكد طابعه المُفارق للمشهور في عدد من النزعات المترابطة التالية :

* النزعة اللا مذهبية .
* النزعة الشعبية و الشعوبية .
* النزعة الحسية و المادية .


إذا فليست مسألة اللا مذهبية لوحدها ما يُميّز الإسلام الجديد عن المشهور ، فالنزعة الشعبية و الشعوبية تقهر الجانب العقائدي و الجانب الفقهي في الإسلام إذ تجبر على التبسيط و التسطيح حتى بات الابتذال السمة الغالبة على مجمل أطروحات ما يُسمى "الإسلام المعاصر" ؛ ففي حين كان الهدف (( التوسع )) القاعدي غابت (( الاستدامة )) القاعدية في الإسلام الجديد كدين ، فصارت الطائفة دينا في الدين الجديد ، كما أمسى الإلحاد بديلا "أبويا" و "عاطفيا" أكثر من كونه بديلا "عقلانيا" في المنطقة العربية بشكل عام ــ إلا أن هذا القهر للجانبين العقائدي و الفقهي توافق مع "بَرْوَزَة" الإسلام سياسيا ؛ هذا القهر يتماشى مع المسألة اللا مذهبية ، كما يتماشى مع النزوع الحسي و المادي .


لننتبه للآتي :
* (التفكّر في الإله) : (ممارسة دينية) .
* (عدم التفكّر في الإله) : (ممارسة إلحادية) .

و الآن لننتبه لهذا التحوّل :
* (عدم التفكّر في الإله) : (ممارسة دينية) .


رغم وجود نصوص و قصص "قديمة" تتعلق بقمع أسئلة من قبيل (ما/من هو الله) و (كيف هو الله) و غير ذلك من أسئلة ، إلا أنه يبقى قمع محدود و خجول مقارنة بالجو "التعددي" الثقافي و المذهبي الديني الذي كان مهيمنا و سائدا بمراكز الحكم في الزمن القديم [العصر الذهبي] ؛ مثلا ورد في الإخباريات أن الإمام مالك قال حين سُئل عن استواء الله على العرش (( الاستواء غير مجهول ، و الكيف غير معقول ، و الإيمان به واجب ، و السؤال عنه بدعة )) ، إلا أن ذلك لم يمنع السؤال أو البحث في ذاك الزمان ــ و هنا مثار مسألة حساسة في الإسلام الجديد و بشكل خاص في الوسط السني ، إذ أنه مع اللا مذهبية الدينية المُعتنقة إلا أنه يجري التعامل بإنتقائية مثيرة للعجب بين المذاهب ، إنتقائية رغم الزعم أنها إنتقائية "عقلانية" و "رشدية" إلا أنها تغازل "الهوى" ؛ يجب الإنتباه إلى أن في الوسط السني تكثر الإنتقائية حتى ليناقض بعضها بعضها [في مسألة الجهاد و الإرهاب يظهر تناقض الإنتقائيات بوضوح ساطع] .


التفكّر في الله أو الأمور الغيبية أو العقائدية هو في النهاية ممارسة دينية ، لكنها تفتح أبوابا مذهبية و توجد أبوابا أخرى جديدة دون الغفل عن تنشيط عناصر الفردنة و التفكير الحر ، إلا أنها في النهاية تبقى ممارسة دينية ، و النظر إلى عدم التفكّر على أنه هو الممارسة الدينية ليس إلا غلط ؛ يمكن ملاحظة كيف أن (( عدم التفكّر )) هذا مفيد في الإطار السياسي و الوحدة الجماعية للطائفة ، رغم أنه لا ديني .


من السهل الوقوع في حفرة إتهام الإسلام الجديد أنه هو هو ما يُسمى بـ"الإسلام السياسي" ، و كأن هناك إسلام لا سياسي ــ لكن الإسلام الجديد سياسيا يختلف عما كانه الإسلام المشهور سياسيا ، فنزعته الشعبية و الشعوبية خدمت توجهين يبدوان متضادين :

* الأول / التوجه التحرري الثوري (( الجهادي )) : و الجهاد هنا رغم تلبسه الروحانية و التطلع للدار الآخر إلا أنه مفرط في حسيّته و ماديته ، فهو يطلب نظام سلطوي وضعي [كل الثيوقراطيات هي في آخر المطاف وضعية علمانية] و دولة بحدود جغرافية أرضية ، حتى في ما يراه روحاني هو في الآن ذاته حسيّ مُتطرف ، فمشاعر الجهادي حسيّة متطرفة [هذا لا يعني حكما عليها بأنها نبيلة أو لا] ، و تطلعاته الآخروية هي دنيوية و مادية ؛ فإلى درجة كبيرة جدا كان للشيوعية و اليسار دور في هذا التوجه ، خصوصا أنهما اعتمدا على التحشيد الشعبي و الشعوبي [الأممي] ، دون الغفل عن الدور الريادي في القتال و الاستشهاد الانتحاري و البروباغندا للغوغائية .

* الثاني / التوجه المحافظ : استغلت الأنظمة العربية الحاكمة خاصة في دول الخليج الإسلام الجديد في مواجهة ضغوط الغرب للتحديث و إشاعة أساليب الحكم الديموقراطية ، فالإسلام الجديد لم يكن من فوق إلى أسفل بل العكس من أسفل إلى فوق ، فكان حجة لها أمام الغرب بكونها "الخصوصية المجتمعية" و "هذا ما يريده الشعب" بالإضافة إلى تجميل صورتها أمام الغرب نوعا ما ؛ كما لو أنها أرادت التحديث و الديموقراطية لكن الشعب هو من يرفض ذلك .


زعم البعض أن الدين يشهد إزدهارا و إنتعاشا من خلال الحكم على ظهور عدد من الشكليات و الممارسات المرتبطة بالدين ، بلا شك ستكون التغيّرات الشكلية في منطقة بالنسبة إلى شخص هو لها "أجنبي" مفزعة و دلالة على ردة أو صحوة دينية ؛ هذا الأجنبي ليس بالضرورة الغربي ، فحتى المثقف لم يختلف حاله عن حال الأجنبي ــ لم يكن الحجاب أو النقاب أو الدفة و غيرها يعني صحوة دينية ، كما لم يكن الإكثار من المآتم و المساجد دليل عودة إلى الدين ، حتى الصلاة ذاتها التي هي ركن من أركان الإسلام لم تكن تعني أن المصلي متدين ؛ هنا يجب الإشارة إلى أن الصلاة في الإسلام لها طابع مُتميّز ، فرغم تسميتها بـ(الصلاة) هي فعليا بعيدة عن مسماها ، فهي طقس يمارس فيه المرء حركات معينة و يقول كلمات معينة [في إطار الصلاة الجماعية تصير الصلاة طقس إجتماعي أكثر من كونه طقس ديني] ، و الدعاء هو وحده ما يصح تسميته صلاة ، لكن حتى الدعاء خضع لعملية ابتذال و تكرار حتى صار بعيدا عن معنى الصلاة .


و بقليل من التمعن في الشكليات و الممارسات المرتبطة بالدين ، من السهل ملاحظة أنها صارت حسيّة أكثر و مادية أكثر ، في المقابل أقل تجريدا و أقل روحانية ــ و لا يوجد ما هو أبسط و أوضح من شهر رمضان ليؤكد على حسيّة و مادية الإسلام الجديد ؛ صحيح أن كثير من رجال الدين يصيحون ضد هذه الحسيّة و المادية في رمضان ، إلا أنه يفوتهم أن هذا مرتبط بالإسلام الجديد ، فرمضان يجب أن يتميّز و طقوسه يجب أن تتميّز ، فالطعام و استهلاك الطعام في رمضان مختلف عن غيره ، حتى القرآن ذاته لم يسلم من الحسيّة [القرآن الملون] .


على الرغم من أن الإيمان يستحضر نقيضه الذي هو الإلحاد ، إلا أن الإسلام الجديد لم يكتف بإستحضار الإلحاد كنقيض ، الإسلام الجديد احتوى في ذاته إلحادا خاصا ، إلحادا ليس بواضح و لا بكامل ، إلحادا يَجُدُّ في السياسة و يهزل في الدين و يعزل الغيب ــ الإسلام الجديد وُجد كتعبير عن طائفة لا شرقية (شيوعية) و لا غربية (إمبريالية) ، مختلفا فهو حسي مادي و شعبي شعبوي و لا مذهبي ، من أسفل إلى أعلى ، و ربما أحسن الدكتور جابر قميحة وصفه حين قال :

إنّى رفضٌ ..
إنّى (( لا ))
خرجتْ في ظلمةِ ليلٍ خائنْ



#موسى_راكان_موسى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيء عن الإسلام في البحرين - مذهب اللا مذهبية
- شيء عن الإسلام في البحرين - مقدمة
- شيء عن الديالكتيك
- -الماركسية و الفلسفة-
- الذكرى المئوية لثورة أكتوبر - (7/ تشظي الماركسية)
- الذكرى المئوية لثورة أكتوبر - (6/ إنهيار الرأسمالية)
- الذكرى المئوية لثورة أكتوبر - (5/ دكتاتورية البروليتاريا)
- الذكرى المئوية لثورة أكتوبر - (4/ أسماك ماركس)
- الذكرى المئوية لثورة أكتوبر - (3/ روجر بابسون : أنها البرجوا ...
- الذكرى المئوية لثورة أكتوبر - (2/ لعنة الديالكتيك)
- الذكرى المئوية لثورة أكتوبر - (1/ كيف نقرأ الثورة ؟)
- افول الماركسية - ماركس بعد مئة سنة (7/أزمة الماركسية = تحقيق ...
- افول الماركسية - ماركس بعد مئة سنة (6/الإشتراكية المحققة)
- افول الماركسية - ماركس بعد مئة سنة (5/لينين الأرثوذكسي الوحي ...
- افول الماركسية - ماركس بعد مئة سنة (4/أورشليم الماركسية)
- افول الماركسية - ماركس بعد مئة سنة (3/فلسفة التاريخ الماركسي ...
- افول الماركسية - ماركس بعد مئة سنة (2/الماركسية ليست ثورة عل ...
- افول الماركسية - ماركس بعد مئة سنة (1/تمهيد)
- افول الماركسية - كلسن و نقد الماركسية (8/تناقض قاتل)
- افول الماركسية - كلسن و نقد الماركسية (7/الفوضوية و الماركسي ...


المزيد.....




- مجانية.. نزل تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل سات الان
- ثبت تردد قناة طيور الجنة الجديد على الأقمار الصناعية مجانًا ...
- ترامب ينشر صورة -مثيرة للجدل- بزي بابا الفاتيكان
- ترامب ينشر صورة له بلباس بابا الفاتيكان بعد -مزحة- أنه يرغب ...
- أحدث تردد قناة طيور الجنة للقمر الصناعي نايل سات 2025 “نزلها ...
- استعدادا لانتخاب بابا جديد... الفاتيكان يثبت المدخنة فوق سقف ...
- جهود سياسية - دينية لمنع تمدد -الفتنة الطائفية- من سوريا إلى ...
- ألمانيا.. زعيم يهودي يدعو لاتخاذ موقف حازم من حزب البديل من ...
- استعدادا لانتخاب بابا جديد.. شاهد لحظة تركيب المدخنة على سطح ...
- الغويري في بلا قيود: حظر جماعة الإخوان ليس موجهاً للعمل السا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - موسى راكان موسى - شيء عن الإسلام في البحرين - دين جديد و إلحاد خبيث