أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - موسى راكان موسى - شيء عن الإسلام في البحرين - رؤوس هيدرا














المزيد.....

شيء عن الإسلام في البحرين - رؤوس هيدرا


موسى راكان موسى

الحوار المتمدن-العدد: 5883 - 2018 / 5 / 25 - 03:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




الدين الرسمي ، الدين الشعبي ، الإيديولوجيات العضوية ، الإيديولوجيات الاعتباطية ، الفلسفة ، الحكمة الشعبية (فلكلور الفلسفة) ، هي مفاهيم طرحها غرامشي و حاول التمييز بينها في معرض تناوله قضايا المادية التاريخية ، و هذا البحث المعني بـ(( شيء عن الإسلام في البحرين )) هو محاولة لتجاوز الأطروحات اليسارية السطحية و الغوغائية المتعلقة بالإسلام ؛ فمنهج البحث هو المنهج المادي التاريخي .



تذكر الميثولوجيا الأغريقية (( هيدرا )) و هي كائن بتسعة رؤوس ، و كان على هرقل أن يقتله ضمن مهامه المُكلف بها ، في أول مواجهة كان الرأس الذي يقطعه هرقل ينمو مكانه رأسين ، فعمد هرقل فيما بعد إلى كَوي مكان الرأس المقطوع من الجسد بالنار حتى لا تنمو رؤوس مضاعفة بدل المقطوعة ، و هكذا نجح هرقل في مهمته هذه .



الحكمة الشعبية تمثل جسد (( هيدرا )) ، و الدين الشعبي و الإيديولوجيات العضوية جزء من الحكمة الشعبية ، و العلاقة بين الدين الشعبي و الإيديولوجيات العضوية ليست ثابتة ، فالإيديولوجيا العضوية تكون عضوية كلما كانت جزء من الحكمة الشعبية و إلا كانت إيديولوجيا اعتباطية ، و الإيديولوجيا العضوية ليست بالضرورة مرتبطة بالدين الشعبي ، لكن هناك إيديولوجيات عضوية مرتبطة بالدين الشعبي ؛ ميّز البحث بين الإسلام الجديد و الإسلام السياسي الجهادي ، نعم هناك متشابهات بينهما لكن أيضا هناك فرق بينهما و المتمثل في كون الأول تعبير عن دين شعبي و الثاني إيديولوجيات عضوية ، و لأنها عضوية فتمييزها عن الدين الشعبي ليس سهلا .


من الممكن أن يكون الدين الشعبي هو ذاته في مجتمعين مختلفين ، و أن لا تكون الإيديولوجيا العضوية هي ذاتها في المجتمعين ، ربما تكون الإيديولوجيا عضوية في مجتمع و في آخر تكون اعتباطية ؛ فمجتمعات كثيرة من ضمنها المجتمع البحريني دخل في الإسلام الجديد [الدين الشعبي] ، لكنها لم تتقبل فكر "الإخوان المسلمون" كما تقبلته غيرها من المجتمعات ، إذ مَثّل الفكر إيديولوجيا عضوية في بعض المجتمعات [مصر مثلا] و في مجتمعات أخرى إيديولوجيا اعتباطية [البحرين مثلا] .



فإذا كانت الحكمة الشعبية تمثل جسد (( هيدرا )) ، فما الذي يمثل رؤوسها ؟ .
الدين الرسمي ، الفلسفة ، الإيديولوجيات الاعتباطية ، هذه تمثل رؤوسها .



من المهم الإشارة إلى غلط البعض بمماثلة الحالة الأوروبية بالعربية فيما يتعلق بالدين الرسمي ، دور الكنيسة و رجال الدين المسيحيين مختلف تماما عن دور المسجد و رجال الدين المسلمين من منطلق اختلاف المجتمعات نفسها ؛ الدين الرسمي الأوروبي لعب دورا توفيقيا بين دين البسطاء و دين المثقفين ، هذا الدور التوفيقي كان سببا في القمع الديني و الإصلاح الديني ــ في البحرين لا يلعب الدين الرسمي في الواقع أي دور توفيقي ، و الغريب حقا أنه في أكثر من موقع أظهر الدين الرسمي إنهزامية غير مبررة ؛ لم يتحرك رجال الدين الرسمي في مواجهة الإسلام الجديد ، فبالإضافة لعزل الشيخ راشد المريخي عن المنبر كان الدين الرسمي يغازل الإسلام الجديد ، كما و أظهر المجلس الإسلامي العلمائي (الشيعي) تحديا واضحا للدين الرسمي في البلاد [و رغم حلّ المجلس إلا أن الدين الرسمي بقي خجولا أمامه حتى بعد الحلّ] .



بغض النظر عما يدله وضع الدين الرسمي في البحرين ، فهو يُبقي مساحة من الحرية ليست بهيّنة فيما يتعلق بالنقد الديني ؛ القمع الديني و المُتمثل في القانون تجريم (( إزدراء الأديان )) يُلجأ إليه في العادة كوسيلة ضغط لمصالح طائفية ، بالتالي فهو قمع طائفي أكثر من كونه في الحقيقة قمع ديني ، فما تعرض له الشيخين "جاسم السعيدي" و "محمد خالد" من رفع دعاوي و تحرك إجتماعي شيعي طائفي يوضح الأمر [و طال الأمر حتى الدكتور الجامعي منذر العياشي ، و أنتهى الأمر بإعتذاره] .



على الرغم من تهويل أدوار السلفية و الإخوان في البحرين ، إلا أن أدوارهم أقل بكثير جدا مما يُثار ، فالواقع أن الأفكار السلفية و الإخوانية في البحرين أيديولوجيات اعتباطية لا عضوية ، بينما دور الأفكار الشيعية الوفاقية [نسبة إلى جمعية الوفاق المُنحلة و فروعها المُنشقة] كبير جدا و مُخيف ، فهي أيديولوجيات عضوية ؛ فالسلطات في البحرين بقيّت تحابي و تهادن حتى أدركت [مُتأخرا جدا] أن المسألة الشيعية ليست مسألة مذهبية بل طائفية [سياسية] ، و نشهد منذ أحداث 2011 عملية قص مخالب الطائفية الشيعية في البحرين [مؤخرا (( أنذرت )) وزارة الداخلية البحرينية بيان أصدره الشيخ الغريفي مع أربع من مشايخ الشيعة يحوي مطالب سياسية] .



أما الفلسفة كنظام متكامل [و يعنينا هنا الفلسفة الدينية فقط] فهي في إختصاصيي رجال الدين الشيعة ظاهرة بارزة [بغض النظر عن النقد الموجه لها] ، بينما إختصاصيي رجال الدين السنة يندر إنخراطهم في الفلسفة [حتى في إنخراطهم هم مُتأخرين عن نظرائهم الشيعة] ؛ لكن فعليا تبقى الفلسفة غائبة عن الساحة ، و تنحصر في دروس جدا نادرة و متخصصة و بعيدة عن الدين الشعبي ، إذ تكون عن العرفان أو المنطق أو خصوصية مذهبية عميقة .



هذه هي (( هيدرا )) مع روؤسها في البحرين .



#موسى_راكان_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيء عن الإسلام في البحرين - جدد الشيعة و السنة الجدد
- شيء عن الإسلام في البحرين - دين جديد و إلحاد خبيث
- شيء عن الإسلام في البحرين - مذهب اللا مذهبية
- شيء عن الإسلام في البحرين - مقدمة
- شيء عن الديالكتيك
- -الماركسية و الفلسفة-
- الذكرى المئوية لثورة أكتوبر - (7/ تشظي الماركسية)
- الذكرى المئوية لثورة أكتوبر - (6/ إنهيار الرأسمالية)
- الذكرى المئوية لثورة أكتوبر - (5/ دكتاتورية البروليتاريا)
- الذكرى المئوية لثورة أكتوبر - (4/ أسماك ماركس)
- الذكرى المئوية لثورة أكتوبر - (3/ روجر بابسون : أنها البرجوا ...
- الذكرى المئوية لثورة أكتوبر - (2/ لعنة الديالكتيك)
- الذكرى المئوية لثورة أكتوبر - (1/ كيف نقرأ الثورة ؟)
- افول الماركسية - ماركس بعد مئة سنة (7/أزمة الماركسية = تحقيق ...
- افول الماركسية - ماركس بعد مئة سنة (6/الإشتراكية المحققة)
- افول الماركسية - ماركس بعد مئة سنة (5/لينين الأرثوذكسي الوحي ...
- افول الماركسية - ماركس بعد مئة سنة (4/أورشليم الماركسية)
- افول الماركسية - ماركس بعد مئة سنة (3/فلسفة التاريخ الماركسي ...
- افول الماركسية - ماركس بعد مئة سنة (2/الماركسية ليست ثورة عل ...
- افول الماركسية - ماركس بعد مئة سنة (1/تمهيد)


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - موسى راكان موسى - شيء عن الإسلام في البحرين - رؤوس هيدرا