أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميمون الواليدي - ألعاب الجوع والقبة المثقوبة !














المزيد.....

ألعاب الجوع والقبة المثقوبة !


ميمون الواليدي

الحوار المتمدن-العدد: 6896 - 2021 / 5 / 12 - 04:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"ألعاب الجوع" و "القبة المثقوبة" !
لا شك أنكم تتذكرون فيلم "ألعاب الجوع" للمخرج غاري روس الذي تلعب فيه جنيفر لاورونس دور البطولة. تحفة الفنطازيا الرائعة هذه والتي تصور عالما ديستوبيا شبيها بعوالم جورج اورويل، تذكرني دائما بما يحدث في فلسطين. وفي الأيام الأخيرة، أشعر فعلا وكأن الكثير من أحداث الفيلم هي أحداث طبق الأصل لما يجري على الأراضي المحتلة.
يصور الفيلم أحداثا متخيلة لعالم تسيطرة عليه أقلية -بيضاء اساسا- متمركزة في الكابتول/ العاصمة، تستمتع بالخيرات وتستغل وتضطهد وتعاقب المقاطعات الإثنا عشر الواقعة في الضواحي لأنها حاولت الثورة في عهد سابق.
ما الذي يحدث في فلسطين غير تمترس أقلية بيضاء، قادمة من أوروبا الشرقية وغيرها، في تل أبيب لنهب المياه واستغلال الأراضي والاستمتاع في الملاهي الليلية الشبيهة بملاهي الكابتول التي أعدتها إدارة الرئيس سنو للسكان الذين كلما شبعوا، تناولوا شرابا يسبب القيء حتى يتمكنوا من الاستمرار في الأكل ؟ بينما يتم استغلال الفلاشا والعمال الأجانب وفلسطينيو 48 والعمال الفلسطينيين لتوفير الراحة للبيض مقابل اضطهاد باقي المقاطعات/ المناطق بالقدس والضفة وقطاع غزة لأن سكانها رفضوا الوضع ورفضوا الكيان (الكابتول في فيلم ألعاب الجوع) وثاروا عليه من البداية.
لإلهاء سكان المقاطعات وإبعادهم عن أي إمكانية للوحدة والتفكير في التمرد، يعمد نظام الكابتول لتنظيم ألعاب سنوية تدعى "ألعاب الجوع" يتقاتل فيها أبناء المقاطعات الإثنا عشر وتنقل على الشاشات لتستمتع بها الأولغارشيا السائدة.
في فلسطين، عمد نظام الفصل العنصري ومخابراته إلى خلق ما يشبه ألعاب الجوع من خلال محاصرة الفلسطينيين وتجويعهم ومن خلال إذكاء الاقتتال الفصائلي، حيث يقاتل الأخ أخاه تحت ظروف القصف والحصار والجوع عوض التوحد لإسقاط المضطهد!
وكما في ألعاب الجوع، فإن الإعلام ينقل كل صغيرة وكبيرة عن اقتتال الإخوة، وتعمد كل وسيلة إعلامية لدعم هذا ضد ذاك وتشجيه هذا ضد ذلك حسب ما يملى عليها. واذا علمنا أن الصهيونية تتحكم في أجهزة الإعلام العالمية بما فيها أجهزة الإعلام بالمنطقة، نفهم تعامل هذا الإعلام بأسلوب يشبه القناة الناقلة لألعاب الجوع، وكل ذلك لإطالة أمد الاقتتال وتوفير الراحة والطمأنينة والمتعة للصهاينة.
في عالم ألعاب الجوع، لا حول ولا قوة للمقاتلين الذين يلقى بهم في الغابات والفيافي. ولأن الأخبار تصل للعالم أولا بأول، فإنه يسمح "للرعاة" أن يدعموا أي مقاتل يرونه مناسبا لهم أو يتعاطفون معه، فيرسلون له الأكل أو الدواء أو خلافه. طبعا هؤلاء الداعمون لهم مصالح معينه، فهم لا يدعمون من أجل الدعم.
في فلسطين أيضا، لا حول ولا قوة للمقاتلين، فالدعم الوحيد الذي يحصلون عليه يأتي من الخارج عن طريق الأنفاق والقوارب كما يسقط الدعم بالمظلات في فيلم ألعاب الجوع.
هنا أيضا، الدعم غير مجاني، فالداعمون لهم ايديولوجيات ومصالح سياسية وأجندات خاصة، وهذا هو الواقع الموضوعي الذي لا مكان فيه للعواطف والبكائيات.
من شاهد فيلم ألعاب الجوع، يشعر بالسعادة والتعاطف عندما تحصل كاتنيس أبردين (بطلة الفيلم) على عبوة دواء أو علبة حساء دون الاهتمام بمن أرسلها، فالمهم بالنسبة للمشاهد أن تحصل المقاتلة على ما يساعدها على مواجهة نظام الفصل العنصري للكابتول.
كذلك يحصل في علاقتنا بأخبار المقاومة، لا يهمنا من أين يأتي الدعم للمقاتلين وفصائلهم، ما يهمنا هو أن يصل هذا الدعم لتستمر الشعلة ويستمر القتال.
اختار سكان المقاطعات في فيلم ألعاب الجوع الطائر المغرد رمزا لانتفاضتهم ضد نظام سنو، بينما اختار الفلسطينيون رموزا عديدة في انتظار وحدة شبيهة بوحدة المقاطعات. ولو كنت فلسطينيا وطلب مني الاختيار لاخترت حنضلة رمزا بدون تردد.
في الجزء الثالث من الفيلم، نكتشف أن حلبة القتال محمية بقبة كهرمغناطيسية لا يمكن اختراقها، لكن كاتنيس أبردين ورفاقها تمكنوا من اختراقها وتدميرها بالاعتماد على نبال بسيطة وحبل نحاسي رخيص.
هذا ما يحدث للبعبع المسمى القبة الحديدية بصواريخ صغيرة ومصنعة محليا في غزة، تم إثبات زيف ادعاءات نظام الفصل العنصري وثقب القبة إن لم تكن مثقوبة أصلا، واستحالت "غربالا" تخترقه كل أنواع القذائف.
في النهاية تمكن سكان المقاطعات من إنهاء نظام الأخ الأكبر سنو، وأنا على يقين أن كل الفلسطينيين ومقاوميهم شاهدوا الثلاثية الرائعة وكلهم امل في قرب إنهاء نظام الأخ الأكبر الصهيوني !
ميمون الواليدي بتاريخ 11 ماي 2021



#ميمون_الواليدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمازيغية والصراع الطبقي
- قراءة الرواية أمر جيد، ولكن .....
- إنتصار -التضبيع- يؤدي إلى التطبيع، ردا على -مقال- -إنتصار ال ...
- مرادونا وإيفا بيرون، أو no cry for me Argentina. مرة أخرى !
- المقامة الشرقاوية
- النهج والدجاج وتقرير المصير !
- في الوطنية والأوطان !
- المقامة الأمزازية
- الإنتخابات الأمريكية والصراع حول لقب -أفضل قاتل- !
- حمار للبيع، أو حمار أغبالة مرة أخرى !
- قصيدة من يدري ؟
- عن قضية الرعاة والمزارعين !
- لقد قاطعنا فرنسا الحقيقية من زمان !
- إسلامي، إسلام تيغسالين !
- إنكشارية الأتراك ولاليجو فرانسيس، أو حرب اللقطاء !
- سلسلة شاهد على زمن الحسن الثاني: الحلقة 2 -وكان كرشه على الن ...
- شاهد على زمن الحسن الثاني. الحلقة 1: عيد العرش أحسن من العيد ...
- فيروز ليست ألكسندرا كولونتاي !
- تعليم في الحضيض ومستشفيات كالمسالخ !
- المقامة الرمضانية


المزيد.....




- مقتل وإصابة أكثر من 59 فلسطينياً في استهداف إسرائيلي لاستراح ...
- بعد أن هتفت ضد إسرائيل في مهرجان ضخم... الولايات المتحدة تمن ...
- تونس: السجن لعامين بحق المحامية سنية الدهماني التي انتقدت -م ...
- روسيا تسيطر على أول قرية في دنيبروبيتروفسك
- كيف تلطخ -مصايد الموت- في غزة أكياس الطحين بالدم؟
- بعد سنوات من الخلافات.. قبرص تعتزم دعوة أردوغان للمشاركة في ...
- إيران تعلن ارتفاع ضحايا الهجوم الإسرائيلي وتهدد بالرد على أي ...
- نيوزويك: من يقف وراء نصب الكمين لرجال الإطفاء بولاية أيداهو؟ ...
- ثاني وزير في الكاميرون يعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية
- فرنسا ومدغشقر تبحثان حل نزاع الجزر المتناثرة


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميمون الواليدي - ألعاب الجوع والقبة المثقوبة !