أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالستار رمضان - حافظ على نفسك!














المزيد.....

حافظ على نفسك!


عبدالستار رمضان
قاضي مدعي عام

(Abdel Sattar M. Ramadan)


الحوار المتمدن-العدد: 6868 - 2021 / 4 / 13 - 16:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أدري ان كنت سأتمكن من تسجيل الكلمات والافكار التي تتزاحم في نفسي وانا مريض لأكثر من ثلاثة أسابيع بعد اصابتي بفيروس كورونا، وحتى لو سجلت ما يدور فيها من الافكار والامنيات والتوقعات التي سرعان ما تتهاوى كلها مع صعوبة التنفس واستنشاق الهواء وفقدان حواس الشم والطعم وآلام لا حدود ولا وصف لها في كل انحاء الجسم المُنهك، فلا يعرف شدة وقساوة اي مرض او وضع صعب الاّ المريض، لكن آلام كورونا يشاركك فيها الكثيرون، ربما لانهم اصيبوا بها او الخوف والخشية من الاخبار التي تنقل الينا كل يوم رحيل وفقدان الكثير من الناس الذين نعرفهم او لا نعرفهم والذين يتحولون الى ارقام في قائمة الضحايا.
يا ترى هل يمد الله في عمري كي أنشر هذه الاسطر في مقال او منشور على وسائل التواصل؟، وماذا ستكون ردود افعال او صدى هذه الكلمات على الناس الذين يعرفوني او لا يعرفوني؟، على الذين أحببتهم واحبوني وهو يمطروني كل يوم بل كل ساعة بالرسائل والاتصالات والاستفسار عن صحتي واحوالي.
كثيرة هي الامنيات والافكار التي مرت كالبرق وبعضها استقر في اعماق النفس حالي كحال الملايين الذين اصيبوا، وكانت حالاتهم مختلفة للاستجابة للعلاج او تعرضهم للمضاعفات حسب مناعاتهم وظروفهم، وقبل كل شئ لطف الله ورحمته بهم.
حافظ على نفسك اقولها لكل من يقرأ هذه الكلمات لان الله انعم علينا بأعظم النعم واجلها، الصحة والعافية التي لا يمكن شراؤها او تعويضها بكل القوة والجاه والنفوذ والمنصب وهما لا يُقدران بثمن، فكل المواضيع والخطط التي وضعتها في حياتك لا فائدة منها وانت مريض، فالشئ الوحيد الذي يمكن ان يغير او يقلل من معاناتك ومخاوفك وزهدك بكل ما تمتلكه او ما كنت تأمل امتلاكه او الوصول اليه لا قيمة له وانت مريض، ولا تحتاج الّا الى (العفو والعافية) لهذا كان وسيبقى هذا الدعاء الاكثر صدقا وتداولا بين المرضى والاصحاء الى يوم الدين، لانه مع غياب العافية لا تحتاج الّا العفو من الله ومن الناس بل وجميع المخلوقات الذين ربما ظلمتهم اواثرت عليهم بتصرف او كلمة اواشارة.
حافظ على نفسك من اجل اهلك واحبائك ومن حولك من الناس، وقبلهم نفسك من اجل تعود الى الحياة بنفس جديدة تلوثت بالكثير من المظاهر والاوهام والسخافات التي نسميها ضرورات الحياة، فعندما تكون مريضاً لم يعد مهما اي شئ..لا المواعيد ولا المناقشات ولامتابعة الاخبار ولا كل الاشياء التي نُشغل بها انفسنا ونعتقد انها مهمة وهي تضغط على اعصابنا وتلعب بحياتنا كما تريد ونحن في كامل صحتنا.
ان أكثر ما اوجعني وآلمني حتى اكثر من اوجاع كورونا نظرة العوز والعجز لبعض المرضى مع ذويهم وبعضهم لا يقدر على اجراء الفحص المختبري والاشعة والمفراس وغيرها من الطلبات التي يكثر بعض الاطباء في تسجيلها قبل تحديد الدواء الذي ترتفع اسعاره في الصيدليات.
غداَ ماذا يقول المسؤولون في بلادنا لربهم وهم عاجزون عن توفير الفحوصات والعلاجات للكثير من الناس الذين لا يملك الكثير منهم قوت يومه لانه اما عاجز او عاطل او يتيم او ارملة او مطلقة مع استمرار ايام الحظر والتجوال، وهو ما يدعونا الى الطلب من الجهات الحكومية والمنظمات الخيرية الى ضرورة مساعدة الطبقات الفقيرة والتي لا تمتلك اي راتب او وسيلة للعيش بتأمين نفقات معيشتهم من الطعام والايجار والمستلزمات اليومية وصرف مبالغ محددة لهم قبل ان يقعوا فريسة هذا الوباء وبعده.
هذا الوباء عابر للحدود ولا يعرف صغيرا او كبيرا او غنيا او فقيرا او رياضيا او عليلا فهو كالموت ربما يزور الجميع من غير موعد لكن يبقى الحفاظ على نفسك والالتزام بالتعليمات والتباعد والتوكل على الله الذي سلمت أمري له للذي لا يغفل ولا ينام والدُعَاء الذي نحتاجه جميعا لمن تعرف او تُحب فهو خيرٌ من ألفِ عنآق.



#عبدالستار_رمضان (هاشتاغ)       Abdel__Sattar_M._Ramadan#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعرف حدودك!
- الاعدام وحده لايكفي!
- التنظيم القانوني للرقابة الدولية على الانتخابات
- رؤية قانونية في الرقابة الدولية على الانتخابات
- رؤية قانونية في النزاهة الانتخابية
- إمّا ..أو
- قانون العجزالعراقي من الملك فيصل الاول الى مناشدة الحداد
- ترايدن
- الى متى يبقى مصير هؤلاء مجهولاً؟!
- كل شئ يحتاج الى مراجعة!
- مواجهة كورونا بين التهوين والتهويل!
- كورونا حرب عالمية جديدة!
- التكليف الثالث والحكومة العراقية القادمة
- كورونا والعفو عن السجناء
- رؤية قانونية في الجلسة الاستثنائية لمجلس النواب
- محنة القضاء والادعاء العام في العراق واقليم كوردستان
- حكومة تصريف الاعمال وانتهاك الدستور
- في العراق فقط مزدوجو الوظيفة وثلاثيو ورباعيو الرواتب!
- تكتك الشعب وتكتيك السياسيين!
- أمنستي وحكومة الاكسباير!


المزيد.....




- أول زيارة لرئيس فرنسي منذ 2008.. شاهد استقبال ويليام وكيت لم ...
- حرائق كبرى في جنوب فرنسا وفي إقليم كتالونيا الإسباني
- إسرائيل تخطط لإنشاء مدينة -إنسانية- جديدة في رفح!!
- -بألم كبير-.. هكذا تتفاعل الجالية العربية في لوس أنجلس مع ما ...
- العراق.. طفل يجهز منظومة طاقة شمسية لتوليد الكهرباء!
- حريق سنترال رمسيس بمصر.. إليكم الصور مع التفاصيل الكاملة وآخ ...
- خلال اجتماعه مع ترامب.. نتنياهو: للفلسطينيين الحق بالتمتع بس ...
- الكويت.. ضبط مواطن يروج ويشارك بأنشطة قمار على -سناب شات-
- عرضٌ لم يُقبل: حين اقترح صدام حسين اغتيال الخميني وشاه إيران ...
- غزة: مقابرُ امتلأت عن آخرها.. والفلسطينيون يواجهون مشقة دفن ...


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالستار رمضان - حافظ على نفسك!