أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - عبير سويكت - اثيوبيا الطموحة القوة الصاعدة أثر و تأثير سد النهضة على المنطقة 1-3















المزيد.....

اثيوبيا الطموحة القوة الصاعدة أثر و تأثير سد النهضة على المنطقة 1-3


عبير سويكت

الحوار المتمدن-العدد: 6867 - 2021 / 4 / 12 - 19:35
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


الجزء الأول


سد النهضة القضية التى شغلت الساحة السياسية السودانية و المصرية على حدٍ سواء، و أصبحت الأكثر إثارة للجدل ، فقد كانت الفكرةحية فى الذهن الأثيوبي منذ سنين ، و لكن بدأ الأخطار بها فى يناير 2011، و فى 2 أبريل 2011 وضع الرئيس الأثيوبي السابق ميليسزناوي حجر الأساس ، و كان قد عرف عنه تحمسه الشديد لإنشاء السد و صرامة مواقفه تجاه اى رأى مخالف او ناقد للمشروع، و الشئبالشئ يذكر فحادثة سجن الصحفي الإثيوبي ريوت أليمو في يونيو 2011 بعد أن "طرح الكثير من الأسئلة" حول سد النهضة خير أنموذج،كذلك موظفو منظمة الأنهار الدولية الذين تلقوا العديد من التهديدات بالقتل آنذاك، بالاضافة لتصريحات زيناوي و وصفه المعارضينللمشروع "المتطرفين على الحدود مع المجرمين" في مؤتمر للجمعية الدولية للطاقة الكهرومائية (IHA) في أديس أبابا في أبريل 2011 ، والحادثة الشهيرة المشبوهة اغتيال كبير مهندسي سد النهضة سيميجنيو بيكيلي ، في يوليو 2018 ، حيث وجد ميتًا متأثرًا بعيار ناري داخلسيارة متوقفة بالقرب من ساحة مزدحمة في العاصمة الإثيوبية .

أهداف السد كما هو معلن عنها من الجانب الاثيوبى دعم التنمية الاقتصادية، و الإرادة السياسية الراسخة في منظور مؤيد للاستقلالبالقرار من مصر و السودان، كما ترغب الحكومة الإثيوبية في إنتاج طاقة كهرومائية متجددة تعادل 6000 ميغاوات و تزويد بلدها بالطاقة،موضحين ان حوالى 60 ٪ من السكان الإثيوبيين حاليًا لا يتمتعون بإمكانية الوصول المباشر إلى الكهرباء، أيضاً تهدف لتصدير هذه الطاقةحتى تصبح مورد للدولة والمشترين من القطاع الخاص ، الأمر الذى يضمن في نفس الوقت دخلاً هامًا من العملات الأجنبية، كذلك لدىأثيوبيا طموحات اكبر غير التى معلن عنها رسميًا .

لكن من جانب أخر ما زالت الترسبات و الغبن التاريخى موجود، فأثيوبيا تريد تعويض نفسها بأثر رجعى، حيث يرى الأثيوبيون بأن أثيوبيالطالما كانت مستبعدة من جميع قرارات النيل المهمة (الأبيض والأزرق)، معتبرين هذا الشعور القوي أنه نتاج حقيقة تاريخية بموجب عدةأحداث على سبيل المثال لا الحصر :
فى عام 1902 ، أصدرت بريطانيا العظمى بندًا إقليميًا يحظر على إثيوبيا القيام بأي نشاط على الإطلاق في النيل الأزرق دونموافقتها، وبالمثل ، في عام 1925 ، شاركت إيطاليا وبريطانيا العظمى في استخدام المياه ، دون إشراك الإثيوبيين في المداولات.
في عامي 1929 و 1959 ، توصلت مصر والسودان إلى اتفاق لتقاسم النيل الأبيض ، مرة أخرى دون دعوة إثيوبيا إلى طاولةالمفاوضات ، و تمثل هذا التحالف المصري السوداني فى سد أسوان الكبير، وهكذا و بهذا الشكل يعتبر الأثيوبيون أن مصر قامتبتطبيع نفوذها على نهر النيل ، خارج أي نهج شامل على حد وصفهم ، لدرجة اعتبار أن النهر الذي يبلغ طوله 6700 كيلومتر هو"مستحق لمصر".
يتذكر كذلك الأثيوبين في عام 2013 ، خطاب رئيس مصر السابق محمد مرسي الذي دعا فيه إلى تدمير السد بالوسائل العسكرية،ثم برر هذا بمبدأ "الحقوق التاريخية" فيما راى فيه الأثيوبيين خطاب عدواني مستفز .
تعتبر أثيوبيا بـ "المنطق التاريخي" أن مصر استخدمت النيل الأزرق لألفي عام .

و من المعروف ان الدولتين على حد سواء لم توقعا على اتفاقيتي هلسنكي (1996) ونيويورك (1997) ، و عليه فإن محاولة استيلاء اي منالطرفين على المياه غير الصالحة للملاحة من خلال التذرع بـ "الحقوق التاريخية" يتعارض مع القانون الدولي الذي تستند إليه المنظماتالدولية ، وهو بالتالي لا يعترف بأي حال من الاحوال بالحقوق التاريخية المزعومة .

يرى كذلك الأثيوبين أنهم لم يكونوا يومًا ما جزءا من القرار، و يشيرون الى ان التقارب التاريخى بين مصر و السودان حول القراراتالمصيرية موثق، مستشهدين بأن السودان في عام 2009 عندما قام ببناء خزان مروي كان بدعم من مصر، وبالمثل لم يكن لدى مصرأي شكوى عندما شرع السودان في إنشاء أربعة خزانات بين الخرطوم وأسوان و وصف الأثيوبيون ذلك بالتواطؤ المتكرر و بتكتل"عربي" موحد ضد بلادهم ونيلهم الأزرق على حد تعبيرهم ، مؤكدين على ان العداء المصري تجاه إثيوبيا "يعيد تنشيط صراعالتفوق بين أقدم دولتين في شمال شرق إفريقيا ، واحدة في منبع النيل والأخرى في الدلتا .

يُشار الى أن تاريخيًا الولايات المتحدة هى من حددت موقع السد خلال دراسة أجريت بين عامي 1956 و 1964 ، في منطقة بني شنقولحيث يمكن الاحتفاظ بمياه النيل الأزرق ، أحد روافد النيل الرئيسية، و بدأ تشييد المبنى في أبريل 2011، وكان من المقرر في البداية أنيكتمل في عام 2017، لكن لاسباب صنفت بعيوب العمل حالت دون ذلك التوقيت ، و حُدد أكتمال الهيكلة النهائية عام 2023 .
سد النهضة يعتبر الآن ثاني أكبر سد في إفريقيا من حيث الحجم (خلف سد أسوان في مصر) ، وأكبر محطة للطاقة الكهرومائية فيالقارة، أبعادها 155 م ارتفاع (ما يعادل ارتفاع مبنى من 45 طابقا) ، 1780 م من ناحية الطول، وبحيرة خزان بسعة 74 مليار م 3 ، مايعادل تقريبا بحيرة جنيف ، أكبر بحيرة في أوروبا الغربية.

حسب تصريحات السلطات الإثيوبية وصلت تكلفته حوا ( 4.8 مليار دولار) حوالى 5 مليار، أو بمعنى اخر كلف السد 15 ٪ من الناتجالمحلي الإجمالي للبلاد في عام 2011 عندما تم وضع الحجر الأول للسد، فى ذات الوقت قدر بعض المهندسين بأن التكلفة أعلى مما صرحتبه إثيوبيا، و قد أوكلت عملية البناء للشركة
Salini Costruttori الإيطالية


مما لا شك فيه ان سد النهضة سيعود على بلد المنشأ(أثيوبيا) بمنافع كثيرة من حيث توليد 15000 قيقاوات ساعة ، و تعزيز موقعهاالإقتصادى، و الجيوسياسي ،و الموقف الامنى، و التفاوضي.
لكن فى ذات الوقت أدخلها فى خلاف مع السودان و صراع كامل الدسم مع مصر ، اثيوبيا "صين أفريقيا" او "القوة الصاعدة فىأفريقيا"، لديها مواقف وصفت بالأحادية و المتعنتة ، و لكن لم يحيدها ذلك عن طموحاتها فهى ترى في سد النهضة وسيلة لتنوير عشراتالملايين من الأسر الحضرية والريفية، ودعم تنميتها الاقتصادية ، التي تعتمد حاليًا على صادراتها من البن والذهب ، محطتا توليد الكهرباءفي سد النهضة ، المجهزتان لتوليد 6450 ميغاوات ، أو أكثر بثلاث مرات من سد أسوان ، ستجعلان من الممكن تلبية جميع الاحتياجاتالوطنية، بل وأفضل من ذلك ، خلال موسم الأمطار ستمنح إثيوبيا الفرصة لبيع الكهرباء الزائدة (المقدرة بـ 2000 ميغاوات) إلى البلدانالمجاورة مثل السودان وجيبوتي، فعندما يعمل السد بكامل طاقته ، تصبح اثيوبيا أكبر مصدر للطاقة في إفريقيا .

السؤال الذى يطرح نفسه ماذا عن مصر و السودان ؟و أثر و تاثير سد النهضة عليهما؟

تابعونا للرد على هذا السؤال و للمقال بقية



#عبير_سويكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكثير المثير حول حلايب تحت المجهر تصريحات وزيرة الخارجية ال ...
- مؤتمر باريس لدعم النهضة الإقتصادية فى السودان
- ضحايا ثورة ديسمبر المجيدة لا بواكى لهم فارس محمد عثمان أنموذ ...
- المحكمة الجنائية الدولية و امريكا فى قفص الاتهام 4-2
- محكمة الجنائيات الدولية أداةٌ سياسية كيدية مُستغلة ام عدالة ...
- السودان بين مطرقة القحاتة و سندان الكيزان(شعوبية العصر العبا ...
- الرحيل المؤلم
- ذكرى رحيل الحوت القامة فنان الصمود سلاما عليك يوم ولدت و يوم ...
- الإمارات و الاتفاقية الإبراهيمية هل هو -عدوان ثلاثى -تطبيع ب ...
- ما اشبه اليوم بالأمس د.القراى و لوحة مايكل أنجلو و طه حسين و ...
- التشكيلة الحكومية نتمناها على نهج اجعلنى على خزائن الأرض إنى ...
- التشكيلة الحكومية نتمناها على نهج اجعلنى على خزائن الأرض إنى ...
- قراءة ما وراء السطور حول الإتفاقية الإبراهيمية بين ظفرين الإ ...
- قراءة ما وراء السطور حول الإتفاقية الإبراهيمية فى السودان ال ...
- قوى الظلام و ضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد
- ما وراء قرار حمدوك تجميد المناهج(يا بنى إذا بُليت بهذا الداء ...
- قراءة إقتصادية فى موازنة 2021
- معركة المناهج فى السودان خفايا و خبايا، ما بين أئمة السلطان ...
- معركة دكتور عمر القراى مع علماء السلطان المتوجهين من دعارة د ...
- عيسى عليه السلام إبن البكر البتول موضعه و موقعه فى الإسلام .


المزيد.....




- ميدل إيست آي: يجب توثيق تعذيب الفلسطينيين من أجل محاسبة الاح ...
- بعد اتهامه بالتخلي عنهم.. أهالي الجنود الأسرى في قطاع غزة يل ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمركز الوطني لحقوق الإنسان حول اس ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة لمركز عدالة لدراسات حقوق الإنسان ح ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمنظمة العربية لحقوق الإنسان حول ...
- هايتي: الأمم المتحدة تدعو إلى تطبيق حظر الأسلحة بشكل أكثر فا ...
- قبيل لقائهم نتنياهو.. أهالي الجنود الإسرائيليين الأسرى: تعرض ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم تركيا بالترحيل غير القانوني إلى شمال س ...
- بسبب المجاعة.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان يرفع حصيلة ضحايا ...
- الأمم المتحدة تحذر: الوقت ينفد ولا بديل عن إغاثة غزة برا


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - عبير سويكت - اثيوبيا الطموحة القوة الصاعدة أثر و تأثير سد النهضة على المنطقة 1-3