أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبير سويكت - قراءة إقتصادية فى موازنة 2021















المزيد.....

قراءة إقتصادية فى موازنة 2021


عبير سويكت

الحوار المتمدن-العدد: 6780 - 2021 / 1 / 6 - 10:41
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


بلا عنوان



عبير المجمر(سويكت)

موازنة 2021 التى كشفت عن زيادة في الإيرادات، وعجز أقل مقارنةً بموازنة العام السابق، دار حولها جدل كبير و وصفها البعض بانها تعتمد بشكل كبير على الدعم الخارجى و المنح ، و تطبق وصفات و روشتات صندوق النقد الدولي .
فى ذات الوقت رأى البعض انها تهدف لتحقيق معدل نمو موجب للناتج المحلي الإجمالي، وتخفيض نسبة العجز الكلي، في الحدود الآمنة.

و يحضرنى فى ذات السياق انه إبان المؤتمر الإقتصادى السودانى الذى كنت حضوراً فيه حدث جدل و خلاف و اختلاف كبير حول موضوع“ترشيد الدعم “الذى وصفه البعض بأنه أسم الدلع ل “رفع الدعم “مصطلح إقتصادى طرحه عادةً ما يثير الجدل و انقسام الاصوات الشعبية ما بين مؤيد و رافض فى بلدان العالم الثالث النامية .
المعلوم ان احد أسباب انطلاق شرارة ثورة ديسمبر المجيدة الضائقة المعيشية الناتجة عن تأزم الوضع الإقتصادى فى البلاد آنذاك حيث شهدت البلاد صفوف الخبز و البنزين و إنعدام السيولة و الأدوية الضرورية و المنقذة للحياة …الخ .
و المعروف ان النظام البائد كان قد لوح مرارًا و تكرارًا بعصا رفع الدعم لإصلاح الوضع الإقتصادى و يتذكر الشعب السودانى جيدا مقولة رئيس الوزراء السابق معتز موسى :(“أنا لن أدعم البنزين أو الجاز لمواطن راكب لاندكروزر سعره 8 مليارات جنيه”)
لكن الحكومة البائدة كانت تتراجع من فينة لأخرى عن قرارتها خوفًا من عاقبة رفع الدعم و انتفاضة الشارع السودانى، و مخاطر إحتشاد مظاهرات و احتجاجات قد تؤدى إلى إسقاط النظام ، و ذاكرة التاريخ تذكر نصح صحفيى النظام المبائد لمعتز موسى قائلين:(“الإعلان عن رفع الدعم سيطيح بالنظام دون الحاجة لتجمع مهنيين او وهميين”)على حد وصفهم آنذاك.
الدعم فى الأساس هو عبارة عن مساعدة مالية تسخرها الدولة لدعم سلع أساسية ضرورية، او خدمات ،او قطاعات إنتاجية حتى تصبح فى متناول الفئات ذات الدخل المحدود و الشرائح الضعيفة، لذلك نجد السواد الأعظم من الشعب السودانى الذى هو تحت خط الفقر يتململ ويثور بمجرد السماع بفكرة ترشيد الدعم او رفعه الأمر الذى يعنى له ارتفاع أسعار السلع او الخدمات المرفع عنها الدعم و بالتالى تضيقالخناق المعيشي عليه.
لكن إذا كان رفع الدعم طرح فى ظل الحكومة البائدة مرارًا و تكرارًا و يطرح الآن فى ظل الحكومة الإنتقالية فهل هذا يعنى ان هذه الحكومات لا تدرك عواقب رفع الدعم ؟أم أن هناك جوانب إيجابية لرفع الدعم و سلبيات يمكن معالجتها؟
من سلبيات الدعم المختلف الأشكال و بالتحديد دعم المحروقات الآتى:
-يرى الخبراء و العارفين بالوضع الإقتصادى أن الإيرادات النفطية ما قبل انفصال الجنوب كانت تشكل رافد جيد للناتح المحلىالإجمالي السودانى، و تمول الإنفاق الحكومي بشكل كبير إلا أن بعد انفصال الجنوب فقد السودان حوالي ثلثى دخله من النفط، و بالتالى انخفاض تدفق النقد الأجنبي الذى كان يأتيه من الإنتاج النفطى مما اجبر السودان على ان يقلل من إعتماده على ناتج النفط الأمر الذى يدفع به لرفع الدعم عن المحروقات لتخفيف العجز فى ميزان الدولة، علماً بأن فاتورة الدعم فى السودان تبلغ مبالغ مقدرة ، و تستهلك نسبة عالية من إيرادات الحكومة، كما يمثل الدعم نسبة كبيرة من انفاقات الحكومة، و ينظر بعض الخبراء إلى عملية رفع الدعم كخطط إستراتيجية لإعادة حصة الدعم لإيرادات الدولة اذ أن من جانب اخر إستمرار الدعم قد يؤدي إلى إنهيار كامل فى الإقتصاد السوداني، و الإحتياجات الغير مرشدة قد تؤدي إلى تدمير الإقتصاد نفسه، لذلك ترشيد الدعم مع إعتماد سلسة برامج من المعادلات و الإصلاحات سوف يساعد على تقليل نسبة الفاقد من الإيرادات فى الميزان و يحرك سعر الصرف
كما ان السلع المدعومة فى أغلب الأحيان تذهب لغير ذوى الحاجة، و يتم استغلالها من قبل فئات مجتمعية مقتدرة حيث تشترى الدولة السلع الضرورية و الاستراتيجية من وقود و غيره من الشركات المحلية و الاجنبية بأسعار عالية ، و فى ذات الوقت تبعيها فى السوق بأسعار أقل بكثير مما يساعد اصحاب المال و ضعاف النفوس من الطبقة الجشعة الراكده و راء جمع المال من تجار و فسده و غيرهم من استغلال السلعة المدعومة من دقيق وقود، قمح مستورد ،دواء …الخ ، و يقومون بتهريبها لدول الجوار و المتاجرة بها،كما ان هناك شركات متهمة بالتلاعب والمضاربة بالعملات و هكذا تكون السلع المدعومة وجهت لغير الجهات المستحقة و استفادات منها جهات أخرى مع العلم بسلبيات الدعم غيرالمُرشد إلا ان هناك تحديات كبيرة تقف أمام رفع الدعم منها على سبيل المثال لا الحص :
-قد يأتى رفع الدعم بمعادلة سالبة بسبب ارتفاع أسعار السلع و تضرر الشرائح الضعيفة و محدودة الدخل من رفع الدعم مع ازدياد وطأة الضائقة المعيشية حيث ان أكثر سكان السودان تحت خط الفقر، و قد ينعكس رفع الدعم سلباً على حياة الناس و على القطاعات الإنتاجية على سبيل المثال ارتفاع تعريفة المواصلات العامة فى حالة رفع الدعم عن الوقود الخ .
-و قد ينتج عن رفع الدعم إحتجاجات تتمخض عنها تظاهرات يتسع نطاقها يوما بعد يوم ضد الحكومة المنفذة للسياسات .
أضافة إلى ان السودان يواجه تحديات إقتصادية عظيمة فى فترة حرجه منها :
ارتفاع مستويات التضخم
تدهور كارثى و انخفاض لسعر الجنيه السودانى مقابل الدولار الأمريكي
ضعف التدفقات من النقد الأجنبي قلة او إنعدام الاستثمارات الأجنبية بسبب البيئة الطاردة: لفترة طويلة كان السودان مصنفاً دولة ارهابية،و كانت عليه عقوبات اقتصادية أعاقت الحركة التجارية ،و بما ان راس المال جبان عدم اكتمال حلقة ملف السلام فى نظر البعض بغياب بعض الكتل الرئيسية تجعل من عملية السلام غير مطمئنة بالشكل الكافى على الصعيد الدولي ، كذلك السوق الموازي او السوق الأسود مصيطر على تحويلات المغتربين و المهاجرين
و عليه ضعف الاحتياطات الأجنبية يعرقل عملية الاستيرادات
ديون السودان
سعران لصرف السوق الرسمي و السوق الموازي تحديات عدة مختلفة الأشكال تتطلب معالجة حكيمة من ميزانية 2021 يضاف لها عبئ الدعم على ميزانية الدولة الأمر الذى يتسبب بصورة خطيرة فى الفاقد فى الإيرادات فى الميزان و يضعف تحريك سعر الصرف
بينما دخل السودان و اعتماده على الذات ضعيف جدا على مستوى الإنتاج ،التصنيع، التصدير، و يتلقى مساعدات خارجية من المجتمع الدولي و المنظمات و الإمارات و السعودية و عليه ديون لكن هناك إمكانية اعطائه قروض بناءًا على روشتات و وصفات اقتصادية يتبع فيهاالآتى:
-تحسين شبكات الأمان الإجتماعى
-دعم الطبقات المتوسطة و الفقيرة و محدودة الدخل
-تحسين مناخ الاعمال الجاذب للعديد من الاستثمارات
-تعزيز مرونة الصرف (تحرير سعر الجنيه مقابل الدولار)
-خفض الدعم عن الوقود ،القمح ،الأدوية …إلخ

قد يقول قائل ما المخرج إذن؟
من وجهة نظر بسيطة و قد تكون جزء نسبي من الحل:
-فى حال اصبح رفع الدعم واقع لا مفر منه لآبد من حملة اعلامية مكثفة لتوعية الشعب بموضوع الدعم و ترشيده و اثره و تاثيره على اقتصادالدولة و بالتالى معاش المواطن و إيجابيته
-أهمية النظر الى موضوع ترشيد الدعم بالشكل الذى لا يعود بالضرر على المواطن بسبب ارتفاع اسعار السلع مع ازدياد وطأةالضائقة المعيشية.
– ان يتم رفع الدعم بطريقة حكيمة مع وضع معادلات عادلة بحيث تعود عائدات رفع الدعم للشرائح الفقيرة الضعيفة دعم مباشر و كافى“دعمالأسر الفقيرة و ذات الدخل المحدود”.
-من اجل ضمان ان يشمل برنامج دعم الأسر الفقيرة جميع الأسر المحتاجة مع اعتماد سياسة احصاء مدروسة و متقدمة، و حوسبة و رقمنة معلومات الأسر على نهج التجربة الهندية المستفاد منها فى المغرب.
-وضع معادلات و حلول تحد و تمنع رفع الدعم من التسبب فى عرقلة حركة بعض القطاعات الإنتاجية:
-تخفيض انفاقات و مصروفات الدولة و اعتماد سياسات اقتصادية مناسبة من شأنها ان تخفف من وطأة الآثار السالبة على المواطن والمنتج.
-دعم المنتجين الصغار، تحريك عجلة الإنتاج و الخفض من الجبيات العالية التى تعيق حركة الإنتاج المحلى.
– زيادة الضرائب بإستثناء السلع الراسمالية و مدخلات الإنتاج و بعض السلع الضرورية الجمارك والرسوم.
-تقوية شبكات الرصد و المراقبة على المهربين و الفاسدين و المحاسبة بتطبيق قوانين رادعه و محاربة الشبكات الفاسدة التى تقف عائق وتحاول أن تفشل و تهزم كل محاولات الإصلاح الإقتصادى
-الاستمرار فى البحث عن سلسة برامج اقتصادية اصلاحية و معادلات تمكن من تقليل الفاقد من الإيرادات فى الميزان الحكومي و العمل بنشاط على تحريك سعر الصرف
التشديد على وسائل الإعلام المرئية و المقروءة و المسموعة و وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة على أهمية تجنب نقل المعلومات الخاطئة عنالوضع الإقتصادى و الالتزام بالحيادية و نقل المعلومة الصحيحة و ادراك اثر و تاثير المعلومات الخاطئة على وضع البلاد و استقرارها اقتصادياً.

فهل يا ترى بعد تشخيص الداء شملت الموازنة المعالجات المرجوة ؟نواصل .

تابعونا للمقال بقية



#عبير_سويكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معركة المناهج فى السودان خفايا و خبايا، ما بين أئمة السلطان ...
- معركة دكتور عمر القراى مع علماء السلطان المتوجهين من دعارة د ...
- عيسى عليه السلام إبن البكر البتول موضعه و موقعه فى الإسلام .
- أساطير حول حقيقة بابا نويل(سانتا كلوز) هل هو عيد البهجة و ال ...
- أساطير حول حقيقة بابا نويل(سانتا كلوز)،القديس نيكولاس ينتصر ...
- أساطير حول حقيقة بابا نويل(سانتا كلوز)، هل هو الرجل الحكيم أ ...
- المجلس التشريعى القومى القلعة المصفحة ضد الانقلاب على المدني ...
- شهادة للتاريخ حتى لا ننسى موقف الحزب الشيوعى من الوثيقة الدس ...
- اليوم العالمي لذوى الإعاقة فى السودان و ذكرى نفحات برنامج ال ...
- الإيدز فى السودان ما له و ما عليه -سلامة الفرد من سلامة المج ...
- تجربة التأمين التكافلى الإسلامى ما لها و ما عليها
- المؤتمر السودانى القومى الأول لصناعة التأمين في السودان ( ال ...
- الصادق الإمام زعيم الانصار الهُمام الإنسان سمح الوصوف يا رب ...
- مؤتمر المائدة المستديرة للحريات الدينية العالمي
- المؤتمر الدولى الإسلام و التجديد ما بين الأصل و العصر
- تقرير البيئة نحو إقتصاد أخضر مكسى بلون السندس تزفه أنغام الس ...
- محاولة الذين فى قلوبهم مرض طمس الحقائق بالإغتيال الشخصي و ال ...
- رفع الدعم فى السودان ما له و عليه حقائق،ضرورة، مبررات
- الأمل الأخضر الذى يتمخطر فى بهاء المؤتمر الإقتصادى القومى ال ...
- ما هو سر الفرقعة الإعلامية حول التصريحات الصحفية التي أطلقته ...


المزيد.....




- وزير المالية القطري يجتمع مع نائب وزير الخزانة الأمريكية
- هل تكسب روسيا الحرب الاقتصادية؟
- سيلوانوف: فكرة مصادرة الأصول الروسية تقوض النظام النقدي والم ...
- يونايتد إيرلاينز تلغي رحلات لتل أبيب حتى 2 مايو لدواع أمنية ...
- أسهم أوروبا تقلص خسائرها مع انحسار التوتر في الشرق الأوسط
- اللجنة التوجيهية لصندوق النقد تقر بخطر الصراعات على الاقتصاد ...
- الأناضول: استثمارات كبيرة بالسعودية بسبب النفط وتسهيلات الإق ...
- ارتفاع كبير في أسعار النفط والذهب عقب الهجوم على إيران
- صحيفة: إسرائيل جمعت أكثر من 3 مليارات دولار منذ بداية الحرب ...
- ماذا تتضمن المساعدات الأميركية الجديدة لإسرائيل وأوكرانيا؟


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبير سويكت - قراءة إقتصادية فى موازنة 2021