إصلاح وتطوير الجامعات والكليات الأهلية في العراق وفق المعايير الدولية خطوة لتنفيذ إستراتيجية التعليم العالي

سوسن شاكر مجيد
(Sawsan Shakir Majeed)

الحوار المتمدن-العدد: 6854 - 2021 / 3 / 30 - 14:26
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

تعد الجامعات والكليات الأهلية في العراق احدى القنوات المهمة المساندة للجامعات الحكومية في قبول الطلاب الخريجين من المراحل الثانوية ، ويبلغ عددها حاليا (30) جامعة وكلية أهلية. ولكن الجامعات الأهلية تعاني من جملة من المشاكل والمعوقات في عملها ولعل أهمها هو ان عملية الترخيص والأعتراف لاتستند وفق المعايير العالمية سواء من حيث ( وضوح الرسالة والأهداف ، وتوافق البنى التحتية مع الطاقة الأستيعابية ، والمؤهلات العلمية للكوادر التدريسية ، ومستوى تطور البرامج والمناهج ، فضلا عن مستوى كفاءة اداء المخرجات التعليمية ، ولذا أصبحت الكليات الأهلية بحاجة ماسة وشديدة الى التقويم والأصلاح والتطوير وفق المعايير العالمية.
وقد حث وزير التعليم العالي من خلال حديثه مع مجلس التعليم الأهلي بتاريخ 8/10/2012 على تطبيق معايير الجودة والأعتمادية

توجد في دول العالم اليوم العديد من مؤسسات الاعتماد الأكاديمي التي تطبق المعايير الدولية على الجامعات والكليات الخاصة وتمنحها شهادة الجودة والاعتماد في حالة تحقيق المعايير المطلوبة .
وأعرض نموذجين من الهيئات الدولية التي تمنح الأعتماد الأكاديمي للجامعات والكليات الأهلية في دول العالم وهي:

اولا: هيئة اعتماد الجامعات الخاصة Accrediting Council for Independent Colleges and Schools ACICS
تأسست عام 1912 في ولاية فيرجينيا ، وتعد اكبر منظمة غير ربحية وطنية في الولايات المتحدة الامريكية لمنح الاعتماد للمؤسسات والجامعات المستقلة والمهنية والتقنية من اجل الحصول على شهادة البكلوريوس والدبلوم والماجستير والدكتوراه ، في عام 1956 تم اعتمادها كهيئة اعتماد مستقلة وطنية من قبل وزارة التعليم العالي الأمريكية، ومجلس اعتماد التعليم العالي CHEA.
وحددت الهيئة اهمية الأعتماد للجامعات والكليات الخاصة بما يلي:
أ‌. مساعدة الطلاب في معرفة المؤسسات الخاصة المعتمدة والمطبقة للمعايير الدولية.
ب‌. مساعد اصحاب الأعمال والمصالح في تحديد البرامج الدراسية ومؤهلات الخريجين وذلك بسبب تفضيل ارباب العمل توظيف الخريجين الحاصلين على مؤهلات عالية ومن جامعات وكليات معتمدة.
ت‌. منح الخريجين الترخيص في الحصول على الشهادة بعد أدائهم الأمتحانات المطلوبة.
ث‌. اتاحة الفرص امام اعضاء هيئة التدريس والأستشاريين في اجراء عملية التقييم المؤسسي
ج‌. خلق الأهداف المؤسسية من أجل التطوير الذاتي.
ح‌. التنظيم الذاتي للمؤسسة الذي يعد بديلا عن المهام الرقابية للدولة
خ‌. توفر الأساس لتحديد أهلية الطلاب للحصول على المساعدات المالية والمنح والقروض لأغراض التسجيل والاستمرار في الدراسة

ويتكون الدليل من عدد من المحاور وهي:
1- الرؤية والأهداف والأغراض 2- فاعلية المؤسسة 3- فعالية الخطط 4- التنظيم 5- النزاهة
6- الادارة 7- العلاقات مع الطلاب 8-القبول والتوظيف 9- الخدمات الطلابية
10- الأنشطة اللا منهجية 11- أدارة البرنامج والتخطيط والتطوير والمتابعة
12- التعليم 13- أعضاء هيئة التدريس 14- المرافق التعليمية
15- الموارد المكتبية والخدمات.



ثانيا: مجلس الاعتماد البريطاني The British Council Accreditation ( BAC)
وهو مؤسسة غير ربحية يهدف الى رفع مستوى المعايير في التعليم العالي والتعليم العام التابعة للقطاع الخاص ومنحها شهادة الأعتماد الأكاديمي أنشئت عام 1984 ويضم المجلس حاليا اكثر من (50) مفتشا من ذوي الخبرة والكفاءة والمؤهلات العالية ، ويقدم فريق المفتشين تقريره الى لجنة الأعتماد . ويعتمد المجلس على التمويل الذاتي والرسوم التي تدفعها المؤسسات.
اما اهم الفوائد التي تعود على المؤسسات هي:
-الحصول على علامة الجودة من قبل مجلس الأعتماد البريطاني لتعزيز نوعية التعليم في المؤسسة.
-تقديم المشورة الواسعة في مجال التعليم.
-الأسهام في عملية التوظيف الدولي للطلاب.
-توثيق الصلات مع الهيئات الحكومية والمنظمات في حالة الحصول على الأعتماد من BAC
-التنمية المهنية من خلال التواصل مع المؤسسات والخبراء وتوجيه الدعوات
-الضمان للطلاب وعوائلهم في اختيار المؤسسات المعتمدة والمطبقة للمعايير المنصوص عليها
-تسهم في تحسين جودة التعليم الخاص بشكل مستمر




المقترحات :
1- تأسيس مجلس اعلى يتكون من عمداء الجامعات والكليات الأهلية في العراق ، وممثل عن نقابة المعلمين، ووزارة التربية ، والتعليم العالي، والتخطيط تتولى مهمة وضع معايير مؤسسية لأعتماد الجامعات الأهلية وفق المعايير الدولية.
2- وضع ستراتيجية وطنية عراقية لتطوير وأصلاح الجامعات والكليات الأهلية بموجب معايير الأعتماد الدولية بالمشاركة مع المنظمات الدولية BAC&ACICS
3- مطالبة الجامعات والكليات الأهلية في كتابة تقارير التقييم الذاتي وتحديد جوانب الضعف والقوة والتهديدات التي تواجه العمل.
4- حث الجامعات والكليات الأهلية في اقامة شراكة وتعاون مع الجمعيات والروابط ومجالس الأعتماد الأمريكية في ضوء ستراتيجية التعليم العالي المرسومة مابين العراق والولايات المتحدة الأمريكية من أجل الأستفادة من خبراتهم في هذا المجال.
5- اعداد دليل ضمان الجودة والأعتماد الأكاديمي لبرامج الكليات الأهلية ( البكلوريوس، الدراسات العليا، التعليم المستمر ) لغرض تطبيق المعايير الدولية وألأصلاح والتطوير
6- المراجعة الشاملة والعميقة للمستوى التعليمي وللمخرجات الأكاديمية من الجامعات الأهلية لتحديد جوانب الضعف والقوة فيها ووضع الخطط لرفع مستواها .
7- اهمية التكامل بين التعليم الأكاديمي والتطبيق الميداني سواء في المرحلة الجامعية او الدراسات العليا
8- دعم البحث العلمي في الكليات الأهلية وتبني الأفكار المبدعة والمبتكرة.
9- تطوير قدرات وقابليات التدريسيين من خلال التعرف على الخبرات الأجنبية المتقدمة وتوسيع المنح البحثية والزمالات في هذا المجال.
10- استضافة الأساتذة وفق التخصصات المتنوعة من خارج العراق بصفة استاذ زائر او ابرام العقود مع الأساتذة من ذوي المراتب العلمية العليا من جامعات العالم.
11- دراسة مدى ملائمة المباني والمرافق والتجهيزات في الجامعات والكليات الأهلية والتأكد من تحقيق المعايير المعتمدة في الأنظمة واللوائح المقررة لمنح الترخيص او المنصوص عليها دوليا
12- تشجيع الجامعات والكليات الأهلية على إقامة الأنشطة الطلابية، والاشتراك في وضع الإطار العام للأنشطة المفتوحة لخدمه المجتمع بالتنسيق مع هذه المؤسسات والجهات الحكومية المعنية.

#سوسن_شاكر_مجيد (هاشتاغ)       Sawsan_Shakir_Majeed#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل