أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - سعادة ابو عراق قصة (معركة الكرامة)














المزيد.....

سعادة ابو عراق قصة (معركة الكرامة)


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6850 - 2021 / 3 / 24 - 12:12
المحور: الادب والفن
    


بمناسبة ذكرى معركة الكرامة
سعادة أبو عراق
للمكان أثر خاص على الفلسطيني، فهو فردوسه المفقود، وهو الحلم الذي به يتغذى ويحيى، وبما أن المكان سلب منه، وأصبح من الماضي، فهو مكان مرتبط بالماضي، وهذا ما يجعل الفلسطيني يتعلق بالمكان، أي مكان، ويتناوله بصورة ناعمة، فهو كالأم التي فقد ابنائها، فتجد امومتها في تعاملها كأم مع أي طفل وتعاملها بحنان ورقة.
اللافت في قصة "معركة الكرامة" للقاص سعادة أبو عراق، طريقة تناوله للمكان، فهو يلغي الذكورة فيه، ويخاطبه بلغة مؤنثة، وهذا التأنيث سيكون له أثر ناعم وهادئ على القصة، فمن خلال الاسم "قرية الكرامة" تلك القرية التي حقق فيها العرب أول انتصار لهم على (الجيش الذي لا يقهر)، والتي تم ازالتها من الوجود، رغم أنها المكان الأول الذي شهد اندحار المحتل، وخروجه مهزوما مدحورا أمام وحدة الشعبي/الفدائي والرسمي/الجندي العربي، لهذا نجد الحسرة على "قرية الكرامة" كما هي الحسرة على الوطن السليب والقرى المهدمة فيه.
يفتح القاص بالحديث عن مشاعره تجاه قرية الكرامة: "أجيء إليك أيتها (الكرامة ) بعد ثلاثين سنة أو يزيد ... لعلي اشتمّ رائحة الصبا التي تركتها بك ، وربما أعيد الشعر الذي بدده الزمن عن رأسي ، وقضى على الباقي بالمشيب" إذن العلاقة بينهما علاقة روحية/عاطفية، فهي مكان من الماضي، من تلك الطفولة التي يحن إليها ـ وهذا له علاقة بالذاكرة الفلسطينية التي تحن للمكان/للماضي ـ فتتعامل معه بحنان وحب: "أيتها (الكرامة ) ، لقد تركت بك اعز ما ينبغي حمله، أياما تعايشت بها مع مفرداتك، مع أكواخ طينية، تفصلها أزقة ضيقة روث وثغاء أغنام، فلاحون يترنحون تعبا أو جذلا، نخيل وخبّيزة وخرفيش" رغم
(عادية) المكان وبساطته إلا أن القاص يجده جدير بالاحترام والتوقف عنده، فما هو السبب وراء هذا الامر؟: "واذكر وهج الشباب والخطوات الوثابة، ألا تذكر ابن العشرين ؟ الذي تعفر بترابك واستحم بشمسك ... رفيقي الذي لا اعرف له اسما، وما زال يعيش بداخلي كل هذه المدة دون اسم" إذن القاص لا يتحدث عن مكان مجرد، بل مكان إنساني، مكان فقد فيه شخصا استثنائيا، حارب معه واستشهد أثناء الدفاع عنه، ولم يسعفه الوقت ولا الظرف لوضع شاهد على قبره: "فما كان بإمكاني أن أقيم على قبرك شاهدا ولا نصبا" وهذا ما جعل القاص يشعر (بالخيانة) تجاه رفيقه الشهيد، فقد محوا القبر وأزالوه من الوجود كما أزالوا قرية الكرامة: "مدّوا على قبرك إسفلتا للسائحين" وهنا تكمن أهمية القصة، فهي لا تتحدث عن مجرد مكان، بل مكان استثنائي جبل ترابه بدم الشهيد، ومكان وضع فيه جسد الشهيد، لهذا كانت الحسرة حاضرة في وجدان القاص.
من خلال هذه القصة يكون "سعادة أبو عراق" قد بين للقارئ أن الكرامة ليست مكان فارغ/مهجور، بل مكان كان يعج بالحياة وبالناس، لهذا سقط فيه الشهيد، ورغم هذا، تم محوه وإزالته من الوجود، فمن خلال القصية، أريد اعادة الحياة لقرية الكرامة، وبث الروح فيها، فتذكير القارئ بالأحداث التي جرت في تلك القرية، وبالشهيد الذي سقط، سينشط ذاكرة القارئ ويجعله يحيي القرية من جديد، قرية الكرامة، ليس ككمان فحسب بل كفعل مقاوم للمحتل ولكل معتدي على أرض الكرامة.
القصة منشورة على صفحة القاص.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أدب الرسائل رسالة الفرح رسالة -أسامة الأشقر-
- الأم والبياض عند عبد السلام عطاري
- صالح حمدوني في نصوصه (زر في وسط القميص)
- ديمومة الحزن في ديوان -البلبل الغريب- محمد هشام المغربي
- أدب الرسائل -أسامة الأشقر، منار حلاوي، سامي كلب-
- صلاح حمدوني ونضوج النص
- المكان في مجموعة -أساطير الأولين- عبد الغني سلامه
- المكتبة الشعبية، نابلس، فلسطين
- صوتها قصة: جواد العقاد
- صراع الأمكنة في قصيدة -ماتزال اصباعي- يونس عطاري
- حضور البعل في قصيدة “درب الانعتاق” للشاعر كميل أبو حنيش
- المرأة في رواية -ساقية- سميح فرج
- الدهشة في مجموعة -من الأعماق- هارون الصبيحي
- مجموعة -عنقود حامض- يوسف ضمرة
- حضور المرأة في قصيدة -أيّام كان الحبّ- كميل ابو حنيش
- كميل أبو حنيش قصيدة -طريق بمحض اختياري-
- أدب الومضة في كتاب نزار كربوط -أحمري يبتلعه السواد-
- فخري قعوار مجموعة البراميل
- كمال ابو حنيش -جدليّة الزّمان والمكان في الشّعر العربيّ
- السياسة الامريكية في المنطقة العربية


المزيد.....




- فيلم -أوسكار: عودة الماموث-.. قفزة نوعية بالسينما المصرية أم ...
- أنغام في حضن الأهرامات والعرض الأول لفيلم -الست- يحظى بأصداء ...
- لعبة التماثيل
- لماذا يا سيدي تجعل النور ظلاماً؟
- نشطاء يريدون حماية -خشب البرازيل-.. لماذا يشعر الموسيقيون با ...
- -ماء ونار-.. ذاكرة الحرب اللبنانية في مواجهة اللغة وأدوات ال ...
- أردوغان يستقبل المخرج الفلسطيني باسل عدرا الفائز بأوسكار
- توقيع اتفاق للتعاون السينمائي بين إيران وتركيا
- تسرب مياه في متحف اللوفر يتلف مئات الكتب بقسم الآثار المصرية ...
- إطلالة على ثقافة الصحة النفسية في مجتمعنا


المزيد.....

- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - سعادة ابو عراق قصة (معركة الكرامة)