أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الدهشة في مجموعة -من الأعماق- هارون الصبيحي














المزيد.....

الدهشة في مجموعة -من الأعماق- هارون الصبيحي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6817 - 2021 / 2 / 18 - 09:32
المحور: الادب والفن
    


الدهشة في مجموعة
"من الأعماق"
هارون الصبيحي
من يتابع اسلوب "هارون الصبيحي" في كتابة قصة الومضة يتأكد أنه أمام قاص محترف، يتألق في هذا النوع من الأدب رغم صعوبته، لن أخوض في تفاصيل جمالية هذا النوع من القصص، لكن اعتقد أن المتعة والدهشة التي يحملها كافية لتجذب القارئ، واللافت في قصة الومضة أنها تتناسب وعصر النت/السرعة، وتوصل الفكرة بأقل عدد من الكلمات، لكن ليس كل من كتبها أبدع، والقلة ممن كتبها نجحوا في إيصال جماليتها للمتلقي، فهناك مجموعة من الكتاب في الأردن استطاعت أن تكون متميزة في قصة الومضة، منهم، "سمير الشريف، محمد عارفة مشيه، هاني أبو نعيم" وغيرهم، فقد استطاعوا هؤلاء أن يضعوا بصمتهم في قصة الومضة، ويؤكدوا على أنه نوع أدبي له حضوره في الساحة الأدبية.
ولتأكيد جمالية هذا النوع من القصص سنأخذ نماذج من مجموعة "من الأعماق" للقاص "هارون الصبيحي" لتبيان أهمية دوره امتاع القارئ.

"سؤال
في حصة الثقافة العامة، قالت المعلمة الجديدة: قطة من الشوكلا هذه لمن يعرف من هو أسرع رجل في العالم؟
صرخ طفل من الخلف: بولت
ممتاز يا بطل تعال وخذ الجائزة
... دفع كرسيه المتحرك" ص6، بدت القصة (عادية) إلى حين ظهور حركة الطفل، فسؤال المعلمة وجواب الطفل لم يحدث أي أثر في القارئ، لكن الحركة هي التي أحدثت الدهشة، والتي نشأت من خلال وجود (التناقض) بين معرفة الطفل وواقعه.
وللافت في القصة أن (العادية) فيها متعلقة بالكلام، السؤال والجواب، لكن التألق جاء من خلال الحركة، وكأن القاص يقول أن الكلام/القول/الحديث لم يعد مؤثرا، بينما الفعل/الحركة/العمل هم الأهم، وهذا يأخذنا إلى فكرة (معالجة) وضع الطفل.
"حرية
الباب مفتوح
النافذة مفتوحة
...كلما رفع رفعت رأسي اصطدم بالسقف" ص10، الجميل في القصة أنها قدمت بشكل سلس، يتماثل مع ما هو رسمي حينما يتحدث الواقع/الحياة، فهو يتناول الإيجابيات فقط، متجاهلا السلبيات/النواقص التي يحتاجها المواطن، وما يحسب للقصة أن العنوان "الحرية" جاء من خلال "الباب والنافذة" لكن القمع/العبودية جاءت من خلال "السقف" وهذا ما يجعل القصة تتكامل فيها الألفاظ مع المعنى/الفكرة المطروحة.
"سياسة
دخلت الأفعى إلى البستان المثمر
أحرقه رب البيت بمساعدة الجيران والغرباء ولم تخرج
...أقبل الزمار وزمر لها فخرجت ترقص
لكن الغرباء لم يخرجوا" ص14، من قرأ كتاب ميكافيلي "الأمير" يجد عين فكرة النص، المتعلق بفكرة الاستعانة بالآخرين، فرغم أن الكتاب سياسي بامتياز، ويتحدث عن التوجيه سياسي للحاكم، أنه كان (اخلاقي) في مسألة الاستعانة بقوات خارجية، إن كانت رسمية/نظامية أم ثورية، من هنا تأتي أهمية فكرة القصة، التي تناولت موضوع سياسي بطابع/بشكل أدبي..
لكن الأدب لا يقتصر جماله على الفكرة بقدر على شكل تقديمها، فاستخدام القاص الرمز، "الأفعى، الزمار"، كان يعد اختراق لما هو سياسي، وكأنه أراد القول أنه يتحدث أدبيا وليس سياسيا، لهذا سيكون وقع الفكرة أكثر على المتلقي، الذي يحجم عن الطرح سياسي.
"قرار
...عندما سمع صراخ زوجته وهي تتشاجر مع الجارة لم يحكم إغلاق باب القفص.
فكر العصفور والعصفورة في الهرب ومعانقة الحرية.
لكن العصفورة نظرت إلى البيضة وقررت أن لا تهرب.
وبعد ذلك حدث حوار عاصف بينهما حول إذا ما كان قرارهما السابق بإنجاب فرخ داخل القفص صائبا أم لا" ث13و17، غالبا ما نميل نحو الأدب الذي يتحدث عن الحيوان أو الذي جاء على لسان الحيوان، وهذا له علاقة بالثقافة العربية التي تسترشد بحكمة كتاب "كليلة ودمنة" فعندما نقرأ نص متعلق بالحيوان، مباشرا تأخذا الأفكار إلى الحكمة، المعنى المراد من وراء هذه القصة، واعتقد أن نهاية القصة "الحوار العاصف" خدم فكرة التفكير والتوقف عند فكرة البقاء.
واللافت في هذه القصة عدم وجود الدهشة، كما هو الحال في القصص السابقة، وهذا يعود إلى أنها جاءت لتخدم فكرة التوقف والتفكير، من خلال (العودة للتراث الثقافي) الذي يُستند عليه، فالقاص من خلال هذه القصة يدعونا ـ بطريقة غير مباشرة ـ إلى التقدم من التراث الثقافي والتوقف والتفكير فيه.
من هنا نجد شكل تقديم القصة يتماثل تماما مع الثقافة التراثية التي تعد جزء أساسي من العقلية العربية.
"مسرح
خرج الممثل في المسرحية عن النص
أرغى وأزبد
وهدد وتوعد العدو
...منذ تلك اللحظة أصبح زعيما
لكنه لم يترك التمثيل" ص20، غالبية القصص قدمت بصورة (عادية)، لكن الخاتمة تدهشنا، وهذا يأخذنا إلى الخواتم/النهايات البائسة التي انتهي إليها كل أنجاز (سياسي) في المنطقة العربية، منذ بداية تشكيل الأحزاب القومية واليسارية، مرورا بالنهج الوحدوي والتحرري الناصري وبالثورة الفلسطينية، ووصلا إلى ثورات (الخراب العربي)، فكل ما تحقق من انجازات بدت ففي وقتها مهمة وعظيمة انتهت إلى "هباء منثورا".
فالقصة تقدم فكرة عقم التعلق بالأشخاص، الذين يتغيرون ويتقلبون، فهي تدق ناقوس الخطر الذي أصابنا بعد أن سرنا خلف أشخاص وليس خلف نهج/فكر.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجموعة -عنقود حامض- يوسف ضمرة
- حضور المرأة في قصيدة -أيّام كان الحبّ- كميل ابو حنيش
- كميل أبو حنيش قصيدة -طريق بمحض اختياري-
- أدب الومضة في كتاب نزار كربوط -أحمري يبتلعه السواد-
- فخري قعوار مجموعة البراميل
- كمال ابو حنيش -جدليّة الزّمان والمكان في الشّعر العربيّ
- السياسة الامريكية في المنطقة العربية
- تعدد اشكال التقديم في مجموعة عصافير المساء تأتي سّراً محمد ع ...
- النهاية في قصيدة -في البعيد البعيد- كميل أبو حنيش
- كميل أبو حنيش الحلقة الثانية عشرة وجعٌ بلا قرار
- الغلاء والإستغباء
- رواية لم يكن مجرد -هبو- وفاء عمران محامدة
- المرأة والتوازن في ومضة حسن قطوسة
- فساد المؤسسات المدنية في رواية -حين يعمى القلب- ل-وداد البرغ ...
- كميل أبو حنيش الكبسولة الكتابة والسجن الحلقة الحادية عشرة
- الحكاية الشعبية وطريقة تقديمها في قصيدة -نام أهل البيت- لطفي ...
- كميل أبو حنيش قصيدة -لا تَكُفَّ عَنِ المَجِيء-
- رواية الحب في زمن الكورونا -محمد عارف مشّه/نيفين عياصرة/كميل ...
- كميل الدراسات (كتاب)
- رواية سراج عشق خالد للكاتب معتز الهيموني


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الدهشة في مجموعة -من الأعماق- هارون الصبيحي