رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 6840 - 2021 / 3 / 14 - 13:38
المحور:
الادب والفن
"شفاهي فاترة وحروفي مُرّة
الزمن مُصاب.. ومُخاطه (عبّى الدنيا)
وأنتِ كرغوة الأرواح....ناضجة
تقرصين أحزاني وتأخذيني الى جهة لتُعيدين الحقيقة الى الندى.
لا تخافي : كلامي لن يذوب ولن يتبخّر."
إذا ما توقفنا عند هذا المقطع سنجد فيه ما هو متعلق بالطعام، اعداده، مذاقه، سخونته، نضوجه: "يتبخر، مرة، فاترة، رغوة، ناضجة، يذوب، يتبخر" وهذا يشير إلى فكرة الطعام، لكن النص لا يتحدث عن الطعام، بل عن شيء آخر، متعلق بالأديب، الذي يعاني من الاغتراب: "شفاهي فاترة، وحروفي مرة، الزمن مصاب، أحزاني" فنلاحظ أن أهم أداة عند الكتاب "الكلمة" تبدو مرهقة/مرة، وهذا التعب يستدعي وجود مخفف/مهدي، فكانت المرأة بحضورها والذي بدأ ب"أنت" فتحولت السواد: "مرة، مصاب، مخاطه" إلى بياض وفرح: "الأرواح، ناضجة، الحقيقة، الندى" وهذا ما اعطاه شيئا من القوة/القدرة على الاستمرار والبقاء/الثبات: "لن يذوب، لن يتبخر" وهنا يكمن مفتاح النص، الذي يتحدث عن نضوج "الكتابة/الكلام" الذي يريد صياغته، ليكون ناضجا ومستديما، بحيث لا يتبخر أو يذوب، وهذه الاستمرارية عند الأديب ما كان لتكون دون حضور المرأة وأثرها عليه، من هنا يمكننا الصول إلى التناغم بين الألفاظ المستخدمة في النص ، وبين الفكرة التي أراد تقديمها "صلاح حمدوني".
فالكتابة/الطعام قبل حضور المرأة/قبل الطهي كان فاترا ومرا، لكن بعد حضورها/نضوجه أصبح "ناضجا/ة، ولن يذوب، ولن يتبخر" وبهذا تم (نضوج النص) والاستمتاع بطعمه ومذاقه الأدبي.
النص منشور على صفحة الكتاب Saleh Hamdouni
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟