أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - أدب الرسائل -أسامة الأشقر، منار حلاوي، سامي كلب-















المزيد.....

أدب الرسائل -أسامة الأشقر، منار حلاوي، سامي كلب-


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6841 - 2021 / 3 / 15 - 11:16
المحور: الادب والفن
    


أدب الرسائل
"أسامة الأشقر، منار حلاوي، سامي كلب"
من المهم أن يكون للأدب روح، أو فيه روح، بعيدا عن الشكل/الهيئة التي يظهر فيها، فالأدب الصادق/الصافي (لا يهتم بالتزويق) بل بالروح التي فيه، والتي من المفترض أن تكون منسجمة مع ذاتها، ومن ثم مع الألفاظ/اللغة/الشكل/الهيئة التي سيخرج فيها ويظهر للقراء، اللافت في هذه الرسالة أن فيها ثلاثة مرسلين، "الأسير أسامة، خطيبته منار، والكاتب سامي" وكلهم اجتمعوا على فكرة/على حالة واحدة، تتمثل بفكرة الصفاء الروحي والبحث عن الخلاص بعيدا عن ضجر الواقع وصخبه، يبدأ "سامي كلب" رسالته بهذا الشكل:
" كنتُ أقرأ عليها تفاصيل حياة الصوفي الكبير ابن الرومي. منذ أيام أحاول أن أغوص أكثر بقصته مع شمس التبريزي، حين لم يكن للعلم والروح والتعمّق في اسرار هذه الحياة حدودا، ولم يكن من شيء يعيق انتقال رجل من بلاد فارس الى العراق وسوريا والاستقرار في تركيا طلبا للعلم وبحثا عن كنه الدنيا وكنوز ما خلفها، لا يشغله عن الحياة الا العشق بكل صنوفه الروحانية."
نلاحظ اهتمام الكاتب بالنواحي الروحية حتى أنه أراد البحث لمعرفة علاقة بين رجلين وليس بين رجل وامرأة، كما أنه يركز على حرية التنقل في المكان، الذي كان الترحال فيه دون تأشيرات/فيزا، لكن الترحال شاقا، حيث يعتمد على الدواب أو المسير على الأقدام.
فالبحث الروحي جعله يتوقف عند هذه الرسالة دون سواها رغم العدد الهائل للرسائل التي تصله من الأصدقاء: " منذ أيام تصلني مئات الرسائل" ويكمل حديثه حول انجذابه لهذه الرسالة بقوله: " ثمة أشياء في هذه الدنيا يكمن سحرُها في سرّها، قد يكون السرّ بضعة أسطر لا أكثر. والسرُّ الذي لا أعرف سرّه، جعلني أهبُّ فجأة من هناءة الاستلقاء والقراءة، صوب الكومبيوتر. قررّت معرفة مضمون هذه الرسالة دون غيرها. لماذا هذه الرسالة دون غيرها؟ لا أعرف." اللافت في هذه المقطع تكرار استخدام كلمة "السر/سر" اربع مرات، واستخدام كلمات متعلقة بمعنى وشكل كلمة "السر" مثل: "سحرها، أسطر، الاستلقاء، لا أعرف، معرفة الرسالة" وهذا متا يجعل الرسالة تتوحد فيها الفكرة مع الشكل ومع الألفاظ المستخدمة، بمعنى أنها صيغت من خارج الوعي.
ثم يدخلنا إلى (الواقعية) التي وجدها في (قصة منار وأسامة) فيقول: "كان هدفُها الروحي النضالي الإنساني أسمى من كل التفاصيل الأخرى. لم يكن الأمر سهلا على أهل منار وأسامة. لكن للحبّ اسرارا تتخطى الأسوار، وللقاء الأرواح اسرار لا يعرفها الأ خالقه"
أيضا ـ ودون وعي منه ـ يركز الكاتب على لفظ "السر" وعلى أثره عليه: "الإنساني، أسمى، سهلا، أسرارا، الأسوار، أسرار، كل هذا يجعل الرسالة متوحدة ومنسجمة بين فكرتها وألفاظها والشكل الذي قدمت فيه، بحيث توصل فكرة البحث عن الخلاص/التوحد/الحلول الذي بحث عنه الكاتب في بن الرومي والتبريزي حاضرا في الرسالة، فالروح/الألفاظ تنسجم مع الجسد/الألفاظ، لهذا كان الشكل متناسق وجميل.
رسالة أسامة
ينقل لنا "سامي كلب" الرسالة التي وصلته من "أسامة الأشقر" بواسطة خطيبته "منار حلاوي" والتي قال فيها:
" أكتب لكَ من داخل زنزانة رقم 8 في سجن يعرف باسم سجن الجلبوع وهو المكان الذي يتوسط سهل مرج ابن عامر الفلسطيني المحتل هذا المكان الذي له الكثير من المعاني في نفسي
فحتى وإن كان يمثل ماديا السجن والظلم وصورة الآخر المعتدي والمغتصب لحقي وحق شعبي في الحرية والاستقلال إلا أنه بالقدر ذاته يمثل لي طاقة لا تنضب ولا تنتهي في حب الوطن والتمسك به... ن فلسطين بالنسبة لنا ليست أرضا وحسب بل هي مزيج من طعم الأمومة والحنين لكل ما هو إنساني فهي ذاك الإشعاع الروحي المتجدد وهجا كلما انطفأت شموع الضمائر في هذا الزمن "
فكرة الخلاص/التوحد/الحول التي قدمها "أسامة" تتماثل مع فكرة الخلاص التي يبحث عنها "سامي" فهو رغم السجن والسجان إلا أنه وجد في المكان "مرج بن عامر" هذه الروح: " إلا أنه بالقدر ذاته يمثل لي طاقة لا تنضب ولا تنتهي في حب الوطن والتمسك به" وهنا يكون "أسامة" قد منح "سامي" مثلا في التحرر من المكان والتمتع بحرية التنقل والسفر، وهذا التقارب بينهما يتماثل مع حالة "ابن الرومي والتبريزي" فقد وجد "سامي" في رسالة "أسامة" الروح التي يبحث عنها بعيدا عن الواقع وماديته الرتيبة.
وإذا ما توقفنا عند هذا المقطع سنجد فيها ألفاظا صوفية تخدم فكرة الخلاص للوصول إلى الذروة: "نفسي، طاقة، لا تنضب، لا تنتهي، مزيج، إنساني، الاشعاع/ الروحي، شموع" فكل هذه الألفاظ متعلقة بالحالة الروحية/الصوفية.

النتيجة
يختم "سامي كلب" رسالته بهذه النتيجة: " انتهيتُ من قراءة الرسالة، ثم أعدتُ قراءتها سطرا سطرا، ثم جملة جملة، ثم تسللت حرفا حرفا الى قلبي. امتزج في القب فرحٌ كبير وغصة أكبر. حزنتُ على زماننا، لكني أدركت أن بهذا التعلق بالأرض، وهذا النبل بالحب، وهذه التضحية الهائلة بين حبيبين، ثمة شعبٌ يستحق الحياة، وثمة أرادة تكسر الصخر، وثمة صفقات عصر ومراحل عُسر، سترحلُ ويبقى أبن الأرض أبنَ الأرض، ويبقى أريج شجر التين والزيتون والليمون والعنب والياسمين والزيزفون، يُغلّف رسائل الحب الروحي والنضال الاصيل بين شابين، شاءت أقدار الدنيا وبؤس العرب، أن يولدا على أرضهما، ويضحيا بكل شيء لتبقى الأرض.
نلاحظ تكرار استخدام "سطرا، جملة، حرفا، قلبي/القلب/، كبير/أكبر، بالحب/حبيبين، الأرض" ونلاحظ وجود صيغة المثنى: "حبيبين، شابين" وهذا ينسجم مع فكرة التوحد التي بدأها الكاتب حينما تحدث عن "ابن الرومي والتبريزي" فبدا وكأنه وجده مبتغاه في هذا العصر من خلال "أسامة ومنار" بحيث لم يعد به حاجة لما هو قديم، من هنا جاءت خاتمة النتيجة بهذا الشكل: " أوتسألين، يا منار، هل أتكرّم بقبول الرسالة؟ وهل للكرامة معنى بدون تضحيتكما. شكرا لك ولأسامة على التكرّم بمشاهدة شيئا عابرا وسطحيا في حياتنا، فهي تفاصيل بسيطة أمام عظمة قصتكما. اسمحي لي أن استعير بعض عزيمتكما حين أنهيتِ رسالتكما بالقول : رغم كل السواد والانهزام المحيطين بنا، الا أن بزوغ فجر الحريّة آت لا ريب في ذلك"
فقد تحرر "سامي" من الماضي "ابن الرومي والتبريزي" ووجد ضالته في الواقع، حيث انتقل "أسامة ومنار" من المكان/فلسطين إلى سكن "سامي" وتم محو الحدود الفاصلة بينهم، ويمكننا أضافة نسب التقارب بين "سامي وأسامة" إلى تقارب الحروف في الاسمين، وهذا يجعل عملية (القاء) بينهما أكثر (اقناعا) .
بهذا تكون هذه الرسائل نموذجا حيا على صفاء ونقاء أدب الرسائل، التي تتوحد فيه الأفكار/الأشخاص/ الألفاظ/الشكل معا، لتكون طاقة روحية تخترق جدران المكان وتصل لكل المحبين.
الرسالة منشورة على صفحة الأسير أسامة الأشقر، Sawt Alaseer‎‏ "



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صلاح حمدوني ونضوج النص
- المكان في مجموعة -أساطير الأولين- عبد الغني سلامه
- المكتبة الشعبية، نابلس، فلسطين
- صوتها قصة: جواد العقاد
- صراع الأمكنة في قصيدة -ماتزال اصباعي- يونس عطاري
- حضور البعل في قصيدة “درب الانعتاق” للشاعر كميل أبو حنيش
- المرأة في رواية -ساقية- سميح فرج
- الدهشة في مجموعة -من الأعماق- هارون الصبيحي
- مجموعة -عنقود حامض- يوسف ضمرة
- حضور المرأة في قصيدة -أيّام كان الحبّ- كميل ابو حنيش
- كميل أبو حنيش قصيدة -طريق بمحض اختياري-
- أدب الومضة في كتاب نزار كربوط -أحمري يبتلعه السواد-
- فخري قعوار مجموعة البراميل
- كمال ابو حنيش -جدليّة الزّمان والمكان في الشّعر العربيّ
- السياسة الامريكية في المنطقة العربية
- تعدد اشكال التقديم في مجموعة عصافير المساء تأتي سّراً محمد ع ...
- النهاية في قصيدة -في البعيد البعيد- كميل أبو حنيش
- كميل أبو حنيش الحلقة الثانية عشرة وجعٌ بلا قرار
- الغلاء والإستغباء
- رواية لم يكن مجرد -هبو- وفاء عمران محامدة


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - أدب الرسائل -أسامة الأشقر، منار حلاوي، سامي كلب-