أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب عمران المعموري - الشعرية في نص (من انثيالات السمفونية التاسعة لبتهوفن) للشاعر طه الزرباطي .. اقتراب نصي














المزيد.....

الشعرية في نص (من انثيالات السمفونية التاسعة لبتهوفن) للشاعر طه الزرباطي .. اقتراب نصي


طالب عمران المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 6849 - 2021 / 3 / 23 - 11:29
المحور: الادب والفن
    


وانا استمع الى ذلك التدفق من انثيالات السمفونية التاسعة والتي تعرف أيضاً باسم السيمفونية الكورالية Choral) هي آخر سيمفونية كاملة للمؤلف الموسيقار لودفيج فان بيتهوفن،. تعدّ واحدة من أشهر أعمال الموسيقى الكلاسيكية الغربية. بالنسبة للنقاد تعدّ السيمفونية أعظم أعمال بيتهوفين، ويعدّها البعض أعظم قطعة موسيقية كتبت على الإطلاق.1
وانا اتأمل ذلك التدفق العذب من لسان الشاعر انثيالا جميلا يقف الشاعر كمايسترو يقرأ لا بعين بل بأذن وبسمع مرهف موسيقا، عاشقا لان كما يقال :
يا قَومُ أُذْني لِبَعضِ الحَيِّ عاشِقَةٌ -- وَالأُذنُ تَعشَقُ قَبلَ العَينِ أَحيانا ، بمزاوجة يعيد تشكيل اللحن الى نص موازي بلغة شعرية مع كل ضربة وتر او نفخة بوق او فلوت كما يقول في نصه :
حين اسمع بروحي
مالم يعيه سمع من قبل
ينفتح النص باستهلال رائع ، كلانا يترقب (شاعر ومتلقي) ولادة نص بفارغ الصبر ، والناص يترقب بفارغ الشعر كما في نصه:
بِفارِغِ الشِعْرِ ؛
أنتَظِرُ نَصَّك الذي لمْ يولدْ بَعْدُ !
نَصَّك الذي يَحْتَلُنِي تماماً ؛
أحاول بتحليل محايث كما يسمى لدى النقاد الاهتمام بما تمخض من ولادة لنص من حيث هو ذاته وفي ذاته، كون الشعرية تتعلق بالنص..
نص باذخ نابض بالروح والشعرية بانزياحات متعددة ومتنقلة ، انزياحات بائنة عن فضاءات الشعرية البلاغية وبشفافية شعرية تتماهى في جسد لغة النص يتشكل من خلالها الشعريات تتجلى كألوان قوس قزح بإيقاع داخلي يتواشج مع الموسيقا صعودا بغضب وارتعاشات الوتر مع تسارع في نبضات القلب وهبوطا مع انسيابية واستسلام جناحي باشق كما في مفرداته :
بفارغ الشعر/ جنودُ كلماتِك/ الصَمْتَ الجَبانَ / الأوتارِ الغاضِبَةِ / داعبَ القِمَمَ / حطَّمَ صَمْتَهُ / الغَضَبِ اللَّذيْذِ / غابَةِ أنوثتِك / مُوسِيقى رغباتِكِ / حائرٌ كدمعَةٍ /
وكما في نصه:
جنودُ كلماتِك تُحِيطٌنِي من كُلِّ صَوبٍ ،
وأنا أرفعُ راياتيَ الحَمْراءَ مُستَسلِماً ..
كَباشِقٍ ..!
نَصَك الذي يَفْضَحُ الصَمْتَ الجَبانَ ؛
يملأهُ ضرباتٍ للأوتارِ الغاضِبَةِ ؛
اعتمد الشاعر التشبيه وهو انحراف لغوي ومفارق الذي يضفي على النص الجمالية الشعرية سيما وان للشعرية علاقة وشيجة بالجمال، والتي تتسم بها وخروجها عن المألوف واللغة النثرية المباشرة العادية الى (الميتا لغة) 2 وهو
ما اشتملت عليها فضاءات الشعرية الحداثية من مفارقات وانقطاع وانزياح ومسافة التوتر نرى ذلك جليا في تشبيهه المرسل:
كباشِقٍ / حائرٌ كدمعَةٍ / مُنتفِضٌ ككمانٍ / رشيقٌ كَكَمَنْجَةٍ /مُنتَظِرٌ كَوَتَرٍ مُرْتَقِبْ/ كنوتَةٍ نَشازٍ ، وكما في نصه:
حائرٌ كدمعَةٍ ...
مُنتفِضٌ ككمانٍ ...
رشيقٌ كَكَمَنْجَةٍ ...
مُنتَظِرٌ كَوَتَرٍ مُرْتَقِبْ....
كنوتَةٍ نَشازٍ ؛
أبدع الشاعر في انثيالاته بنص يكتظ بالدلالات الشعرية والايحاءات التي تفضي الى طقوس الشعر، نتاج تخيلي وصورة التي تشبه الحلم ناجم من شاعرية المبدع وطاقته الكامنة التي كونتها عوامل خارجية أخرى التي تسهم في نمو الشاعرية من نوازع نفسية وثقافية، والتجربة والمعناة التي صارت ملكة لدى المبدع ففي نصه:
في وَجَعِ سِمفونيَّتِهِ التاسعَةِ ،
بَلَغَ المَدى ...
داعبَ القِمَمَ البَعِيَدة َكالطيورِ الجارِحَةِ ..
حطَّمَ صَمْتَهُ اللَعينِ...
بالغَضَبِ اللَّذيْذِ لِلوَتَرِ...
تبقى عملية استنطاق النص عملا حرا يختلف باختلاف رؤى القراء وكما يقول صلاح فضل في اساليب الشعرية المعاصرة" ... الا انه بقدر ما يتضمن النص ذاته من أبنية شعرية ذات شفرات متعددة ، فأنها لن تكشف عن دلالاتها الا لمن يمتلك المعرفة بنظمها الشعرية "3
بِفارِغِ الشِعْرِ ؛
أنتَظِرُ نَصَّك الذي لمْ يولدْ بَعْدُ !
نَصَّك الذي يَحْتَلُنِي تماماً ؛
جنودُ كلماتِك تُحِيطٌنِي من كُلِّ صَوبٍ ،
وأنا أرفعُ راياتيَ الحَمْراءَ مُستَسلِماً ..
كَباشِقٍ ..!
نَصَك الذي يَفْضَحُ الصَمْتَ الجَبانَ ؛
يملأهُ ضرباتٍ للأوتارِ الغاضِبَةِ ؛
كما فَعَل (بتهوفن ) ؛
في وَجَعِ سِمفونيَّتِهِ التاسعَةِ ،
بَلَغَ المَدى ...
داعبَ القِمَمَ البَعِيَدة َكالطيورِ الجارِحَةِ ..
حطَّمَ صَمْتَهُ اللَعينِ...
بالغَضَبِ اللَّذيْذِ لِلوَتَرِ...
أنتَظِرُ عينيكِ ؛
لِتَتصَيَّدانِي ...
مَرَّةً أُخرى ؛
ألفَ مَرَّةٍ أخرى ...
الى غابَةِ أنوثتِك ...
مُوسِيقى رغباتِكِ ؛
المَجْنُونَةِ !
ارتعاشاتُ الوترياتِ ،
في أوَجِ تلهُفِها ...
مُداعَباتُ ألاتِ النَفْخِ ...
غَضَبُ باشِقٍ ...
ضرباتُ جَناحَيْهِ ...
لِصمْتِ الرِيحِ...
فَجْرُ عَيْنَيْك ...
رَغْبَةُ الغَرَقِ فيكِ ...
بَحْثَاً عَنِّي...
بِكامِلِ أنوثَتِها ...
تُلملِمُ القَصِيدَةُ نِثاري ،
تَسْحَقُ حجرَ صُراخِي !
تَعْجنُ طينِيَ الحُرِّيَّ ...
تُعيدُ تَشْكِيلِي ...
في حافةِ عينيك ...
حائرٌ كدمعَةٍ ...
مُنتفِضٌ ككمانٍ ...
رشيقٌ كَكَمَنْجَةٍ ...
مُنتَظِرٌ كَوَتَرٍ مُرْتَقِبْ....
كنوتَةٍ نَشازٍ ؛
أكادُ أفيقُ ...
في عينيكِ ؛
سُؤالاً ...
لِمَ أنتِ ...
لِمَ أنا !؟
في الوقتِ الضائعِ ؛
المُعتِمِ جداً ...!
حِينَ أسْمَعُ بِروحِيَ ؛
ما لَمْ يَعِيهِ سَمْعٌ !
المصادر
1- موسوعة ويكيبيديا
2- الشعرية في ديوان السياب، سعدون احمد ، رسالة ماجستير، الجزائر، جامعة محمد خيضر – بسكرة ،كلية الآداب واللغات ،قسم الادب العربي، 2010 .
3- صلاح فضل، اساليب الشعرية المعاصرة، دار الآداب ، بيروت ،ط2 1983 ،ص1



#طالب_عمران_المعموري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التلاعب في البنى الدلالية وأثرها الجمالي في (هاليوليا) نص لل ...
- الأنا ... والآخر في ( لحظة موج) قصيدة للشاعر رياض ابراهيم ال ...
- موضع التساؤل وانفتاح الدلالات للنسق الداخلي لقصيدة(نكوص) للش ...
- الإبدالات الايقاعية في قصيدة (سرُّ عطرِكْ) للشاعر طه الزرباط ...
- الإبدالات الايقاعية في قصيدة (سرُّ عطرِكْ) للشاعر طه الزرباط ...
- أثر السياقات الخارجية على البنية النسقية لنص ( انها تجري من ...
- سحر الأمكنة وجماليات الابداع في (أنامل الأمكنة ) للشاعر عادل ...
- الاستغراق الشعري في توظيف المثل (القشة التي قصمت ظهر البعير ...
- ثنائية الشعر والفلسفة في (صحيفة المتلمّس) للشاعر عبد الامير ...
- الهاجس السردي وجمالية اللغة في (أحزان صائغ الطين) -للشاعر جب ...
- المفارقة اللفظية في قصيدة (عقوق) للشاعر مالك المسلماوي
- خصائص الاسلوبية في (سحائب بن) للشاعرة هبة محمد سعيد قراءة تح ...
- إضاءة في (نظرية التحليل والارتقاء مدرسة النقد التجديدية للدك ...
- اللغة التعبيرية في(بيني والرصاصة حلبة للرقص) للشاعر ابراهيم ...
- التجريد في(وأُصفّف الموت في أهدابي) للشاعر أنمار كامل حسين ق ...
- القفلة التناصية في قصة (شرعية) للقاص حسام عبد الامير الطفيلي
- القفلة الانزياحية في القصة القصيرة جدا ( تحول) للكاتبة نبأ ح ...
- السردية التعبيرية في قصيدة -كف من وطن- للشاعر طه الزرباطي قر ...
- الغرائبية في- تلة الطبائع- قصيدة حسين جار الله قراءة تحليلية
- تنوع القفلة في القصة القصيرة جدا مقاربة نقدية


المزيد.....




- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب عمران المعموري - الشعرية في نص (من انثيالات السمفونية التاسعة لبتهوفن) للشاعر طه الزرباطي .. اقتراب نصي