أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - هرمز كوهاري - المقامرون بحياة الشعوب ..!















المزيد.....

المقامرون بحياة الشعوب ..!


هرمز كوهاري

الحوار المتمدن-العدد: 1626 - 2006 / 7 / 29 - 02:13
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


المشكلة الآنية أو العدوان الاسرائيلي على لبنان كل الوقائع
، تدل على أن إسرائيل بالغت في ردها الى حد الاستهتاربالمجتمع
اللبناني والقيم الانسانية .وكل من يريد مصلحة وسلامة شعب لبنان يطالب بوقف الحرب فورا ثم التفاوض، فلبنان ينزف الآن ، فالجريح الذي ينزف يعالج قبل التحقيق معه .

كثيرا من قراء العربية ، يقراؤن بعواطفهم لا بتفكيرهم ، فكل نقد بناء يوجه الى تصرف" حزب الله " يفسر من البعض أن الناقد يبرر إستهتار إسرائيل ، ويتهمونه بشتى التهم أقلها أنه عميل !!
وبعكس هذا تماما ، فكل من ينتقد تصرف إسرائيل باللامبالات بحياة الابرياء وبعدوانها القاسي ، يتصورون أن الناقد يؤيد " حزب الله" في كل تصرفاته ، التي سماه المسؤول السعودي بحق ب " المغامرة غير محسوبة النتائج "

إن الذي يفتح كوة في المركب ليمسك بسمكة لم يتمكن من الامساك بها من بعيد ، ليقدمها هدية لمن أكرمه وأطعمه وأعطاه آلة لفتح تلك الكوّة وذلك " الشص"، يجب أن يعرف أن هذه الكوة وهذه السمكة الهدية سببت في غرق المركب وركابها، أما المتمتع بالسمكة يقف بعيدا عن الساحل و بعيدا عن الغرق ويصيح بهم : الله يعينكم على المصيبة !، ولا يُقبل إعتذار فاتح الكوة مهما أتى بمبررات وإشتهادات تكررت وتتكرر على مسامع هذه الشعوب منذ مئات السنوات .

يدعي حزب الله وقائده حسن نصرالله، أنه بسلاحه يحمي لبنان من أي إعتداء يقع من العدو الاسرائيلي ، وثبت بالواقع الملموس أنه تمكن من تدمير لبنان والتضحية ، بالشعب اللبناني في القتل العشوائي وفي التخريب والتدمير ، إلا إذا كان يقصد الحماية بالتدمير والتخريب المتبادل ، وكل مازاد تدمير حيفا ، زاد بعشرات المرات تدمير لبنان ، وضحاية لبنان من الاطفال الابرياء والشيوخ والنساء عشرة أضعاف أو مايزيد على ما تحملته إسرائيل من الضحاية البشرية ! والمهجرون بلغوا بمئات الآلاف ، ثم يتباهى ويتبجح أن صواريخه وصلت حيفا ثم مابعد وما بعد بعد حيفا !!

إن مثل هذه المنظمات غير الملتزمة بقوانين الدولة والمجتمع ، لا يهمها مصير الشعب والاطفال والنساء والبنية التحتية ،بل فقط يتباهون بما قتلوا من العدو .

إن من يقْدم على الحرب يفكر بحماية شعبه قبل تدمير الغير ، كبناء الملاجئ وتوفير الغذاء الاستراتيجي وتهئية المستشفيات والدواء والاطباء لإستقبال الجرحى ومعالجتهم ، يؤمّن الحماية الجوية ، أي سلاح ضد الطائرات المغيرة ، وضد الاليات التي قد تقتحم . فالحكومات مسؤولة عن حماية شعبها ،في الحرب العالمية الثانية إحتمت العوائل اللندنية البريطانية في أنفاق القطارات وفي غيرها نقلت الى مناطق لا تصلها القذائف الالمانية ، وكانت الحكومة توزع بيضة واحدة لكل فرد على شكل " باودر " وضمنت حليبا للاطفال والمستشفيات لمعلجة الجرحى والمرضى ، لأنها كانت تشعر بمسؤوليتها بحماية الشعب وإطعامه وليس فقط بتدمير ألمانية النازية .
أما مثل هذه الحركات غير الملتزمة والمليشيات ،لا تهتم إلا بحياة مقاتليها ، وبما قتلت من العدو دون الالتفات الى ضحاية شعبهم وإن كان عشرات الاضعاف من خسارة العدو ! فعندما يتقدم العدو يهرب مقاتليهم تاركين خلفهم الشعب الاعزل تحت رحمة العدو الشرس ، وعندما ينسحب العدو تلاحقه ، وخسارتها بخسارة أفرادها لا بخسارة الاطفال والنساء والبنية التحتية ، ثم يتكابرون على الشعب بأنهم تحدوا العدو ويحتلون عرش السلطة الى ماشاء الله !! إنهم حقا مقامرون بحياة الشعوب .

الملاكم يفكر بحماية وجهه من تلقي ضربات المقابل قبل أن يفكر بتسديد ضربة الى خصمه ، وهكذا الدول الملتزمة بحماية شعبها ، تفكر بحماية شعبها من ضربات العدو قبل أن تفكر في إيقاع الخسائر بالعدو .

كثيرا منا عايش أزمة الصواريخ السوفيتية ، في كوبا سنة 1962، عندما إقترب العالم من حافة حرب ذرية بين العملاقين ، حين إكتشفت أمريكا قواعد صواريخ سوفيتية في جزيرة كوبا موجه الى البر الامريكي ، جن جنونهم ، وحاصرت أمريكا كوبا لضرب تلك القواعد وقلب نظام كاسترو كان الرئيس الامريكي آنذاك جون كندي الديمقراطي والرئيس السوفييتي نيكيتا خروتشوف ، وقرر الاتحاد السوفيتي فك الحصار بالقوة ، دفاعا عن حليفته كوبا وعن هيبته ، فتوجهت قوة بحرية سوفيتية كبيرة من المدمرات حاملة الرؤوس النووية الى كوبا لفك الحصار والاشتباك مع القوة الامريكية التي كانت تحاصر الجزيرة ، وكان العالم ، كل العالم، كنا نلازم الراديو أحيانا ويكرر الراديو بين حين وآخر إقتراب القوة البحرية السوفيتية ونستمع الى النشرة بقلق ورعب ساعة بساعة بل دقيقة بدقيقة كلما تقدمت القوة السوفيتية نحو الجزيرة حتى أصبح مصير العالم على كف عفريت كما يقال ، فكان بإمكان السوفييت أن يمطروا أمريكا بالصواريخ عابرة القارات وحاملة الرؤوس النووية التي لم تكن أمريكا تمتلكها بل كانت في مرحلة التجارب الفاشلة ، عندما كانت " الكلبة لآيكا " تدور في الفضاء في المركبة السوفييتية وبعدها يوري غاغارين .
ولكن العقل والمنطق تغلبا على المغامرات ، وأدركت القيادة السوفييتية أن الضحاية ستكون من الشعوب ولم يسلم أي شعب منها ، ولهذا قرروا تفويت الفرصة على النظام الرأسمالي لإشعال الحرب ، وإن هدف الاشتراكية الاسمى هو حماية السلم العالمي ضد الاستفزازات الرأسمالية .
وبناءا على هذه المبادئ أصدر نيكيتا خروتشوف بإسم القيادة السوفيتية في ساعة متأخرة من الليل ، بالتراجع ودعوة أمريكا للتفاوض والتفاهم ، مقدرا قلق أمريكا من الصواريخ ، على أن تنسحب وتفك الحصار على كوبا وتكف عن محاولة قلب نظام الحكم ، وهكذا تنفس العالم الصعداء وخرج من كابوس مرعب .

مزارع شبعة ... أرض لبنانية محتلة من قبل إسرائيل ، وكانت كذلك قبل تحرير الجنوب جنوب لبنان من قبل حزب الله ، من الاحتلال الاسرائيلي ، ولكن ، ولكن.. هناك أسئلة محيرة تنتظر جوابا صريحا:

1- لماذا لم يحرر حزب الله ، مزارع شبعا عندما حرر جنوب لبنان ؟
2 - هل كانت مزارع شبعا مستعصية عليه ؟ أم ، كأنت محاطة بخط " ماجينو " الفرنسي ، أو كانت قلعة" ديان بيان فو " في فيتنام ؟
3 – هل تركها لتكون معلّقة ويبرر وجوده ووجود سلاحه ويكون قاعدة متقدمة للنظامين الايراني والسوري ، وتبقى كمسمار جحا ؟؟
4 – بعد أن إمتلك حزب الله كل هذه الاسلحة التي يتحدى بها إسرائيل ، لماذا لم يقدم على تحرير مزارع شبعا الآن ؟ ، بدل إختطاف الجنديين ، علما بأنه عندما حرر جنوب لبنان لم تحاول إسرائيل العودة أو إعتداء على لبنان .بل بالعكس النظام العربي والدولي قدر جهوده بهذا الانجاز أي بتحرير جنوب لبنان وإنتهت المشكلة .

ربما أراد تحدي إسرائيل بإستمرار ، لكي يدعي أنه أول زعيم عربي شيعي يتحدى العدو بفضل إيران وليس بجهود الدول العربية !وتفعيل دور إيران وتجميد دور شعوب وحكومات المنطقة ! المهم التحدي كما تحدى صدام حسين ثلاثة وثلاثون دولة ! أما النتيجة فليست مهمة ، ألمهم أن يقول أنه تحدى أمريكا ومعها إثنا وثلاثون دولة !!



#هرمز_كوهاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المليشيات الطائفية .. لصالح من تعمل ..؟
- ماذا لو تكرر السيناريو في العراق ..؟
- المصالحة ..يجب أن ترافقها : المصارحة والمكاشفة ..
- وأخيرا، قالوها صراحة ..!
- الدولة الحديثة بين العلمانية والدين والمجتمع
- في مجلس نواب : القوميات والطوائف والعشائر ..!
- مقترحات بتعديل الدستور العراقي
- بل يفهمون ..ويحرّفون..!
- يباركون سفك دماء الابرياء .. بإسم المقاومة الوطنية ..!!
- إقتراح بفتح حوارا حول ، تنازع الهويات ..!
- فتّشوا عنهم بين أتباعكم ..!
- من حق الشعب أن يعرف ،..!!
- العظمة في التعمير وليست في التدمير ..!!
- وهكذا أضيئت مدن العراق ، كما أضيئت شوارع بكين !!!
- تحية إجلال وإكبار لشهداء الطبقة العاملة
- الاول من مايس ، عيد العمال العالمي وعيد الانسانيةجمعاء ..!!
- هل وصلنا وإلا بعد ...!!
- بين الكرادة والمربعة مسافة طويلة ..!!
- قادة الائتلاف : الائتلاف أولا .... والعراق آخرا !!!
- كل الشيعة إئتلافيون .. وإن لم ينتموا ..!!


المزيد.....




- هكذا أنشأ رجل -أرض العجائب- سرًا في شقة مستأجرة ببريطانيا
- السعودية.. جماجم وعظام تكشف أدلة على الاستيطان البشري في كهف ...
- منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي محذرًا: الشرق الأوسط ...
- حزب المحافظين الحاكم يفوز في انتخابات كرواتيا ـ ولكن...
- ألمانيا - القبض على شخصين يشتبه في تجسسهما لصالح روسيا
- اكتشاف في الحبل الشوكي يقربنا من علاج تلف الجهاز العصبي
- الأمن الروسي يصادر أكثر من 300 ألف شريحة هاتفية أعدت لأغراض ...
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب -نشاطات تخري ...
- حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره ويستهدف مواقع للاحتلال
- العلاقات الإيرانية الإسرائيلية.. من التعاون أيام الشاه إلى ا ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - هرمز كوهاري - المقامرون بحياة الشعوب ..!