أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبداللطيف الحسيني - مقدمة كتاب في رثاء عامودا.














المزيد.....

مقدمة كتاب في رثاء عامودا.


عبداللطيف الحسيني
:(شاعر سوري مقيم في برلين).


الحوار المتمدن-العدد: 6832 - 2021 / 3 / 5 - 02:03
المحور: الادب والفن
    


عبداللطيف الحسيني – غسان جان كير .
المرءُ مع مَن لا يفهمُه مثلُ السجين . (جلال الدين الرومي .)
المقدمة.
نفرّقُ بينَ المدينة المحتضرة والميتة ,ففي الاحتضار ثمة أملٌ وفي الموت ثمة ميتات . منذ سنوات تجاوزت هذه المدينة مرحلة الاحتضار , ولموتها أسبابٌ يعرفها جلّ مَن يعيش فيها , ولا يعلنها أويصرّح بها علنًا . وإن تشجّع نفرٌ بقولها , فسوف يكتب عن هذه المدينة الميّتة بغموض كي لا يفكك رموزها وشفرتها مَن يتحرّون ويتسقّطون أخبارَ ومعلومات هذا النوع من الكتاب (قد نكون منهم ) ونظن بأنّ المدينة ماتت لأسباب ,أهمُّها:

الثقافة وما تعبّر هذه المفردة من دلالات فكريّة واجتماعية , فإن اضمحلتْ فالناسُ لن يفهموا أنفسَهم , فكيف بغيرهم؟, ولن يكونوا إلا تابعين لفكر يروّجه المنافقون في الأرض . وما أدراك ذاك الفكر ؟: إنه فكرُ الارتزاق على الشّعارات التي بفضلها يعيش الكثيرون منها , ولولاها لكان هؤلاء من سقط الناس . وأدناهم احترامًا ,وبفضل هذه الشعارات اكتنزوا وادّخروا فكرا لا يُضاهى , وما لا ليس فيه حدودٌ لجمعه واستغلاله في أمور تبثُّ فسادا تخرّب ما تبقّى من قيم .

فالفكرُ المُدّعى خواءٌ يبجّله أمثالُهم من الذين لهم مصلحة ونصيبٌ وليس أمامَهم إلا التمسّكُ بتلابيب فكر لا يقتنع هو نفسه به . وإن سُئِل عن ذلك سيجيب بالنجوى: ( هكذا تريد الحياة ). الحياة التي يعيشها هذا المدّعي حياة ملؤها لا الترف والبذخ فقط , وإنما تدمير بنية الانسان ( الذي خلق ليعيش سعيدا أليفا , لا متوترا كما هذه المدينة الميتة ) . إنها أمورٌ واضحة وغامضة ,وأصلها تغييب الثقافة التي باتتْ عيبًا وعارًا على مَن تملّكه حمّى القراءة . فقد يكون مضحكًا , ومدعاة للاستهزاء أنْ نجد شخصًا يحمل كتابا . إن هذا الكتابَ يُحارَب بشراسة وعنف , وكأنه عدوُّ الكون كله, بعدما كانتْ هذه المدينة تنظر باستهزاء إلى مَن لا يقرأ , أومَن لا يهتمُّ بشأن ثقافي .

كانت مدينتنا موّارة بالثقافة حينما كان ( رجالات الفكر) حجّة الشباب الذين لا يطفأ ظمأهم الثقافيّ والفكري إلا الفكر الثريّ النيّر ( وكان يجب أن يُقتل , وقد قُتل : قتلا معنويًا من قِبَلِ كثيرٍ من الجهات ) .

هذه المدينة التي لم تعرفْ إلا في التنوّع القوميّ غنىً سياسيًّا وثقافيًّا وحضاريّا . الحضارة لا تكون من خلال تشييد أبنية إسمنتية فيها كلُّ شيء إلا ما يفيدُ الثقافة التي يجبُ أنْ تفتخرَ بها كلُّ مدينة ,ومن المفروض أنْ تكون مشيّدة لأجل الترقّي بفكر إنساننا لا لتشتته , بل لضياعه .

المرءُ مع مَن لا يفهمُه مثلُ السجين .

جلال الدين الرومي .



#عبداللطيف_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصواتُ فاوست.
- الصورةُ والآخر.
- ظلال الاسم الجريح.
- كَالْبَرْق .
- كانت دمشق عاصمة (للثقافة).
- آزاد مجدو – صورة الفنّان موشوماً.
- حوار مع الشاعر السوري عبد اللطيف الحسيني.
- تسونامي , تسونامينا.
- الشاعر عبد اللطيف الحسيني، وظلال اسمه الجريح.
- حُطام.
- الكاتبة المغربية فريدة العاطفي.
- حجرة عبد اللطيف .
- الجزءُ الرابع من العقد الفريد مفقود.
- أبي.
- خواء.
- نهر
- بَيْتُ جَدّي
- يأس
- عن حنان درقاوي(الكاتبة المغربية)
- الشاعر في المسرح.


المزيد.....




- تابِع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة على قناة الف ...
- قيامة عثمان 159 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 159 مترجمة تابع ...
- -روائع الموسيقى الروسية-.. حفل موسيقي روسي في مالي
- تكريم مكتب قناة RT العربية في الجزائر
- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...
- مصر.. القبض على مغني المهرجانات -مجدي شطة- وبحوزته مخدرات
- أجمل مغامرات القط والفار.. نزل تردد توم وجيري الجديد TOM and ...
- “سلي طفلك الان” نزل تردد طيور الجنة بيبي الجديد 2024 وشاهد أ ...
- فرانسوا بورغا للجزيرة نت: الصهيونية حاليا أيديولوجية طائفية ...
- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبداللطيف الحسيني - مقدمة كتاب في رثاء عامودا.