أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نبيل عودة - بعد اسبوعين من الحرب الهمجية - الى اين نتجه؟















المزيد.....

بعد اسبوعين من الحرب الهمجية - الى اين نتجه؟


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 1624 - 2006 / 7 / 27 - 05:27
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ما هو الثمن الذي تريده اسرائيل من وراء حربها ، حتى تبدأ في حساب " ارباحها وخسائرها" ؟ وما هي الاحتمالات المطروحة ؟
حساب الارباح بات صعبا باعتراف كل المعلقين السياسيين والخبراء الاستراتيجيين الأكثر من الهم على القلب في اسرائيل .الملاحظ ان لهجة الحماسة في التعليقات والتحليلات عبر شبكات الاعلام الاسرائيلية ، بدأت تنحو نحو لهجة اقل حماسة ، ولا اقول عقلانية ، لأن العقلانية في زمن الحرب نادرة جدا في اسرائيل ، ولكنها غير معدومة ، وقد تكون هي المعيار للمرحلة القادمة التي يبدأ فيها المعلقون والمحللون في الحديث عن " السلبيات والأخطاء " وسنكتشف انها غير قليلة . حقا نحن نرصد اصواتا خافتة وخجولة ، وللحقيقة بعضها جريء في داخل هذا " الاجماع " الاسرائيلي .. الأصوات حتى الآن هامشية ،لا يريد الجمهور المحرض والمعبأ اعلاميا في الانصات اليها ، الوضع سيختلف بعد ان تصمت المدافع .. ولكننا تعلمنا نحن العرب في اسرائيل على الاقل ان نرصد هذه الاصوات ، ونحن على دراية كاملة تقريبا للآتجاهات القادمة في المجتمع الاسرائيلي ، حين تبدأ " خسائرنا " في الانكشاف ، وحين يطلب من الجمهور تسديد الثمن ، ليس فقط ثمن الدم ، انما ايضا الثمن الاقتصادي ، ومن الواضح ان الامريكيين على استعداد وقناعة كاملة بتحمل حصة الاسد من ثمن الحرب ، ولكن الثمن ليس مجرد دولارات ومعدات عسكرية ، انما ثمن انساني لن يسدده الا ابناء الشعب الاسرائيلي ، وتسديده قد يستغرق زمنا لا يمكن حسابه بالمعايير المالية فقط !!
من الأسئلة الاولى المقلقة للشارع الاسرائيلي ، اتوقع ان يكون عجز " جيشنا الجبار " في كسر عظام منظمة صغيرة مثل حزب الله ، كل حسابات الخبراء الاسرائيليين في كل المجالات لم تعطها اكثر من يومين ، والبعض ، حتى من العسكريين ..كان يظن قبل اشتعال القتال اننا امام فلم عسكري اسرائيلي تقليدي " صفعة مدوية وانتهينا ".
انا على قناعة ان الحسابات العسكرية في غرف الحرب الاسرائيلية والامريكية لم تعط حزب الله اكثر من ساعات الى يومين ، من هنا بدأت تختلط الاوراق ، لم يعد من الممكن الآن تجاهل مكانة حزب الله في التسوية العامة ، وقضية سلاحة لا يبدوا ان اسرائيل وقنابل امريكا الذكية قادرة على حسمها . انما هذه مسألة تحل في الاطار السياسي اللبناني ، ويجب ان نعترف بان حزب الله واستمرار صموده الاسطوري في المقاييس العسكرية ، وقدرته التي لم تتأثر في شل كل شمال اسرائيل ، هي صدمة مؤلمة لم تكن متوقعة ، حتى في اسوأ الحسابات الاسرائيلية والأمريكية ، بل والعربية ايضا !!
ليس بالصدفة ان الامريكيين غير معنيين بوقف اطلاق النار بدون انجازات ، وان اسرائيل في ورطة غير عادية اذا اوقف اطلاق النار ضمن الظروف السياسية والعسكرية الثابتة حتى الساعة الراهنة .وبالنسبة للادارة الامريكية وقف اطلاق النار الآن يعني انتصارا لما تسميه بالمنظمات الارهابية ، قد يقود الى تطورات ميدانية وسياسية تنسف كل ما وظفته في سياستها الشرق اوسطية ، وينعكس سلبا خارج حدود الشرق الاوسط ايضا ، في امريكا اللاتينية مثلا ، وربما شيء ما يتحرك في العالم العربي ، دلائله بارزة وملموسة ... ويزداد تجسما مع استمرار العجز عن الحسم العسكري للحرب .
الحرب لن تنتهي بوقف اطلاق النار ، على الاقل بالنسبة للمجتمع الاسرائيلي ،ومهما كانت النتائج العسكرية لصالح اسرائيل نسبيا . الحسابات الداخلية ستكون هذه المرة مريرة اضعافا عن السابق وغير عادية اكثر من السابق . رئيس الحكومة اولمرت ووزير الامن بيرتس في ورطة ، لا ارى انهما قادران على تخطيها ، ويقامران بالاصرار على مواصلة الحرب مع "الاشباح" ( واستعمل هذا التعبير بمعناه الايجابي ) .هذه تقديرات ايضا لمن حافظوا على توازن فكري وقراءة صحيحة للواقع بمجمله . ما بدأ حماسيا وبتأييد جارف لضرب حزب الله سينقلب عاجلا ام آجلا الى موجة من اعادة التفكير في الورطة غير المحسوبة التي تندفع اليها اسرائيل ، حديث بيرتس عن امساك شريط حدودي هو حديث العاجز عن حسم الحرب ويريد الاعتماد على احتلال جديد لتحقيق ما فشل الجيش الرابع في قوته العسكرية عالميا من تحقيقه في ساحات القتال ، والشريط الحدودي الجديد سيكون باهظ الثمن عسكريا ، اكثر من الاحتلال السابق ، وليس بالصدفة ان هذا التصريح جاء بعد زيارة وزيرة الدولة الامريكية رايس لبيروت من اجل صرف " الحوالة السياسية " للعدوان الاسرائيلي على لبنان ، ويبدو ان بنك لبنان السياسي حتى الان بلا رصيد لمثل هذه الحوالة ، والدول العربية المتماثلة سياسيا من الولايات المتحدة ، باتت في ازمة اخلاقية غير محمولة ( الأزمة السياسية لا يبدو انها تخيفهم ) . اسرائيل باتت تعترف انه لم تعد لديها اهدافا لم تقصف في لبنان ... اي ان الطيران انهى مهمته الاساسية ، وباتت مهمته اليوم استعراضية ، وأظن ان مواصلة قصفه للضاحية الجنوبية - ضاحية حزب الله كما فهمنا ، هو تذكير بالقدرات الاسرائيلية التدميرية الرهيبة . الوحوش المفترسة في الغابات ايضا قادرة على الافتراس بل يقتلها الجوع للانقضاض على فريسة ما لاشباع بعض جوعها ، ولكن السؤال كيف تجد فريستها التي تحسن الاختباء والمناورة ، وتواصل ايذائها واحيانا تؤلمها الما شديدا ، يجعلها تطلق اصواتها الوحشية المرعبة بغضب جنوني ( الغارات ) .. ولكن الفريسة لا ترتعب من الزمجرة ، تتملص وتواصل الايذاء !!
من الخطأ فهم خطاب الشيخ حسن نصرالله بانه اعلان عسكري لما بعد حيفا وما بعد بعد حيفا ، كما حاول بعض المعلقين العرب ان يشرحوا .او كما عنونت قناة الجزيرة خبرها " نصرالله ينقل المعركة لما بعد حيفا"
هذا تهويش اعلامي ملائم لأيام احمد سعيد المشهور ، الذي احتل تل ابيب اذاعيا في اسوأ ساعات هزيمة حزيران 1967 .
القضية ليست صواريخ قادرة على الوصول الى تل ابيب ، انما موقف سياسي يقول ان الهدف المركزي من العدوان الاسرائيلي قد فشل ، وان الحوالة السياسية التي تنتظر كوندوليزا رايس صرفها في بيروت لن تكون تغطية لها بالشروط الاسرائيلية الامريكية ، وان قراءة الادارة الامريكية خاطئة ، وقراءة اسرائيل خاطئة .. وان الشرق الاوسط حسب المخطط الامريكي اسرائيلي غير قابل للتنفيذ .
لست من المتحمسين للمغامرة التي قام بها حزب الله ، وارى ان مصالح سياسية لا تربطها بالواقع اللبناني كانت وراء المغامرة ، ولكني لست على الحياد في هذه المعركة ، على الاقل من موقعي السياسي والثقافي .. وكيف استطيع ان اكون حياديا وشعب عربي مسالم يتعرض لموجة وحشية نادرة في تاريخ الحضارة الانسانية ..؟ تبريرات السيد نصرالله للحرب هي اجتهاد جيد ولكني لم اقتنع به ، ليس لاني انظر بحسن نية للسياسات الاسرائيلية ، ولكن تبين من تطور العدوان ان المخطط الاسرائيلي ، وحسب خبراء اسرائيليين ، في الكثير منها تحولت الى خطط ارتجالية ... لم يحسبوا قدرة حزب الله على المواجهة ، ولم يتوقعوا صمود الداخل اللبناني رغم كل الانتقادات واختلاف وجهات النظر . صمود مقاتلي حزب الله هو المفاجاة الاستراتيجية لهذه الحرب ، ولهذا الشكل من الحرب مع اشباح غير مرئية ، تلسع وتختفي . اوافق مع ما قاله نصراللة في مقابلته التلفزيونية مع الجزيرة بانه الان ليس وقت الحساب . . ولكن النقد لا يعني الموافقة مع العدوان الهمجي ، انما التفكير باعادة ترتيب البيت اللبناني حفظا للبنان واستقلالة وسلامة اراضيه واهله .
لا استهتر بما يضيفه الامريكيون من ايام اخرى لتحقيق ما لم تحققه اسرائيل في اسبوعين من القتال والتدمير . نحن متعودون على سياسة يوم آخر ويوم آخر .. هذه السياسة نجحت مع الدول العربية ، ومن المهم ان تفشل في هذه المواجهة . هذا ما سيغير مستقبلا الكثير من اوراق اللعبة السياسية في الشرق الاوسط ، وتصريح نصرالله حول ما بعد حيفا يقع في هذه الخانة ، خانة فشل توظيف العدوان الهمجي لتحقيق شروط سياسية وتسويات اقليمية تلائم المعتدين . هذه اصبحت مسألة فائقة الاهمية الان .
ولكن الحسابات في غرف السياسة قد تفاجئنا ، هناك لعبة شد الحبل لاعادة ترتيب سياسي يخدم المتورطين في هذه الحرب ، واعني الجانب الاسرائيلي والامريكي اولا ، حتى الان يقامرون على ايام اخرى ، وربما الهدف احداث تحول سياسي (يخدم مشاريعهم ) في دولة شرق اوسطية ، لا استهجن ان تكون هي المكسب السياسي لهذه الحرب ، بتحويلها من تابع لدولة اقليمية لها اطماعها التاريخية الى تابع " للنظام العالمي الجديد " ، مما يضمن اكثر " امنها واستقرارها" ، وبالطبع كل شيء يتعلق بالثمن الذي يستعد احد طرفي العدوان ، او الطرفين سوية على دفعه ، وهذا الثمن له امتداداته ومكاسبه الأكثر اتساعا من رقعة الحرب المباشرة الحالية في لبنان ، الى رقعة ترتيبات جديدة تشمل ليس لبنان وحده انما كل الشرق الاوسط بما فيه منطقة الخليج العربي .



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسهال في النقد وتفاهة في المضمون
- كتب جديدة .......نادر ابو تامر و4 قصص مصورة للأطفال
- ماذا تبقى لكم؟
- موقف بلا عمود فقري، لا يخدم الشعب اللبناني - تعقيب على بيان ...
- بين الثقافة والفكر
- حتى لا نفقد الاتجاه من دروس مأساة لبنان
- الفيتوري : في هذا الزمن الساقط ، يسقط حتى الشعراء
- بصراحة مؤلمة : من يملك شرعية القرار في فلسطين ولبنان ؟
- الكاتب سامي ميخائيل العراقي الذي صار اسرائيليا
- كنت معها - قصة
- حتى لا يدفع الابرياء ثمن الجنون السياسي !!
- ذباب على موائد الادب
- خلفية الاجتياح الاسرائيلي للقطاع
- دراسة علمية رصينة حول اليهودية بقلم مفكر وناقد عربي
- رسالة الى وزير الامن عمير بيرتس / سقوط امنون دانكنر
- هل يتحول المجتمع العربي الى مجتمع لا ثقافي ؟
- صحافة بلا تفكير وبلا تنوير لا مستقبل لها
- الفجر يولد من جديد
- على بساط البحث من يخاف من المراكز الثقافية في البلدات العربي ...
- ماذا تبقى من ثقافتنا المحلية


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نبيل عودة - بعد اسبوعين من الحرب الهمجية - الى اين نتجه؟