أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - ماذا تبقى لكم؟















المزيد.....

ماذا تبقى لكم؟


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 1621 - 2006 / 7 / 24 - 12:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اتطلع الى الواقع العربي و ارى انة لم يبق من الكرامة العربية الا قواعد اللغة والنحو والصرف والسجع الخطابي والفكري.
هذا المارد الذي يمتد جغرافيا من المحيط الاطلسي الى الخليج العربي يظهر كمريض غير قابل للشفاء. كان الظن انة يخطو الى خارج التاريخ , واليوم صار الظن حقيقة واقعة.. بل بدأت تلوح شكوك انة يشد الخطا الى خارج الجغرافيا ايضا ، و كل الدلائل تشير ان هذة ليست مجرد شكوك ،بل حقيقة تتجسم ، ليس ببطء انما بتسارع لا يمكن ايقافة .
احاول ان ابحث عن حزمة ضوء في هذا الليل الدامس. امر غير قابل للتصديق. امس دفع الشعب الجزائري ثمن حريتة بمليون شهيد. الشعب المصري تحدى الامبراطوريتين القديمتين ، بريطانيا و فرنسا ، كسر احتكار السلاح وامم قناة السويس، منجزا قفزة تاريخية جعلت مصر مركزا من مراكز التحرر .حتى في احلك الظروف الدولية هب عرابي باشا متحديا الامبراطورية التي لا تغيب الشمس عن حدودها ومرمغ كرامتها بالتراب واعطى للعرب نموذجا في الكرامة والاستبسال ... الشعب اليمني دحر الاستعمار البريطاني و حقق استقلالة بجمهورية اليمن الجنوبية .
شعب ظفار قاد ثورة جريئة في عقر دار انظمة العمالة والخنوع. الشعب السوري سطر فصولآ مجيدة في تاريخ مواجهتة للاستعمار الفرنسي، شعب العراق حطم حلف بغداد الاستعماري الدنس، وأطلع فجر(14) تموز1958 .
هل نتهم فقط الانظمة "الوطنية!!" التي وصلت الى السلطة في الدول العربية الاساسية بانها وراء الفيروس الذي يجعل من هذا المارد مريضا يعاني سكرات الموت ؟ اين غاب تلامذة عرابي وعبد الناصر و14 تموز وجميلة بوحيرد ورجاء عماش الفلسطينية وسلطان باشا الاطرش ورفاق فهد وعبد الفتاح اسماعيل وجنرالات اجتياز القناة ودحر خط بارليف ، قبل ان يتآمر عليهم السادات ...
اين تلاشت الاحزاب والتنظيمات الشعبية؟ اين اختفت الملايين التي رفضت استقالة جمال عبد الناصر واختارت التحدي والمواجهة ؟
اين المثقفون العرب ؟! لماذا تخفت اصواتهم في ساعات الشدة ؟ وهل من قيمة لابداعهم اذا اعتزلوا في ابراجهم العاجية ؟
هل نجح الاذلال السلطوي (الوطني والرجعي) في كسر الروح الثورية للشعوب العربية ؟! في هزم مجدهم الحضاري؟! في تحويلها الى امة تعيش من فتوى الى فتوى ؟.. وبين قرضاوي وبن لادن ؟
ما زلت اتذكر سنوات الخمسينات والستينات بزخمها الثوري والانساني ، و اكاد انكر معرفتي لهذة الامة وتاريخها ، انظر حولي فلا اجد ألا الديباجة اللغوية، والببغاوية الفكرية. لا ارى الا المغامرين بدم شعوبهم ، المؤتمرون بعقليات القرون الوسطى . لا ارى الا مدعي الوطنية ، من تجار وسماسرة يتخذون صفة المفكرين والمحللين السياسيين ، ويتخذون من انظمة الاستبداد قبلة لهم ، ولا يترددون في اتهام المثقفين العرب ، القابعين في سجون الانظمة الشرشوحة أوالمحرومين من العودة الى اوطانهم ، بالغباء والخيانة ...
يجب ان نعترف بجرأة اننا على ضلال . على ضلال فكري وسياسي وديني . عندما ينجح رجل دين ، من اي دين كان ، ولو كان جاهلا بامتياز ، ان يجمع حوله اكثر مما يجمع كل المثقفين والمتنورين العرب ، بل وكل الاحزاب العلمانية العربية مجتمعة ، فهذه الامة في خطر الضياع والاندثار .
هل اصبح الشيخ حسن نصرالله الأمل الوحيد في هذا الشرق العربي ؟ هل بتنا نبني آمالنا على وهم نصر سيحققه بمغامرة اودت حتى اليوم بحياة 200 طفل ، ومئات المدنيين الابرياء ؟
هل اصبحت الشعوب العربية تنتظر الفرج من حسن نصرالله وملالي ايران ؟ هل بلغ الغباء والانقطاع عن الواقع لدرجة الوهم السياسي والعسكري بنصر او صمود في وجه آلة عسكرية رهيبة تتغذى باستمرار من حليفها الامريكي ؟؟ لو تحركت الانظمة العربية ، وهددت بما لديها من مصادر طاقة مؤثرة لاختلف الوضع السياسي ، ولبادر الامريكيون انفسهم لوقف القتال ، وتقليص المأساة الاغريقية -اللبنانية .
اقول بصراحة اني معجب بجرأة مقاتلي حزب الله ، وصمودهم الاسطوري ، ولكني لا استطيع ان اقبل مغامرتهم التي قادت لبنان الى دمار شامل ارضا وشعبا .وشد ما ساءني الاستهتار الذي ابداه زعيم حزب الله حين سؤل عن الخسائر في البنى التحتية والشبكات المدنية في لبنان ، فأعلن بمباهاة ان حزبه سيحصل على اموال طائلة لاعادة الاعمار ... هل يوجد استهتار بحياة البشر ومصيرهم وارواحهم افظع من هذا الاستهتار ؟ وهل من اموال قادرة على اعادة الحياة الانسانية المدمرة ؟!
من الواضح لي اليوم ان نتائج الحرب لن تقررها نتائج المواجهة العسكرية ، انما الدولة القادرة على فرض وجهة نظرها ، مهما كانت احادية الجانب ... لصالح قوى العدوان الغاشم .. ولسبب بسيط ، الغياب العربي لدرجة الاستسلام حتى بدون مواجهة سياسية .
اعترف ان المكسب الاساسي من المأساة اللبنانية ، كان التأكيد المطلق على عمق الفساد العربي وشموليته ، ولكننا لم نكن بحاجة لهذا الثمن الرهيب لتأكيد ما نعيشة ونعرفه ، ربما ملالي ايران كانوا بحاجة لهذا التأكيد ، لمعرفة اتجاهات اطماعهم .
اني ادعي ان المأساة الحقيقية هي غياب الوعي وتغييبه... او تهجيره خارج حدود الانظمة الشرشوحة والتي تفتقد للمؤسسات ( حسب وصف صحيح في احد مقالات الدكتور عزمي بشارة .. المضحك والمبكي بنفس الوقت ان "المفكر الكبير " شخص بصواب حالة اصحابه وواصل التهريج لنفس الانظمة .. كما حدث في اللقاء قبل ايام مع قناة الجزيرة )
ان تشاؤمي بلا حدود ، وما يجعلني لا اضيع في هذا التشاؤم بعض الاصوات الجريئة التي ترفض التهريج والرقص على الدماء الطاهرة وعلى الدمار والخراب ... ومع ذلك ما زلت ارفض التخلي عن حلمي بأن الشعوب العربية قادرة على تحويل هذه الاصوات ، الى صوت هادر ، يخرج هذا الجسم من قيودة ومن سجون انظمته ، لينطلق من قمقمه ، ويمنع تنفيذ الجريمة – المخطط الامريكي الاسرائيلي باخضاع الشرق الاوسط كله للمصالح الامريكية بحماية اسرائيلية ، اوالمخطط الايراني بالعودة الى الاطماع الفارسية القديمة في الخليج العربي وما بعد الخليج ( لبنان نموذجا ) التي تبنى تنفيذها حزب الملالي ... وينقذ العالم العربي من الضياع الكامل ، بتاريخه وجغرافيته وبشره !!
لعل الحلم يصبح مرة واحدة في حياة الشعوب العربية .. حقيقة !!

نبيل عودة-



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقف بلا عمود فقري، لا يخدم الشعب اللبناني - تعقيب على بيان ...
- بين الثقافة والفكر
- حتى لا نفقد الاتجاه من دروس مأساة لبنان
- الفيتوري : في هذا الزمن الساقط ، يسقط حتى الشعراء
- بصراحة مؤلمة : من يملك شرعية القرار في فلسطين ولبنان ؟
- الكاتب سامي ميخائيل العراقي الذي صار اسرائيليا
- كنت معها - قصة
- حتى لا يدفع الابرياء ثمن الجنون السياسي !!
- ذباب على موائد الادب
- خلفية الاجتياح الاسرائيلي للقطاع
- دراسة علمية رصينة حول اليهودية بقلم مفكر وناقد عربي
- رسالة الى وزير الامن عمير بيرتس / سقوط امنون دانكنر
- هل يتحول المجتمع العربي الى مجتمع لا ثقافي ؟
- صحافة بلا تفكير وبلا تنوير لا مستقبل لها
- الفجر يولد من جديد
- على بساط البحث من يخاف من المراكز الثقافية في البلدات العربي ...
- ماذا تبقى من ثقافتنا المحلية
- من اجل صياغة برنامج فكري سياسي حديث
- الحداثة كجذور للحضارة الانسانية
- درس في النقد - 2


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - ماذا تبقى لكم؟