أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نبيل عودة - خلفية الاجتياح الاسرائيلي للقطاع














المزيد.....

خلفية الاجتياح الاسرائيلي للقطاع


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 1602 - 2006 / 7 / 5 - 03:32
المحور: القضية الفلسطينية
    


جنون صاحب البيت

تداعيات خطف الجندي الاسرائلي تظهر سهولة فقدان نظام الحكم في اسرائل لاعصابه , والبارز اكثر في هذه الفوضى السياسية ليس فقدان رئيس الحكومة لاعصابه لدرجة اعلانه في جلسة الحكومة انه يريد "ان يفهم الفلسطينيون ان صاحب البيت اصيب بالجنون"، انما انجرار عمير بيرتس والذين لم يصابوا بالجنون وراء هذا الجنون .

المعلّقون السياسيون اليهود يتساءلون هل كان رئيس الحكومة اولمرت يتصرف بنفس الشكل لو كان في وزارة الدفاع جنرال يعرف تقدير استعمال القوة في الظروف التي تسود قطاع غزة؟

تلخيصي للحملة العسكرية الاسرائيلية بناء على "جنون" رئيس الحكومة أن اسرائيل تستعمل جبروتها العسكري اولا ثم تبدأ في صياغة هدفها السياسي. اي ان القوة العسكرية ليست استمرارا للسياسة بلغة القوة.. انما العكس تماما هو الصحيح: القوة العسكرية هي الكلمة الاولى في السياسة الاسرائيلية!!

ما هي الاهداف السياسية للحملة العسكرية على قطاع غزة؟

الحملة تجاوزت موضوع الجندي المخطوف، الى موضوع حكومة حماس. ونذكر ان موقف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) كان كافيا، حسب كل المعايير الفلسطينية الداخلية، للوصول الى تحرير الجندي. التصعيد الاسرائيلي افشل جهود ابو مازن وادخل الازمة الى مستويات اكثر تعقيدا. هل هذا الوضع سيخدم اهداف حكومة اسرائيل؟ المشكلة كما تتمحور اليوم لم تعد قضية الجندي المخطوف فقط. انما مستقبل السلطة الفلسطينية كلها وليس مستقبل حكومة حماس فقط. هل من مصلحة اسرائيل اليوم القضاء على السلطة الفلسطينية( تحت مظلة القضاء على حكومة حماس ) حتى لو تماثل ذلك مع الرغبات الامريكية؟

هل فكر رئيس الحكومة "بتأجيل جنونه" ليدرك الواقع الاجتماعي الرهيب الذي يسود قطاع غزة بالاساس، قبل ان يزيد هذا الواقع تأزما؟ الا يعرف رئيس الحكومة ووزير دفاعه ان (150) الف موظف لم يتلقوا اجورهم منذ عدة اشهر. وهذا يعني ان اكثر من مليون فلسطيني لا يجدون ما يأكلوه؟

هل تحطيم البنى التحتية، الجسور والشوارع وشبكات المياه والتصريف الصحي ومحطات توليد الكهرباء، سيضيف قوة لإسرائيل في مطالبتها بتحرير الجندي؟

هل إبقاء مليون فلسطيني بلا كهرباء هو سياسة مدركة؟

هل تشريد 20 – 25 الف فلسطيني من بيوتهم سيخدم الاهداف الاساسية للاجتياح العسكري الجديد؟ اين يقع الحد بين الدفاع عن النفس وارتكاب جرائم الحرب في هذه الغزوة؟

الخطف كان وما زال من صميم السياسات الاسرائيلية ضد ابناء الشعب الفلسطيني. وهو خطف لا تمارسه منظمة ارهابية، انما دولة... وآخره خطف وزراء الحكومة الفلسطينية واعضاء البرلمان الفلسطني. هذا تصرف لا يليق بدولة... ولكنه تصرف محمي امريكيا.

اجتياح قطاع غزة هو خطة مبيتة لدى جنرالات اسرائيل، جاهزة للتنفيذ، للانتقام من فشل الجنرالات في ايجاد الجواب الذي يوقف صواريخ القسام. وخطف الجندي كان المبرر لتنفيذ انتقام الجنرالات.

وليس من الغريب ان يكون الاتفاق على وثيقة السجناء، والتي ينص احد بنودها على اقامة حكومة وحدة وطنية، من الدوافع المُسَرِّعة للمباشرة في العملية العسكرية، وعدم انتظار جهود ابو مازن لتحرير الجندي.. هل حقا يهم صاحب البيت الذي اصيب بالجنون مصير جندي ما، او مصير جنوده المشاركين في الاجتياح؟

والمعروف ان عدة انظمة عربية تفضل اسقاط حكومة حماس، حتى بالقوة العسكرية الاسرائيلية.. ولكن، هل فكر طرف من الراغبين في اسقاط حكومة حماس أن اسقاطها بالطرق العسكرية سيقود الى اسقاط كل مؤسسات السلطة الفلسطينية؟

لا أرى في عملية خطف الجندي أي انجاز يخدم القضية الفلسطينية. ولا ارى في اطلاق صواريخ القسام اي مكسب استراتيجي للفلسطينيين. ويجب ان نقول الحقيقة.. هذه الالعاب النارية التي تسمى صواريخ القسام، هي بلا قيمة عسكرية، وضررها الامني والسياسي والاقتصادي على الفلسطينيين واضح ومرئي . اطلق حتى اليوم (500) صاروخ . ما هي الانجازات مقابل الخسائر؟ الجواب واضح وبديهي. انجازات صفر.. وخسائر مؤلمة جدا للفلسطينيين, بشرية واقتصادية وسياسية.. وعلى المستوى السياسي العام ، اسرائيل هي المستفيد من مواصلة اطلاق الصواريخ. والاعلام الاسرائيلي يعطي للصواريخ أضعافاً مضاعفة من قيمتها واهميتها.

هذا النهج المغامر لا يخدم الا المعتدين والجنرالات المتعطشين للانتقام .

العالم سيتفهم "دفاع اسرائيل عن نفسها"؟! ولن يسمي جرائم الحرب باسمها. حتى الدول العربية ستخرس وتقف متفرجة، وبأحسن الاحوال سيمارسون الضغط على الفسطينيين. كل سياسي فلسيطيني لا يدرك هذه المعادلة ويأخذها في اعتباره هو مغامر بمصير شعبه. السياسة والمقاومة بمفهومهما السياسي هما فن الممكن والمتاح.. في ظروف عجز عربي وغياب دولي وحصار عربي واسرائيلي كامل.



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراسة علمية رصينة حول اليهودية بقلم مفكر وناقد عربي
- رسالة الى وزير الامن عمير بيرتس / سقوط امنون دانكنر
- هل يتحول المجتمع العربي الى مجتمع لا ثقافي ؟
- صحافة بلا تفكير وبلا تنوير لا مستقبل لها
- الفجر يولد من جديد
- على بساط البحث من يخاف من المراكز الثقافية في البلدات العربي ...
- ماذا تبقى من ثقافتنا المحلية
- من اجل صياغة برنامج فكري سياسي حديث
- الحداثة كجذور للحضارة الانسانية
- درس في النقد - 2
- شاعر أصيل
- درس في النقد
- تسالي
- المطار
- نحو التغيير والاصلاح
- الابداع الثقافي والثرثرة المدمرة
- غريب يدخل حارتنا
- جنازة


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نبيل عودة - خلفية الاجتياح الاسرائيلي للقطاع