أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - درس في النقد














المزيد.....

درس في النقد


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 1573 - 2006 / 6 / 6 - 09:52
المحور: الادب والفن
    


لا اريد ان يتوهم القاريء اني استاذ في النقد الادبي , انا قاريء متذوق للأدب , وحسب مارون عبود , الذائقة الأدبية هي أفضل معيار نقدي , وعلى اساسها مارس أعظم النقاد العرب ( مارون عبود ) عمله النقدي الثقافي الابداعي الخالد , ونفس الظاهره نجدها لدى الناقد الكبير محمد مندور .

يؤلمني حتى النخاع التضليل الأدبي الذي يقوم به بعض مثقفينا , تحت نصوص تسمى بالنقد , يغيب عنها النقد , وتغيب عنها الذائقة الأدبية البديهية, وأكثر ما يغيب عنها المصداقية والاستقامة الادبية , وهذه الظاهرة تتسع باضطراد في الثقافة العربية داخل اسرائيل , ويساعد على ترويجها في الفترة الأخيرة بعض الأدباء العرب في مقدماتهم التي تفيض بالمدائح غير المعقولة لبعض الكتب لأدباء من العرب في اسرائيل .

لست ضد رعاية الناشئين من كتاب وشعراء , بل هو واجب مقدس . ولكن بين الرعاية والدعم , والمديح المنفلت لدرجة تنمية الوهم المجنون , بانهم بلغوا قمة الابداع الأدبي , ببعض النصوص التي تفتقد لأي لون أدبي حقيقي , ولا تتعدى كونها تجارب ومحاولات لصياغة ادبية , بات يشكل في ثقافتنا ظاهرة مقلقة , أصبح الصمت عليها جريمة أدبية وأخلاقية .الناقد الذي لايفقه مهمته وأثرها الكبير على مسار ثقافتنا , يجب ان يصمت , وأن يمارس ما يشاء من الالوان الثقافية ... ليلعب لعبته بعيدا على ان لا يتسلل لتوجيه الأهداف غير المشروعة , التي تكرارها يشكل خروجا عن المفاهيم الأدبية وأخلاق الابداع الأدبي .

وحتى لا يفهمني خطأ الذين اتعرض لهم بكتاباتي في اطار حرية الرأي والتعددية الفكرية والذوقية ,اود ان اوضح باني أحب كل المساهمين ببناء صرح أدبنا , كتابا وشعراء ونقاد , لا فرق بين الذين يوفقون في ابداعهم او يتعثرون ... طريق الابداع ليست " اوتسترادا "للانطلاق السريع ,انما طريق جبلية بالغة الصعوبة , وتفترض مسوى من الوعي وتطوير الوعي , الى جانب تطوير الخصائص الشخصية , خصائص السيطرة على النص وقيادته , بدل ان يقودنا , وخصائص تنمية الملكات العقلية , وهذا ليس وقفا على المثقفين الشباب , بل وعلى كل مثقف يزين صدره بالألقاب الأكاديمية العليا أيضا .. لأنه ببساطة لا حدود للوعي والادراك في العقل البشري .

الثقافة لها مدلولات ابعد كثيرا من مجرد الابداع الأدبي , الأدب هو الجانب الروحي للثقافة ,والثقافة بمفهومها التاريخي تشمل الابداع المادي ايضا ,أي انجازات الانسان العمرانية في الاقتصاد والمجتمع والسياسة , وهذا يحمل الناقد على الاخص , وكل المبدعين في مجال الثقافة الروحية , مسؤولية كبيرة ان لا يغرقوا في المبالغات المرعبة في بعدها عن الواقع , تماما كما في العمليات الاقتصادية والاجتماعية , ولا يمكن تجاوز الواقع بالكلمات الجميلة فقط .

هذه المقدمة الطويلة كان لابد منها, لأهمس في أذن الزميل الدكتور منير توما
, ما سبق وقلته لزميل آخر . من حقك أن تطرب لقصائد شاعر او شاعرة معينة , ولكن ليس من حق أحد أن يفرض ملكا جديدا , ما تكتبه عزيزي الناقد د. منير , ليس رسالة شخصية , انما تقييما ادبيا نقديا , وعندما أقرأ القصائد التي أطربتك اصاب بالصدمة والذهول , اذ لا شيء من الشعر فيها ... مجرد محاولات كان من المبكر جدا ان تجمع في ديوان , وحتى يكون كلامي واضحا أعني ديوان الشاعرة آمال عواد – رضوان : " بسمة لوزية تتوهج ".

أتمنى لآمال رضوان مزيدا من الابداع الشعري , ولكن ديوانها لم يتجاوز كونه تجربة شعرية , قد تبشر بالخير , أما ان نجعل منه عبقرية شعرية , فأنت تلحق الضرر بآمال نفسها وبمستقبلها الشعري ..

انت تتحدث عن شفافية شعرية .. وأنا في حيرة , لم أجد شعرا , فكيف اهتديت الى
الشفافية ؟ والحمد لله انك لم تستعمل تعبير "الحداثة "أيضا , الذي يحب استعماله البعض بمناسبة وبغير مناسبة .

حتى لو كان الديوان عبارة عن نصوص حب وانصهار وأحلام في الصبابة والغرام , فهذا لايجعله شعرا حتى لو أثار حماستك " الثقافية ", ولا يعني كشف خلجات النفس الانسانية انها شفافية شعرية , ومن , ايها الشاعر باللغتين , العربية والانكليزية , يعرف صحة ذلك أكثر منك ؟!واذا كان لابد فهذا استشهاد من مقالتك "النقدية " عن القصائد التي سحرتك وأمتعتك :
" لم يتأوه حبيبي
والنار تتآكل في دمائه ولا تأكله؟
أما كان الأولى بنيرانه أن تتأوه؟
افتح لي قلبك الذهبي حبيب قلبي
واسكب أحشاءه على راحتي ..
بالأسى,
سمعت وعولك تناغي ظباء حزنك
آه يا رحم روح
أتولد فينا ؟"

حتى لو كانت الفتاة العاشقة كما تقول , التي تتحدث الشاعرة بلسانها : " تجسد بركانا من الألم ولهيبا من النيران ... وبحرا من الدموع " وأن : " صورة الوعول والظباء تمثل الرغبات العاطفية ". ( الويل لنا من هذه الرغبات والويل لنساءنا ) ثم ما الذي أعجبك ناقدنا العزيز بالصورة الشعرية التي تتحدث عن : " واسكب احشاءه على راحتي "؟ طبعا لمنير استنتاجات أمتنع عن ذكرها احتراما للشاعرة , لأنه يسيء اليها في خلطه النقدي .

ومع ذلك هذا لا علاقة له بالشفافية الشعرية , او بالشعر البسيط .
, ولابد من سؤال للدكتور الشاعر والناقد منير توما : هل العشق والحب يحولنا الى وعول وظباء ؟ أو ربما يعيد الانسان الذي فينا الى الغابات ؟! وهل ممارسة الحب باسلوب الوعول والظباء هو التعبير كما تكتب في نقدك : " عن خلجات نفس شاعرتنا وأنين مشاعرها "؟!... وهو ما جعلك تختتم نقدك العبقري بالاستخلاص بأن الشاعرة : " تتمتع بموهبة شعرية أنيقة , رومانسية النزعة "؟!

لا أريد ان استرسل حتى لا أظلم الشاعرة آمال عواد , فنقدك اساء لها كثيرا , وحالنا مع نقدك مثل المثل العربي الذي يقول : " جاء يكحلها عماها ".
وأقول لكل المبدعين الشباب , اياكم والغرور , أفضل ان لايعالج نقادنا الأوادم أعمالكم الأدبية , من أن يعموا عيونكم عن الحقيقة وعن الابداع الأدبي الحقيقي !!

نبيل عودة – كاتب , ناقد وصحفي فلسطيني - الناصرة



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسالي
- المطار
- نحو التغيير والاصلاح
- الابداع الثقافي والثرثرة المدمرة
- غريب يدخل حارتنا
- جنازة


المزيد.....




- -فنان العرب- محمد عبده يعلن إصابته بالسرطان
- ترام الإسكندرية و-أوتوبيس- القاهرة..كيف يستكشف فنان الجمال ا ...
- تردد قناة بطوط كيدز Batoot Kids 2024 بجودة HD وتابع أجدد الأ ...
- مسلسل المتوحش الحلقة 32 على قصة عشق باللغة العربية.. موت روي ...
- اخيرا HD.. مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 ( مترجمة للعرب ...
- مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة عبر قناة الفجر الج ...
- -من أعلام الثقافة العربية الأصيلة-.. هكذا وصف تركي الفيصل ال ...
- خطوة جرئية من 50 فناناً امريكياً وبريطانياً لدعم فلسطين!
- الفنان محمد عبده يكشف تفاصيل إصابته بالسرطان
- مش هتغيرها أبدا.. تردد قناة وان موفيز “one movies” الجديد 20 ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - درس في النقد