أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - شاعر أصيل














المزيد.....

شاعر أصيل


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 1574 - 2006 / 6 / 7 - 10:53
المحور: الادب والفن
    


شاعر أصيل : لااريد ان يتعرضوا لديواني بالنقد
حدثني صديق عزيز وشاعر مبدع اثبت نفسه على الساحة الأدبية , انه في سبيله لاصدار ديوانه الشعري الجديد .
قلت له بلا تردد, ان ذلك بشارة خير لعلها تساعد القاريء على التمييز من جديد بين الغث والسمين مما ينشر من شعر في بلاد صار الشعر فيها عقاب للقاريء .
قال : ولكني خائف من النقد .
استهجنت خوفه ..فسارع يقول : لا أقصد الخوف من النقد الادبي , انما احتقر النقد الذي يسود صحافتنا ويسود بياض صفحاتها .
قلت : اذن اكتب مقدمة للديوان اذكر فيها ان نقد الديوان ممنوع الا لمن يحصل على اذن مسبق من الشاعر , وكل من يتجاوز ذلك , سيجازى قضائيا بتهمة التشهير وتجاوز الحدود .
ضحك حتى كاد يختنق ..
عندما استعاد انفاسه اضفت : كنا في مشكلة ادبية واحدة فأصبحنا في مشكلتين .
سأل : ماذا تعني ؟
أوضحت : كنا نتحدث عن فوضى الشعر في بلادنا , والمستوى المتدني لما ينشر , فبرز من يحول الفوضى والشعر المتدني الى شعر عبقري وابداعات لا مثيل لها منذ فجر الحضارة , حتى تبدو الياذة هوميروس بجانب الشعرغير الناضج الذي شحذ اقلام نقادنا الاوادم وسحرهم , عملا ضحلا ساقطا .
وواصلت القول وهو مصاب من جديد بالاغشاء ضحكا : حتى محمود درويش لم يحظ بمثل هذا المديح المنفلت وهو في قمة عطائه قبل ان يغادرنا .. ولا أذكر ان شعراءنا المعروفين , بدءا من توفيق زياد وسميح القاسم وحنا ابو حنا وحنا ابراهيم وجمال قعوار وفوزي عبدالله وسالم جبران وغيرهم , حظوا بمثل هذا التقييم كعباقرة الشعر , كما يحدث اليوم في ما يسمى نقدا .
التقط انفاسه وسأل : والحل ؟
قلت بلا تردد: أن نشترك بالتهريج !!
- كيف ؟
- من تجربتي الخاصة , اعرف أن المصارحة لا تنفع وتحولك الى عدو لئيم وحقود... لذلك الحل باضافة المدائح بلا حساب , وجعل الناقد قمة العبقرية .. والمنقود أبرع المبدعين وألمعهم .
- أي التخريب ..؟! سأل . فأجبت :
- الكلمة الصادقة لا تفهم .. المبالغة بلا منطق وبلا عقل هي أفضل تنبيه للمجزرة الأدبية التي ترتكب دون عقاب .
عبر عن خوفه من أن ذلك يقود الى مزيد من الغرور , لدى من لا يفقهون معنى الأدب والابداع الأدبي , ممن يحملون صفة الشعراء عنوة , أو يركبون حمار النقد بالشقلوب .. هذه المدائح الساخرة تزيدهم غرورا .
قلت : ربما .. ولكن القاريء سيفهم , وهذا هو المهم . وأضفت : أحد أصدقائي المقربين , والقريب من آرائي الثقافية أيضا , يمارس على موقع من مواقع الانترنت المديح المبالغ فيه ... والموقع ينشر والمهزلة مستمرة ... وبعض ردود الفعل التي وصلته تشير الى ان " السبت فات .. " وبدأ البعض يستهجن المديح .. ويبدو ان المدح بلا شواطيء أفضل من الكلمة الصادقة في عصرنا الشعري المريض ..
- " ولكن من يستوعب ان المبالغة في المدح هي ذم ؟" وأضاف :
- المهم كيف سأحل مشكلتي بأن لا يتعرض لديواني من أحسنت وصفهم ...؟
قلت : كن جريئا واطلب مباشرة ممن لا تراه أهلا لمراجعة ديوانك أن يبعد شره عنك .. والا صنع منك شاعرا كبيرا , وهذا انت تستحقه بجدارة .. ولكنك كبير مع خنافسه الشعرية , وباسلوب ممجوج خلو من الفكر الثقافي والنقدي واللغوي .
قال بحزن : أنا في مشكلة .
سألته : هل تريدني أن أقوم بالمهمة بدلا منك .. أنا لا أتردد ..؟
تأخر في الاجابة , فسارعت أقول : هل اعتبر صمتك صمت العروس ؟
فأجاب بحيرة واضحة : لا أستطيع أن أكون فظا .
غضبت : وهل تعتبرني فظا ؟
اعتذر : اطلاقا لا ,أعتبرك أجرأ من حمل القلم .. وأتمنى أن يكثر أمثالك .
قلت : لاتمدحني أكثر من اللزوم حتى لا يصبح مدحك ذما ..
وانهينا الحديث , وصديقي الشاعر المبدع الأصيل , حائر كيف يطلب من بعض مهرجي النقد أن لا يكتبوا عن ديوانه الجديد .

نبيل عودة - كاتب , ناقد وصحفي فلسطيني – الناصرة



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درس في النقد
- تسالي
- المطار
- نحو التغيير والاصلاح
- الابداع الثقافي والثرثرة المدمرة
- غريب يدخل حارتنا
- جنازة


المزيد.....




- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...
- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - شاعر أصيل