فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 6826 - 2021 / 2 / 27 - 14:43
المحور:
الادب والفن
كلمَا حاولتُ فهمَ الفراغِ //
سقطتُ في مَفازةٍ ...
أرَى أشباحاً
متسللةً من الذاكرةِ :
لَمْ أَمُتْ ...
أعرفُ أننِي أنَا
ارتديتُ لُغَتِي...
الأمكنةُ تخشَى الفراغَ
وأنَا المكانُ الذي يملؤُهُ الفراغُ...
بِذكرياتِهِ
كلمَا نامتْ أيقظتْهُ الأشباحُ ...
كلمَا حاولتُ الطيرانَ //
سقطتِ الأجنحةُ
أُحدِّقُ في قدميَّ دونَ خطوٍ ...
أُحاولُ فهمَ مَا يجرِي
معَ الرياحِ ...!
فهلْ "أنَا سفنٌ تجرِي عكسَ
مَا تشتهِي الرياحُ "...؟
أمْ أنَا الرياحُ والسفنُ
نجرِي وفقَ إرادَةِ البحرِ ...؟
كلمَا حاولتُ الإبحارَ في الماءِ //
جرفتْنِي تياراتُ الهواءِ...
وقذفَنِي الموجُ إلى بارجةٍ
حوَّلَتْنِي ...
صندوقاً للسمكِ المُصَبَّرِ
في أعالِي البحارِ ...
عابراً للقاراتِ
حيثُ يصيرُ الموجُ مطراً ...
والمِلْحُ
طعاماً للمحارِ ...
كلمَا حاولتُ فهمَ الواقعِ //
تُصَابُ اللغةُ بِالدُّوارِ
وأسألُ أَنَا :
أَيُّنَا أَنَا ...؟
اللغةُ أمِْ الواقعُ ...؟
ذاكَ اللَّاشَيْءُ شيءٌ
في قبضةِ اللغةِ ...
فمَنْ أنَا ...؟
اللغةُ تُسْعِفُنِي أنْ أفهمَ :
الفراغَ//
الطيرانَ //
الإبحارَ //
لكنَّ الواقعَ كُرةٌ ناريَّةٌ
تحرقُ اللغةَ ...
واللغةُ كلمَا ابتعدتْ عنِْ الواقعِ
أمسَكَتْهُ ...
وكلمَا اقتربتْ منهُ
احترقتْ ...
أليستْ نُبُوءَةُ العصفورةِ
يا " ريلكه " ...؟!
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟