فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 6809 - 2021 / 2 / 8 - 13:42
المحور:
الادب والفن
تَبًّا لِي ...
لماذَا صرتُ مجردَ محطةِ عبورٍ
إلى قلبِهَا ...؟
وأنَا كنتُ القطارَ الذِي ينتظرُهُ
مسافرُ الدرجةِ الأولَى ...
وكانتِْ الحقائبُ يملؤُهَا
صراخُ الصفارةِ ...
بأنَّ السكةَ الحديدَ
ستدهسُ قلبَهُ ...
إذَا لَمْ يضعْ إشارةَ إنتباهٍ
إلى الخطرِ ...
تَبًّا لِي...
سيفقدُ ساقيْهِ لَوْ تسلَّقَ جدارَ
الحربِ ...
وانتبهَ إلى عكازِ جدِّهِ
معلَّقاً في عباءةِ التاريخِ ...
وأنَّ قلبَهُ
دفنُوهُ في مقبرةِ الغرباءِ ...
تَبًّا لِي ...
كَمْ كنتُ غبيَّةً حينَ صدَّقتُ
الموتَ ...!
بأنَّ الحبَّ صائدٌ ماهرٌ
للأمواتِ ...
وأنَا بينَ الموتِ والحياةِ
أرَى الحبَّ ...
كَفَناً أبيضَ
والقبرَ ...
جهازَ عرسٍ
و المقبرةَ ...
حفلاً للمهنِّئِينَ
والشاهدَ ةَ ...
أصبعاً
يشهدُ أنَّ حبَّنَا باقٍ ...
إلى آخرِ نَفَسٍ منهُ // مِنَّا //
وأنَّ التراب //
العظامَ //
الدودَ //
طعامُ الوارثينَ قلوباً ...
منْ زجاجٍ
ينكسِرُ عندَ أولِ حجَرٍ ...
تَبًّا لِي ...
صدقتُ أنَّ العينَ بصيرةٌ
واليدَ قصيرةٌ ...
وما بينَ اليدِ والعينِ لُقْمَةٌ
تضيقُ بالمائدةِ ...
فكيفَ يُطعِمُنِي حبًّا ...!
وهو يموتُ سَغَباً
في فُرنِ الجارةِ ...؟!
قلبُكَ الذِي ملأَهُ شخيرُ الليلِ ...
يَأْنَفُ رؤيةَ الظلامِ
وأنتَ تواريهِ في سلكٍ كهربائيٍّ ...
أدنُو فأتقافزُ كضفدعٍ
يُناورُ شُحْنَتَكَ لِيفلتَ
منَْ أنيابِ الموتِ ...
تَبًّا لِي...
لَمْ أعرفْ أنِّي أقذفُ نُذَفَ الثلجِ
لِأقيسَ برودةَ النبضِ
وأنتَ تسرقُ النظرَ إلى نهدٍ ...
يشيرُ إليكَ
لَمْ يعدْ يضِجُّ بإسمِكَ ...
شربَ عطرَهُ
ونسيَ أنكَ قارورتُهُ ...
تَبًّا لِي ...
لماذَا جعلتُ قلبَكَ أرضِي ...؟
وأنَا قدْ سمعتُ :
"آتُوا حرثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ "...!
لَمْ أكنْ سنبلةً ولَا بذرةً
كنتُ المنجلَ ...
كلمَا نضجَ الحصادُ
أكلَ أنيابَهُ ...
وحلَجَ قلبَهُ طعاماً
للحشراتِ والجرادِ ...
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟