|
بين رشيد الغنوشي الإخواني رئيس البرلمان ، وقيس سعيد رئيس الجمهورية ، ضاع حلم اتحاد المغرب العربي الكبير ..
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6825 - 2021 / 2 / 26 - 20:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بمناسبة مرور اثنتا وثلاثين سنة عن تأسيس اتحاد المغرب العربي ، الذي سقط قبل اتمامه التسعة اشهر اللازمة لولادته الطبيعية التي لم تكن بالمرة طبيعية ، وحلول ذكراه في فبراير 2021 ، ادلى كل من رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي رئيس البرلمان ، ورئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد ، بتصريحين متناقضين ، لا يجمعهما غير الحقد الذي عبر عنه الغنوشي إزاء فكرته من إعادة بناء المغرب الجديد... وبينما وجه رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد ، برقية تذكيرية الى قادة المغرب الحاليين ، داعيا الى تجاوز كل العراقيل المنصوبة في طريق بناء وحدة مغاربية ، طالما حلمت بها الأجيال السابقة ، وركز في دعوته على الدول الخمسة التي كوّنت الاتحاد ، سيخرج رشيد الخنوشي رئيس البرلمان التونسي بتصريح غريب وشاد، يعرب عن قصر بعد النظر وضيق الصدر ، حين دعا الى تكوين اتحاد مغاربي ، ليس بين الدول الخمسة التي كوّنت الاتحاد ، لكنه قصر الوحدة في ثلاثة ( دول ) ، هي الجزائر التي كانت ولا تزال سبب افشال كل دعوات الاتحاد ، سواء الاتحاد المغرب الغربي الذي تم خنقه في المهد ، او الوحدة الانتهازية بين ليبيا وبين تونس بورقيبة ، او الوحدة الشكلية بين المغرب وبين ليبيا ، واقتصر في عدوته للوحدة ، على دولة ليبيا الغير موجودة أصلا، وتحكمها المليشيات والقوى الخارجية ، وتونس البلد الذي أجهض حلم ثورة الياسمين البوعزيزية ، حين أصبحت تونس بيد الجماعات الاسلاموية الفاشية المعادية للديمقراطية ، والجزائر ذات النظام العسكرتاري الذي يشتغل على الاستحواذ ، وبسط النفود بالمنطقة ، ولا يريد اية وحدة الاّ وهو قائدها ، ورائدها ... أي ان الجزائر ستصبح المحور الرئيسي التي ينفخ في قوتها سعيد شرنقريحة ، وباقي الدول الأخرى ستكون مجرد ملحقات وتوابع ... واذا كانت دعوة قيس سعيد المعطوبة ، بسبب الخلافات الخطيرة بين دول الاتحاد ، خاصة الجزائر التي تفهم الاتحاد ببتر جزء من المغرب في الجنوب ( الجمهورية الصحراوية ) ، والمساعدة على بتر جزء آخر في الشمال ( الجمهورية الريفية ) ، وبالعمل ما امكن للوصول الى مياه الأطلسي لتطويق المغرب وخنقه ، وهو اتحاد لن تقوم له قائمة ما دام تربط الجزائر أي اتحاد ، و اية إعادة لفتح الحدود، بضرورة رضوخ المغرب لمطالبها ، بالتنازل عن صحراءه ، وبتأسيس جمهورية تفصل بينه وبين موريتانية امتداده الطبيعي نحو القارة الافريقية ، فان قِصر فهم الغنوشي الاتحاد كما افرز عقله المسطح ، بثلاثة دول هي الجزائر المعادية لأي اتحاد لم تكن قاطرته ورائدته ، وليبيا الدولة التي لم تصبح دولة ، وتونس التي لاتزال تعيش نكسة اخفاق مطالب البوعزيزيين ، واستثناء اقوى دول المنطقة المغرب وموريتانية من دعوة الغنوشي ، يبين مدى قصر بعد النظر ، وسيطرة الكولسة والتآمر على ذهنية المتأسلمين ، الذين يقفون صفا واحدا مع عسكر الجزائر .. فحين تلتقي الفاشية الاسلاموية ، مع النزعة الدكتاتورية العسكرتارية ، اكيد ان أي اتحاد قد يُبْنى سيكون اتحاد هدم ، يشتغل ضد فكرة الاتحاد ، اللهم ان يكون اتحادا عسكريا ذي نزوعات عدوانية مقيتة ... والسؤال لماذا الخروج بهذه الدعوة الشاذة في هذا الظرف بالذات ؟ اعتقد ان لنزاع الصحراء دور في هذه الدعوة ، ولا استبعد ان يكون وراءها اللوبي الجزائري داخل تونس ، الذي يعزف على وثر العداء لوحدة المغرب .. فما معنى توجيه دعوة اتحاد لثلاثة دول ، واحدة منهم ليست بدولة التي هي ليبيا ، واستثناء اكبر دول المنطقة استقرارا ، التي هي المغرب وموريتانية ... ؟ وبما ان الجزائر تعمل ضد وحدة الأراضي المغربية ، وتشتغل لبتر أجزاء من ترابه ، فأكيد ان اية دعوة لوحدة إستثنت المغرب وموريتانية ، هي دعوة بسبب موقف التيار الغنوشي الاسلاموي من قضية نزاع الصحراء المتماهية مع الاطروحة الجزائرية ، ومن عداء الغنوشي للنظام المغربي ، ولشخص الملك محمد السادس شخصيا . ان قصر الوحدة على تونس والجزائر الدولتين الموزتين ، وليبيا اللاّدولة ، هو موقف بدأ يتبلور في اتجاه الإعراب صراحة عن تأييد تونس الاخوانية ، لاطروحة الجزائر بخصوص نزاع الصحراء ... وانّ استثناء موريتانية من هذه الدعوة ، فذلكم بسبب ما يروج من قيام القيادة الموريتانية بتصحيح خلل تاريخي ، قام به مسؤولون موريتانيون سابقون، بالتخندق ظلما الى جانب الجزائر في حربها ضد المغرب ، وهذا يعني ان القيادة الموريتانية الحالية ، تريد موقف الحياد من نزاع الصحراء ، والحياد يعني عدم الاعتراف بمغربية الصحراء ، لكن في المقابل يعني سحب الاعتراف بالجمهورية الصحراوية ... أي اتخاذ نفس المسافة من اطراف النزاع .. ومن خلال تحليل المعطيات الموجودة في الساحة ، وربطها بالتطورات المتسارعة بالمنطقة ، والتناقضات الحاصلة بين الأنظمة ، فان دعوة قيس سعيد ، لإحياء اتحاد مغاربي سقط قبل اكمال مدة حمله التسعة اشهر ، محكوم عليها بالفشل ، وستبقى سراباً لا يعكس حقيقة الواقع التي تنحو ضد الوحدة ... فعندما تربط الجزائر اية عمل وحدوي واي محاولة لإعادة فتح الحدود التي اغلقتها الجزائر وليس المغرب ، بقضية الصحراء ،فمثل هكذا مطالب هي ضد الوحدة ، وضد أي اتحاد ، وضد أي عملية لفتح الحدود ... لذا فدعوة قيس سعيد تبقى دعوة نشازا ، او تبقى صيحة في واد .. وبالمقابل ، فان دعوة الغنوشي رئيس البرلمان التونسي ، لإقامة وحدة بين دول موزية ، لا تتوفر في احداها صفة وعناصر الوحدة التي هي ليبيا ، واستثناء دول كبرى بالمنطقة لها مكانتها ، وقوتها ، وسياستها ، هي دعوة للتخندق سياسيا ، ودعوة عدائية ضد اكبر المكونات السياسية بالمنطقة ، خاصة المغرب ، وتكون هكذا دعوة مشبوهة ، مؤشرا على مواقف ، او قرارات قد تتخذ ضد الوحدة الترابية للمغرب ...وهذا يعني ان وحدة اتحاد المغاربي بين الدول الثلاث محكوم بالفشل ، لأنه لا يمكن القفز على المغرب وموريتانية ، كما ان هكذا دعوة مسمومة تستثني طرف على اخر، هي نفسها عرقلة لأي محاولة وحدة ، بين الدول الخمس التي قصدها قيس سعيد في رسالته / دعوته .. ان الوحدة او الاتحاد ، كما نادى اليها رئيس الجمهورية قيس سعيد ، او الاتحاد ، او الوحدة ، كما دعا اليها رشيد الغنوشي ، لن تتحقق ابدا ... فوجود نظام ملكي في المغرب ، ونظام جمهوري في الجزائر ، يتصارعان السيطرة على المنطقة ، هو اكبر حائل رئيسي يحول دون اية اتحاد او وحدة .. بل حتى ولو اصبح المغرب جمهورية ، او أصبحت الجزائر ملكية ، وهذا مستبعد ، لان التاريخ علمنا ان الأنظمة الملكية تصبح جمهورية ، في حين لم يسبق في التاريخ ان أصبحت جمهورية ملكية .. فان الوحدة لن تتحقق ، لان الأسباب موجودة في الذم وفي الجينات العربية والبربرية ، التي تبقى انقلابية لا علاقة لها بالديمقراطية ... ومن دون الديمقراطية الحقيقية ، ديمقراطية الشعوب ، يستحيل الحلم بوحدة ، او اتحاد .. ولنا اكبر مثال ودليل على الاتحاد الأوربي الذي توحد بالديمقراطية ، ولم يتوحد بالانقلابية ، ثورة شعبية ، او بلانكية ..
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القضاء الكوني يبدأ النظر في جرائم التعذيب وانتهاكات حقوق الا
...
-
هل حددت إدارة جون بايدن موقفها من اعتراف دونالد ترامب بمغربي
...
-
خطاب الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون
-
إتحاد المغرب العربي
-
ذكرى انتفاضة يناير 1984
-
ذكرى حركة 20 فبراير / بأية عيد عدت يا عيد / بما مضى ام في ام
...
-
إختطاف شفيق العمراني من المطار
-
اختطاف معارض من مطار الرباط سلا
-
المعارضة
-
ماذا يحضر للصحراء ؟ - وثيقة عقيدة الاتحاد الافريقي - ..
-
هل ستندلع حرب امريكية ، اسرائيلية ، ايرانية ؟
-
توزيع وتشتيت سجناء حراك الريف الستة
-
المناضل الديمقراطي
-
المؤامرة الكبرى ضد الشعب المغربي
-
ماذا تريد جبهة البوليساريو ؟
-
حين يصبح رئيس أكبر دولة في العالم ، بلطجي شمْكارْ -- السقوط
...
-
هل رفعت اجهزة البوليس المغربي ، دعوى محلية ، ضد مغاربة معارض
...
-
الديمقراطية
-
الدولة العميقة والحكومة العميقة -- من يحكم ؟
-
هل اذل النظام المخزني سعد الدين العثماني ؟
المزيد.....
-
بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة
...
-
أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية
...
-
الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2
...
-
صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير
...
-
الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط
...
-
تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2
...
-
صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
-
-بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
-
بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|