ياسر إلياس
شاعر
الحوار المتمدن-العدد: 6818 - 2021 / 2 / 19 - 23:32
المحور:
الادب والفن
أنا أدري بأنك سوف تأتين
...................................
أنا أدري بأنَّك سوفَ تأتينَ
و في يومٍ من الأيام كالشمسِ
على أعتاب ناصيتي ستضوينَ
و خلفي مثل قيّافٍ
على آثار أقدامي ستمشينَ
............................
أنا أدري وأنتِ و أنت تدرينَ
بأنَّك سوف تشتاقينَ أقلامي
و محبرتي و مقلمتي و تلويني
وأنَّك سوف تلتاعينَ في لهفٍ
لأعصرَ موسمَ التُّفاح والرُّمانِ والتِّينِ
و أدري أنَّني بحرٌ و أنَّك مندرينيّة
فكيفَ فكيف يحيا المَندرينُ الفرخُ مندوني
أنا أدري و أنتِ كذاك تدرينَ
بأن الوردَ لا يزهو على خدَّيك في الفجرِ
بلا ختمي و توقيعي و تدويني
......................................
أنا أدري بأنَّ أصابعي أحلى
وأنَّ الوِرد من مجرى بحيراتي
يبلُّ ذُكا الحريقِ لديك و الغلاّ
و أنَّ الحبَّ و الأحلامَ و النجوى
تكونُ معي إذا جنَّ الدجى عسلا
وأدري أنَّ قبلاتي التي فَجَرَتْكِ أنهاراً
و حقلاً لن تري أبداً لها بدلا
...........................
أنا أدري بأنَّ بُهار وجهكِ
في الخريف يصيرُ كالعُصفرْ
و يأتي مثل نوروزٍ
بلا خرزٍ و دانتيلٍ و لا تِرتِرْ
و أعرف أنَّ طعم الخمر في قبوٍ
من العتماتِ و البلوطِ يصبح طيباً أكثر
و يصبحُ مثل كستنةٍ يفوح بِشفِّها العنبرْ
أنا أدري بأنَّ الوقت داهمني
وأنَّ الوقتَ من سيفٍ و من خنجرْ
ولكني و أنت كذاك تدرينَ
بأنَّ جَنى الكروم يصير في آبً
مزيزاً يانعاً أغضرْ
وأنَّ الخوخَ و الدراق في عقبى نضاجته
ينزُّ الشَّهدَ و اللوزنج و السُّكرْ
....................................
أنا أدري...
أنا أدري بأنَّ شِعابَ نهديكِ الغريرَيْنِ
قد اتشحتْ بظلٍّ بعد تدليلِ
وأنَّ هضابها الملساءَ قد أضحتْ
رخاماً غيرَ مجلوٍّ و مصقولِ
كوحشٍ في العراء يصيحُ ظمآناً
يرنُّحهُ الحنين لنبع بالولي
أنا أدري بأنَّ الموت لا يحلو لديك سوى
بشفرة منجلي و نَصيلِ مسلولي
وليس يطيب قبل ذواك في ساعات مغربكِ
سوى دوحي و بستاني
وضمن أصيص أزهاري و إكليلي
..............................
#ياسر_إلياس (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟