أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - الحشرية... ذكريات...














المزيد.....

الحشرية... ذكريات...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 6816 - 2021 / 2 / 17 - 14:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الــحــشــريــة... ذكـــريـــات...
الحشرية... أو "حامل السلم بالعرض"... كلمة وجملة سوريتان قطعا.. بمن يتدخل بأمر لا يعنيه... يعني الإنسان الغير حيادي.. والذي لا يمكن أن يتابع طريقه.. إن رأى طفلا أو امرأة.. أو رجلا منبطحا على الأرض بالشارع.. ليلا أو نهارا.. يشكي ويشتكي من أمر أو وجع ظاهر...
أنا حشري... إذن أنا حشري.. وما زلت حشريا.. وبدأت ظواهر هذه الحشرية.. أيام الفتوة ومن قبل.. بالمدرسة.. عندما كان فتى قوي.. بالباحة يعتدي على فتى ضعيف.. ولو كان أقوى مني أتدخل لحماية الضعيف.. ولو تحملت بعض اللكمات المؤلمة.. تاركة بعض الآثار.. والتي كانت والدتي وأخوتي الكبار يوبخونني ويلومونني.. على حشريتي.. ما عدا والدي.. ومرة أخرى كنت بالرابعة عشر ونصف السنة.. رأيت بحينا رجلا يضرب امرأة.. فأخذت خشبة وضربته على رأسه.. وكانت دورية شرطة.. تمر بحينا صدفة.. وكانت المرأة المضروبة.. زوجة الضارب.. وأنا الذي أخذت لمخفر الشرطة.. لأن الزوجة اعتبرتني "حشريا" اعتدى على زوجها.. حتى جاء والدي.. والذي كان من أول ضباط الجيش السوري.. بعدما كان بسنوات الوجود الفرنسي بسوريا.. ضابطا.. وكان من أول مؤسسي أولى وحدات الجيش السوري.. ودارى الأمور بالمخفر مع المسؤول.. وتعويض المضروب (الشاكي)... ولكنه لم يوبخني.. وأعطى درسا لهذا الشاكي اللاأخلاقي........
وأنا لم أتغير فيما بعد.. من سن الخامسة والستة عشرة.. نمت حشريتي السياسية.. فيما يحدث في سوريا.. بعمق زائد.. وبالعالم.. بالكتب التي كنت التهمها باللغتين الفرنسية والعربية.. وهذه المطالعات والاحتكاكات مباشرة بالأحداث.. يوما بعد يوم.. نمت هذه الحشرية الغيرية السياسية.. والتي جلبت لي عديدا من المتاعب... وخاصة بعد توالي الاتقلابات العسكرية الثلاثة الأولى.. والوحدة مع مصر.. وبعدها الانفصال السوري من هذه الوحدة.. بسنوات معدودة... وبعدها وصول حزب البعث للسلطة.. واستيلاء جناحه العسكري عليها... مما أدى كل هذا إلى تفاقم حشريتي.. وعدائي للصمت والحياد... مما دفعني للهجرة.. بحثا عن الأوكسيجين.. بأصقاع بعيدة من الأرض... وبعد أن بقيت فترة قصيرة في بيروت عاصمة لبنان.. الملجأ الطبيعي لجميع "المغضوب عليهم".. آنذاك.. اخترت الرحيل إلى فرنسا.. لأنني أعرف جغرافيتها وثقافتها وسياساتها.. وخاصة لغتها... وها أنا أعيش بهذا البلد منذ منتصف الستينات من القرن الماضي.. حتى شيخوختي الحشرية.. والتي لم تتغير.. لأن متناقضات هذا البلد.. وحرياتها المختلفة الألوان.. وأحزابها.. وشعبها.. ومدارسها الحياتية المختلفة.. كــان وكانت.. أفضل مدرسة لي.. استفدت منها.. حولت هذه الحشرية إلى طاقات من الانطباع والتطبع.. مع عادات وتقاليد.. وخاصة توافقي الكامل مع علمانية هذا البلد.. رغم اعتراضي ضد تحويل بعض سياسيي هذا البلد لأسباب انتخابية.. إلى علمانية مطاطية غريبة الأشكال.. مفضلا العلمانية الحقيقة التاريخية.. وكنت دوما أتابع هذه الطاقات التي تفتحها القوانين المكتوبة الدستورية... بوجه الممنوعات والكركبات المتزايدة.. سنة بعد سنة... ولكنني أردد.. كمئات المرات السابقة.. وعشرات السنين.. أنني لا أغير هذا البلد لقاء أوسع جــنــة...
صحيح أن ذكريات شبابي ورجولتي.. لم تكن عسلا.. ولا طيبا.. بلا هموم متواصلة...بالبلد الذي ولدت فيه... ســـوريــا... ومع هذا من حشرياتي الطبيعية.. كنت أتابع التعديات والتغيرات والهموم والغيوم التي هيمنت عليه.. منذ سنوات ابتعادي عنه.. ورفضت تغيير إسمي منذ بدايات حصولي على الجنسية الفرنسية بسرعة.. نظرا لخدمات والدي بالجيش الفرنسي.. وخاصة أثناء الحرب العالمية الثانية.. والأوسمة التي حصل عليها.. طيلة وجوده بالجيش الفرنسي... ولكنني رفضت دوما اغتيال هذا الوطن السوري.. من جحافل داخلية وخارجية.. ورفضت كل محاولات محوه من الخارطة وتفجيره.. وتقسيمه.. وخاصة جميع محاولات المتاجرة بـه.. من أصدقائه وحلفائه وعرابيه.. والعديد من أعدائه المغتصبين.. وجيرانه الأردوغانيين المهلوسين... لأنه يستحق الحياة.. وشعبه الصامد المنكوب يستحق معيشة وحياة ومستقبلا آمــنــا... أفـــضـــل!.........
حشريتي؟... حشريتي غيرية.. تشارك آلام الآخر.. حشريتي ضد العتمات والظلمات.. والجهل والجهالة.. والتعصب الديني الذي مزق الشعوب.. وجمد الحريات الإنسانية الطبيعية... وخاصة ضد كل حياد يصمت عن اضطهاد البشر والضعفاء... والقوانين المعتمة العرجاء.........
بــــالانــــتــــظــــار...
غـسـان صـــابـــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يتذكر؟؟؟...
- آخر صرخة...
- رد... وهامش...
- كورونا أو كوفيد.. متعدد الأرقام.. والجنسيات...
- جو بايدن؟... هل هو الحل للأزمة العالمية... تساول مشروع.
- بعد عشر سنين.. ماذا تغير ببلد مولدي؟؟؟...
- ترامب و بايدن...
- هل تنتقم الطبيعة منا؟؟؟...
- عودة إلى رأي عن الحياد... وثلاثة هوامش...
- رأي.. عن الحياد...
- كي لا ننسى جوليان أسانج Julien ASSANGE ...حذرا من العدالة ال ...
- لكي لا ننسى Julien ASSANGE
- رسالة شخصية للسيدرامي عبد الرحمن مؤسس جمعية حقوق الإنسان الس ...
- هذه السنة 2020... وسابقاتها...
- قيمة الإنسان.. بباقة ذكرياته...
- رسالة شخصية إلى عيسى بن مريم...
- عودة...
- صديقنا الماريشال السيسي...
- إني أتهم...
- آردوغان... وخطره العالمي...


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - الحشرية... ذكريات...