أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - رسالة شخصية إلى عيسى بن مريم...














المزيد.....

رسالة شخصية إلى عيسى بن مريم...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 6764 - 2020 / 12 / 18 - 17:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رسالة شخصية إلى عيسى بن مريم...

بعد أيام معدودة يحتفل عدة مليارات من البشر.. بعيد مولدك.. عيد الميلاد.. Noël كما يسمونه بفرنسا.. سيحتفل بعيد ميلادك هذا بعديد من بلدان العالم.. رغم الكورونا.. ما عدا حيث ولدت.. لأن قبرك وآثار وجودك وخليقتك وحياتك وذكريات طفولتك وشبابك ورجولتك.. وصلبك.. وموتك.. والأرض التي ولدت فيها.. ومن حكموها فيما بعد.. ومن توالوا من غزاة... محوا كل آثر عبورك.. لأنهم لا يحبون ما نشرت من سماح وتسامح.. بكل تعاليمك... وخاصة أن كل تعاليم التسامح محيت.. حتى أصبحت ممنوعة.. واستبدلت بأحكام السحل مفسوخا وراء حصانين.. يتجه كل واحد منهم معاكسا اتجاه الآخر.. أو بفصل الرأس عن الجسد بسيف أو ببلطة.. بالخازوق (الذي تميز به جيراننا بني عثمان).. وبالفلقة.. وبالشنق.. على أشجار زيتوننا العتيقة.. وعلى أيامك.. كما تتذكر.. وأنت لا تنسى.. بالصلب.. الصلب.. على صليب كبير.. والذي أصبح فيما بعد علامة الديانة التي نشرتها.. والتسامح التي علمها تلاميذك بالعالم كله.. والذي منه عبر عبر قرون وقرون غزاة من العالم كله.. وغزاة غرباء جدا... اسمهم العرب أو العربان... وهم الذين باعوك من جديد.. بأيامنا هذه.. لأبناء اجداد أجدادهم.. والذين سميتهم وطردتهم من المعبد.. التجار الفريسيين... هل تتذكر؟.. هم الذين اشتكوا ـ خوفا وكذبا ـ من تعاليم تسامحك.. إلى الحاكم الروماني على فلسطين السورية.. بيلاطس البنطي Ponce Pilate والذي غسل يديه من دمك.. تاركا للجهلة منهم التهييج وترك السبيل لصلبك.. وهل تتذكر أن الله الذي لجأت إليه بآلام تعذيبك.. لم يــجــب... وتركك للهائجين.. والقتلة.. والمعتدين.. والغزاة... وتركنا... نعم يا معلم الطيب والتسامح ومحبة الأعداء.. والسماح لهم بضرب خدنا الأيمن.. بعد ضربهم على خدنا الأيسر... وحتى اغتصابهم لجدات جداتنا.. وجداتنا.. وأمهاتنا... واغتصابهم لإنسانياتنا.. وما بنينا من حضارات.. وتعاليم حياة... وها هم ورثتهم من أبناء عمنا العربان.. دولة إثر دولة تبيع قبرك وقدسك وأرض أمك وأبيك... لمن هلهلوا لصلبك وموتك.. وحرق ذكرياتك.. لمن تولى اليوم حرق أو قلع كل بساتين زيتون أرض مولدك.. وأثبت لعالم اليوم أنه أشرس من بيلاطس البنطي.. وأشرس من نيرون.. لأنه لا يحب أن تحمل القدس آثارك... فاحتلها كلها.. ومحى اسمك عنها... إســمــه بينيامين نـتــنــيــاهــو... وحوله دول عربانية... راكعة.. بلا شرف.. بلا كرامة.. وشعوبها مذلولة.. نائمة محششة.. نائمة.. منبطحة.. بلا إسم ولا تاريخ...

يا مسيح... أنت الذي قهرت الموت.. وحملت اسمك مليارات البشر بالعالم.. ألا تستطيع تحريك هذه الشعوب العربانية المنبطحة.. لتستعيد بعضا من عزتها وشرفها وكرامتها؟؟؟... أم أنها مهمة صعبة... صعبة جدا.. حتى عليك؟؟؟...



هذا رجائي إليك أنا الرافض كل الأديان... ولكنني أعرف أنك بتسامحك التاريخي.. تسمع رجائي... من يدري؟؟؟... من يدري؟؟؟......

أنا لن أطلب منك أن تعود من جديد... بعد كل عذاباتك التاريخية.. وما عانيت من يأس وبأس ومرارة.. على الأقل أن يكفوا أذاهم وعنفهم وشراساتهم بين بعضهم البعض.. بأشكالها الغاباتية والحيوانية... أم انك لن تفعل أي شيء... لأنك يئست من إصلاح إنسانيتهم المزورة المغشوشة.. من قرون بعيدة طويلة... وتركت الطبيعة.. نعم الطبيعة بأشكالها المختلفة.. على هذه الأرض التي تعبت من تسميمهم لها.. قرنا.. بعد قرن... تذكرهم مساوئهم.. وحروبهم.. وأذاهم.. وذرتهم.. واختراعاتهم ومشاريعهم المؤذية لها ولهم.. وأوبئتهم...وفسادهم وقذاراتهم... ها هي تنتقم منهم... والــكــورونــا؟؟؟... والكورونا أليست بداية انتقام الطبيعة من طرق معيشتنا الشرسة اليومية المتعبة؟؟؟!!!........

وقبل أن أختم رسالتي هذه... إسمح لي أن أؤكد لك ديمومة احترامي.. خاصة لأنني رغم عدم إيماني المعتقدي الديني.. أحترم تاريخيا الثقافة المسيحية الحضارية وما قدمت للبشرية.. وخاصة أعتبرك أول شهيد سوري حقيقي مات من أجل مبادئه الإنسانية... وأن عائلتي في سـوريا كانت وما زالت إحدى ركائز المسيحية الأرثوذكسية...ولكنني أنا شخصيا لم أتفق مع مسؤولي الكهنة ورؤسائها.. هناك.. من بدايات شبابي وفتوتي.. نظرا لالتصاقهم بالطبقات البورجوازية.. والغنية.. مهملين الفقراء والمعتازين.. رغم أن لي هنا بفرنسا صداقات راكزة ثابتة.. مع بعض الكهنة المثقفين سياسيا واجتماعيا.. يعملون بجدية كاملة واضحة صحيحة من أجل الفقراء والمحتاجين والغرباء واللاجئين.. بأفكار يسارية حقيقية.. أعتبرهم ـ شخصيا ـ بصداقتنا وبوصلتنا السياسية المشتركة... ورثة تــلامــيــذك.. ورسلك التاريخيين...

وحتى نلتقي... من يدري؟؟؟... من يدري؟؟؟.......

***************

عــلــى الــهــامش :

ــ الكورونا... لا تميز بين البشر...

آخر رؤساء الدول العالميين وغيرهم الذين أصيبوا بالكورونا... رئيسنا الفرنسي أيـمــانــويــل مــاكــرون Emmanuel Macron بدأ يشعر ببداية أعراض هذا الوباء.. يوم الأربعاء السادس عشر من ديسمبرـ كانون أول 2020.. بعد لقاءات محمية مع عدد من المسؤولين الأوروبيين والفرنسيين... والبارحة أثبتت التحاليل أنه مصاب بالكورونا... رغم الاحتياطات والحمايات... مما يعني أن الكورونا.. وبعد مساع ودراسات عالمية واسعة.. لا تميز بين فقير لا سكن له ولا مأوى ولا عناية.. ورئيس رابع أو خامس دولة عالمية.. يعيش ويستقبل بقصر ال Elysée محاطا بأشهر الأطباء.. والحمايات الرئاسية الكاملة... واليوم.. هو تحت العناية معتصما بقصره...

الكورونا.. والطبيعة اليوم.. تذكرنا أن البشر.. كل البشر.. متساوون من ولادتهم...

هل يتعظ اليوم... كل حكام وسياسيو العالم... وكل من يتاجرون بأرواح البشر؟؟؟!!!.......

بــــالانــــتــــظــــار...

غـسـان صـــابـــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة...
- صديقنا الماريشال السيسي...
- إني أتهم...
- آردوغان... وخطره العالمي...
- صرخة بوادي الطرشان... أو كل من يقول الحقيقة يقتل...BIS
- أنا... والكورونا...كلمات حياة شخصية...
- بلاك روك.. وتضارب المصالح بأوروبا والعالم... BIS
- غير بيدرسن.. مندوب السكرتير العام للأمم المتحدة.. المسؤول عن ...
- الملف السوري (المغبر).. إضافة...
- الملف السوري......
- سوريا... سويسرية؟؟؟!!!...
- أرمينيا أزربيجيان
- ما هو أغلى اليوم؟... الحياة؟... أم النظام الرأسمالي العالمي؟ ...
- ماذا عن صحة الرئيس بوتين...
- آه.. وألف آه من و على أمريكا!!!...
- بعد أجراس الكنائس.. الصمت والحزن.. وتحليل الغضب...
- أجراس الكنائس... أجراس الكنائس تقرع الخطر بفرنسا
- ماذا يريد رجب طيب أردوغان؟؟؟!!!...
- رجب طيبأردوغان... والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون...
- خطر... أخطار... ولا أعرف...


المزيد.....




- قطة مفقودة منذ أكثر من شهر خلال نقلها إلى ألمانيا.. لم يعرف ...
- وزير خارجية تركيا يتحدث عن زيارة مرتقبة للسيسي إلى أنقرة.. و ...
- -نيويورك تايمز-: سلاح إسرائيلي ألحق أضرارا بالدفاعات الجوية ...
- أوكرانيا قد تتعرض للهزيمة في عام 2024. كيف قد يبدو ذلك؟
- أخذت 2500 دولار من رجل مقابل ساعة جنس مع طفلتها البالغة 5 سن ...
- جناح إسرائيل مغلق.. تداعيات حرب غزة تصل إلى معرض -بينالي الب ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- عباس: سنعيد النظر في العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة
- الجيش الروسي يسقط ثلاث طائرات بدون طيار أوكرانية فوق مقاطعة ...
- المكتب الإعلامي في غزة: منع إدخال غاز الطهي والوقود إلى القط ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - رسالة شخصية إلى عيسى بن مريم...