أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر إلياس - نقوش جدارية على دروب الاغتراب














المزيد.....

نقوش جدارية على دروب الاغتراب


ياسر إلياس
شاعر


الحوار المتمدن-العدد: 6815 - 2021 / 2 / 16 - 00:31
المحور: الادب والفن
    


نعلتُ دمائي مُثخَناً أتلحَّبُ

مضيتُ ولا ألوي وفِي الأرض مهربُ

مضيتُ و حولي كل شيء مجندلٌ

مضيتُ و حولي كل شيء مُخضَّبُ

خرجتُ من الأنقاض لكنَّ مهجتي

تبقَّت على أنقاضها تترقَّبُ

توقِّيَ شرٍّ أو حِذار َ مصيبةٍ

و يوجعها طولَ الّليالي التحسُّبُ

وكم راعنا وحشُ ابنِ آدمَ في الذُّرا

وأثقل أعباءَ النُّفوس التنكُّبُ

خرجتُ و في الزَّفرات حرقةُ لاهفٍ

ولا شطَّ فيه يستكنُّ و يطنبُ

و خلفي أبوابٌ سُددنَ و ديرةٌ

سرى في مساربها الغراب المُقطَّبُ

تسحُّ عليها السَّاجماتُ بدمعها

غداة تناءى في المَغيبِ المحببُ

فكمْ مِن ظعينٍ في النواعير نعيُه

و كمْ من غريبٍ عند دجلة يُندبُ

و كمْ مِن خليلٍ بان عنه خليله

و ظلَّ على الخابور يُبكى و يُنحَبُ

وما لِشُداة الحيِّ أي بشاشةٍ

ولا للأغاني المُطربات تطرُّبُ

فما أحرقَ الأنَّاتِ بين صدورنا

و قد طال في الجمر الصَّليِّ التقلبُ

فمَن لم يمت فوق الثَّرى برصاصة

رماه إلى بطنِ البحار المركبُ

فتقذفه الأمواجُ موجاً فموجةً

و وجهُ المنايا في البحار مُنقَّبُ

تُجاذبُ أربابَ المطامحِ و الرَّدى

إلى المرء أدنى من مناه و أقربُ

فتخطفُ في لمحٍ من البرق مهجةً

و منذا يلوم البحر إذْ هو يغضبُ

فيا ويح غُرٍّ من غرارة نفسه

و حقَّ على المغرور عيشٌ أجدبُ

يُشنِّف أذنا صوب كل دعايةٍ

و يعرِضُ للبرقِ السَّرابِ فيُخلَبُ

على أيِّ جدران اغترابي أكتبُ

و في كل يومٍ في بلادٍ تغرُّبُ

أخطُّ على الحيطان من جفوتي و لا

يؤانس صدر الموحشين تقرُّبُ

و ننفر في نفرٍ من النَّاس نافرٍ

فليس له فينا نزوعٌ و مأربُ

و إني لتحشرني الهموم كأنني

أُوارى الثَّرى حياً بل الموتُ أطيبُ

وفيما وراء النفس لينُ رَفاهةٍ

و في النَّفس دوّى بالخواء السَّبسبُ

و صرَّ علينا من قوارض فارسٍ

و عثمانَ و الرَّبع الخوالي جندبُ

بلادٌ رمتها الدَّاهيات بطُغمةٍ

و شخَّ عليها الطَّائفي الممذهبُ

فهل موطنٌ هذا و دار إقامة

يُقام بها أم خِربةٌ تتقوبُ

أغار بنو وَبشٍ عليها و نزَّ في

كنيفِ العذارى المُونقات الأجربُ

و نحنُ أناسٌ كلما مات كلبنا

تسيَّدنا كلبٌ من الكلبِ أكلَبُ

تعيثُ بِنَا الأوباشُ من كل جانبٍ

و يحكم فينا الغالبُ المتغلِّبُ

فلا عَجَبٌ أنا حثالةُ أمةٍ

يبول عليها كلُّ وغدٍ و يلعبُ

تداعى علينا الأجنبيْ و ذيولُه

و جارت علينا فوق ذلك يعربُ

فلا تُتْرع العربان دلواً دلوتَه

و في كفِّهم تجري المياهُ و تَعذُبُ

فما كلُّ منسوبٍ إلى الجودِ أهلُه

و ما كلُّ مَدعوَّ إليه المُهلَّبُ

و ما كلُّ منخيٍّ إلى الغوثِ مُنجدٌ

و ما كلُّ موقودِ الزِّناد مُثقِّبُ

و منْ خان في وُدِّ القرابة فهو في

عِداد العِدا يدنو بها فيخربُ

فآمِلهمْ يحسو الحسافة و الأسى

وفوت المنى فيما يُرجِّي و يَطلُبُ

و ليس بجَدٍّ أو بحظٍّ يُنالُ ما

يُرادُ و لكنْ بالعقول التوثُّبُ

فمنْ لي بأوطانٍ يعزُّ ثَويُّها

تقرُّ بها نفسُ الأبيِّ و تُخصِبُ

فيا حبَّذا أهلي و عيشي بينهم

و يا حبذا الكوخُ القشيب المُقصَّبُ



#ياسر_إلياس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على دروب الذكريات
- كما أهوى
- جذى قاسيون
- لَعَلِّي
- في مقام إبرو تيمتك
- داعية
- أُمةٌ
- ادخلي في جنتي
- دولة الحمير
- أسدلُ فوق أزمنتي الستائر
- أسدل فوق أزمنتي الستائر
- ( ما كان يأتي ) شعر
- الإله الآدمي


المزيد.....




- فيلم جديد يكشف ماذا فعل معمر القذافي بجثة وزير خارجيته المعا ...
- روبيو: المفاوضات مع الممثلين الأوكرانيين في فلوريدا مثمرة
- احتفاء مغربي بالسينما المصرية في مهرجان مراكش
- مسرحية -الجدار- تحصد جائزة -التانيت الفضي- وأفضل سينوغرافيا ...
- الموت يغيب الفنان قاسم إسماعيل بعد صراع مع المرض
- أمين معلوف إثر فوزه بجائزة أدبية في المكسيك: نعيش في أكثر عص ...
- الدرعية تحتضن الرواية: مهرجان أدبي يعيد كتابة المكان والهوية ...
- أمين معلوف إثر فوزه بجائزة أدبية في المكسيك: نعيش في أكثر عص ...
- يهود ألمانيا يطالبون باسترداد ممتلكاتهم الفنية المنهوبة إبان ...
- هل تقضي خطة ترامب لتطوير جزيرة ألكاتراز على تقاليد سكانها ال ...


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر إلياس - نقوش جدارية على دروب الاغتراب