أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بلقيس حميد حسن - مفهوم الهزيمة والنصر عند قادة العرب















المزيد.....

مفهوم الهزيمة والنصر عند قادة العرب


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1622 - 2006 / 7 / 25 - 12:05
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


عندما نناقش الحقيقة , لا يعني هذا أن القلب لا يتقطع ألما ً لما يحصل للبنان الحبيب الذي كان لسنوات عديدة وطنا لي عايشت حروبه ومآسيه , وعرفت جروحه فقدست ترابه وأحببت شعبه, يوم كان الموت يطاردنا على يد طاغية العراق صدام, أن ما يحصل اليوم من قتل ودمار غير مسبوق لبلد بالكامل من قبل إسرائيل يجعلنا نفتح دفاتر التأريخ كبشر عندهم عقول وعيون وذاكرة لنسأل قادتنا العرب المسؤولين عن حل هذه القضايا , لماذا نحن في المهالك والى متى ؟
منذ أن ولدتنا أمهاتنا ونحن نبكي فلسطين ونرى جثث الشهداء والجرحى تملأ الشاشات ونشاهد دموع أمهاتنا تنزل حزنا على اغتصاب فلسطين وعلى نزيف الدم الذي لم يتوقف , ولم يتصلب عودنا بعد حتى رأينا حرائق لبنان وموتهم اليومي إن كان بالحرب الأهلية أو بالاعتداءات الإسرائيلية.
ومنذ ذلك الحين وفي كل الحروب التي خاضها العرب ضد إسرائيل تكون خسائرنا في الأرواح والأموال اكثر من إسرائيل , ومنذ ذلك الحين وإسرائيل تتوسع , والغريب بالأمر أن بعض القادة أو المحللين السياسيين العرب يتحدثون عن نصر على إسرائيل وأسأل بدهشة هنا :
متى انتصرنا على إسرائيل بالمفهوم العسكري؟ متى فقدت إسرائيل أرواحا وأرضا وكرامة اكثر مما فقدنا ؟ فحتى في حرب تشرين 1973 والتي طبل العرب لها واعتبروها نصرا حيث كان الاتحاد السوفيتي حليف العرب وكانت الحرب أشبه بحرب نيابية بين المعسكرين , كانت إسرائيل قد فقدت بعضا من الأراضي المحتلة وانسحبت منها بعد إحراقها , لكنها بذات الوقت احتلت أراض أخرى من سوريا ومصر ولم تكن خسائرها بالأرواح كما هي خسائرنا, وكنا فرحين بالنصر المعنوي وهو أن العرب اتحدوا ولأول مرة في حياتهم بتلك الحرب واستطاعوا لمدة شهور أن يقطعوا نفطهم عن الدول التي وقفت ضدهم , هذا هو نصرنا فقط, مع انه كان واجبا وفرضا أخلاقيا وليس نصرا, إذن أين انتصاراتنا ونحن لم نستطع أن نعيد ما كنا نصر عليه وهو تحرير آخر شبر من فلسطين ولم نقبل بالتقسيم .
في أي حرب وتاريخ استطعنا أن ندمر بنى تحتية لإسرائيل التي تدمر بنيتنا منذ أن ولدت حتى ألان ؟ ولماذا صواريخنا تجرح وتخدش في احسن الأحوال وصواريخهم تأتي لنا بالموت الجماعي ؟
هاهي شاشات التلفزة تنقل لنا على يمينها حيفا بعد ضرب صواريخ حزب الله عليها, نراها شوارع نظيفة ونافورة يدلف الماء فيها زلالا وأبنية شاخصة, دليل استقرار وحضارة وبالمقابل وعلى اليسار نرى لبنان الحبيب وقد غدا ركاما, فأين التوازن والنصر؟

هل أصبحت إسرائيل ركاما كلبنان لنصدقكم يا حزب الله, رغم أننا لسنا من محبي الموت لأي بريء أينما كان , لكنكم تتحدثون بفخر وكالمنتصر على أن إسرائيل لم تصب البنية القيادية لحزب الله, وبأنكم بخير , وان عتاد الحزب وصواريخه لم تدمر , ونتمنى أن تكونوا وحزبكم بخير ولكننا نسأل بدهشة , هل الدمار الذي لحق بلبنان وما زاد على خسارة اكثر من 7 مليارات دولار ومئات الشهداء والجرحى واكثر من نصف مليون نازح , أكل هذا الدمار والموت نصرا ولم يكن خسارة ؟ هل أن الخسارة إن كانت في صفوف حزب الله فقط وليذهب مئات المدنيين والأطفال والعائلات الكاملة التي أبيدت من اللبنانيين إلى قير وبئس المصير؟ هل النصر عند السيد هو البقاء مع حزبه أحياء مهما كان الموت والدمار عظيما و كما كان صدام من قبله يفعل؟ هل مئات الشهداء الأبرياء لا يساوي قيادة حزب الله؟
و يتوعد السيد بمفاجئات, أين المفاجئات وماذا تنتظرون وقد اصبح لبنان ترابا وخربة بعد ما كان الوجه الحضاري للعالم العربي؟
كنا نتمنى أن يكون لنا نصرا على إسرائيل في يوم ما , إسرائيل السرطان الذي خرب وأفسد حياتنا جميعا ولكن أين هذا النصر؟
ثم لماذا لم يبن حزب الله ملاجئ للمدنيين وهو في حالة حرب شبه دائمة مع إسرائيل منذ تأسيسه حتى ألان, وهو حزب غني خاصة بعد توقف الحرب العراقية الإيرانية وإغداق إيران المال والسلاح عليه , بدليل انه كان يعطي لكل لبنانية تتحجب مخصصا من الدولارات شهريا , وكنت لم اصدق هذا لولا أنني رأيت بعض النساء من معارفي اللبنانيات اللواتي كن يتبعن آخر الموضة وقد تحجبن وبعد سؤالهن عن السبب والحاحي بمعرفة الحقيقة اعترفن إنهن يتقاضين المال من حزب الله مقابل الحجاب, وهذا كان في بداية التسعينات ؟
لماذا يتم التضحية بالمدنيين في كل الحروب ؟ ولماذا لم نتعلم من إسرائيل التي لا تعطي المدنيين رخصة بناء ما لم يكن في كل دار غرفة محصنة كملجأ يأوي له أهل المنزل ساعة الخطر, إضافة إلى الملاجئ المحصنة في كل مدنهم ؟
لماذا نسترخص أرواح المدنيين ولا نعدها هزيمة حين نفقدهم ؟
من الخطأ الاعتقاد أننا سننتصر على إسرائيل بالعناد كما يفعل السيد نصر الله وهو يقول : لو أن الكون كله جاء لم نسلم المخطوفين , هذا هو الجنون بعينه, نعم الجنون أن نستفز عدوا شرسا مدعوما من أقوى دول العالم , والجنون أن يلغي السيد نصر الله الحكومة اللبنانية ويستبد لتملكه صواريخ إيرانية وسورية , والجنون هذا قد يجر المنطقة كلها إلى حروب وحرائق ضحاياها العرب بالتأكيد, فالكل مستنفر ومستفز ومهدد , كل الدول الأطراف في هذه المواجهة علنا أم خفاء أيديهم على الزناد , إيران ومشكلتها النووية مع الولايات المتحدة والمنظمة الدولية , سوريا و تورطها بالإرهاب ورغبتها باستعادة وجودها في لبنان, فهل يأتي النصر الذي نتمناه في ظل هكذا أجواء؟
إن النصر الوحيد الذي حصل عليه العرب من إسرائيل هو باتفاقية كامب ديفيد التي قاطعوها أولا واعتبروها خيانة, ثم كعادتهم يفهمون متأخرا ويندمون على مواقفهم كما ندموا على قرار التقسيم , ألان يذكر التاريخ السادات كبطل سلام فهو القائد العربي الوحيد الذي استعاد الأرض بلا حروب , لكن الخوف أن يكون كل هذا متأخرا فإسرائيل تستقوي بعد كل حرب وتشدد من شروطها ثمنا لما قدمته من خسائر بمواجهتها الأخيرة , ألم نتعلم هذا بعد أيضا ؟
خشيتي على ارض لبنان أن تحتلها إسرائيل وتضيع , كما ضاعت فلسطين قبلا ونسيها العالم , وهذه رايس تتحدث عن شرق أوسط جديد , وهو لابد أن يكون ديمقراطيا والديمقراطية موجودة بإسرائيل لا عند حكوماتنا الديكتاتورية ولا عند شعوبنا الجاهلة المتطرفة والموهومة بنصرها المؤزر بجنود غير مرئية , ماذا نقول بعد ذلك؟ ليتنا لم نتعلم ولم نفكر لنبقى عميان نهتف للرؤساء وننتظر النصر الوهمي ..



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمن القصائد والكلام ؟
- أسوء محامين لأعدل قضية
- قلبي على منتدى نازك الملائكة
- حقوق وواجبات المهاجرين العراقيين ومعوقات العودة-
- ُ !!!أ ُعجِبت ُ.. وعَجبت
- إلام َ نبقى تحت تهديد الإرهابيين؟
- ما العمل في قضية المرأة ؟
- جبهة إنقاذ وطنية عراقية
- المرأة وريادة الأمل
- ما أصعب التفريق بين الولاءات
- أم تمارا .. الراحلة دونما وداع
- جهات الإرهاب الأربع
- سيّاف البعث ذاته
- مدارات مريم نجمة
- المكرمات في موت البنات!
- مَنْ لوجع المرأة العربية؟
- ويلتمسون من القاتل نجاةً!
- شهداؤنا الفقراء
- عمرو موسى وجامعته
- مَن ْ يُوقف فتاواهم المجنونة؟


المزيد.....




- مصر.. بدء تطبيق التوقيت الشتوي.. وبرلمانية: طالبنا الحكومة ب ...
- نتنياهو يهدد.. لن تملك إيران سلاحا نوويا
- سقوط مسيرة -مجهولة- في الأردن.. ومصدر عسكري يعلق
- الهند تضيء ملايين المصابيح الطينية في احتفالات -ديوالي- المق ...
- المغرب يعتقل الناشط الحقوقي فؤاد عبد المومني
- استطلاع: أغلبية الألمان يرغبون في إجراء انتخابات مبكرة
- المنفي: الاستفتاء الشعبي على قوانين الانتخابات يكسر الجمود و ...
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- الحرس الثوري الإيراني: رد طهران على العدوان الإسرائيلي حتمي ...
- الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بالأعمال الألماني بسبب إغلا ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بلقيس حميد حسن - مفهوم الهزيمة والنصر عند قادة العرب