أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بلقيس حميد حسن - المرأة وريادة الأمل














المزيد.....

المرأة وريادة الأمل


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1418 - 2006 / 1 / 2 - 12:04
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ربما لا تعنينا كثيراً ريادة المرأة للشعر أو أي منجز أدبي آخر، من عدمه،إذا ما قيست الأمور في الأسبقية والزمنية لمنجز العرب الأدبي،ولكن يعنينا الآن في هذه الكتابة الإشارة إلى أمر جوهري في حضور المرأة العربية كمنافس فاعل وشريك قدّم صورة واضحة لعهد جديد، فالنقاد لازالوا في خلاف واختلاف على أسبقيات الشعر العربي الحديث ومرجعياته الريادية، وإذا كانت نازك الملائكة قد كتبت في كتابها "قضايا الشعر المعاصر" بأن قصيدتها "الكوليرا" المنشورة -عام 1947-هي أول منجز عربي موثق لقصيدة الشعر الحر،سبقت فيها قصائد بدر شاكر السيـّاب في ديوانه "أزهار ذابلة" المنشور في وقت متأخر من السنة ذاتها،فربما كان في قصيدة نازك الملائكة فتحا للشعرية العربية وخروجاً على نمطية العمود،وهو نهوض مبكر لكسر قواعد وتابوات ما كان لأحد تصور انكسارها لأي سبب،الأجمل في هذه الحكاية أن يكون هذا بواسطة امرأة،ونحن نعرف الحال الذي كانت عليه المرأة العربية في ذاك الوقت.
اليوم، يشاع في الأوساط الثقافية الأوربية إن ما نسبته80% من الأدب العربي المترجم هو نسوي، ورغم كلّ ما يروى من فرضيات عن سرّ هذا الاهتمام بالأدب النسوي العربي، تبقى المرأة العربية مجتهدة في الوصول إلى القارئ البعيد عبر الترجمة، في البحث عن مشاكل واقع عربي همّشت فيه المرأة كمبدع لا يجد حضوراً جزيلاً على الخارطة العربية يوازي الحضور الذكوري. رغم إن ريادة الرواية العربية كانت من نصيب تلك المرأة كما تثبت ذلك الكاتبة بثينة شعبان في كتابها "مائة عام من الرواية النسائية العربية" فرواية "حسن العواقب" أو"غادة الزهراء" للكاتبة اللبنانية زينب فواز كانت قد نشرت عام 1899، أي قبل عقد ونصف من السنوات قبل صدور رواية"زينب" لحسين هيكل؛المعلن ريادته للنشر الروائي العربي، أيضا كانت روائية عربية أخرى هي لبيبة هاشم قد أصدرت روايتها "قلب الرجل" قبل هذا التأريخ.
تلك أمثلة نوردها هنا إيماناً بأن للمرأة شأن ريادي كبير في التغيير والإنجاز والعطاء،في الأدب والحياة عموما، رغم ما تواجهه المرأة العربية من صعوبات في التثقيف.
وإذا كان الإنسان المثقف هو الإنسان غير الناشئ بفضل أصله ومحتده، بل بفضله هو-كما يقول أحد الفلاسفة-فأن المرأة العربية رغم ما نالته من رعاية يسيرة في الثقافة والتعليم إلى وقت قريب،قد طوّرت مسيرتها وبلورت وجهات نظرها لتقف اليوم في مركز الاهتمام والرغبة في التمكين والإبداع، لريادة الأمل في الأفضل.
هنا تستحضرني ما قاله بعض العرب في المرأة لتبقى جارية تلهث وراء الزينة لتكون مقبولة للرجل , وملهاة له وتسلية فقط , حيث قالوا :
"إن النساء خلاخل ٌ وعقودُ,"
وفي هذه الأيام أتذكر هذه المقولة كثيرا إذ أرى في الفضائيات العراقية والعربية من النساء الإعلاميات المدججات بالذهب والحلي والزينة المبالغ بها , حتى لكأننا في عصور الجواري , ثم وبعد لحظات, وإذا نحن بمشهد آخر وعصر آخر هو عصرنا الحالي حيث تنقلنا الأخبار لمقابر جماعية جديدة وأمهات شهداء ينتحبن وانفجارات تدمر الأخضر واليابس , ونساء عراقيات يجلسن في شوارع عمان لبيع السكائر وأخريات يجلسن في خيم ببغداد , كما أجد من البرامج في فضائيات عربية أخرى العجب العجاب, نساء لا يفقهن من الثقافة شيئا لكنهن يشرحن جمال الألماس وحسن الاختيار الذي لابد منه لكل امرأة , وكأنهن لا يرين ما يحصل لنسائنا العربيات من قهر وفقر وتشرد وفقدان أحبة , وان كنت اعتبر اللباس حرية شخصية لا يحق لي التدخل به مطلقا , لكنها حينما تكون في الإعلام تصبح قدوة وتوجيها للناس , فان كنت اسمح للعربيات من غير العراقيات أن يتحدثن عن الألماس ويرتدينه , أجدني اقف مشدوهة حينما أرى إعلامية عراقية يخشخش ذهبها في كل حركة منها مع أنها لا تتقن من الوظيفة المعطاة لها سوى الزينة الفاقعة وأحجار ملونة تضعها حتى على الحجاب .
حتى متى تبقى بعقولنا مقولة" إن النساء خلاخل وعقود" التي أول ما قرأتها في لوحة تعرض رسم امرأة جميلة تتزين بالخلاخل والعقود , وقد وضعها أحد قادة إحدى الأحزاب اليسارية العربية على مكتبه , وهو المدعي بتقدميته ويسار يته , فكيف بمن هم من اليمين؟ واليمين المتطرف الذي يهز بلداننا اليوم ويرهقها , بل ويطمح بتخريب كل ما جاءت به الحضارة ؟
سأغير ما قاله العرب هؤلاء في المرأة , ليكون قولا متناسبا مع ما نريده للمرأة لتغيير واقع الحال فأقول :
"إن النساء مدارس ٌ وعقول ُ"
همسة
إن المليحة َ من تـُـزيـّن حليها لا من غدت بحليـّها تـتـزيـّن
31-12-2005



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما أصعب التفريق بين الولاءات
- أم تمارا .. الراحلة دونما وداع
- جهات الإرهاب الأربع
- سيّاف البعث ذاته
- مدارات مريم نجمة
- المكرمات في موت البنات!
- مَنْ لوجع المرأة العربية؟
- ويلتمسون من القاتل نجاةً!
- شهداؤنا الفقراء
- عمرو موسى وجامعته
- مَن ْ يُوقف فتاواهم المجنونة؟
- دستورنا الجديد .. عتيق
- وقوفاً بالأمل مع الدم العراقي
- إليكن يا حاملات الوجع الأزلي
- بـُـحّ صوتنا والقوم نيام..المرأة والدستور
- * حقوق المرأة في الدستور العراقي والتثقيف فيها
- صمتَ القمني فانفجرت شرم الشيخ
- الإعلان عن قرب نهاية حملة التوقيع على بيان المرأة
- ندوة وعصافير
- نداء


المزيد.....




- دراسة: النساء العاملات ليلا أكثر عرضة للإصابة بمرض مزمن
- أين عدالة الإبلاغ من قانون الإجراءات الجنائية؟
- %40 من العاملين في أفغانستان أطفال.. والفتيات يعملن في الخفا ...
- مسؤول روسي: كييف تجتذب صغار السن والفتيات لتفرض عليهم التجني ...
- الولايات المتحدة.. وفاة امرأة صدمتها شاحنة تنقل دبابة من الع ...
- مبادرة تشريعية لتحويل إجراءات الطلاق من أروقة المحاكم إلى أن ...
- دراسة تظهر خطر العمل الليلي على صحة النساء
- عُمان: اعتقال 3 أشخاص وعشرات السيدات بينهن مصريات وإيرانيات ...
- اجمل اغاني الاطفال.. تردد قناة كراميش الجديد بجودة مميزة.. ا ...
- من بيتك.. خطوات وشروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بلقيس حميد حسن - المرأة وريادة الأمل