أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بلقيس حميد حسن - شهداؤنا الفقراء














المزيد.....

شهداؤنا الفقراء


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1309 - 2005 / 9 / 6 - 11:55
المحور: حقوق الانسان
    


"عودوا أنـّى كنتم
فقراء كما انتم
غرباء كما كنتم
يا أحبابي الموتى عودوا حتى لو كنتم قد متم
يا أحبابي الموتى عودوا حتى لو كنتم قد متم"

كنت في لبنان عام 1979حين سمعت هذا النشيد الذي تنشده فرقة لبنانية , حينها كنت حديثة العهد مع الغربة , صغيرة على الهموم وجديدة على فهم فلسفة الموت والحياة , لم ترتسم بعد في ذاكرتي مجازر عراقية , لم نرى بعد مجزرة حلبجة والأنفال , ولم نر بعد مجازر الموت بالانتفاضة والمقابر الجماعية , ولم نر بعد بشاعة جرائم صدام وحروبه الطويلة المدمرة , كانت جرائم البعث تحصل في السجون والأقبية المعتمة أو على الحدود البعيدة التي لا نراها , والتي لا يراها سوى الضحية والمجرم , وكان التعتيم خادم السمعة , وسيد الفضيلة المزورة , كنت حينما اسمع هذا النشيد النشيج استحضر صور الشهداء التي تملأ شوارع بيروت والمعلقة على كل حيطانها وفي جميع أزقتها , شهداء الحرب الأهلية من اللبنانيين والفلسطينيين , واستحضر صور مجازر إسرائيل بالفلسطينيين التي عرفناها ورأينا صورها مثل كفر قاسم ودير ياسين . لا ادري من كتب كلمات النشيد المؤثر والمبكي , لكنها بقيت في ذاكرتي ولم تمّحي رغم أنني لم اسمعها غير مرة واحدة , بكيت كثيرا , صرت أكررها في كل محنة وفقدان لعزيز , وحينما افتضحت مجازر صدام وتتالت فجائعنا , موتا , موتا, فاضت دماءنا وعلت حتى تجاوزت حدود السماء وصرخت بوجوه القتلة , وها مجزرة اليوم , مجزرة الجسر, ضحاياها أبرياء كثر , جثثهم تملأ الشوارع , أي ألم هذا ؟ وأي رعب ؟ وأي ذبح جديد يا بغداد ؟
ما كنا نبكي كارثة حتى نفجع بأخرى , نعرف أن التركة ثقيلة , وان الإرهاب ومخلفات البعث وديناصورا ته تريد تخريب العراق وجعله صحراء خربة , ونعرف أن للعراق أعداء كثر , ونعرف أن للحكومة المنتخبة أعداء اكثر, لكننا لا نعرف كيف لا تتوقع هذه الحكومة في هذا الظرف أي خطر, ولا تتحمل مسؤولية حماية المواطنين وتحذرهم حين تعرف عجزها عن هذه الحماية ..
الحرّ لا يلدغ من جحر مرتين , وها أننا نلدغ من ذات الجحر مرارا وتكرارا , ألم نتعظ من مجزرة النجف التي راح ضحيتها اكثر من 300 عراقي منهم السيد الحكيم ؟
ألا نتعظ يا حكومتنا المنتخبة من كل ما يحصل للأبرياء يوميا ؟ فأين توجيهاتكم ؟ وأين تدابيركم الاحترازية ؟ وأين قلقكم على الأبرياء؟ وأين وعودكم التي قطعتموها على أنفسكم ؟
أين الخشية على أرواح الفقراء, المقهورين , الذين جاءوا لتمنحهم القداسة شيئا من سلوى على عظم مصائبهم .
الفقراء , الذين لم يمد أحد لهم يدا من الحنان ويمسح على جروحهم .
الفقراء , الباحثون بين مقابر الأولياء عن شيء من أمل وصبر , علـّهم يجدون أجوبة على مآسيهم .
الفقراء , الذين انتبذوا زاوية الشهداء ليستريحوا لها وليطفئوا ظمأ سنوات القهر والصمت بالشكوى .
الفقراء , الشهداء , الذين ذهبوا خطأ , هكذا وبكل سهولة , ما اسهل أن يموت الإنسان خطأ , وما ابشع هذا الخطأ الذي لا يصلح ولا يعتدل .
الفقراء , الشهداء, من سيوقف هطول جنائزهم ويعيدهم إلينا؟.......1-9-2005



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمرو موسى وجامعته
- مَن ْ يُوقف فتاواهم المجنونة؟
- دستورنا الجديد .. عتيق
- وقوفاً بالأمل مع الدم العراقي
- إليكن يا حاملات الوجع الأزلي
- بـُـحّ صوتنا والقوم نيام..المرأة والدستور
- * حقوق المرأة في الدستور العراقي والتثقيف فيها
- صمتَ القمني فانفجرت شرم الشيخ
- الإعلان عن قرب نهاية حملة التوقيع على بيان المرأة
- ندوة وعصافير
- نداء
- !!المرأة في العراق عورة؟
- دروس الهزيمة
- بحب السيما.. صرخة تستحق المشاهدة
- بم َ نردع أهل الجريمة؟
- هنيئا للمرأة الكويتية فوزها
- العرب,من القبلية إلى وهم الأحزاب
- هنيئا لنا, انتخبنا العراق
- في الرد على شيوخ السلفية
- القـيامة البـابـلية


المزيد.....




- حماس: الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين ستبقى وصمة عار تطارد ...
- هيئة الأسرى: 78 معتقلة يواجهن الموت يوميا في سجن الدامون
- الأمم المتحدة تدعو القوات الإسرائيلية للتوقف عن المشاركة في ...
- التحالف الوطني للعمل الأهلي يطلق قافلة تحوي 2400 طن مساعدات ...
- منظمة حقوقية: إسرائيل تعتقل أكثر من 3 آلاف فلسطيني من غزة من ...
- مفوضية اللاجئين: ندعم حق النازحين السوريين بالعودة بحرية لوط ...
- المنتدى العراقي لحقوق الإنسان يجدد إدانة جرائم الأنفال وكل ت ...
- النصيرات.. ثالث أكبر مخيمات اللاجئين في فلسطين
- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...
- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بلقيس حميد حسن - شهداؤنا الفقراء