أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - بلقيس حميد حسن - هنيئا لنا, انتخبنا العراق














المزيد.....

هنيئا لنا, انتخبنا العراق


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1162 - 2005 / 4 / 9 - 12:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اليوم صباحا , كان خبر تسمية المام جلال رئيسا للجمهورية العراقية , يوم تاريخي للعراق ولربما لكل الدول العربية , لأول مرة في حياتي اكتب تهنئة بانتخاب رئيس , أنا التي أكره التقرب من الحكومات على أشكالها, وأكره التقرب لأية سلطة على وجه الأرض مهما كانت , ولست وحيدة بهذا الشعور إنما هناك كثيرون أمثالي من المثقفين العراقيين وغير العراقيين الذين يناضلون طوال أعمارهم من اجل حكومات ديمقراطية منتحبة من قبل الشعوب حقا , لأول مرة أهنئ نفسي وأهنيء شعبي على انتخابه رئيسا له , فنحن دائما كنا معارضين , ودائما نكره أن نهنيء رئيسا أو ملكا , ودائما كانوا هم غير منتخبين ديمقراطيا, و دائما غير مرغوبين من قبل شعوبهم , ولأنهم جاءوا غصبا عن إرادة الشعوب المقهورة وبشتى الأساليب التي لا تشبه الديمقراطية بشيء . إن اكثر ما أسعدني بهذا الاختيار هو:

1- خروج العراق من أسلوب المحاصصة بتشكيل الحكومة , التي أثبتت فشلها الذريع , كما أثبتت أنها اخطر الأساليب على مستقبل الديمقراطية , حيث هي تعمق الطائفية والحزبية والمحسوبية و. و. وغيرها, من كل الأمراض والعلل المضادة للديمقراطية بكل أفعالها , وهاهو الشعب اللبناني لازال يحصد أخطار المحاصصة , ولازال يعطي المزيد من الضحايا والدمارات والتدخلات , ولازال الوضع به هشا سهل الكسر , غير مستند على قرار متين من الديمقراطية الشعبية , منذ أن عمل بهذا الأسلوب حتى ألان , كما لو أن حربين أهليتين طاحنتين خلال نصف قرن من الزمان لم تكن كافية, بل هاهو اليوم على أسوء حال للأمن, فلا هو بالحرب ولا هو بالسلام , ولازال بينه وبين الأمان معجزات وأحلام وأسرار ..
2- إن اختيار مام جلال الكردي المتفتح على الثقافات الأخرى, هو ضربة كبيرة للجماعات التي تتمسك بالتعصب القومي والطائفي الذي استشرى – للأسف – بالعراق منذ اغتصاب البعث للسلطة وأشاعته لروح الشوفينية التي أدت إلى نكران حقوق القوميات التي كونت العراق من غير العرب والتي عاشت به منذ القدم وأكبرها الشعب الكردي الذي كان له حصة الأسد من العذابات ونكران حقه بالحياة وإباحة دمه كما فعلت حكومات أخرى مجاورة مع أنها مدعية الإسلام ومؤمنة" أن لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى .... رغم انهم يسمون دولهم إسلامية , ويتنافخون بهذه الصفة.
من هنا لابد لنا أن نفرح برئيس يرغب ببناء عراق تحترم به إرادة جميع الأطراف من قومية ودينية وعرقية .. عراق يؤكد على الوحدة الوطنية والقياس على أساس حب الوطن لا على أساس آخر .
اليوم أثبتت الجمعية الوطنية أنها حقا حريصة على مستقبل هذا الوطن , وأكدت أنها حقا استطاعت أن تتخلص من عقدة الشوفينية التي أرادها البعث لشعب العراق وغرسها منذ مجيئه .
3- كما أن هذا الانتخاب شكل ضربة قوية لإرادة الإرهابيين ومساعديهم من دول أخرى مجاورة تتآمر على العراق وتصدر له الإرهاب يوميا , لقد كان هذا الانتخاب ليس ديمقراطيا فحسب بل هو رد ذكي على الدول التي أساءت للعراق وأرادت له الشر. وهو رد قوي على بقايا فلول البعث وكيدهم للشعب العراقي , وهو تأكيد لوطنية الشعب الكردي الذي احب العراق وطنا ولم يسء له يوما , رغم كل ما عاناه من إبادات , فالشعب الكردي لم يتعامل مع من يفجر أنابيب النفط , و لم يقتل أطفالا عراقيين في الشوارع , والشعب الكردي لم يفجر المدارس والمستشفيات ولم يسرق آثار وطنه , ولم يهجم على الأبرياء من رجال الشرطة وحماة الوطن , إن الشعب الكردي كان يدافع عن نفسه و حقه بالبقاء فقط , رغم تكالب الجميع من حوله , بعكس ما فعل فلول البعث متحدين مع قوى الشر من كل حدب وصوب , ومع رفاقهم من دول الجوار وغير الجوار , ولم يشتر الشعب الكردي الضمائر بكوبونات النفط كما فعل صدام البعث حين باع الوطن للمنافقين والمداحين والمتسلقين من داخل وخارج العراق.
4- وهو أمل جديد لنا- نحن أبناء مناطق الجنوب والوسط العراقي - أن يكون لنا وضعا أمنيا كمناطق شمال العراق , وان يكون لنا انفتاحا وبناء كما حصل بكردستان العراق منذ خروجه من قبضة الطاغية حتى ألان , حيث قفز بالبناء والاستقرار بعد خروجه من أنقاض الدمار والنيران البعثي على مدى أربعة عقود.
اليوم صباحا جاءتني رسالة الشاعرة الكردية فينوس فائق مرفقة بدموعها وفرحتها بهذا الاختيار , مهنئة لنا جميعا باختيار رئيس للعراق , وهذا سبب آخر دعاني لان أهنئ العراق ونفسي ودعاني لان أتذكر كم من الآلام طحنت الشعب الكردي وفي كل مناطق ودول تواجده , حتى بات أن يكون رئيسا كرديا لدولة- مهما كانت- هو بمثابة حلمهم شبه المستحيل للتحقيق, واستحالته كانت على قدر ما رأوه من حرائق ومقابر ومجازر وانفلات وحلبجات وكل مالا يخطر على بال الشياطين من قهر وإبادة بشرية .
دموع الشاعرة فينوس أعادتني لقراءة ظروف طفولتها وكم من الآلام رأتها, هي وأخواتها وإخوانها الأكراد الذين لا ذنب لهم سوى أن الله خلقهم أكرادا.

اليوم شعرت بشيء من تفاؤل , وأيقنت أن أول أمل أمام الهجمات الإرهابية والسلفية قد اطل علينا بانتخاب رئيس الجمهورية بشكل ديمقراطي دون النظر لقوميته أو طائفته أو أي من هذه المقاييس الخطرة على كل شعب يريد بناء وطنه المدمر بعد سنين ودروب الآلام, لقد اسقط الانتخاب هذا بأيد أعداء العراق.
فهنيئا لنا جميعا بهذا الانتخاب , وهنيئا لكل وطني عراقي احب العراق من الشمال إلى الجنوب , وكم نتمنى أن تتذوق بقية القوميات المتعايشة مع العرب في بلدانهم شيئا من احترام لكياناتها ولذواتها الإنسانية كما يحصل للكرد بالعراق , وهنيئا للمظلومين والمقهورين بعد صبرهم الجميل, قلبي على وطني من المتربصين وأهل الشر .......
6-4-2005



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الرد على شيوخ السلفية
- القـيامة البـابـلية
- مرحى لك بعيدك وأنت تناضلين
- أقمار عراقية..
- قصيدة للحب
- قبل أن تكتبوا الدستور .. تعالوا إلى كلمة سواء
- نهضنا من مقابرنا
- العراقيون وحدهم, رأوا كل شيء
- قراءة في كتاب هام للكاتبة سعاد خيري
- أيتها العراقيات.. لننتخب العدالة والمساواة
- ليس الخضوع للعنف حلا
- من أجل توضيح التباس عن مقال سابق
- الانتخابات قادمة يا بن حرمة
- مُخطئ ٌ مَن ظـَن يوماً أن للثعلبِ دينا
- الجنة تحت قدمي الأم مارجريت
- الوحدة الوطنية ضرورة أمام العنف والإرهاب
- -قراءة في مملكة الاستبداد المقنن في سورية لمؤلفه جريس الهامس
- التنوع الثقافي والمتطرفون
- العربيات وجائزة نوبل
- منذ متى عرف المجد القيود؟


المزيد.....




- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...
- -عار عليكم-.. بايدن يحضر عشاء مراسلي البيت الأبيض وسط احتجاج ...
- حماس تبحث مع فصائل فلسطينية مستجدات الحرب على غزة
- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...
- إسرائيل تؤكد استمرار بناء الميناء العائم بغزة وتنشر صورا له ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - بلقيس حميد حسن - هنيئا لنا, انتخبنا العراق