أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - بلقيس حميد حسن - العراقيون وحدهم, رأوا كل شيء














المزيد.....

العراقيون وحدهم, رأوا كل شيء


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1094 - 2005 / 1 / 30 - 12:11
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم يبق على الانتخابات سوى ساعات والعراقيون الذين رأوا كل أنواع العذابات عبر الأربعة عقود الماضية يصرون اليوم على الخلاص من عذاباتهم , ويصرون رغم الموت المنتشر بالشوارع على ممارسة حقهم الإنساني باختيار حكومتهم , رغم إرادة الظلاميين وفلول البعثيين اللذين يجهدون أنفسهم ويلغون من أرذل مستنقعات الجريمة , ربما يستغرب البشر في شتى بقاع الأرض لأنهم لم يسمعوا عن حركات معادية للديمقراطية والانتخابات, وهم لم يروا بتأريخ البشرية مطلقا حركة من الحركات أو مجموعة من الناس تقف ضد اختيار الشعب لحكومته , فالمتعارف عليه على مدى العصور التي عاشها البشر, هو أن الشعوب أو الأحزاب المعارضة والمقاومة للظلم تطالب دوما بالديمقراطية وتريد الانتخابات, إلا هؤلاء الذين لازال البعض يسمونهم مقاومة , ولازال البعض يعتقدون أن نواياهم حسنة وبأنهم يقفون ضد الاحتلال ويصطفون مع الفلسطينيين في محنتهم تحت نير الاحتلال الإسرائيلي, وأنى لهم ذلك الشرف وذلك الموقف المشرف وهم من مجرمي صدام ومريضي بن لادن والزرقاوي الذين باتت جرائمهم لا تخفى على أحد .
العراقيون وحدهم عارفون من هم هؤلاء ومن الذي يدعمهم, العراقيون وحدهم الذين رأوا ظلم ورعب عصابة بعث صدام, لم يندهشوا مما يحصل , إذ هو امتداد لرغبات العصابة المريضة ذاتها التي دمرت بلادهم , دمرت ماضيهم وحاضرهم , لكنهم سوف لن يتركوها تدمر مستقبل أبناءهم بعد ألان.
آسفة يا أصدقائي وأحبائي الفلسطينيين إذ أقول لكم لا تقرنوا الفلوجة بجنين وتضعونهما في مكيال واحد , آسفة أن أقول لكم , بأنكم هنا أيضا انتم من الضحايا, فكما كنتم دائما الورقة التي لعب بها أصحاب النوايا الدنيئة للوصول سريعا إلى أهدافهم , وكما استغل الديكتاتوريون العرب ورقة فلسطين للسيطرة على شعوبهم , وكما استغلها الكثيرون من راكبي حصان السياسة كذبا للوصول إلى أخس الغايات وأحقرها , هاهم اليوم يستغلون اسمكم وعواطفكم كما استغلوا اسم الدين ليعيثوا بالعراق فسادا وليعيدوا لنا مرة أخرى شبح البعث المرعب الذي دمر العراق بأكثر ما دمر تسونامي بلدان آسيا الشرقية, هاهم يخدعونكم ليجعلوا الفلوجة توأما لجنين, , الفلوجة التي بدأت تتكشف بها حقائق , هذه المدينة العراقية المبتلية , التي اختطفها بعض الإرهابيين وتجار الدم من ظلاميين و بعثيين مجرمين تدنست أيديهم بدماء العراق ومقابره الجماعية , أو سراق لقوت شعب العراق ومدمرين لحضارته , لقد كان أهل الفلوجة ضحايا هؤلاء, دروعا بشرية استخدمها المجرمون كذبا , وتسببوا بدمارها ومقتل الكثير من أهاليها , وهاهي أصوات كثيرة من أهالي الفلوجة الشرفاء تعلن رغبتها بالمساهمة بالانتخابات وخوفها من تهديد الإرهابيين لهم , هاهم الإرهابيون العرب نراهم كل يوم على شاشة قناة الفيحاء العراقية يكشفون لنا خداع كبار الجريمة والمغررين بهم , هاهم عندما يواجهون بأنهم تقاعسوا عن فلسطين يصمتون أو يعتبرونها قضية قديمة لا تستحق منهم التضحية , فأي مقاومين هؤلاء؟
عجبا من أمرهم وهم يرون أن ارض العراق مقدسة وبقية الأراضي المحتلة ليست مقدسة !
هاهو العالم جميعا يقدم المساعدات إلى المنكوبين من زلزال تسونامي , فأمريكا وأوروبا وبلدان الإسلام جميعا تقدم مساعدات إنسانية للمنكوبين هناك , لا أحد يستطيع أن يستنكر ذاك فهو عمل إنساني , فلماذا يستكثر البعض مساعدة الشعب العراقي الذي سلط عليه صدام عشرات المرات تسونامي؟ ولو أحصينا قتلانا ودمارنا وقتلى ودمار تسونامي لكانت كفة العراق هي الأكثر رعبا والأكثر فزعا وهولا .
بعد ساعات من الآن سيكون العراق أول بلد عربي يتذوق طعم الديمقراطية , ويكون الإنسان العراقي لديه خيارات كثيرة , ليس مضطرا أن يقول نعم أو لا فقط لديكتاتور جاء بالقوة والعنف وبجحافل العسكر , أو ملك أنجبته أمه متوجا وعاليا علينا بالوراثة, فوجب تقديسه غصبا , إنما له أن يختار ويتفكر ويطرح ثقته بمن يريد , ساعات بعد ألان ونشعر أننا من سكان هذا الزمن الحديث الذي يبني مبادئ حقوق الإنسان سريعا نحو الرفاه والحرية وبالتالي نحو سعادة شعب العراق وسيادته .
بعد ساعات من ألان, ستكون شوكة البعثيين قد كسرت ويكون شعب العراق قد غرس بدل الأشواك ورود الأمل والمستقبل الآتي , ساعات بعد ألان وينفجر الظلاميون بغيضهم وليعلموا أن إرادة الشعوب لا تقهر مهما كانت أسلحتهم فتاكة , ومهما كانت أموال العراق التي سرقوها وأختام الجنسيات العراقية التي صادرها حرامية البعث والتي منحوها للإرهابيين من كل حدب وصوب , ومهما استغلوا من أسماء وأضاليل مكشوفة , ومهما استخدموا من شباب ومراهقين بسطاء مغرر بهم , من كل محروم بائس أو عاق ترك وراءه أما باكية , فالعراق آت وشعب العراق سيقرر حتما وسيختار رغم انف المجرمين ولنا ببيت شعر أبى القاسم الشابي عبرة حين يقول:

إذا الشعب يوما أراد الحياة ××× فلابد أن يستجيب القدر

27-1-2005



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب هام للكاتبة سعاد خيري
- أيتها العراقيات.. لننتخب العدالة والمساواة
- ليس الخضوع للعنف حلا
- من أجل توضيح التباس عن مقال سابق
- الانتخابات قادمة يا بن حرمة
- مُخطئ ٌ مَن ظـَن يوماً أن للثعلبِ دينا
- الجنة تحت قدمي الأم مارجريت
- الوحدة الوطنية ضرورة أمام العنف والإرهاب
- -قراءة في مملكة الاستبداد المقنن في سورية لمؤلفه جريس الهامس
- التنوع الثقافي والمتطرفون
- العربيات وجائزة نوبل
- منذ متى عرف المجد القيود؟
- من أين جاءت الفوضى في العراق؟ وعن اية مقاومة يتحدثون؟
- إشكالية رجال الدين والسياسة
- آل العراق واختلاف الأديان*
- حلبجة*
- العراق والحزن العميق
- تهاوين قبل الأوان
- لماذا القسوة على المعذبين أمثالنا؟
- الإشعاعات القومية المسمومة لبعث العراق


المزيد.....




- بالأسماء.. أبرز 12 جامعة أمريكية تشهد مظاهرات مؤيدة للفلسطين ...
- ارتدت عن المدرج بقوة.. فيديو يُظهر محاولة طيار فاشلة في الهب ...
- لضمان عدم تكرارها مرة أخرى..محكمة توجه لائحة اتهامات ضد ناخب ...
- جرد حساب: ما نجاعة العقوبات ضد إيران وروسيا؟
- مسؤول صيني يرد على تهديدات واشنطن المستمرة بالعقوبات
- الولايات المتحدة.. حريق ضخم إثر انحراف قطار محمل بالبنزين وا ...
- هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة.. ويأ ...
- هوغربيتس يحذر من زلزال قوي خلال 48 ساعة.. ويكشف عن مكانه
- Polestar تعلن عن أول هواتفها الذكية
- اكتشاف تأثير صحي مزدوج لتلوث الهواء على البالغين في منتصف ال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - بلقيس حميد حسن - العراقيون وحدهم, رأوا كل شيء