أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بلقيس حميد حسن - من أين جاءت الفوضى في العراق؟ وعن اية مقاومة يتحدثون؟















المزيد.....

من أين جاءت الفوضى في العراق؟ وعن اية مقاومة يتحدثون؟


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 975 - 2004 / 10 / 3 - 08:48
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


حينما أعطى الدكتور احمد الجلبي وبقية االشخصيات والتنظيمات التي توجهت لطلب المساعدة من الولايات المتحدة لإسقاط النظام العراقي – إن صح هذا - تصورا عن موقف الشعب العراقي من إسقاط صدام وتحرير العراق وإنقاذه من العصابة الهمجية البعثية التي استبدت به , لم يكونوا مخطئين حين قالوا للولايات المتحدة سوف لن تجدوا مقاومة تحسبون لها حسابا كبيرا في العراق, ولم يكونوا مخطئين بتقدير فرح الشعب العراقي بأبعاد قاتل أبناءه وبناته ومخرب حضارته ومفقره ومدمر قيمه التي كان يفخر بها من قبل.
أجمل دفاعي عما أقول ببعض نقاط هي:

* لم يكونوا مخطئين بعدم وجود مقاومة رغم أن الجميع يعلم أن عصابة البعث في العراق والتي استعمرت العراق ما يقارب أربعين عاما سوف لن تستسلم بسهولة , لكنهم اعتقدوا أن الحكومة الجديدة وبمساعدة قوات التحالف ستجعل المجرمين من أزلام نظام صدام يدفعون الثمن أولا , إذ أن التأريخ علمنا أن جميع الطغاة لابد وأن ينالوا جزاءهم ليكونوا عبرة لمن اعتبر, ولتهدأ قلوب الضحايا والمقهورين والباكين على فلذات أكبادهم, وبدون معاقبة المجرمين لا تستطيع الحكومة الجديدة بناء دولة الحق بعد سنين القهر والاضطهاد , ولا تستطيع أن تستقطب الجماهير التي قهرت من قبل الطغاة لتحيلهم دروعا تمنع الفوضى والتسيب, وعيونا ترقب المتصيدين بالماء العكر وتدافع عن الحكومة الجديدة وعن الوطن بعد الخلاص من الطغاة . لكننا للأسف لم نر أن ذلك حصل , ولم نر أن مجرما واحدا من حزب البعث ملأت صورته البشعة شاشات التلفزيون وحوكم لينال جزاءه , بل هرب أكثرهم بأموال الشعب إلى الدول المجاورة , إلى سوريا وهاهم يسببون ارتفاعا بأسعار العقارات والبيوت بسبب ما حملوه معهم من أموال مسروقة, وقبل أيام أخبرتني صديقة لي هناك بأن البعثيين العراقيين الهاربين إلى سوريا يدفعون عشرة ملاين ليرة سورية لبيت يساوي ثمان ملايين , وقد اشتروا منازل متجاورة في بعض مدن سوريا بعد أن زايدوا على أبناء البلد ليحصلوا عليها , وفي الإمارات يتنقلون من إمارة لأخرى يستمتعون بأموال الشهداء والفقراء والضحايا , وبنات وعائلة المجرم صدام تلعب بملايين الشعب لتشتري قصورا, وتصب سبائك الذهب في الأردن , وتعيش عيشة الملوك مقلدة بنات العائلة المالكة هناك , أما كبير المجرمين صدام فيتمتع بغذاء خمس نجوم وشوكولاته أمريكية لذيذة أعجبته فأدمنها- وقد يـُقتـل بها تدريجيا حينما يأتي الوقت المناسب - وهاهو يكتب مذكراته وقصصه ليكون الروائي صدام حسين كما تصفه بعض المؤسسات الثقافية والإعلامية بالعالم العربي , ولن نعجب من هذا أبدا , فقد قلت في أكثر من محفل وبعد سقوط النظام ببعض مقالاتي وببعض الفضائيات التي استضافتني: أننا سنكون ساذجين لو انتظرنا من الولايات المتحدة الأمريكية محاكمة صدام حسين فهو عميلهم وتربيتهم والذي مهد لسيطرتهم التامة على المنطقة منذ حرب إيران حتى غزو الكويت . إذن لو حوكم أقطاب النظام ومجرميه منذ الأيام الأولى لسقوط النظام لشكلت العقوبات رادعا لسواهم من المجرمين الذين يعيثون اليوم بمقدرات الشعب والوطن ولكانت السيطرة على الأوضاع اسهل بكثير على الحكومة الجديدة ولحقنت دماء الأبرياء من الشرطة والمدنيين الذين يقتلون يوميا , ولرمم العراقي بعض انكساراته.
· إن المتتبع للأيام والفترة الأولى من إسقاط النظام منذ 9 نيسان 2003حتى أكتوبر من العام نفسه أي بعد إسقاط النظام بستة اشهر لم يكن هناك ما يسمى بالمقاومة إلا ما ندر من بعثي منتفع هنا ومجرم أطلقه النظام هناك, لم يكن لهم أي امتداد بين العراقيين أو العرب وليس لديهم أسلحة مما يملكون اليوم , حيث هرب كبارهم وبقي من حوصر من فدائيي صدام والدهماء من حزبه , ولم تكن هناك هجمات انتحارية وعمليات تخريبية كبيرة سميت بالمقاومة, وان كانت هناك مقاومة فهي لا تقاوم احتلال الأرض إنما تقاوم البناء والإنسان العراقي والخير والحضارة وتقاوم بقاء العراق في الزمن الصعب , وأن التخريب المتعمد للموارد الاقتصادية في العراق , ازداد بعد أن فتحت الحدود ورتب الأعداء من بعثيين وإرهابيين ومنتفعين وكارهي للديمقراطية والمرتعبين من على عروشهم وكراسيهم وأصوليين ممجوجين راغبين بعرقلة مسيرة الكون نحو الحياة الطبيعية , رتبوا أوضاعهم وعبروا الحدود إلى العراق من بلدان تواجدهم إن بالجوار أو با بعد منه كما هو الحال مع أفغانستان والسودان ومصر والمغرب وموريتانيا وغيرها من الذين صدروا لنا قرارات الموت في عقولهم المريضة والهاربة من الحياة إلى الوهم.
· السبب الثالث الرئيسي الذي أوجد الفوضى ولا اسميها مقاومة هو رغبة الولايات المتحدة الأمريكية بمحاربة الإرهاب من العراق كنقطة مركزية بالعالم حيث هي التي مهدت لفوضى الحدود وهي التي تغاضت عن العابرين حتى ممن عبر بسلاحه نحو العراق من إيران وغيرها , وإلا كيف يصدق العقل أن كل تلك الجيوش الجرارة التي شكلت قوى التحالف لم تستطع حماية الحدود ولم تستطع أن تهزم المتسللين من دول الجوار التي كانت على طول الأزمان هي ذات الحدود مع العراق لم تقصر ولم تطول شبرا واحدا حتى بسنوات الحروب الطويلة والعداء والكراهية التي زرعها وأسس لها صدام حسين ونظامه الساقط, وهل يعقل أن نظاما منهارا كنظام صدام في سنواته الأخيرة وبعد حرب عام 1991 يمكنه أن يحمي الحدود العراقية مع كل الحصارات وجوع الجنود وكرههم له اكثر مما تحميها قوات التحالف بكل امكاناتها التكنلوجية والتنصتية وأجهزتها التي لا يرقى علماء العراق حتى ألان على فهم التعامل مع بعضها لتطورها الكبير ؟
· أخيرا أعجب عن أية مقاومة يتحدثون ؟ وهل هناك أشخاصا يمثلون المقاومة هذه لهم مكاتب وأسماء يتم التفاوض معهم أم هم مجموعة من الملثمين , لا تعرف هوياتهم ولا يعرف عنهم شيئا سوى ما يقومون به من رعب للسكان وذبح للرهائن وخطف للأبرياء وقتل للفقراء القادمين للعمل وسد الرمق ؟ وهل هناك مقاومة بتأريخ البشرية لا يوجد لها وجها واحدا يمثلها يعتبر رمزا وطنيا لها إن وجدت فعلا ومن هو ؟

إذن ليس هناك مقاومة كما هو متعارف عليها على مدى تأريخ الشعوب التي رزحت تحت الاحتلال ,إذ أن المقاومة لابد وأن تضر بالمحتل دون ابن الوطن , أما أن تقتل الناس جميعا وكل من وطأت قدماه أرض العراق من بعيد وقريب لتمنع بناءه ولتمنع انقاد أطفاله ومرضاه , ولتجوع شعبه وترعبه وتهدد مستقبله بل تهدد بقاءه كوطن , فهي فوضى خلقتها عصابات إجرام وحشية , وجهات ٍ مشبوهة تحمل حقدا يشكل اكبر الخطر على البشرية وعلى وجود الإنسان , وقوى أوجدت لهذه الفوضى الأسباب, لتخدم ما تريده من مصالح بعيدة كل البعد عن صالح العراق وشعبه.
وبما أنها كذلك أعجب من موقف فرنسا الداعي إلى مشاركة المقاومة العراقية بالمفاوضات حول شكل النظام المقبل وأمور البلاد, فعن أية مقاومة يتحدثون؟؟؟؟؟؟؟.

لاهاي 28-9-2004



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية رجال الدين والسياسة
- آل العراق واختلاف الأديان*
- حلبجة*
- العراق والحزن العميق
- تهاوين قبل الأوان
- لماذا القسوة على المعذبين أمثالنا؟
- الإشعاعات القومية المسمومة لبعث العراق
- أولويات الحكومة العراقية الجديدة
- بأي حق يحرم أبناء العراق في الخارج من الانتخابات ؟
- الأكراد في المنفى
- طوبى لك يا إبرا هيمنا المصري ولديوانك العراقي
- سوق الشيوخ
- سجونهم وسجوننا
- العودة لرموز الجمهورية العراقية
- لنا نحن الملايين بالخارج صوتـنا, ولا بد أن يـُسمع
- الشاعر سعدي يوسف والعيد السبعين
- حقوق الإنسان في العراق, الى أين؟
- الفنانة عفيفة لعيبي الإنعتاق والصعود الى النور
- يا أصحاب القرار, أين محاكمة المجرمين؟
- ويتحدثون عن السلام


المزيد.....




- أمطار غزيرة وعواصف تجتاح مدينة أمريكية.. ومدير الطوارئ: -لم ...
- إعصار يودي بحياة 5 أشخاص ويخلف أضرارا جسيمة في قوانغتشو بجن ...
- يديعوت أحرونوت: نتنياهو وحكومته كالسحرة الذين باعوا للإسرائي ...
- غزة تلقي بظلالها على خطاب العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض ...
- ماسك يصل إلى الصين
- الجزيرة ترصد انتشال جثامين الشهداء من تحت ركام المنازل بمخيم ...
- آبل تجدد محادثاتها مع -أوبن إيه آي- لتوفير ميزات الذكاء الاص ...
- اجتماع الرياض يطالب بفرض عقوبات فاعلة على إسرائيل ووقف تصدير ...
- وزير خارجية الإمارات يعلق على فيديو سابق له حذر فيه من الإره ...
- سموتريتش لنتيناهو: إذا قررتم رفع الراية البيضاء والتراجع عن ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بلقيس حميد حسن - من أين جاءت الفوضى في العراق؟ وعن اية مقاومة يتحدثون؟