أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بلقيس حميد حسن - حقوق الإنسان في العراق, الى أين؟















المزيد.....

حقوق الإنسان في العراق, الى أين؟


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 805 - 2004 / 4 / 15 - 13:17
المحور: حقوق الانسان
    


إن أي قاريء للصحف العربية , والمتابع لأخبار العالم , يجد أن دماء العراقيين أصبحت أرخص من أي شيء في هذا العالم الذي يفشل يوميا بإيجاد الحلول لوجع العراق وشعبه , كم مؤلم أن نرى على شاشات الفضائيات يوميا أطفالا تقطع أوصالهم تحت القصف ألأمريكي, ونرى نساءا مقتولات وبيوتا تدمر على رؤوس سكانها , للأسف لم تكتمل فرحة أبناء العراق بسقوط الطاغية ولم يفرحوا بمحاكمة من قتل أبناءهم بعد حتى حصل ما يحصل اليوم, والذي يشكل أكبر انتهاك لحقوق الإنسان, لو حصل في بلد أوروبي أو أمريكي لقامت الدنيا ولم تقعد, ولتراكضت هيئات الأمم المتحدة بكل فعاليتها لأيقاف النزيف وإيجاد حل ناجع يعاقب المجرمين دون المساس بالأبرياء ولاكتشفوا مباشرة أساليب من شأنها الحفاظ على أرواح الناس وحقوقهم, لكنه العراق وشعبه الذي اهدر دمه صدام حسين وحزب البعث سنينا, حيث صمت العالم , وهاهو يصمت اليوم أيضا على ما يفعله الجيش الأمريكي ببعض مدن وأحياء العراق.
لست ممن يؤيد ما يسمى بالمقاومة التي تفجر المستشفيات والفنادق ودور العبادة, والتي يقودها فلول نظام البعث , الذي أسس للعنف والكره والأحقاد والدمار , وخرب تأريخ العراق وحاضره ومستقبله , بل خرب تقاليد الإنسان العراقي وشوه حتى بعض قيمه, ولست من مؤيدي السيد مقتدى الصدر ولست متحمسة الى أي تيار طائفي يريد أن يجعل العراق إفغانستان طالبان.
ليس كل من يقف ضد المحتل هو نموذج الوطني الحقيقي, وها نحن نرى ما تقدمه حركة السيد مقتدى الصدر من صورة للإنسان العراقي , صورة لا يفتخر بها أي إنسان متحضر , فحتى ابن لادن وطالبان جعل في خيمة المرأة الزرقاء شباكا للتنفس ولرؤية نور الله, لكن السيد مقتدى الصدر أغلق على المرأة أي فسحة للتنفس ورؤية نور الله وسود عليها كل صورة بالحياة , فأي مجتمع يمكن لمثل هؤلاء أن يبنوا , إنهم إن استلموا حكم العراق - لاسمح الله- سينتشرون بالشوارع لتنفيذ طقوس الذبح المقدس للنساء والرجال معا , فهذه شعرها قد خرج من حجابها , وتلك ضحكت وهذه تكلمت مع هذا, وذاك قد باع الخمر وآخر قد شربه , وآخر كتب كفرا وحشر نفسه بالنصوص المقدسة وهلم جرا حتى نرى الشوارع والدوائر قد خلت من جنس حواء وقد ساد قانون التخلف والبداوة, وقتل نصف الأدباء والمفكرين , والمقابر الشرعية قد انتشرت على سنة الله ورسوله وبشكل علني دفاعا عن الدين , وعدنا الى مئات السنين نرزح تحت نير العبودية والجهل لنربي جيلا لا يفهم سوى لغة العنف وتطبير الرؤوس والزحف على الأرجل بطقس رأيناه على شاشات الفضائيات مخجلا ومذلا للإنسان , ستكون ثقافة العراقي لا تتعدى كتب القرون الوسطى بين المقتل والمقتل , وبين الجامع والحوزة , وسيقف الحرمان والكبت عائقا لوجود رابط الحب بين البشر لينمو بدله الغيرة والحقد والحسد والضغينة والنفاق , نعم هذه هي الصورة المرعبة لحقوق الإنسان التي يريدها السيد مقتدى الصدر ومن لف لفه من السلفيين, و التي ستنتهك بها حقوق الإنسان مئات المرات يوميا.
إن إسلوب العنف لكل من يمارسه هو ضد حقوق الإنسان , فالإحتلال الأمريكي يقتل الأبرياء يوميا من أجل الوصول الى الخارجين عن القانون , ولابد من العمل على إيقاف القصف العشوائي والعقوبات الجماعية التي تتنافى مع كل الشرائع والأعراف الدولية وتطالب المحتل بحماية حياة الناس وحقوقهم وعدم المساس بها, ولابد من فعل شيء لإنقاذ الأبرياء من الوحشية الأمريكية التي اندلعت , بذات الوقت فإن ما يخرج علينا به السيد مقتدى الصدر مدان وهو لا يخدم الإنسان العراقي , وأن التمردات الدموية التي يشنها , تحضن بين صفوفها مجرمي حزب البعث الذين انكشفت خططهم السرية بكتب مخابراتهم التي تطالب البعثيين بالتخريب والنهب وحرق المؤسسات وآبار النفط ومراكز توليد الطاقة الكهربائية والإنضمام للحوزة العلمية وللتيارات الدينية للنضال من خلالها ضد بناء عراق جديد ومن أجل عودة ديكتاتورية البعث ودمويته.
قدرنا أن تضعنا رعونة حزب البعث الفاشي بمواقف محرجة أمام العالم , ودوما يضعنا أمام مقاييس الوطنية التي يتشدق بها زورا والوطنية عنده هو الولاء له, لمجرميه والركوع لأفعالهم المنافية للإنسانية والسكوت عن إهدار حقوق المواطنين , واليوم يضعنا تحت هذا الخيار الصعب, ويتغلغل بين صفوف بعض الحركات العراقية , بصواريخه المخبأة وأسلحته وعتاده وبأملاك العراق التي سرقها من البنوك , حيث يدفعهم لتصرفات لا تخدم أي فرد عراقي ولا تخدم أي شبر من أرض العراق المليء بالمقابر والآلام على مدى السنين.
كما لا يمكنني عند الحديث عن حقوق الإنسان العراقي , تجاوز الإشارة الى حادث غريب هو إستقالة السيد وزير حقوق الإنسان , في ظرف تنتهك به حقوق الإنسان على كل الأصعدة , وهنا أجد أن هناك سوء فهم لأهداف هذه الوزارة , لأن من يريد الدفاع عن الإنسان لابد وأن يبقى مصرا على الوقوف مع الإنسان المنتهكة حقوقه حتى الرمق الأخير, وفي كل الظروف, ونحن نرى باستمرار أن ناشطي حقوق الإنسان في البلدان المحتلة , يقفون أمام دبابات المحتلين ويعرضون أنفسهم للموت من أجل المباديء كما فعلت الناشطة الأمريكية التي سحقتها دبابة المحتل الاسرائيلي وقد ضحى الكثير منهم بحياته واستشهد لقيامه بهذا الواجب, فكيف يستقيل من هو بمكانة وزير لحماية هذه الحقوق, ويترك النار تأكل الهشيم , يترك المتألمين بأصعب الظروف والذين يحتاجون الى وقفة من أي نوع كانت تخص حقهم بالحياة والكرامة لتعيد لهم شيئا من أمل ضائع .
إن ناشطي حقوق الإنسان لابد وأن يتسلحوا بالأمل لإيمانهم بحق الإنسان بالحياة مهما كان , ويفترض بوزير حقوق الإنسان أن يحمل ما يحمله المناضل من إصرار على المبدأ في سبيل الإنسان, فهو ليس كأي وزير آخر, وعمله غير محدد بإطار وظيفة عادية يستقيل منها متى شاء بل محدد بإطار خدمة الإنسان , لإنه يأخذ جانب الدفاع عن العراقيين مهما كان جنسهم أو دينهم أو قوميتهم أو عرقهم, ولابد أن ينذر نفسه لهذا العمل المقدس والنبيل بأحلك الظروف وأعسرها , إذ أن دوره يشبه دور المنقذ في الصليب الأحمر أو الهلال الأحمر , فهل يستطيع هذا المنقذ ترك الجرحى تحت الأنقاض نازفة ليستقيل؟ وهو الذي يحمل الهم ّ الإنساني الأكبر, إذن لابد لكل من يمتلك القرار , إعادة النظر والتوقف أمام كل ما يجري بالوطن , ولابد من تحمل المسؤولية مهما ثقلت , فالوطن والشعب بخطر , فمن الواجب تحديد ما يمكن فعله وتوضيح الأمور قبل أن نحترق أكثر وأكثر بنيران لسنا بحاجة الى ألسنتها.

لاهاي 12-4-‏2004‏‏
* رئيسة المنظمة العراقية للدفاع عن حقوق الإنسان في هولندا




#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفنانة عفيفة لعيبي الإنعتاق والصعود الى النور
- يا أصحاب القرار, أين محاكمة المجرمين؟
- ويتحدثون عن السلام
- أم ٌ... لأسرار ِ الروح
- المرأة, والواقع المرير في العراق
- بديهيات وحقائق
- الحجاب , ليس فرضا في الإسلام
- أيتها النساء , إتحدن
- مَن ْ يصنع الإرهاب
- أصرّ ُعلى المبدأ أبداً...
- المواجهة الأولى
- الحضارة إمرأة –الجزء الثالث
- ثلاث نساء
- الحضارة إمرأة - الجزء الثاني
- الى المناضلات العراقيات
- الحضارة امرأة
- جريمة إغتيال ناشط في حقوق الإنسان
- ما لذي يخبأه ُ مجلس الحكم بعد؟ - تعيين سفراء سراً
- مجلس الحكم يعذب الشهيدات ويعود بنا الى القرون الوسطى
- كلمة الى المثقفين العرب ولوم لابد منه


المزيد.....




- مخيّمات المهاجرين في تونس: صفاقس.. -كاليه- التونسية؟
- منظمات إغاثة: عملية إسرائيل في رفح تعطل الخدمات الطبية
- منظمات إغاثة دولية: تعطل الخدمات الطبية بعد بدء إسرائيل عملي ...
- الأمم المتحدة تنتقد قرار إخلاء مدينة رفح وتعتبره -غير إنساني ...
- الجيش الأمريكي يعلق على اعتقال جندي أمريكي في روسيا
- صحيفة إسرائيلية: السجون لم تعد تتسع للمعتقلين الفلسطينيين
- NBC: اعتقال عسكري أمريكي في روسيا
- إعدام دفعة جديد من المدانين بـ-جرائم إرهابية- في العراق
- عاجل | مكتب نتنياهو: مجلس الحرب قرر بالإجماع استمرار العملية ...
- اليونيسيف تحذر : الهجوم البري على رفح الفلسطينية سيهدد 600 أ ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بلقيس حميد حسن - حقوق الإنسان في العراق, الى أين؟