أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بلقيس حميد حسن - ما أصعب التفريق بين الولاءات














المزيد.....

ما أصعب التفريق بين الولاءات


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1393 - 2005 / 12 / 8 - 11:22
المحور: حقوق الانسان
    


سألتني السيدة إنعام عبد المجيد , مقدمة برنامج الصحافة اليوم في قناة الفيحاء التي نتابعها مادامت متابعة معاناة العراقيين من جميع الأطياف , وكان سؤالها مـُربكاً بعض الشيء حين استفسرت عن كيفية التفريق بين ولائين؛ ولاء للدولة,وآخر للأشخاص..
خطر بذهني- قبل كل شيء- معنى كلمة الولاء للدولة عند العراقي, وهل كان ثمة ولاء في يوم ما عند العراقيين للدولة ؟
الدولة العراقية التي تمثلها سلطة غالبا ما تكون مستبدة وديكتاتورية , وغالبا ما يكرهها الشعب حتى بات الولاء للدولة عند العراقي خيانة للوطنية ومبادئها , إذ ارتبط الشعور الوطني عند العراقيين أما بالشهادة تحت التعذيب بأقبية السجون والمعتقلات , أو بالمقابر ودفن الوطنيين أحياء , أو بالتشرد والمنافي في أصقاع الأرض ومنافيها , أو ارتبط بأحسن حال بالتهميش وتغييب كل ما ينتجه الإنسان الوطني "المعارض غالبا " من علم وأدب وثقافة وإبداع , فمتى كان الولاء للدولة عند العراقيين هو الولاء للوطن ؟
أن الدولة لابد أن تكون خادمة للشعب ليكون الولاء للدولة هو ذاته الولاء للوطن , كما يحصل عند بعض الدول الأوروبية التي نراها اليوم , حيث يشعر المواطن أن أية إساءة للدولة ومؤسساتها هو إساءة لوطنه , وهنا تجرحه هذه الإساءة فينتفض مدافعا عن الوطن صاعدا عنده الحس الوطني إلى درجة كبيرة حينما يكسر معتدٍ زجاج موقف باص،أو يرمي الأوساخ في شارع عام مثلا , فالدولة التي تقدم له ولعائلته كل الضمانات لحياة هادئة ونظيفة وهانئة , لابد وان تغرس بداخله حب يمتزج بحبه لتراب أرضه وقيمها وتاريخها وتراثها وكل ما يعبر عنها حتى يمتزج الولاء للدولة بالولاء للوطن ومن عليه...
لم يكن الحس الوطني للعراقي سوى قيمة مجردة لم ترتبط بواقع , لان العراقي لا يعرف من الوطنية سوى واجباته ولم يذق أي حق من حقوقه على مدى حكومات متتابعة .
أما الولاء للأشخاص , فقد كان بالنسبة للعرب منذ عصور سحيقة هو الولاء المطلق الذي لا يرقى عليه ولاء, فالولاء لشيخ القبيلة هو الولاء للقبيلة نفسها وان كان ظالما, لذا جاءت ظاهرة الأصنام ومرت بتاريخنا بعض الشخصيات التي تركت أثرها عن طريق النفوذ والسلطة, لا عن طريق خدمة الإنسان, وانعكس هذا على حياة العرب جميعا حتى ألان..
لابد أن يكون الشعور بالمواطنة الحقّة والانتماء للآخر كشراكة بالعملية السياسية وليس فرض واجب يأتي من الأعلى , سيما ونحن نمر بمرحلة مخاض وخطورة يتعرض لها الوطن على يد الإرهاب ومن يدور حوله ويحميه من أذناب النظام البعثي الساقط , فالبرامج المطروحة على الشعب العراقي ومن جميع الكتل والأحزاب , هي برامج عظيمة , ولا يوجد حزب أو كتلة يفضح ما مارسه من فساد وأخطاء كان الشعب ضحيتها, كما أن جميع الكتل والأحزاب تضع على رأس قائمتها نجوما يستطيعون تحشيد عدد اكبر من الناس, لكن الفيصل هو التطبيق , والفيصل هو تجربة الشعب عبر دورات انتخاب , ونحن حتى ألان لدينا تجربة انتخاب واحدة , سنستفيد منها حتما لكنها سوف لن تكون الحاسمة التي تحقق للعراقيين كل ما يصبون أليه, إنما هي إحدى مراحل غربال سيبقى يدور ويدور, يصفي عبر دوراته ويسقط الكثير من الكتل والأسماء والأحزاب لنصل إلى أفق نستطيع أن نسميه ديمقراطيا ..
هناك بيت شعر لإبراهيم طوقان , أتمنى على المربين الأفاضل في الوطن أن يحفـّظوه للأطفال في المدارس الابتدائية وهو :

إن قلبي لبلادي لا لحزب أو زعيم ××× لم أبعه لشقيق أو صديق لي حميم

إن دولة الديمقراطية هي دولة المواطنة الحقيقية التي تتحمل مسئوليتها أمام أي تقصير يقع على كاهل المواطن ويسبب له إساءة , لنستطيع عندها أن نقول:
أن هناك شعور وطني حقيقي عند الأفراد وعندها يكون الولاء وطنيا حقيقيا وليس محوريا يلتف على فئة أو طائفة أو كتلة سياسية , فالولاء العميق للوطن لابد وان يتجاوز الولاء للمجموعة أو الكتلة فيكون اعمق واعظم..
اليوم نرى حيرة لدى الشعب العراقي في الانتخاب, خاصة وان شعبنا قد جرب تلك الكتلة أو ذاك الحزب وقد سقطت اغلب مقولاته عما سيفعله بعد فوزه بالانتخابات , كما أن هناك حيرة أخرى لا يعرفها الناخب في البلدان المتحضرة الذي ينتخب أسماء أشخاص قد يستطيع بشكل أو بآخر معرفة نزاهتهم , أما عن اختيار العراقي لكتلة قد تضم أشخاصا غير معلني الأسماء , فهذا يعقد الأمر اكثر ..
أخيرا أتمنى أن يختار الإنسان العراقي من يتناسب مع طموحاته وحاجاته الحياتية ولا ينجرّ للدعاية الانتخابية , فلابد أن تكون نتيجة الانتخابات عملا يخدم الإنسان العراقي ولا تكون الأعمال بالنيات فقط ...



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أم تمارا .. الراحلة دونما وداع
- جهات الإرهاب الأربع
- سيّاف البعث ذاته
- مدارات مريم نجمة
- المكرمات في موت البنات!
- مَنْ لوجع المرأة العربية؟
- ويلتمسون من القاتل نجاةً!
- شهداؤنا الفقراء
- عمرو موسى وجامعته
- مَن ْ يُوقف فتاواهم المجنونة؟
- دستورنا الجديد .. عتيق
- وقوفاً بالأمل مع الدم العراقي
- إليكن يا حاملات الوجع الأزلي
- بـُـحّ صوتنا والقوم نيام..المرأة والدستور
- * حقوق المرأة في الدستور العراقي والتثقيف فيها
- صمتَ القمني فانفجرت شرم الشيخ
- الإعلان عن قرب نهاية حملة التوقيع على بيان المرأة
- ندوة وعصافير
- نداء
- !!المرأة في العراق عورة؟


المزيد.....




- مقترح هدنة بين حماس وإسرائيل.. ماذا قد يتضمن اتفاق وقف إطلاق ...
- قانون المثلية الجنسية في العراق.. عقوبات تصل إلى 15 سنة وتند ...
- نادي الأسير الفلسطيني يطالب بضرورة فتح تحقيق دولي في جرائم ا ...
- المحكمة الجنائية تستعد لإصدار مذكرة اعتقال ضد نتنياهو
- وزير خارجية بريطانيا: المقترح المقدم لحماس يتضمن هدنة 40 يوم ...
- إسرائيل تستنفر سفاراتها تحسبا لمذكرات اعتقال بحق مسؤوليها
- صانع دمى في غزة يحول العلب المعدنية إلى ألعاب -تروي قصص النا ...
- ?غضب الجامعات يصل الكويت.. طلاب وأكاديميون يتظاهرون تضامنًا ...
- هيئة الأسرى: سياسة الإحتلال بحقّ الأسرى لم نشهدها منذ عام 19 ...
- قلق في إسرائيل من مذكرات اعتقال قد تصدرها المحكمة الجنائية ا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بلقيس حميد حسن - ما أصعب التفريق بين الولاءات