أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بلقيس حميد حسن - ُ !!!أ ُعجِبت ُ.. وعَجبت














المزيد.....

ُ !!!أ ُعجِبت ُ.. وعَجبت


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1454 - 2006 / 2 / 7 - 12:05
المحور: كتابات ساخرة
    


أعجبت بوقفة العرب والمسلمين في قضية احتجاجهم على الكاريكاتير المسيء للنبي, حيث اكتشفت أن لديهم طاقات هائلة وقدرات معطلة لم يستخدموها , كما أعجبت بهذا الاستنفار والهيجان الذي يرقى إلى مستوى الانتفاضة, وأعجبت بالتجار الذين قاطعوا البضائع الدانمركية بسرعة وبأسلوب مدهش, أعجبت بهذا الشعور التوحيدي الموجود عند العرب والمسلمين الذي بان في موقف الكاريكاتير ولأول مرة في تأريخهم الحديث..
لكن عجبي كان اكبر من إعجابي ...
فقد عَجبت من أن العرب والمسلمين لم يوظفوا هذه القدرات التي تدعو للإعجاب لما مر بهم من مآسي وكوارث وإذلال كان بإمكانهم دفعها بالوقوف صفا واحدا كما وقفوا اليوم, عجبت من أنهم أهدروا المال واليافطات وخسروا الأموال على المواصلات للتظاهر أمام القناصل والسفارات , في سبيل قضية كان يمكن أن تحل بمجرد الحوار مع المسؤولين الدانماركيين بطريقة حضارية , ولو أن لديهم حرية فكرية لا تسمح بتدخل السلطة بالفرد بطرقنا العربية الفجة المعتادة عند ولاة أمورنا من حكام لم ننتخب جلـّهم ,وعجبت من عدم اهتمامنا بمشاكل تعيشها الشعوب العربية والإسلامية تحتاج لعشرات الوقفات العظيمة أمام القضايا الحقيقية , القضايا التي تسقط بها مئات وآلاف من الرؤوس , لا قضية كاريكاتير لا ضحية فيها ولا قبر , لقد أثبتنا للعالم أننا أعراب عصبيين , يستفزنا كاريكاتير ولا يستفزنا قتل الناس وذبحهم , يستفزنا رسام أراد لنفسه ولصحيفته الشهرة على حساب رعونتنا , وها هو قد حققها ..
عجبت من غياب هذا الدم الحار والثائر اليوم والذي تجاوز حدود الاحتجاج ليتحول إلى عنف وحرق سفارات وترهيب ضيوف آمنين , لماذا كل هذا غاب في مجمل الكوارث والمجازر التي ارتـُكبت بحق العرب والمسلمين , فلم يقفوا هكذا وقفة حينما ارتكبت مجزرة صبرا وشاتيلا , ولم يقفوا هذه الوقفة حين غزا صدام حسين الكويت وعاث بها فسادا وهي دولة إسلامية تقدم آلاف الخدمات للعرب والمسلمين من كل أنحاء العالم , ولم يقفوا هذه الوقفة عندما أباد صدام حسين مدينة حلبجة الكردية المسلمة بالغازات السامة وقتل الحياة بها وذهب لذلك آلاف الأبرياء, ولم يقفوا وقفة كهذه وحرائر النساء تنتهك يوميا على يد الإرهابيين في العراق, حيث يتم خطفهن واغتصابهن وتقطيع أوصالهن , ولم ينتفض العرب والمسلمين كما اليوم في إبادة آلاف العراقيين في انتفاضة الشعب العراقي عام 1991 ولم ينتفض العرب والمسلمين من قصف القدس وضمه لإسرائيل غصبا وهو ثاني قبلة لهم, ولم يقفوا هكذا صفا واحدا عندما اجتاحت إسرائيل لبنان عام 1982 وحاصرت بيروت أربعين يوما وجاع العرب والمسلمون وأكلوا حتى لحوم الكلاب. أليست هذه إهانات؟ ..
ولماذا لم يقفوا اليوم وقفة واحدة لمعاناة المسلمين في معسكر ازنا بين العراق وإيران ؟
وها نسمع اليوم عن اكثر من ألف ضحية جميعهم من العرب المسلمين في غرق عبارة قديمة غير صالحة للاستعمال , وقبلها احترق قطار به مئات القتلى , وقبل أعوام تحطمت طائرة بها لا يقل عن ضحايا العبارة سجلت ضد مجهول , فلماذا لا يقفوا ضد الفساد وعدم احترام حياة الإنسان وطلب ضمانات من التجار والجهات المسؤولة في الحكومات عن الرحلات مثلا ؟
لقد غدونا شعوب السكند هاند وكل من لديه بضاعة عتيقة غير صالحة نشتريها منه , سيارات وقطارات وطائرات وباخرات كما الملابس وبعض اللحوم المنتهية صلاحياتها, والأجهزة الطبية والقديمة , والأسلحة القديمة ؟
أليست كل هذه الأحداث استهانة بأرواح المسلمين والعرب؟ فلماذا لم يستفزوا كما استفزهم الكاريكاتير؟

في كل الأحداث التي ذكرتها كان رجال الدين متفرجين , فالقرضاوي شهد كل هذه الأحداث ولم يستنفر أو يفتي أو يصرخ ويحفز الناس للانتفاضة , بل كل رجالات وشيوخ الدين من سنة وشيعة لم يحركوا ساكنا كما تحركت المشاعر اليوم .
متى نعرف الأولويات وترتيبها ليكون الأهم قبل المهم ؟
أما من وقفة عربية مسلمة تنقذنا من هجمات الإرهابيين ؟ أم انهم لا يعتبرون سكوتهم هذا رضا, لكنهم يعتبرونه رضا بمواقف أخرى لها علاقة بالمرأة والجنس.
أما من وقفة عربية مسلمة تشبه هذه الوقفة تخلص مدن العراق من الأزبال؟
أما من وقفة عربية إسلامية تنتشل الجياع في بلدان الجوع ؟
أما من وقفة عربية مسلمة تعيد الكهرباء ؟ وتعيد الماء النقي لمدن العراق إنقاذا للناس من الأمراض المتفشية ؟
أما من وقفة عربية مسلمة تفتح المدارس وتعلم الناس لتقضي على نسبة الأمية في بلداننا خاصة أن أول كلمة نزلت على النبي العربي هي اقرأ؟
ألا يكون وجود أمي واحد ببلدان العرب والمسلمين ذنبا يتحمله كل رجال الدين لو كانوا يخشون الله حقا؟.
لماذا نحن أمة لا تعرف حتى ابسط حقوقها , أمة تضع الذهب والفضة على قبور الأولياء الذين ماتوا وهم زهّاد , ونترك الجياع حول الأضرحة نائحين مرضا وعوزا..
نحن أمة استغرَقنا الموت والأموات وتقديسهم , حتى غدا هذا أهم عندنا من الأحياء , فكم من مريض في العالم العربي والإسلامي لا مال عنده ليقوم بعملية جراحية تنقذ حياته ؟ فأية حضارة نستطيع أن نبني ونحن على هذه العقلية ؟
وكم امرأة قتلناها زورا وكفرا بحجة الدفاع عن الشرف دون أن نعرف هل كانت الحاجة دافعا لما حل لها؟ لماذا لا يشعر رجال الدين بالمسؤولية عن ما يحصل للناس, لكنهم يتلهفون لمعاقبتهم فقط؟
هل أن تدمير الكنائس بالعراق مستحب عند رجال الدين المسلمين لذا لم يحركوا ساكنا من اجله ؟ ولماذا لم ينتفض الغرب ضدنا ويقاطعوننا ونحن اشد حاجة لهم ؟ هل هم اعقل منا واكثر حكمة؟ فلو عكسنا الآية ودمروا هم جوامعنا وقصفوها فما كنا سنفعل ؟ لماذا نحن لسنا واقعيين ونقدر رد الفعل على حجم الضرر ؟
أتمنى أن يجيب رجال الدين على هذه الأسئلة يوما , ويكونوا ديمقراطيين معنا فعلا كما يكررون هذه الأيام كثيرا...



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلام َ نبقى تحت تهديد الإرهابيين؟
- ما العمل في قضية المرأة ؟
- جبهة إنقاذ وطنية عراقية
- المرأة وريادة الأمل
- ما أصعب التفريق بين الولاءات
- أم تمارا .. الراحلة دونما وداع
- جهات الإرهاب الأربع
- سيّاف البعث ذاته
- مدارات مريم نجمة
- المكرمات في موت البنات!
- مَنْ لوجع المرأة العربية؟
- ويلتمسون من القاتل نجاةً!
- شهداؤنا الفقراء
- عمرو موسى وجامعته
- مَن ْ يُوقف فتاواهم المجنونة؟
- دستورنا الجديد .. عتيق
- وقوفاً بالأمل مع الدم العراقي
- إليكن يا حاملات الوجع الأزلي
- بـُـحّ صوتنا والقوم نيام..المرأة والدستور
- * حقوق المرأة في الدستور العراقي والتثقيف فيها


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بلقيس حميد حسن - ُ !!!أ ُعجِبت ُ.. وعَجبت