أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال سيف - حقوق الإنسان بين ارتعاش الأنظمة الفاشية والخوف المرتقب من بايدن














المزيد.....

حقوق الإنسان بين ارتعاش الأنظمة الفاشية والخوف المرتقب من بايدن


طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.

(Talal Seif)


الحوار المتمدن-العدد: 6806 - 2021 / 2 / 4 - 09:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفاشية فى أبسط تعاريفها. نظام شمولي يرفع الدولة إلى مرتبة التقديس، بتقديس سلطتها العسكرية والحاكم الأوحد القادر المسيطر، الذي يستطيع وحده القيادة دون سواه. هي تشبه فكرة العسكرة عند فخته، ومنها خرجت النازية، وقد مرت تلك الأفكار بتطورات عده من الفلسفة المثالية البرجوازية فى منتصف القرون الوسطى بأوروبا، مرورا باللاأدرية، ثم الجدلية التلفيقية التي حاولت تحسين وجه الفلسفات الخبيثة التي عملت لصالح البرجوازية ثم الرأسمالية، التي توجت بالبراجماتية. فحقوق الإنسان فى أوروبا وأمريكا منتهكة بفعل تلك الفلسفة الأخيرة، التي تعمد إلى استغلال الإنسان حتى تعتصره لصالح فائض القيمة وتعظيم مكتسبات الرأسمالية. لكن تلك الدول تجاوزت مفهوم الاستغلال المباشر القهري، إلى استغلال قائم على علاقات المنفعة التبادلية، فأصبح البشر هناك أكثر حظا من مواطني بعض دول الشرق، مثل بلادنا، التي إذا ما أحلناها للتعريفات اللغوية والاصطلاحية والإجرائية لمفهوم الفاشيست، ستجدنا أمام أنظمة أكثر فاشية من موسوليني ونازية أكثر من هتلر وبراجماتية أكثر من أمريكا، وقد احتار فيها العقل لما تحويه من كل آفات وفطريات العفن الفكري التلفيقي. فبنظرة سريعة، نجد وضع العمال فى مصر من التردي المادي مقابل الجهد المبذول يشبه عصر العبيد فى أوروبا قديما. جلد من نوع آخر وهو مايشبه عمليات غسيل المخ، بممارسة التعذيب البدني والذهني، حتى يغير العامل قناعاته فى محاولة التمرد على الاستغلال واعتباره قدرا لله. أما الموظفون، فيشبهون نظام الأقنان والعبيد فى آن واحد. الأقنان من المنتفعين بالنفاق لنظام قهري وهم كثيرون، كأبواق الإعلام وموظفي جهاز الشرطة القمعي والقضاة وغيرهم ممن يحصلون على ميزات ليست للشعب، مقابل الخضوع ومؤازرة الديكتاتور. أما الآخرون فهم تماما من العبيد، المنتهك حقوقهم فى كل شئ. إن قصر حقوق الإنسان فى مصر على حرية التعبير والممارسات القمعية ضد المعارضين. منظور قاصر. فالكل مشمول فى الجزء والعكس بالعكس. فى نظام الفاشيست تلفق القضايا السياسية والأخلاقية والجنائية لتشريد المعارضين، ثم تظهر الديموقراطية الشكلية والتي يقودها ذيول النظام من الدولة العميقة التى لم تعترف بثورة المصريين فى يناير وراحت تدشن لتبعات الفعل الثوري الذي دفع فيه الشعب، السيسي إلى التخلص من الإخوان على كونها ثورة كبرى، رغم أنها لا تتجاوز تبعة من تبعات يناير.
إن إطلاق يد الأجهزة الأمنية على أعناق المعارضين، كارثة قد يستغلها بايدن المدفوع انتخابيا من اليسار الأمريكي لتمرير ما يشاء على نظام الديكتاتور السيسي حسب وصف ترامب والصحافة العالمية، ومن ثم لا تنفع محاولات أرامل نظامه من كتاب وإعلاميين أبواق، فى المعالجة الشكلانية لقضايا حقوق الإنسان فى مصر، وهو ملف يعنينا جميعا، وإن كنا لا نرغب فى تدخل أجنبي فى بلادنا، فعلينا سد الذرائع. فكم من ريجيني تم سحله باسم الوطنية والأمن القومي وكم من معارض تشرد فى بلاد الناس، ظنا من هذا النظام أنه يعمل لأجل الوطن. فإن كان هتلر وموسوليني قد فلحا، فسيفلح نظامك،وأشك فى فلاح نظام شكل مجلسيه الشيوخ والبرلمان بالتآمر الأمني على رغبات الناس، وبالمال السياسي على طموحاتهم. نحن جميعا فى مركب واحد، فلا تستهن بملف بايدن، الذي لا تعنيه مصالحنا، بقدر ما يعنيه أن يظهر بمظهر السوبر أمام ناخبيه. صدقني يا أنت لن تمر الأمور بسلام وستضطر رغما عنك فى النظر فى هذا الملف، ولحظتها ستكون صورتك مخزية. عليك بحل مجلسيك الشيوخ والبرلمان وإعادة هيكلة قوانين الحريات، وجهاز الشرطة وقوانين العدالة الاجتماعية والكثير من القضايا التي سترفع هذا الوطن لمكانته الحقيقية، لا المكانة الدفترية فى عقول منتفعيك. سنظل نكتب فى ذلك الملف الذي يزعجك والذي كتبنا فيه منذ أيام مبارك، ولن ننتهي حتى تعيد الدستور إلى نصابه وتعترف بتلاعبك المقيت فيه، فهذا التلاعب وحده يدينك أمام الله والتاريخ والعالم بأسره
كيف تفكرون..



#طلال_سيف (هاشتاغ)       Talal_Seif#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تواريخ من ذاكرة الصعلكة
- الضباب الأحمر فى أروقة بيوت دعارة المومسات العرب
- ولم يشفع للدجاجات حسن سلوكها
- الشركة المصرية لإصلاح ونفخ إطارات السيارات - المشير السيسي و ...
- أراجوزات اللاوعي بين التلقيف والتلفيق
- جهاز الشرطة المصرية بين تناقض الحماية وحصار الحريات
- محاكمة للنص والعقل معا
- الحفاظ على السلطة والحفاظ على الوطن
- الغراب وبحر القشدة
- رأيت إذ يرى النائم
- رئيس مجلس إدارة مراجيح مولد النبي
- إنهم يذبحوننا يا أبي
- السيسي والشعب ومصيدة التثوير
- التاريخ الهمسي للنيفوريش
- الثورة لا تعرف القانون
- أنظمة العهر العربي على أسرة لندن المدينة
- فرض الصراع وخيارات البندقية
- أضداد ماركس وفلسفة الصراعات
- تعليب التهم وأكلاشيهات السلطة المريضة
- أسطرة الفيروس وكوزموبوليتانية ما قبل الاحتلال


المزيد.....




- شاهد :إسرائيليون يحتفلون بعد استعادة أربعة محتجزين من قطاع غ ...
- مذيعة إسرائيلية تسخر من أسيرة استعادها الجيش الإسرائيلي من ح ...
- بعد أيام قليلة على تعيينه.. معلومات متضاربة عن الحالة الصحية ...
- ضبط رجل من جنسية عربية يسرق أحذية المصلين في أحد مساجد الكوي ...
- تصريحات صادمة لزوجة -سفاح التجمع- في أول ظهور إعلامي لها (في ...
- رئيس مولدوفا السابق: التمييز ضد إقليم غاغاوزيا أمر شديد الخط ...
- -ليس مخدرات-.. تقرير أمريكي عن -إدمان من نوع خاص- أدى إلى وف ...
- -معنويات إسرائيلية عالية بعد تحرير 4 أسرى-.. كاتس يحدد -السب ...
- اتفاقيات أبراهام.. موجة التطبيع العربي مع إسرائيل
- إنزال النورماندي.. كيف يمكن إحياء ذكرى قتلى الألمان دون الاح ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال سيف - حقوق الإنسان بين ارتعاش الأنظمة الفاشية والخوف المرتقب من بايدن