أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - ما هو الإنسان إن لم يكن سؤالاً؟.














المزيد.....

ما هو الإنسان إن لم يكن سؤالاً؟.


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 6805 - 2021 / 2 / 3 - 13:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذا عنوان المقال اقتبسته من شعار رفعته إحدى كبريات الجامعات الأمريكية ، لأتطرق لظاهرة واستفهام الإنسان الدائم عما حوله عبره السؤال -الذي عمره من عمر النطق عند الإنسان- والذي هو وسيلته الأساس إلى المعرفة والاكتشاف وإدراك ما يجهله من الأسرار المحيطة ،
لكن شغف الإنسان الطبيعي بمعرفة ما يحيط به ، وانشغاله الدائم بما يدور حوله ، وإصراره على البحث في كيف هذا ولما ذاك ، و ملاحقة متى وأين وهل ، وغيرها كثير من الاستفهامات التي غالباً ما تؤدّي الإجابة عنها إلى ولادة استفهامات عديدة غيرها لا تخطر على البال ، حولته إلى علامة استفهام كبيرة بائسة ، لا تمل من التدخل في شؤون الغير والمبالغة في استباحة خصوصياتهم ، المنافية للأخلاق ، والتي حذر منها الإسلام، ودعا نبيه صلى الله عليه وسلم المسلمين إلى تجتنبها ، بقوله: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه" ، ولا تكل من حشر أنفها التدقيق في كل ما يستحق البحث والدراسة والتمحيص من عميق التساؤلات الخلاقة ، والتي يُستحسن أن يتغافل عنها الإنسان النبيل مرة ، ويتغابى حيالها مرتان ، ويتجاهلها مرات ومرات ، كضرورة لوقاية النفس من المشاكل المجانية ، واستمرار العلاقة بين الناس ، وإحباط كل ما يمكن أن يستدرجه لمستنقعات تفاهة مراقبة تفاصيل أحوال الغير، والتدقيق في أبسط التفاتات حياتهم ، وأدنى حركات أجسادهم ، والانتباه لأخف شرود أعينهم وارتجاف نبرات أصواتهم ، وإعطائها ألف معنى ، وكأنها طلاسم تحوطها الألغاز والأسرار.
هذه الدعوى -للتغافل والتغابي والتجاهل - لا ترمي إلى تكميم الأفواه ، وتغييب العقول ، وتوقيف نضج الوعي ، ولا تروم حرمان الناس من حقهم في النظر والتدبر والتفكر والتعقل وإبداء الرأي في كل ما يدور حولهم من أحداث وتطورات بغية الوصول للحقيقة التي جعلها الإسلام ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ ، بقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ فَحَيْثُ وَجَدَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا"، وإنما هي دعوة لوضع أمر التعامل بين البشر في نصابه المستحق والسوي ، الذي يجب أن يُتجنب فيه وخلاله المبالغة في تتبع أحوال الناس ، والتدخل في شؤونهم الشخصية ، واستباحة تفاصيل حياتهم ، السلوك غير المقبولة اجتماعيًا والعادة المرفوضة دينيًا، والمنتشرة ، مع الأسف ، بين الكثيرين بمختلف عقلياتهم وطباعهم وأخلاقهم ومعتقداتهم ، والذي لا شك في أنه يهوي في الغالب بالعديد منهم إلى الجنون والتهلكة ، لما فيه من الانصراف عن معرفة النفس ، التي هي غاية المعرفة وأنفع المعارف ، والتي لو أتقن المرء قراءتها بشكل جيد ، ووفاها ما لها عليه من حق وواجب الاهتمام والتدارك والتقويم والمعالجة والتشجيع على تبني فعل الخير، وكفَّ عن إشغالها بأمور بعورات الناس ، لعرف الإنسان قيمة نفسه ، ولاستفاد من قدراتها التي هي المنطلق لقدرته على التعايش والتساكن والتعاون مع غيره ، أساس سَلامه وارتياح سريرته هناء عيشه ، الأمر الذي لا يتأتى إلا بتزكية النفس -الأمارة بالسوء - والارتقاء بها إلى ما يحبه الله تعالى ويرضاه ، بمجاهدتها، والانخراط الإيجابي في تغييرها طبقا للقاعدة الربانية : "إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ" الرعد11 ، التي تفرض على كل مسلم يخشى الله ، مراعاة حاله أولا والابتعاد عن أمور الناس ، إلا لما فيه مصلحة الجميع ، مصداقا لقول تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ "المائدة : 105.
وصدق قوله سبحانه وتعالى : "وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ"
[email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
ورئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان "



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معضلة الانتخابات8
- بمناسبة السنة الأمازيغية ID N USGGAS !!
- رجل العام .
- التكريم ظاهرة حضارية .
- معضلة الانتخابات7
- معضلة الإنتخابات!6
- قراءة في التحية ب -السلام على من اتبع الهدى- !!
- التطبيع يحتاج الى تحليل وتفهم وليس الى تخوين وتكفير
- معضلة الانتخابات5
- التَّرحم مجاملة اجتماعية وليس عقيدة أو عبادة !
- معضلة الانتخابات!4
- معضلة الإنتخابات !3
- الوطنية لا تحتاج إلى دروس ، بل إلى أحاسيس صادقة !
- معضلة الإنتخابات !2
- معضلة الإنتخابات!
- كما لو كان ذلك قدراً مقدراً على حينا الشعبي !.
- سمو الإيديولوجية الإسلاموية على الوطنية !
- الأمل يضعف ولا يموت .
- لتطبيع بين السرية والعلن !
- ليس العنف باسم الدين مجردَ فعل طارئ !


المزيد.....




- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- الأتراك يشدون الرحال إلى المسجد الأقصى في رمضان
- الشريعة والحياة في رمضان- مفهوم الأمة.. عناصر القوة وأدوات ا ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - ما هو الإنسان إن لم يكن سؤالاً؟.