يحيى علوان
الحوار المتمدن-العدد: 6803 - 2021 / 2 / 1 - 00:24
المحور:
الادب والفن
مَن قَتَلَ مَن ..؟
في زمانٍ غَبَر ، حينَ كان الماء مباحاً كالهواء ، بلا سعرٍ أو ماركة ، إلتقى رجل دين وذبابة عند بئر .
رجل الدين إياه عُرِفَ عنه أنه خاض" حروباً " ضَروساً ، وأصدَرَ فتاوىً سالت بسببها أنهار من الدم ،
من أجل إعلاء كلمة الرب !!
أما الذبابة فلا يُعرف عن حياتها شئ ذي بال .
مشيئةٌ إلهية ، وإن شئتم قَدَرٌ محتوم ، ساقهما الى أن يلتقيا في ظهيرة قائظة عند بئر .
ما أن همّ رجل الدين أن يَبُلَّ ريقه بجرعة ماء ، حتى إندفعت تلك الحشرة المجنحة الى باطن بلعومه الكريم !
ولا يُعرَفُ حتى اليوم ما إذا كان فَعل الذبابة ذاك عملاً تآمرياً ، تخريبياً أم أنها ـ في بحثها عن ظل
ـ ضلّت طريقها الى حنجرته الميمونة !
خلاصة القول ، أن جناحيها إلتصقا بحنجرته المباركة ، فلم يعد بأمكانها أن تفُكَّ نفسها من الأُسار
الذي وقعت فيه .. ولا أستطاع إصبعُ رجل الدين إخراجها من بلعومه .
وفي حمأة الصراع بين الأثنين من أجل البقاء ، ماتَ رجل الدين مختنقاً بالذبابة ،
والأخيرة قَضَت ببلعومه ، قدّس الله سرّه !
نَمّـامٌ
بئيسٌ مَنْ يظنُّ أنَّـه حقَّقَ كلَّ أحلامـه ،
فـلا يعـودُ لـه هـمٌّ ، سوى النميمـة !!
يروحُ بهـا يُرهِـقُ خيـوطَ الهاتفِ ،
حتى تَعيا من عجيزتـه كراسي المقهى ...
معَ أَنه يَمتلكُ كُلَّ أسبابِ الغياب ...!
منذُ عقـودٍ يمتهنُ حِرفَةَ الثرثرةِ والنميمة ،
يَهرَبُ من "زنزانةِ " البيتِ إلى "زنزانةِ" المَقهى أو العكس ...
تعيساً ، عدوانياً يغدو عندمـا لا يجدُ مَنْ يستمع إليـه ..!
حينَ نسقط في حبائل الصغار!
بُنيتي وهيَ صغيرة ، كانت مُغرمةٌ جداً بإخضاعي للأختبار في كل ما تتعلمه من جديد
في المدرسة أو من أقرانها أو من برامج الأطفال ... سألتني مرة :
" بابا ، أتعرفُ مًنْ هو الأكثرُ شَغَفاً بالأصيلِ ؟"
قُلتُ الفنانون والشعراء والعشّاق و...
قاطعتني : " ربما .. ! لكن الأكثر شغفاً هم الأقزام .. ! "
مُستغرباً قُلتُ: كيف .؟!
قالت:" في الأصيل يشعر القزم بالنشوة عندما يرى أنَّ ظلَّه قد إستطال وغدا عظيماً ... !!
كيفَ فاتك الأمر ؟! "
صًفًقَتْ كفّها بكفّي ، غمزتني ، فبدّدَتْ دَهشَتي !
#يحيى_علوان (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟