أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد حبيب - إلاّ الخيانة














المزيد.....

إلاّ الخيانة


عماد حبيب

الحوار المتمدن-العدد: 1621 - 2006 / 7 / 24 - 04:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أن نكون من دعاة الحرية و الديمقراطيّة و دولة القانون و المؤسّسات التي لا تفرّق بين مواطنيها بحكم جنس أو عرق أو دين أو رأي، فهذا شيئ نفخر به و بكل ما ينتج عنه من معارضة للحركات السياسية مسلّحة كانت أم لا و التي تقوم على أساس ديني أو عقائدي. أمّا أن يكون ذلك تعلّة للوقوف بجانب اسرائيل في حربها على حزب الله فشيئ آخر لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يمرّ مرور الكرام، لأنّه وبكل بساطة خيانة.

في هذه الأيام التي يعزّ فيها الهدوء و يصعب فيها فصل العاطفة عن العقل، فالذين يموتون هناك بالمئات أهلنا و جزء منّا، و بكلّ تجرّد من حسابات و تحاليل لما حدث و كان نتيجته هذه الحرب التي تشنّها دولة اسرائيل على لبنان ككلّ و ليس فقط على حزب الله فحسب، يمكننا القول دون مجازفة أنّ لا مجال أو خيار لكلّ من لازال ينتمي لهذه "الأمّة" أن يقف على الحياد، او بجانب اسرائيل مهما كانت درجة معارضته أو عدائه لحزب الله، ليس فقط لأن المعركة و أهدافها تتجاوز بمراحل هذا الحزب و تحييده و شلّ قدراته، بل أيضا لأنّ نصر اسرائيل (السياسي و ليس العسكري، فالأخير سهل أم الأوّل فليس بتلك البداهة)، هذا النصر قد يكون له نتائج كارثيّة كتلك التي تدمّر العراق بعد مراهنة دعاة الديمقراطيّة على الدبّابات الأمريكية.

أمريكا و اسرائيل لا يهمّها من قريب أو من بعيد حكاية الديمقراطيّة في المنطقة، بل ربّما (لو فكّرنا بمنطق المؤامرة) كانتا هما الساعيتان لقيام حماس و حزب الله و غيرهما لسحب البساط من تحت الحركات اليساريّة و القوميّة، ليس فقط لأجل فرّق تسد، بل أيضا لعلمهما أن أمّة عربيّة تقرأ و تكتب و تعيش عصرها كغيرها أخطر بكثير على مصالحهما من أمّة تكدّس الأسلحة و التخلف و اللحي و الأحجبة و الخطب الناريّة و العمليّات الانتحاريّة. ما يهّمها هو ضرب لبنان، تحديدا كشمعة مضيئة في ظلام هذه الأمّة، لضرب بيروت لأنها تقرأ و تكتب و تغني و ترقص، لأنّها تحيا و تدعوا الآخرين إلى الحياة. لذلك لم تتحركا ضد دول أخرى تصدّر الارهاب ، لأنها أيضا تصدّر معه التخلّف و تصرف مليارات الدولارات لنشر فكرها المتطرّف، و تقوم بدور الحامي لحدودها "الفكريّة" و "الثقافيّة"، جاعلة من اسرائيا واحدة الديمقراطيّة و التقدّم الوحيدة في المنطقة.

الأمر ليس ديمقراطيّة و لا حريّة، و لا أنظمة نخر السوس و الفساد و زكمت رائحتها الأنوف، فأنا شخصيّا كتبت أكثر من مرّة أن اسم حزب الله نفسه غير مقبول، فنحن لسنا حزب الشيطان، و الله أجلّ من أن يكون اسم حزب سياسي، و تسميته هذه لا تمنعني من أن أكون معارضا له. لكن ، و القنابل تتساقط مدمّرة لبنان ، و رجال هذا الحزب وحدهم من يردّون، بل و بشكل جيّد و مشرّف، فليس أقل من نكتب لكلّ الذين يشوّهون معركتنا من أجل الحريّة و الديمقراطيّة و حقوق الانسان بدعوتهم الوقوف مع اسرائيل ضدّه، أن نقول لهم حاولوا أن تراجعوا أنفسكم، أن تكونوا مع ليبيرالي اسرائيلي داعية سلام ضد الاخوان فهذا شيئ يمكن أن نفهمه، أمّا ان نكون مع قنابل تساهال التي تقتل أهلكم، مهما كانت التعلّات فهذه خيانة، و كلّه إلاّ الخيانة.



#عماد_حبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هي الحرب بترا،
- العمل خير من الصلاة
- حوار صوفي
- ظل ايروس المائي
- هل الإسلام هو المشكلة ؟
- هيفاء : نحتاج دروسا في الإغراء لشباب هذه الأمّة
- رامبوالعربي: اغتيال الفن و مصانع التخلّف
- و لمذا المذيعة عارية ؟
- رمى الله النرد و انسحب
- القصيدة التافهة
- العلمانية يا غجر
- لا بغايا و لا خاضعات
- جراحة لإصلاح ختان الإناث
- أزرق نوتردام
- إنّ محمّدا قد مات
- الإسلام الإصدار 2.01
- أحلام باريسية
- الكنيسة الأزهرية
- توم و جيري ، إيران و اليهود
- حرق الكتب من جديد


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد حبيب - إلاّ الخيانة