أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد حبيب - الكنيسة الأزهرية














المزيد.....

الكنيسة الأزهرية


عماد حبيب

الحوار المتمدن-العدد: 1487 - 2006 / 3 / 12 - 11:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يفعل الجاهل بنفسه، و تفعل مؤسّسة بنفسها، بسبب تصرّفات غير مسؤولة من بعض أفرادها الباحثين عن الشهرة و السلطة بأي ثمن، ما لا يفعله العدوّ بعدوّه. من أجتهد و أخطأ عمدا لا يعني أن له أجرا واحدا حسب علمي. بل قد يكون ذنبا، و الله أعلم. الأزهر، الذي يقدّم، بفتح الدال، و يقدم نفسه، بكسرها، على أنه ممثل الإسلام السني في العالم بل و أعلى سلطة دينية فيه، يجعل من نفسه كنيسة بشكل من الأشكال، و ليس بالضرورة الشكل الأفضل. و حين يصدر شيخ و اثنان و ثلاثة، و دكتورة و دكتورة و أكثر، فتاوى تقفز بهم على صفحات الجرائد و الفضائياة، صفراء كانت او حمراء، بغض النظر عن فحوى هذه الفتاوى و صحتها، فإن الأمر يحتاج وقفة تأمل.

ما تعلمناه منذ صغرنا، أنه لا واسطة بين العبد و ربه في الأسلام، و لا كهنوت أو كنيسة. و أن رسالة الإسلام الكونية، الموجهة للعالمين، تتجاوز كونه دينا كغيره، أو حتى دينا في حد ذاته، بل هو أقرب لأن يكون خلاصة كل الأديان التوحيدية، و المعتقد الأزلي، الأبدي. أزلي لأنّ القرآن يذكر صراحة أن الإسلام سابق للرسول محمد، فابراهيم مثلا و هو أب الأنبياء، كان مسلما. و أبديا باعتباره الدين الخاتم، الذي لن يصدر بعده أي تعديل في الشرائع.

لكن يبدو أنه ليس من مصلحة المشتغلين بالدين و هم كثر، أن يبقى الحال على ما هو عليه. فالشهرة و النفوذ و الأموال التي يمكن أن يحققها كل من له القدرة العجيبة على إقناعك انه يعرف أكثر منك و يقرأ عنك النصوص الدينية و يفسرها أفضل منك، كل هذه المكاسب يسيل لها اللعاب. خاصة و أنه لا يبدو في مثل هكذا أمور تعودّنا عليها منذ القدم، أية شبهة لكهنوتية. و هي فعلا قد تكون كذلك لولا وجود خلل ما : الفكر التكفيري الذي غزى المدارس الفقهية الاسلامية، كنوع من الدفاع عن النفس بعد انهيار التحالفات المقدسة بين المؤسسات الدينية و الدول في أكثر من مكان ، بحكم تطور المجتمعات. بحيث صار لزاما أن تدافع هذه المؤسّسات عن وجودها و نفوذها بنفسها و بفضل أتباعها. و فرج فوده رحمه الله لم يقتل الا بعد ان افتى من في الأزهر بخروجه عن الملّة، رغم أن حد الردّة نفسه لازال محل جدل و لم يكن يوما محل اجماع ،فضلا عن اثبات ردة عالم مثله.

اليكم هذا الخبر الغير العاجل : يقام يوم الثلاثاء القادم الموافق 14 مارس مجلس تأديب لطالب في جامعة الأزهر، كلّ تهمته الكتابة. و عبد الكريم سليمان لم يكتب داعيا لعبادة الشيطان أو مكفرا لمن خالفه الرأي، بل مدافعا عن حرية الفكر ، و منتقدا لسياسة فصل الطالبات عن الطلبة في جامعة الأزهر. هذه هي فقط تهمته، كتابة في وسائل اعلام هي اساسا خارج سلطة الأزهر، و لهذا سيعقد مجلس تأديب قد ينتهي بطرده, لأنه أقرب ما يكون لمحكمة تفتيش منه لمجلس تأديب.

و حين نقول كهنوت، و محكمة تفتيش فنحن لا نبالغ، و حين نقول كنيسة أزهرية أيضا لا نبالغ، بل ربما كانت أمنية بعض من في الأزهر، و قد يعمل على ذلك من دون أن يشعر. و قد يحلم بعضنا ببابا للمسلمين على شاكلة بابا الفاتيكان. و لا اعتراض لي شخصيا على هكذا منصب. ليس المهم التسميات، بل ما هو دوره و ما هي سلطاته و مرجعياته؟ لو كان هناك فصل حقيقي بين السلطات الثلاث، و قبل ذلك بين الدولة و المؤسسات الدينية، فأن الأمر قد يكون مفيدا في النهاية، لو لم تكن مرجعية هذه المؤسسة تكفيرية اقصائية، بل كانت سدا امام الإنحراف المؤدي للارهاب و مآسيه. لكن للأسف ما يحدث حاليا، من محاكم تفتيش، و فتاوى مضحكة مبكية، لا يبشر بأي خير. و لا أعلم أفسد المجتمع ففسد الأزهر أم العكس ؟



#عماد_حبيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توم و جيري ، إيران و اليهود
- حرق الكتب من جديد
- رسم تقريبي لإرهابي
- أغنية للأزرق
- صاد تشال
- الجهاد الالكتروني
- جنازة ليشبع الجميع فيها لطما
- ظهور الرسول في فلم
- خير مليونير أخرج للناس
- نهاية طريق و عاصفة
- دكتاتورية الأغلبية
- حوار مع الله
- لا حماس حل ... و لا الدولة الدينية حل
- أساف و نائلة
- تموت البحار عطشا
- أكل الكلاب


المزيد.....




- “تحديث ثمين” تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصناعية بإشار ...
- شاهد.. مسيرات حاشدة في محافظات يمنية تبارك انتصار الجمهورية ...
- عيد النائمين السبعة: قصة مسيحية تنبئ الألمان بالطقس
- الاحتلال يعتقل شابا من -الأقصى- ويبعد أحد حراس المسجد
- 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- ما مستقبل المسيحيين في سوريا في ظل السلطة الجديدة؟
- خطيب الأقصى: ظهور نتنياهو في أنفاق المسجد تحد لإثبات السيادة ...
- الأرجنتين: القضاء يعتزم محاكمة مسؤولين إيرانيين سابقين غيابي ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد حبيب - الكنيسة الأزهرية