أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - حوضي دجلة والفرات .. بين كماشة الطبيعة والإجندات السياسية














المزيد.....

حوضي دجلة والفرات .. بين كماشة الطبيعة والإجندات السياسية


رمضان حمزة محمد
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 6801 - 2021 / 1 / 28 - 23:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعتبر تركيا دولة المنبع لنهري دجلة والفرات ، ويتباين التدفق السنوي لنهري دجلة والفرات بشكل كبير. حيث كانت التصاريف المائية تزيد عن 84 كيلومتر مكعب (1 كيلومتر مكعب = 1 مليار متر مكعب) في منتصف السبعينيات من القرن الماضي ، بينما أدى بناء السدود في تركيا وتعاقب مواسم الجفاف إلى انخفاض التدفقات السنوية إلى أقل من 30 كيلومتر مكعب وغيًرت من أنماط التدفق ، بلغ متوسط حجم التدفق السنوي في نهر دجلة يبلغ 49 كيلومترًا مكعبًا و35 كيلومترًا مكعبًا في نهر الفرات. في المتوسط ، توفر تركيا 90 في المائة من المياه الجارية في نهر الفرات وتوفر سوريا النسبة المتبقية البالغة 10 في المائة. بينما تركيا تساهم بتوفير حوالي نصف تصاريف نهر دجلة، بينما يوفر العراق خمس الكمية، والباقي يأتي من روافد نهر دجلة من إيران ويعتمد كل من العراق وسوريا بشكل كبير على نهري دجلة والفرات في إمدادات المياه. تبلغ “نسبة التبعية” في العراق على تدفقات المياه الخارجية 53.5٪ وسوريا 72.3٪. على النقيض من ذلك ، تبلغ نسبة التبعية في تركيا 1 في المائة، في وقت مبكر من خمسينيات القرن الماضي ، ناقش القادة الأتراك تسخير مياه النهرين لدفع التنمية الاقتصادية الوطنية وتعزيز إنتاج الطاقة المحلي. المشروع الناتج الذي يسمى باللغة التركية Güneydogˇu Anadolu Projesi ،GAP أو مشروع جنوب شرق الأناضول الذي خطط لإنشاء 22 سداً وتسعة عشر محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية. عند الانتهاء ، من المتوقع أن يحول مشروع البنية التحتية الضخم هذا في نهاية المطاف ما يكفي من المياه لري 1.8 مليون هكتار من الأرض وتوفير 27 مليار كيلوواط / ساعة من الكهرباء. يُمكِّن المشروع من استمرار التنمية الاقتصادية ولتحقيق هذا الغرض فان تركيا ستسخدم كميات كبيرة من المياه لأغراض الري وسحب 9 إلى 10 كيلومترات مكعب من المياه من نهر الفرات و 3.7 إلى 5.6 كيلومتر مكعب من نهر دجلة سنويًا. وبالتالي فان المشروع يمكن أن يستلزم استخدام ما يقرب من نصف تدفقات نهري دجلة والفرات عند تنفيذه بالكامل. إضافة إلى التأثيرات السلبية المتوقعة في اتجاه مجرى النهر لدول الوسط والمصب(العراق وسوريا) – لأن بعض المياه التي حولتها تركيا للري سوف تستنزف لاحقاًود بينما مياه البزل من المشاريع الزراعية التركية ستلوث 40 في المائة من التدفق الداخل إلى سوريا من تركيا و 25 في المائة من مياه دجلة التي تجري من تركيا إلى العراق. يعتمد الاستقرار الاقتصادي للعراق وسوريا بشكل أساسي على سياسات إدارة المياه في تركيا بالإضافة إلى سياساتها. يمكن أن يتردد صدى انعدام الأمن البشري المرتبط بالمياه في أي من دول الحوض فيما بينها من خلال المطالبات المتنافسة بشأن إمدادات المياه أو المسارات المحتملة ، مثل احتمال زيادة الهجرة من المناطق التي تعاني من ندرة المياه. خلال الجفاف من عام 2007 إلى عام 2009 ، على سبيل المثال ، كانت مستويات هطول الأمطار عبر معظم مناطق الهلال الخصيب أقل من 60 إلى 80 في المائة عن المعدل الطبيعي ، بينما كانت مستويات المياه في نهر دجلة والفرات والمسطحات المائية الأخرى التي تغذيها الأنهار – مثل بحيرة الثرثار ، أكبر بحيرة في العراق مستويات متدنية ، مما تسبب في نقص مياه الري. وتراجع إنتاج الحبوب في العراق وسوريا. تحرك البرلمان العراقي لإلزام الحكومة بالمطالبة بحصة أكبر من المياه من تركيا ، وأصدر قرارًا يتطلب أي اتفاقية موقعة مع أنقرة تتضمن مادة تضمن حصول العراق على إمدادات مياه عادلة من نهري دجلة والفرات. مع تعرض سوريا لاضطرابات داخلية كبيرة وتعافي العراق من عقدين من العقوبات والحرب، تضاءلت قدرات إدارة الموارد المائية في كلا البلدين بشكل كبير. لذا يجب على تركيا أيضًا أن تخطو بحذر في اية خطوة تؤثر على الأمن المائي في العراق وسوريا وبالتالي زعزعة الإستقرار السياسي.في حين لا يزال التوصل إلى اتفاق شامل بشأن حوضي دجلة والفرات بعيد المنال، على الرغم من عدة عقود من التعاون الفني الواعد والاتفاقيات الثنائية بين البلدان المشاطئة الثلاثة. يرى السوريون والعراقيون أن مياه الحوضين هي مصلحة عامة يجب تقاسمها بشكل عادل ومنصف. تنظر تركيا إلى المنابع باعتبارها مجالها السيادي ، مع حرية استخدام تلك الموارد المائية كما تراه مناسبًا. تركيا كدولة المنبع أثرت تأثيرًا كبيرًا على هيدرولوجيا الحوضين. علمأ بان تركيا بمناسبة أو بغير مناسبة تعلن عن عزمها على تحسين علاقات تقاسم الحصص المائية، وتعلن عن استعدادها للعمل مع دول مصب النهر لتخفيف التوترات بشأن نزاعات المياه ولكن دون اتخاذ إجراءات جوهرية على أرض الواقع، وهذا سيؤدي بالنتيجة إلى تعقيد علاقات تقاسم المياه بين البلدان الثلاثة ما لم يتم وضع أطر جديدة لمراعاة التباين المتزايد في إمدادات المياه التي قد تصبح شائعة بشكل متزايد.وتصبح أمر واقع DeFacto.



#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق ينظم رسمياً الى إتفاق باريس لتغير المناخ… هل سينعكس ذ ...
- تركيا وسياسة اللا سياسة مع العراق في التعامل مع حقوق العراق ...
- العراق في العام 2021 وما بعد ذلك ما هو المطلوب ...؟؟
- في ظل التغيرات المناخية وتذبذب هطول الأمطار وتفاقم موجات الج ...
- سوق المياه الجديد في وول ستريت أحدث علامة على توجه الإنسانية ...
- السبل التي يجب أن تتخذها الجهات المختصة لمنع دخول السيول من ...
- في الملف المائي للأنهار الدولية المشتركة طرح خطاب التعاون أف ...
- دور المواصفات الجيو- الهندسية لسدود دول المنبع في أثناء المف ...
- كيف وظفت تركيا المخاوف الأمنية في تنفيذ مشاريعها المائية..؟؟
- هل بامكان العراق أن يكون قادراً على إستيعاب الزيادة السكانية ...
- لمحة عامة عن مشاكل المياه الحالية في العراق وكيفية إيجاد حلو ...
- السدود الكبيرة ما لها وما عليها..؟
- آن الآوان أن يرفع العراق الصوت والمطالبة بحقوقها المائية من ...
- -من لم يستطيع إدارة الرافدين دجلة والفرات لا يستطيع حكم العر ...
- الماء عنوان الحياة..؟
- تفعيل مفهوم دبلوماسية المياه...؟
- أين العراق من تعزيز الخزين المائي الإستراتيجي في ظل الأزمة ا ...
- تفعيل الآليات المؤسساتية في الملف المائي العراقي مع دول الجو ...
- لماذا لا يلجأ العراق الى المحافل الدولية للمطالبة بحقوقه الم ...
- صياغة جديدة لسياسة المياه الوطنية العراقية مهمة مطلوبة لضمان ...


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - حوضي دجلة والفرات .. بين كماشة الطبيعة والإجندات السياسية