أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرام نجم - تركيا وحلم الدولة العثمانية














المزيد.....

تركيا وحلم الدولة العثمانية


اكرام نجم

الحوار المتمدن-العدد: 6801 - 2021 / 1 / 28 - 21:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتب أحدهم تعليقا عن احدى مقالاتي التي نشرتها مؤخرا يقول ان العرب عاطفيين ولا يعالجون الأمور بعقلانية وبشكل علمي , وفي هذا الكلام الكثير من الصحة , وهذا الكلام ينطبق على تعامل العرب تجاه امور كثيرة في الحياة واهمها القضايا المهمة والجادة التي ترسم سياسات بلادهم وتحدد مستقبلهم.
من بين لكثر القضايا الملفتة للنظر تعامل العرب مع تركيا التي شهدت خلال العقد الاخير نموا انفجاريا على كافة الاصعدة وبالتحديد بعد سقوط صدام حسين وتدمير العراق الذي كان يمثل القوة العربية الوحيدة المتصدية لكل ما يرتكب بحق العرب , اذا ما استثنينا البعض, وهذا النمو الذي بدأ لدى تركيا ارتبط برفض متكرر من قبل الاتحاد الاوربي لعضويتها فيه, وذلك لاعتبارات عديدة , وهنا لابد من الاشارة الى استغلال تركيا للاوضاع المضطربة التي شهدتها المنطقة العربية , من تدمير العراق والى دور ايران الخبيث في المنطقة نزولا الى ثورات الربيع العربي التي لم تنجح سوى في مصر وتونس, بالاضافة الى صنع داعش وزرعه في المنطقة لاثارة المزيد من الفوضى فيها, وو.
لابد من الاعتراف هنا بذكاء تركيا المتمثلة باردوغان الذي يقودها بقوة ويزرع لدى شعبها روح العظمة وضرورة العودة الى تركيا ( الدولة العثمانية) التي كانت تسيطر على معظم دول الوطن العربي , ويقود اردوغان تحديا كبيرا ضد اوربا في محاولة لاثبات ان تركيا ستظل قوية وستشكل قوة لايستهان بها في منطقة الشرق الاوسط سيحسب لها الاوربيون والعالم الف حساب ,وتمثل هذا التحدي والعمل على تحقيق حلم عودة الدولة العثمانية في الشرق الاوسط من خلال طرق عديدة اولها الاستفادة من اسعار النفط العراقي الزهيدة , واغراق السوق العراقي والعربي بمنتجاتها التي لايمكن تصريفها بسهولة خارج تركيا والشرق الاوسط, وفتح ابوابها للعرب للاستثمار والسياحة وشراء العقارات , واغراق المحطات الفضائية العربية بالاعمال الدرامية التركية التي تصور الرفاهية والجمال والحرية والتي يعشقها ويبحث عنها العرب , وفي نفس الوقت فتحت ابوابها للسياحة معقولة الثمن للاوربيين لتظهر لهم انها بلد يسمح بممارسة الحريات الشخصية حتى لو كانت تتعارض مع المعتقد والثقافة الاسلامية ( باعتبار تركيا دولة مسلمة) , وتبنت اكبر عمليات تهريب للبشر عبر اراضيها لاوربا مقابل مليارات الدولارات , من خلال استغلال قربها من اليونان انتقاما من اوربا ومن ثم تحديا لليونان التي لديها صراعا منذ عقود حول الجزر , فضلا عن عمليات غسيل الاموال التي تقودها , كما انها فتحت اراضيها لتدريب الجماعات الارهابية واكثرها شهرة داعش التي كانت ترسل من اراضيها الى العراق وباقي الدول العربية لاستمرار الفوضى فيها, وفي نفس الوقت سمحت لاقامة معسكرات للاجئين السوريين فيها الذي تضرروا بسبب اعمال العنف في سوريا مقابل امتيازات حصلت عليها وليس حبا في مساعدتهم .
ان تركيا تتصرف بذكاء كبير وتلعب دورا مهما وخطيرا في منطقة الشرق الاوسط الذي يخلو من قوة مهمة تحقق الاستقرار فيه بعد تدمير العراق وسوريا واشغال مصر بالمشاكل الداخلية ,انها فعلا الدولة الاكثر ذكاء في المنطقة , ففي الوقت الذي تلعب ايران دورا قذرا توسعيا في المنطقة , تحاول تركيا ان تقدم صورة مثالية للعرب والمسلمين بانها الدولة الوحيدة في المنطقة التي تحافظ على مصالحهم.
ان تركيا ليعلم العرب لايهمها العرب بشيء لانها ليست عربية اولا, وثانيا فهي كالاكراد ليس لها ولاء الا لتركيا و ليس لها حليف او صديق في العالم فحليفها هو من يمنحها المزيد من الامتيازات والنفوذ , فتعاملاتها واضحة مع اسرائيل وروسيا وامريكا والعرب وهي صديقة لاية قوة في العالم ممكن ان تمنحها المزيد من النفوذ والفوائد, من اجل بناء الدولة العثمانية الحديثة , وجعل العرب ينطوون تحتها من جديد بعد ان فقدوا كل قيمة ومثل وامل في التغيير .
لقد استطاعت تركيا وبطرق ووسائل مختلفة ان تكسب ثقة العرب المشتتين , وبعد ان اغلقت ابواب العالم والدول العربية امامهم , واخذت تتدخل بشوؤنهم الداخلية وبمساعدة القوى الدولية , التي اصبحت تنوب عنها في تنفيذ اية عملية في الوطن العربي , وكان اخرها ارسال قوات من الجيش التركي لتدريب الجيش العراقي الذي دمرته امريكا , وصنعت دولة الاحزاب الفاسدة في العراق جيشا ضعيفا ليس لديه انتماء للعراق, ولننتظر المزيد من الامتيازات التي ستحصل عليها تركيا في المنطقة العربية لبناء امبراطورية اتاتورك الجديدة .



#اكرام_نجم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يقف وراء الفوضى في العالم العربي
- لابد من ثوره شعبيه ضد الفساد والارهاب الساسي
- زمن الانا
- العرب ومشكله زياده النسل
- تركيا واجراءات كورونا
- أين الله من هذه الفوضى؟
- رافاه بالشباب
- خدعة كورونا
- وباء انساني
- لا تحكم على الآخرين من مظهرهم
- الاستمتاع بالحياة
- المرأة السعودية وقيادة السيارة
- لاهاي الهولنديه تحتفي بالمبدعين العراقيين في اوربا
- موهبة فنية متفردة تظهر بعد عشرين عاما من الدراسة الاكاديمية
- اوربا والمهاجرون الجدد
- ما الذي يريده هؤلاء؟
- احلام الهجرة وكوابيس الواقع
- رمضان .. وهوليود العرب
- ستعود الفلوجة الاسيرة حرة من جديد
- ماالذي سيخرج العراق من نفق الموت والهاوية؟؟


المزيد.....




- فيديو مخيف يظهر لحظة هبوب إعصار مدمر في الصين.. شاهد ما حدث ...
- السيسي يلوم المصريين: بتدخلوا أولادكم آداب وتجارة وحقوق طب ه ...
- ألمانيا تواجه موجة من تهديدات التجسس من روسيا والصين
- أكسيوس: لأول مرة منذ بدء الحرب.. إسرائيل منفتحة على مناقشة - ...
- عباس: واشنطن هي الوحيدة القادرة على إيقاف اجتياح رفح
- نائبة مصرية تتهم شركة ألبان عالمية بازدواجية المعايير
- -سرايا القدس- تعرض تجهيزها الصواريخ وقصف مستوطنات غلاف غزة ( ...
- القوات الأمريكية تلقي مساعدات منتهية الصلاحية للفلسطينيين في ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- وسائل إعلام تشيد بقدرات القوات الروسية ووتيرة تطورها


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرام نجم - تركيا وحلم الدولة العثمانية