الموت ح1

صبري الفرحان
(Sabri Hmaidy)

الحوار المتمدن-العدد: 6800 - 2021 / 1 / 27 - 20:10
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

الانتقال

ممكن تعريفه :هو الانتقال من مرحلة التمرد على النظام الكوني او السير عكسه الى مرحلة التناغم مع النظام الكوني والسير وفق مساره ككل الموجودات في الكون .
فالانسان مهما اطاع لا يصل الى حالة الانسجام الكلي مع النظام الكوني وهذا ما قرره القران الكريم
وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (1)
ويؤيده ما ورد في دعاء الامام السجاد عليه السلام
أللَّهُمَّ إنَّ أَحَداً لاَ يَبْلُغُ مِنْ شُكْرِكَ غَايَةً إلاّ حَصَلَ عَلَيْهِ مِنْ إحْسَانِكَ مَا يُلْزِمُهُ شُكْرَاً(2).
ولذا احصى القران على الانبياء خروجا عن النظام الكوني بشكل طبيعة الانسان وان لم يخدش بطاعتهم المطلقة لله سبحانه وتعالى او نبوتهم اوعصمتهم باعتبارهم ناقلي رسائل الله سبحانه وتعالى الى البشر حيث تضيف الفلسفه الهية الوحي كمصدر ثالث الى مصادر معرفة الانسان بالاضافة الى الحواس والعقل
اوضح مثال موقف يوسف النبي عليه السلام مع المرأة
وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا(3)
وان اعطوا الكثير من المفسير تفسيرات تخرج عن قاعدة


ظاهر القران حجة

وفسروا الاية ولقد همت به وهم بها وقالوا ليقتلها وهذه التفسير ومثله تطعن بنبوة النبي الذي هو طاعة خالصه لايشوبها كفر ولا شرك طرفة عين
وهناك من ذهب للتؤيل وخرج مثل تلك الايات مخارج شتى مثل وهم بها ليتخلص من المعصيه
فالتفسير الذي يوافق موضوعنا هو ولقد هم بها بما انه بشر فمن الطبيعي ان تكون له غريزة ممكن ان تتحرك اذا فقد السيطرة عليها وهذا مستحيل في النبي
وعلى هذا المنوال يمكن ان نفسر الايات الاخرى التي تخص الانبياء باعتبارهم بشر وممكن ان يجوز نظريا عليهم التمرد او عدم الامتثال كطبيعة بشرية لا بما هم انبياء معصومون وعلى هذا المنوال
وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى(4)
عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى(5)
فالموت الانتقال من عالم لا طاعة او قل عالم الطاعة النسبي وهو عالم الشهادة او سمه عالم الدنيا الذي يسير الانسان فيه بارادتين ارادة الله التي تسمى المشيئه ورادة الانسان التي تسمى العزم الى عالم الطاعة عالم الاعلى عالم الاخرة عالم الغيب
والموت الانتقال من عالم ضيق يحل فيه الظلام الى عالم واسع لا ظلام فيه فيشبه الموت بولادة الطفل فكما يخرج الطفل من بطن امه الضيق الذي يحله الظلام الى عالم واسع لا نسبه من ناحية السعه والنور بين رحم الام والدنيا، كذلك الموت هو خروج الانسان من رحم الارض الى دنيا اخرى ولا نسبة من ناحية السعة والنور بين رحم الارض والعالم الاخر ايضا
لذا هناك من العلماء من يرى الموت رحمة مطلقه ويتفائل الى حد يجعل اغلب الناس في الجنة وعلى هذا المنوال ياتي ما يروى عن الصادق عليه السلام
ان ليس بين احدكم وبين ان يرى ما تقر عينه ان تبلغ الروح ها هنا ويشير الى حلقومه
وممكن تفسير العذاب الى حاجة الانسان اليه ليسير وفق النظام الكوني فكما يحرق المعدن في النار ليصب في قوالب ليستعمل في وظيفة ما كالاناء للشرب والدرع لحماية الانسان
فالله عز وجل الكمال المطلق رحمة مطلقة لايحتاج الى الانتقام او التشفي او التلذذ بالتعذيب
لذا نقل في الاثر ان ابليس يوم القيامة يطمع برحمة الله
وجلس البدوي عند ضريح الامام الحسين عليه السلام من جهة الراس الشريف يتوسل الى الامام ان لايعفي عن قاتله يزيد يوم الحساب فالعرصة القيامة والحاكم الله عز وجل
لذا من يصل الى الطاعة المطلقه يتمنى الموت فكما عندما يكتمل نمو الجنين يندفع الى الخارج كذلك الولي المطيع لله عزوجل يتمنى الموت ويندفع اليه.
...إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ(6)

ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههامش
1- القران الكريم سورة مريم اية 71
2- دعاء 37 الصحفية السجادية
3- القران الكريم سورة يوسف اية 24
4- القران الكريم سورة طه اية 121
5- القران الكريم سورة عبس اية 1و2
6- القران الكريم سورة الجمعة من الاية 6

#صبري_الفرحان (هاشتاغ)       Sabri_Hmaidy#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل