أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - الربيع العربي في موجتيه وفي لاءاته الثلاث















المزيد.....

الربيع العربي في موجتيه وفي لاءاته الثلاث


محمد أحمد الزعبي

الحوار المتمدن-العدد: 6789 - 2021 / 1 / 16 - 14:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


15.01.2021
يشير مفهوم (الربيع العربي) في عنوان هذه المقالة ، إلى كلا الموجتين الشبابيتين في الوطن العربي : موجة 2011 ( تونس ، مصر ، ليبيا ، اليمن )، و موجة 2019 ( العراق ، لبنان ، الجزائر ، السودان ) ، وتمثل ( سورية ) هنا القاسم المشترك والجسر الواصل بين هاتين الموجتين ، ذلك أن ثورتها التي انطلقت في مارس 2011 ماتزال مستمرة حتى يومنا هذا ، وأن شعارها الشهير ( الشعب يريد إسقاط النظام ) قد بات شعار ثورات الربيع العربي كلها ، بل و شعار الثورات العابرة للحدود العربية ، كما هي حال الثورة الشبابية الإيرانية . وبتوقفنا قليلاً عند هذه الثورة الشبابية الإيرانية ، العابرة للحدود العربية ( وهنا حدود العراق ) ، نلحظ أن الثوار الإيرانيين قد استعاروا من نظرائهم في الثورة السورية ، شعارهم الذي بات مألوفاً ومعروفاً ، والذي أشرنا إليه أعلاه ، ألا وهو ( الشعب يريد إسقاط النظام )، بينما استعار السيد ولي الفقيه آية الله الخامنئي ، من نظيره السوري بشار الأسد وصفه لمئات ألوف ثوار مارس2011 ب (العصابات المسلحة!!) ولكن بعد تحويل هذا التعبيرخامنئياً إلى(المخربين !!) . أما اللاءات الثلاث في عنوان هذه المقالة ، فتشير بصورة أساسية إلى (لا) للاستبداد ، (لا) للفساد ، (لا) للنظام السياسي الذي أنتج كلّاً من الفساد والاستبداد ، وغيّب بالتالي الشعب برجاله ونسائه ، بشيبه وشبابه ، عن ساحة الفعل والتصحيح ، أي غيّب عملياًّ "الديموقراطية" التي تمثل العمود الفقري لهذا الفعل والتصحيح .
إن صراع الربيع العربي ، وفي موجتيه ، الأولى والثانية ، مع أنظمة الفساد والاستبداد ، إنما كان – واقع الحال - صراعاً ، بين صيحة جاهلية تقول : ( ونشرب إن أردنا الماء صفواً ، ويشرب غيرنا كدراً وطينا !!) ، وأخرى إنسانية قائمة على قيم العدالة والمساواة بين الناس تقول : (ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ، وجعلناكم شعوب وقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم / الحجرات 13 ) .
لقد استطاع بشارالأسد عبر استخدامه الرصاص الحي في قمع الثورة الشعبية في سورية ، جر هذه الثورة من ثورات الربيع العربي ، إلى مواقعه الطائفية ، المدججة من جهة ، بمختلف أنواع الأسلحة البرية والبحرية والجوية ، و من جهة أخرى ، بمختلف القوى الأجنبية القادمة من وراء الحدود ولا سيما من إيران ولبنان وروسيا والعراق ، الأمر الذي أخرجها عن طابعها السلمي ، بل وحتى عن طابعها الوطني والقومي .
ومن تتبعنا لمجريات الموجة الجديدة من ثورات الربيع العربي ( موجة 2019 ) في السودان والجزائر والعراق ولبنان ، تبين لنا أن هذه الموجة الجديدة من ثورات الربيع العربي ، قد استفادت من دروس الموجة الأولى ، حيث كان دور الجيش في الثانية يختلف عنه في الأولى ، وكان الإصرار على السلمية في الثانية أكثرجذرية منه في الأولى ، والإصرارعلى تصفية النظام الذي قامت الثورة ضده بكل عناصره ورموزه ، كان مطلباً ثابتاً ومتكرراً في كل أيام وجمع وآحاد التظاهرات الشعبية في السودان والجزائر ولبنان . لقد كانت موجة 2019 هي بنت موجة 2011 من موجات الربيع العربي ، والذي كانت الثورة السورية في شكلها ومضمونها القديم والمتجدد تمثل الجسرالواصل بين هاتين الموجتين اللتين تتطلع شعوبهما المضطهدة نحوالطي العاجل والكامل لصفحة الاستبداد والفساد في كل أقطارالوطن العربي ، وبما في ذلك " الجمهورية العربية السورية ". إن ثورات الربيع العربي التي افتتحتها تونس عام 2011 ، لايمكن لأقطاب الثورة المضادة ، من العرب والعجم ومن القوى العالمية الكبرى ، أن يقرأوا على قبرهذه الثورات اللربيعية " الفاتحة "، ذلك أن جذورها غائرة في أعماق التاريخ العربي والوعي العربي ، القديم منه والحديث حيث :
1. يعتبر من أبرز نتائج الحرب العالمية الأولى ، فيما يتعلق بالوطن العربي ، أولاً ، تجزئة هذا الوطن ( سايكس - بيكو ) وتحويله من دولة واحدة إلى أكثر من عشرين دولة ودويلة ، وإخضاعها للانتداب والاحتلال وبالتالي لهيمنة الدول المنتصرة في الحرب ، ولا سيما الدول الرأسمالية الكبرى منها . وثانياً ، تنفيذ إنكلترا وعدها للصهيونية العالمية ( وعد بلفور ) بإنشاء الكيان الصهيوني في فلسطين ، والذي كان واقعياً مشروعا امبريالياً عامّاً وليس بريطانياً خاصّاً . حيث مثل الكيان الصهيوني في فلسطين " مسمار جحا " النظام الرأسمالي العالمي في الوطن العربي ، من حيث تحويل هذا الكيان ، إلى ثكنة عسكرية كاملة التجهيز والتسليح ، وظيفتها الحيلولة دون أن يخطر ببال أي عربي إمكانية العودة إلى ماقبل سايكس - بيكو ، سواء فيما يتعلق بالوطن العربي عامة ، أو مايتعلق بفلسطين خاصة .
2. لقد ترتب على قيام الوحدة السياسية بين سورية ومصر ( جمال عبد الناصر ) عام 1958 انقسام الفكر الأيديولوجي في سورية على نفسه حول مسألة الأولوية بين الوحدة والحرية ، ولا سيما أن الدول الرأسمالية التي باتت توصف بالدول الديموقراطية ، والتي تعتبر الكيان الصهيوني واحداً منها ، أصبحت هي حامية التجزئة (سايكس - بيكو) وحامية الأنظمة العسكرية والقبلية والطائفية ( الديكتاتورية / اللاديموقراطية ) التي انبثقت عن هذه التجزئة ، والتي تلاعبت الدول المنتدبة بالحدود الجغرافية لهذه الكيانات بما يتلاءم مع مصالحها الاستعمارية ، ويرسخ تبعية هذه الكيانات القطرية الجديدة لها ، حتى بعد أن تتحول إلى دول مستقلة ( ذات سيادة !! ) .
3. إن الديموقراطية الحقيقية ، عادة ماتستلزم كلّاً من التعددية و التبادلية ، الأمر الذي يتناقض مع الاستبداد والديكتاتورية ، ومع حكم الحزب الواحد ، والقائد الواحد ، والأسرة الواحدة ، والقبيلة الواحدة ، والذي هو تطبيقياً شكل من أشكال ( الأحكام العرفية ) وتهميش لدور الشعب و دور مؤسسات المجتمع المدني ، حيث تبقى الجماهير تشعر بالغبن وغياب العدالة ، أمام حكم / تحكم الأقلية ( الحزب الواحد ، الأسرة الواحدة ، القبيلة الواحدة ، القائد الواحد ... الخ ) والتي ربما تكون مخترقة من الدول الإمبريالية الكبرى ،التي تظهر لها مالا تبطن. 4. لقد شهدت سورية في المرحلة التاريخية مابعد الحرب العالمية الثانية ،( مابعد الاستقلال 1946) إشكالية جديدة مثلثة الأبعاد : البعد الإسلامي ، البعد القومي العربي ، البعد القطري ، وهي أبعاد متداخلة ومتمايزة في آن واحد ، الأمر الذي ترتب عليه نوع خاص من الصراع السياسي والاجتماعي ، أدّى إلى تجذر وتعمق البعد القطري على حساب البعدين الآخرين ( الإسلامي والقومي ) ، بل إن الدولة القطرية نفسها بدأت تتمايز داخلها الأقوام ( عرب ، كرد ) والمذاهب ( إسلام ، مسيحية ) والطوائف ( سنة ، شيعة ) والرؤى الفكرية ( العلمانية ، الدينية )، بعد أن غيب ( وإن بدرجات متفاوتة) البعد القطري الجديد (التجزئة )البعدين التوحيديين الآخرين ( الإسلام والعروبة ) ، وذلك بالمعنى السياسي و الأيديولوجي في آن واحد .

5. إن ثورات الربيع العربي إذن إنما جاءت - وفق رؤيتنا الخاصة - لتصويب اتجاه البوصلة العربية ، وتصحيح مسارها ، وهو ماأثار حفيظة الغرب وإسرائيل ، ومعهم عدد من الأنظمة العربية ، ودفعهم إلى " التحالف " ضد هذا الربيع ، ولكن بعد استبدال تعبير الربيع العربي بتعبير " الإرهاب". إن محاربة الإمبريالية العالمية لثورات الربيع العربي التي انبثقت عام 2011 و 2019 إنما تمثل بصورة أساسية الثورة المضادة لكل من التيارين الإسلامي والقومي في دول الربيع العربي ، والتي أخذت عدة أشكال ، تراوحت بين استخدام القوة الغاشمة في العراق عام 2003 في فترة بوش الإبن، وقورة الجنوب العراقي 2020 ، والقوة الناعمة ( الجزرة وأخواتها ) بمصر بزمن أوباما وحسني مبارك ولاحقاً بزمن ترامب والسيسي ، و ما بين هاتين القوتين ( الخشنة والناعمة ) من الكذب والتضليل واللعب بورقة البنية الاجتماعية للدول المعنية ( الأقلية والأكثرية )، والبنية الأيديولوجية ( الليبرالية مقابل التمسك بالتراث ) والتظاهر الكاذب بالحرص على الديموقراطية وحقوق الإنسان ، وبالذات حقوق المرأة والطفل ، الأمر الذي فضحه و يفضحه ، الصمت المطبق ( لاعين رأت ولا أذن سمعت !! ) على مجازر بشار الأسد في سوريا ولا سيما مجازر الأطفال والنساء في الغوطتين !! وهولوكست سجن صيدنايا .
6.. فلو كان الربيع العربي ربيعاً عابراً ،( ياأصحاب الثورة المضادة ) لما جندت الصهيونية والإمبريالية العالمية مافوقهما وما تحتهما للقضاء عليه ، ولما عادت الولايات المتحدة الأمريكية ، بقوتها الخشنة والناعمة إلى العراق اليوم ،( بعد طردها منه ) لتدافع عن نظامه الطائفي ، ولتحميه من لهيب ثورات الربيع العربي . إن سكوت الغرب ( أمريكا والإتحاد الأوروبي ) على الدور الإيراني في العراق وسورية واليمن ، وعلى الدور الروسي في سوريا وليبيا ، وعلى الدور السعودي والإماراتي في اليمن ، إنما هو ـ من وجهة نظرنا ـ واحد من أشكال التآمرالفاضح على ثورات الربيع العربي ، التي يخشون أن يمتد لهيبها إما إلى دولهم أو إلى الدول العميلة لهم ، والتي تقع تحت حمايتهم . كما أن موقفهم (الرمادي) من ظاهرة صنيعتهم الثانية ( الدواعش ) في سورية والعراق ، إنما هو جزء لايتجزأ من موقفهم الحقيقي من خلق وتأجيج الصراع المذهبي والقومي والطائفي ، الذي تبقى صنيعتهم إسرائيل بموجبه في مأمن .
لقد عكست ثورات الربيع العربي موقف الجماهير الشعبية عامة ، وموقف جماهير الشباب خاصة من الآستبداد والفساد والهيمنة ، هذا الموقف الذي جسده شعار شباب بيروت الموجه للسياسيين اللبنانيين : " طلعت ريحتكم" " كلن يعني كلن " ، وهتاف شباب البصرة في ساحة التحرير : " إيران برا برا بغداد تبقى حرة " ، و هتافات شباب سوريا في كافة المدن والقرى : "الشعب يريد إسقاط النظام " و " واحد واحد واحد الشعب السوري واحد " .



#محمد_أحمد_الزعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب والتطبيع مع إسرائيل
- حكايات ودلالات
- حدثان كبيران في يوم واحد
- الأسدان ومحطات بداية النهاية
- بشار الأسد ومحطات الصعود إلى القاع
- هضبة الجولان والمتآمرون الثلاثة
- علم اجتماع المعرفة بين العلم والفلسفة
- المطرقة والمسمار
- موضوعات عامة حول ثورة آذار2011 السورية
- شر البلية مايضحك
- ثالثة الأثافي
- الشمال السوري بين المطرقة والسندان
- الربيع العربي واللاءات الثلاثة
- كلمة حول عملية نبع السلام
- إيران وأذرعها العربية
- بين المنامة وإدلب خواطر حائرة
- أنقرة وثلاثي خفض التصعيد
- مجازر الشمال السوري ومسؤوية الجميع
- فلسطين ومطرقة السفير
- من اسطنبول إلى المنامة


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - الربيع العربي في موجتيه وفي لاءاته الثلاث