أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - إيران وأذرعها العربية














المزيد.....

إيران وأذرعها العربية


محمد أحمد الزعبي

الحوار المتمدن-العدد: 6356 - 2019 / 9 / 20 - 00:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عندما غزا بوش الإبن العراق عام 2003 ، وقضى بجيوشه الجرارة ، وتقنيته المتطورة على نظامه الوطني ، وسلم السلطة ، بداية عبر جاي غارنر ، ولاحقاً عبر بول بريمر ، إلى نوري المالكي المرتبط بواسطة حبل السرة الطائفي ، ارتباطاً عضوياً بنظام طهران ، والذي ( أي المالكي )وضع العراق تاريخاً وجغرافية ، بعربه وكرده ، في سلة ولي الفقيه . أقول ، عندما قام بوش بفعلته الإمبريالية تلك عام 2003 ، وكان ذلك في بواكير النظام العالمي الجديدالذي قام على أشلاء جدار برلين والإتحاد السوفييتي ، لم يكن يدرك - على مايبدو - كافة الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية التي يمكن أن تترتب على هذا الغزو الإمبريالي ، بل الإنقلاب النوعي ، ليس في العراق وحده ، وإنما في المنطقة كلها ، الذي أحدثه هذا الغزو . لقد بات أطفال الوطن العربي يعرفون اليوم ( ياسيادة الرئيس الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية بوش) الأسباب الحقيقية لغزوكم للعراق عام 2003 ، والتي تمثلت بصورة أساسية ب :
 وضع اليد على نفط الخليج ، بنسخه العربية والفارسية والكردية ،
 القضاء على التيارين القومي العربي ، والإسلامي السني ، كونهما ( التيارين ) يصطفان إلى جانب الشعب العربي الفلسطيني ، في نضاله الوطني لاستعادة أرضه من الإحتلال الصهيوني .
 خلق صراع داخلي ( سني - شيعي ) في المنطقة ، بهدف غض النظرعن الهيمنة الإمبريالية على نفط المنطقة ، وعن النتائج المأساوية التي ترتبت على كل من سايكس – بيكو ، ووعد بلفور ، وإجراءات انتداب إنجلترا وفرنسا على بعض الأقطار العربية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى .
 توظيف هذا اللصراع السني – الشيعي في المنطقة ، كبديل للصراع العربي – الصهيوني ، وهو مانراه ( ومع الأسف الشديد ) بالعين المجردة هذه الأيام .
إن تسليم نوري المالكي ، مدينة الموصل لداعش عام 2014 ، - بحسب رأينا – لم يكن ، سوى توكيد وترسيخ لهذا الإنقسام الطائفي السني – الشيعي الذي أدخله بوش إلى العالم الإسلامي ، والذي يمثل إيقاظاً لفتنة طائفية نائمة منذ قرون ( الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها ) و توظيفها في مشاريع الغرب الإمبريالية ، ذلك أن إيران كانت بحاجة إلى مثل هذه الذريعة الطئفية ( السنيّة)، اعتماداً على مقولة ( لكل شيئ آفة من جنسه ) لتغطي بها طائفيتها التي ترتبت على قيام الجمهورية الإسلامية ( الشيعية بموجب الدستور الإيراني الحالي ) ، و قيام نظام ولي الفقيه في إيران . هذا مع العلم أن الدين الإسلامي الحنيف بركنيه الأساسيين المعروفين لدى المسلمين عامة (القرآن والسنة )، بعيد كل البعد ، عن مثل هذه الترهات الطائفية البغيضة ، بكل أوجهها ومسمياتها ، وحيثما وجدت زماناً و/ أو مكاناً .
ومن جهة أخرى ، فإن ترسيخ وتعميق هذا الإنقسام الطائفي بين السنة والشيعة ( في المنطقة ) ، اقتضى ،أن يعلن النظام الإيراني ،عن وجود " أذرع " له في عدد من الأقطارالعربية هي : سورية ، ولبنان ، واليمن ، والعراق . وأن هذه الأذرع تتلقى أوامرها وتعليماتها وتمويلها عملياً من نظام ولي الفقيه في طهران ، وليس من حكامها المباشرين العرب ، وخاصة بعد أن قامت طهران بتزيدها إضافة إلى المال والسلاح بالأيديولوجيا الطائفية المتطرفة ، قافزة بذلك فوق وعبر البعدين القومي العربي والوطني ، اللذين يطبعا مجتمعات هذه الأقطار، حيث تعيش وتتعايش كافة مكونات هذه الأقطار بأخوة وسلام مع بعضها بعضاً منذ آلاف السنين . إن الحادثة الأخيرة التي امتدت فيها يد طهران ، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة (بواسطة أحد الأذرع ) إلى منشأتي البقيق وخريص النفطيتين في المملكة العربية السعودية صبيحة يوم السبت المصادف 14 سبتمبر 2019 ، تعتبر وحدها كافية وافية في الإشارة إلى الدورالإيراني السلبي الذي مارسته وتمارسه طهران، سواء بنفسها أو بواسطة أذرعها( لافرق) في الوطن العربي . هذا مع العلم أن الكاتب يدين بشدة الدورالسلبي السعودي في اليمن ، والذي لايقل – بنظره – عن سلبية الدور الإيراني والحوثي فيها ، من حيث أن كلا السعودية وإيران (سواء دريا أم لم يدريا ) ينفذان عملياً أجندة أمريكية تدخل في إطار ( الثورة المضادة ) لثورات الربيع العربي ، التي انفجرت عام 2011 ، ضد ظاهرتي الفساد والاستبداد والتبعية في معظم ( إن لم نقل كافة ) الأنظمة العربية ، النفطية منها وغير النفطية ، الطائفية وغير الطائفية ، الجمهورية وغير الجمهورية .
إن وقوف النظام الإيراني ومؤيديه ،إلى جانب روسيا وبشار الأسد في تدميرالمدن والقرى السورية ، وفي قتل وتهجير سكان هذه المدن والقرى خارج بيوتهم ووطنهم ، إنما يمثل سقطة أخلاقية وإدانة إنسانية لهذا النظام بنظر ملايين الأطفال السوريين الذين فقدوا آباءهم وأمهاتهم ومعيليهم من الإخوة والأقارب . كما أن صمت أنظمة جامعة الدول العربية على هذا التدمير والتهجير ، في كل من سوريا واليمن ، لهو البرهان الملموس على أنه يمكن لشهداء الثورتين ( السورية واليمنية ) ، ولا سيما الأطفال والنساء والشيوخ منهم ، أن يضعوا إيران وروسيا وعائلة الأسد وأنظمة الجامعة العربية كلها في سلة واحدة . هذا ونختم مقالتنا هذه على الطريقة الخلدونية بقولنا ( والله أعلم ) .



#محمد_أحمد_الزعبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين المنامة وإدلب خواطر حائرة
- أنقرة وثلاثي خفض التصعيد
- مجازر الشمال السوري ومسؤوية الجميع
- فلسطين ومطرقة السفير
- من اسطنبول إلى المنامة
- سوريا وإشكالية الأقليات
- البيت الزجاجي والحجر وولي الفقيه
- ثلاث مشكلات بثلاث إشكالات
- الربيع العربي وجدلية التراث والمعاصرة
- بشار الأسد والمنطقة الخضراء في بغداد
- الحضارة التي تحفر قبرها
- مدخل منهجي لنظرية المعرفة في الفكر الإسلامي
- نظرية المعرفة بين الوعي والواقع
- تحديث الفكر العربي - مدخل منهجي
- هضببة الجولان والمتهمون الأربعة - خواطر وذكريات
- عرس الفيجارو
- جدلية الأزمنة الثلاثة
- في الذكرى الثامنة لثورة الحرية والكرامة
- خاطرتان من وحي اليوم العالمي للمرأة
- حوار حول سورية


المزيد.....




- مهرجان الصورة عمّان..حكايا عن اللجوء والحروب والبحث عن الذكر ...
- المجلس الرئاسي الليبي يتسلم دعوة رسمية لحضور القمة العربية ف ...
- الخارجية الروسية تحذر من شبح النازية وتقدم تقييما لوضع العال ...
- إصابة 29 شخصا بزلزال شمال شرقي إيران
- وزير الداخلية الإسرائيلي: المشاهد القادمة من سوريا تشير إلى ...
- والتز يؤكد استمرار المباحثات بين موسكو وواشنطن
- -حماس- تعلق على قرار سويسرا حظر الحركة
- مادورو: رفع -راية النصر- على مبنى الرايخستاغ عام 1945 تحول إ ...
- بريطانيا تبحث استخدام أموال ليبيا المجمدة لتعويض ضحايا -إرها ...
- بريطانيا ترحب بتوقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - إيران وأذرعها العربية