أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - عرس الفيجارو














المزيد.....

عرس الفيجارو


محمد أحمد الزعبي

الحوار المتمدن-العدد: 6184 - 2019 / 3 / 26 - 13:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دعيت ذات مرة من قبل جماعة الإخوان المسلمين لحضور ندوة سياسية في لندن ، حول الثورة السورية الوليدة حينها ، ولكني اعتذرت لأصحاب هذه الندوة عن الحضور، وبررت ذلك في حينه بظروفي الصحية . واقع الحال أن الأسباب الصحية لم تكن وحدها السبب الرئيسي لهذا الإعتذار ، وإنما كان السبب الرئيسي هو طبيعة هذه الندوة ، والإشكاليات المتعلقة بالمدعوين وبالداعين معاً ، والذين كان من بين المدعويين والحضور السيد عبد الحليم خدام ، الذي عمل كما يعلم الجميع كنائب لحافظ الاسد ( إيّاه ) لأكثر من ثلاثة عقود ، والذي كان انشقاقه عن عائلة الأسد مايزال حتى تلك اللحظة يحمل بعض الإلتباسات والإشكالات( وهذا من وجهة نظري الشخصية طبعاً ) .

إن ماأجد أن من واجبي الوطني والقومي والأخلاقي ذكره الآن وهنا ، هو أنه عند انشقاق السيد عبد الحليم خدام عن نظام عائلة الأسد ووصوله إلى باريز ، وصلتني رسالة من المرحوم الدكتورابراهيم ماخوس ، الذي كان يقيم حينها في الجزائر ، يعدد فيها ممتلكات خدام العقارية والمالية في سورية . والتي كانت حسب تقدير الدكتور ماخوس ،مرتبطة ببقاء السيد خدام هذه المدة الطويلة بصحبة حافظ الأسد ، وهو ( حافظ ) من يعرف( بضم الياء ) عنه أنه كان يشجع من يعمل معه على الكسب غير المشروع ، كيما يظل هذا المتكسّب ملتصقاً به مادام حياً يرزق ، خوفاً من أن يقوم حافظ بفضحه أمام الملأ إذا ماحاول ( اللعب بذيله ) ذات يوم . إن اعتذاري المذكور عن حضور ندوة الإخوان المسلمين في لندن ، لم يكن يرتبط واقع الحال ، برسالة الدكتور ماخوس إليّ وحسب ، وإنما أيضاً بمعرفتي الشخصية لهذا المعارض ( وهو يعرف ذلك ) ومعرفتي بعلاقته هو ( وآخر معه ) بحافظ الأسد ، من قبل ومن بعد ، أي من قبل عام 1970 ، عام استيلائه ( حافظ ) على الرئاسة ، ومن بعده .



لقد توقفت ملياً هذا الصباح عند ، ظاهرة السلوك المنحرف ، لمثل هؤلاء الكسبة ، عندما شاهدت الفيديو الذي أرسله إليّ أحد الأصدقاء ، والذي يحتوي على الحفل الأسطوري الضخم ( كما وصفته وسائل الإعلام المرئية والمسسموعة والمقروأة ) ل "عرس" حفيدة السيد ( المعارض ! ) خدام ، من رجل أعمال (!!) لبناني ، والذي أقامه بدار الأوبرا بباريس (!!) ، حيث كلف استئجار هذه الدار مليون يورو ، بينما بلغت التكاليف الأخرى المتعلقة بهذا الموضوع بضعة ملايين من اليوروات ،( وهذا على ذمة وسائل الإعلام المختلفة أيضاً )، هذا في الوقت الذي يتضور فيه ملايين الأطفال السوريين من البرد والجوع والعطش والخوف ، ولاسيما في مخيمات لبنان ، وفي مخيم الزعتري في المملكة الأردنية الهاشمية ، وفي مخيمات تركيا ، وفي مخيمات الشمال السوري التي باتت لاتحصى لكثرتها وهو مايعرفه السيد عبد الحليم خدام جيداً . إنه من حق كل من شاهد هذا الحفل الأسطوري ، الذي أقامه السيد (المعارض !!) لحفيدته فلانة ، بل من شاهد كعكة هذا العرس الأسطوري ، والتي بلغ عدد طوابقها خمس عشرة طابقاً ، وارتفاعها أكثر من مترين ، من حقه أن يسأل أو يتساءل مثلي : من أين جئتم بهذه الملايين من اليوروات ، لافضت جيوبكم ، أيها السادة !؟ ، فياله من عرس امبراطوري أسطوري حقاً ، بل إن الأباطرة أنفسهم – حسب ظني - ربما يخجلون من إقامة مثل هذا العرس الفيجاروي ، عندما تكون أوطانهم مدمرة ومنهكة ومتعبة ومحتلة ويكون نصف سكانها مهجراً ( بتشديد الجيم وفتحها ) أو مهجراً ( بكسر الجيم ) مثل سوريا .



وقبل أن أقفل فمي ، أرغب أن أسرد " الحدوثة " التالية ، ذات العلاقة غير المباشرة بموضوع هذه المقالة على مسامع من يرغب :

في الوقت الذي كنت أعمل فيه أستاذا لعلم الإجتماع في جامعة صنعاء في ثمانينات وجزء من تسعينات القرن الماضي ، كان لي زميل سوري يعمل استاذا لعلم الإقتصاد في نفس الجامعة ، وعندما بدأ بعض الأساتذة يغادر اليمن خلال الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب 1994 ، سئل الزميل المعني فيما إذاكان سيغادراليمن بدوره أسوة بالآخرين ، فكان جوبه الجاهز دائماً، والذي ينطوي مايشبه النكتة : ( لن أغادر صنعاء إلاّ مع آخر دولار فيها ) . ويبدو أن مثل هذا الأمر ينطبق على ثلة المسؤولين السوريين الذين عملوا "خداماً " عند أبي سليمان لعدة عقود ، دون أن يرف لهم جفن ، والذين كان شعارهم الضمني ( التقوي / من التقية) البقاء في خدمة سلطة أبي سليمان وورثته حتى آخر دولار في دمشق ، وعندها فقط يمكنهم ان يلتحقوا بالمعارضة ، ويدعون إلى ندوة لندن ( !! ). وحبذا لوكا نزارالقباني مايزال حيًا ليرى بعينيه زواج الفيجارولأتباع " عنترة " ، وأخاله سوف يتبع ( بضم الياء ) قوله عن الأعراب : ( لولا العباءات التي لفّوا بها ماكنت أحسب انهم أعراب ) بقول آخر يتعلق ليس بعرس فيجارو القرن الثامن عشر ، وإنما بعرس فيجارو القرن الواحد والعشرين ، عرس "حشوية" المعارضة السورية :

( لولا الملايين التي فرّوا بها ماكنت أعرف أنهم تجار ) .



#محمد_أحمد_الزعبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدلية الأزمنة الثلاثة
- في الذكرى الثامنة لثورة الحرية والكرامة
- خاطرتان من وحي اليوم العالمي للمرأة
- حوار حول سورية
- نحن الشعب اليمني العظيم أنتم تقتلونا
- حول مسرحيةتأهيل بشار من يؤهل من ؟ كيف؟ ولماذا؟
- الثورة السورية في عامها الرابع ( إعادة نشر )
- ثلاث خواطر حول مايجري
- العلمانية بين العلم والعالم
- حزب البعث وعائلةالأسد خطوتان إلى الوراء
- الحزب السياسي بين منظورين
- وجهة نظر حول مقتل الخاشقجي
- بشار الأسد بين النفي ونفي النفي
- الثورة السورية بين المجلس والإئتلاف
- محاصرة الحصار - إعادة نشر
- سيرغي لافروف السوري
- الثورة السورية بين الشمال والجنوب
- بين بشار وديمستورا شعرة معاوية ( إعادة نشر )
- مجلس الأمن بين الجعجعة والطحن
- الغزو الأمريكي للعراق والدور الإيراني


المزيد.....




- ابتكار مذهل.. طلاء ذكي يغيّر لونه تلقائيًا بحسب درجة الحرارة ...
- ُهل تمتلك إيران منشآت نووية أخرى أعمق من فوردو؟ جنرال أمريكي ...
- هل عادت الحياة فعلاً إلى طبيعتها في إسرائيل بعد رفع القيود؟ ...
- وسط ركام بيوتهم المهدمة.. الإيرانيون يحصون خسائرهم بعد وقف إ ...
- مهرجان الصويرة للكناوة: القمبري والقرقاب وأنغام عالمية
- عملية -نارنيا-: أي سلاح استخدمت إسرائيل لقتل العماء النووين ...
- إحياء رأس السنة الهجرية في الأقصى بأعداد محدودة
- صحف عالمية: تحرك أميركي لإنهاء حرب غزة ونتنياهو دفع إيران لت ...
- موفق نظير حيدر المسؤول عن -حاجز الموت- بدمشق
- زهران ممداني.. مرشح الهامش يقلب معادلة النخبة في نيويورك


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - عرس الفيجارو