واقع المخطوطات العراقية والمعالجات

سوسن شاكر مجيد
(Sawsan Shakir Majeed)

الحوار المتمدن-العدد: 6789 - 2021 / 1 / 15 - 20:04
المحور: الصحافة والاعلام
    

اولا: مقدمة:
تعد المخطوطات وعاء الأمة وسجلا حافلا من الواجب رعايتها ومحاولة الاستعانة بالتكنولوجيا والأساليب العلمية الحديثة لأرشفتها عبر الانترنت ليتمكن الباحث او المواطن من التعرف على ارث بلده ، كما انها تمثل حياة الأمة الإسلامية ودور العلماء القدامى والمحدثين في العناية بها.
وان العراق يحتوي على نوادر المخطوطات لم تذهب الى اية جهة حكومية للتحقق منها وظلت حبيسة أدراج ومخازن أسر بغدادية او نجفية. وتعرضت المتاحف والمكتبات والمؤسسات الحكومية الأخرى بعد عام 2003 الى عمليات متسعة من النهب والتدمير فخسرت الكثير من المكتبات الآلاف من المخطوطات فعلى سبيل المثال خسرت مكتبة الأوقاف المركزية التي احتوت على اكثر من ( 5000 ) مجلد مخطوط 40% من هذه المخطوطات التي سرقت وأتلفت بسبب الحريق الذي حدث في المبنى يوم 1/4/2003 كما سرقت الكثير من المخطوطات من المتحف العراقي.
كما ان دار المخطوطات العراقية تضم أكثر من ( 45,000) الف مخطوطة نادرة يعود تاريخ بعضها الى أوائل القرن الثالث للهجرة وهي مهددة بالتلف بسبب سوء الخزن اذ لا توجد مخازن او قاعات او متحفا يليق بأهمية هذه المخطوطات التي تمثل ارثا هاما ، كما ان هناك عددا من المخطوطات بحوزة المدارس الدينية او المؤسسات الثقافية او عند أشخاص وتتعرض أحيانا للتهريب او التلف.
والمخطوطة هي :
- كل ماهو يدون باليد بأية لغة كانت ونوع الكتابة ويبلغ في القدم خمسين سنة ميلادية فأكثر، والنسخة الأصلية من الوثائق والرسوم والصور والجداول والخرائط .
- النسخة الأصلية من الوثائق من كل انتاج فكري أو أدبي أو فني او علمي معاصر مما انتجه مؤلفون عرب سواء أكان منشور أو غير منشور .
وعلى الرغم من وجود قانون لحماية ومتابعة هذه المخطوطات ومعرفة حركتها لكن قانون الآثار لم يفعل فضلا عن قلة الكوادر العاملة في قسم الحيازة في دار المخطوطات المعني بمتابعة حركة المخطوطات .

ان الباحثة ستقوم بمتابعة وتشخيص واقع المخطوطات في بعض محافظات العراق من خلال الأطلاع على البحوث والدراسات المنجزة من قبل الجامعات العراقية في هذا المجال .
ثانيا: اهداف الدراسة:
1- التعرف على واقع المخطوطات في بعض محافظات العراق كما شخصتها البحوث والدراسات في الجامعات العراقية.
2- التعرف على البحوث المنجزة في هذا المجال من اجل معالجة المشكلة
3- وضع المقترحات للأصلاح والمعالجة.
ثالثا: حدود الدراسة:
عثرت الباحثة على (6) بحثا ودراسة صادرة عن الجامعات العراقية المنجزة والتي تم فيها تشخيص واقع المخطوطات في بعض محافظات العراق
رابعا: المنهجية المتبعة:
اجرت الباحثة عملية تحليل المحتوى للأبحاث والدراسات الصادرة عن الجامعات العراقية فيما يتعلق بواقع المخطوطات في بعض محافظات العراق وتم تبويب اوجه الخلل وفق ثلاثة محاور وهي:
1- واقع المخطوطات في بعض محافظات العراق.
2- اهم الدراسات والبحوث المنجزة في العراقية لمعالجة المشكلة
3- المقترحات للأصلاح والمعالجة.

خامسا: النتائج:
1- واقع المخطوطات في بعض محافظات العراق
بينت الدراسات والبحوث المنجزة من قبل الجامعات العراقية الى ان واقع المخطوطات في بعض محافظات العراق هي مايلي:
المؤشرات السلبية لحماية المخطوطات:
• عدم وجود سياسة مكتوبة عن الفهرسة والأرشفة الآلكترونية للمخطوطات في دائرة دار المخطوطات العراقية
• لم تطبق التقنيات الحديثة في فهرسة المخطوطات مثلMARC21 ، AACR2، RDA والتي تعد من احدث القواعد في الفهرسة التي توصلت اليها النظم الحديثة
• هناك فولدر ( مطوية) بمعلومات بسيطة ومختصرة جدا عن الدار
• تباعد اماكن حفظ وصيانة وتجهيز دور دائرة المخطوطات العراقية عن بعضها وخاصة للعمليات الفنية وللمستفيد
• قلة عدد الحاسبات المتوفرة للمشروع الذي يحتاج الى عدد الموظفين المؤهلين من حملة شهادة علم المعلومات والحاسبات والمبرمجين
• عدم وجود بناية وفق مواصفات وضوابط وشروط المراكز والمكتبات الخاصة بحفظ وصيانة المخطوطات والوثائق.
• تم جرد مخطوطات مكتبة ألأوقاف العامة في الموصل وبيان المفقود منها بعد تعرضها للسرقة وألأهمال من قبل ادارتها السابقة والتي لم تجرد منذ عام 1995وتم التوصل الى انه تم سرقة 465 مخطوطة من مكتبة ألأوقاف العامة و3 اسطرلابات نحاسية و3 شمعدانات نحاسية من العصر المملوكي ، وان السرقة تمت من قبل احد موظفي المكتبة حيث قام بسرقة المطبوعات والمخطوطات من المكتبة على فترات طويلة من الخزانات العائدة للشيوخ السابقين
• تم استرجاع 416 مخطوطة بواسطة ألأجهزة الأمنية عند احد المتاجرين.
• بعد عام 2003 تم سرقة مكتبة الأوقاف العامة في بغداد وتبلغ المخطوطات بنحو 700 مخطوطة واحرقت المخطوطات ألأخرى وتفحمت في رفوفها
• وجد ان (60) مخطوطة منها غير مختوم والبعض ألأخر ناقص من بدايته وليس عليها جلاد او رقم
• وجد ان 3 صناديق من الكارتون مملوءة بالمخطوطات المتهرئة والمفككة الأوراق والمخلوطة.
• قلة عدد المفهرسين المهرة اذ تعاني مكتبات كثيرة من نقص المفهرسين الحاصلين على تأهيل فني مناسب
• عدم وجود معهد او متخصصين في تقنين قواعد فهرسة المخطوطات وتطويرها وألأستفادة من التقدم العلمي
• عدم وجود أية اصول فهرسية متفق عليها في المكتبات
• تعدد الجهات التي تقتني المخطوطات فبعض المجاميع الخطية بيد افراد وبعضها بيد مؤسسات حكومية وغير حكومية
• عملية الفهرسة الكاملة اكثر تكلفة ماديا فضلا عن الجهد والوقت المبذول فيها
• شعور المفهرس بعدم التقدير الكافي كما يلقاه المحققون والدارسون
• انعدام التوحيد القياسي لبطاقة فهرسة المخطوط
• بعض الفهارس خلت من الكشافات التي تيسر سبيل البحث
• قلة ألأدوات الأساسية في اقسام الفهرسة للأدوات التي يمكن للمفهرسين ان يعتمدوا عليها
• وجود الآلآف من المخطوطات في المكتبات الخاصة مجهولة للباحثين لعدم وجود فهارس لها.
• ان اهم اسباب تلف المخطوطات هي:
- الأطلاع الخاطيء والتقليب العنيف لصفحات المخطوطات يؤدي الى تمزقها وتشويه حروفها
- سقوط بقع الشمع والذي كان يستعمل كوسيلة اضاءة اثناء الأطلاع
- التدخين اثناء القراءة وما يتسببه من تطاير الشرر يؤدي الى حروق بالورق
- الأكل والشرب اثناء ألأطلاع على المخطوطات
- التمزق وضعف خط اتصال الغلاف بجلدة الكعب من الداخل
- اضافة كتابات وعلامات اثناء القراءة مما يشوه بها النص الأصلي
- التقليب وتناول المخطوطات بأصابع قذرة او ملوثة بالحبر او مبتلة بالعرق والدهون
- ثني ألأوراق للدلالة على ألاماكن التي وصل اليها القاريء اثناء القراءة
- اصابة المكتبات بالبكتيريا ووجود بقع من اللعاب او مواد أخرى نتيجة ألأستعمال الأدمي
- التخزين الخاطيء للمخطوطات ووضعها بصورة غير علمية للخزن يؤدي الى التلف
- الأضاءة الكهربائية في مكان تخزين الكتب او المخطوطات يؤدي الى تلف الورق والحبر والرقاع
- الأهمال وعدم ألالتزام بالمعايير اللازمة في درجة الحرارة بمكان تخزين الكتب والمخطوطات في المكاتب والمتاحف
- تكديس او ازدحام الكتب والمخطوطات بشكل غير منتظم ويكون احد اسباب الحرائق ويؤدي الى حريق في المتاحف او المكتبات.
- حفظ المخطوطات في صناديق حديدية غير دائمة التكييف يسبب لها الضرر
- الأهمال وعدم ألالتزام بالمعايير اللازمة لنسبة الرطوبة داخل المكتبات وازدياد الرطوبة عن الحد المسموح بها
- انتشار الحشرات والقوارض وعدم استعمال المبيدات لمكافحتها.

المؤشرات ألأيجابية لحماية المخطوطات:
• بلغ عدد المخطوطات المصورة في جامعة بغداد 973 مخطوطة تضمنت 103 موضوعا من الموضوعات السائدة في القرون التي الفت فيها وكان عدد المخطوطات في الادب 118 ، والشعر 115 ، والطب 86 ، والفقه 78 ، والتاريخ 53، واصول الفقه 38، والتراجم 38، والحديث 37، والنحو 29، والهيئة 25، واللغة 25، والحساب 24، والكلام 22 ، والتصوف 21، والفللك 16، والتفسير 16، والمنطق 14، والبلاغة 10.
• تم فهرسة وتصنيف صور هذه المخطوطات على وفق الفهرسة الآنكلوامريكية AACR2 .
• ساهمت اليونسكو بدعمه من خلال تصوير المخطوطات التي تم اختيارها من قبل لجنة من علماء العراق.
• للمشروع اهمية في حفظ التراث الحضاري للعرب والمسلمين من الضياع والتلف وذلك بحفظ هذه ألافلام في اماكن آمنة وتيسير وقوف الباحثين والمحققين على هذه المخطوطات عن طريق ألأطلاع على صور منها في حالة عدم امكان حصولهم على المخطوطات ألأصلية.
• تم عمل كشاف هجائي رتبت مواده ترتيبا هجائيا تحت عناوين تلك المخطوطات من اجل تهيئته للباحثين والمحققين.
• تم السماح لعدد من المؤسسات العلمية والجامعات العراقية بتصوير نسخ من هذه الافلام لموضوعات محددة في قسم المصغرات الفلمية التابع للمكتبة المركزية وكان ابرز المستفيدين من هذه الخدمة مكتبة كاشف الغطاء في النجف ألأشرف وجامعة الكوفة وجامعة الموصل والبصرة.
• هناك اتجاه جيد من قبل المكتبات والمؤسسات المعلوماتية والافراد المهتمين بشؤون المخطوطات نحو رقمنة المخطوطات نظرا لأهميتها في الحفاظ على المخطوطات من التلف وتيسيرها للباحثين والمستفيدين
• تنوع اساليب اتاحة المخطوطات الرقمية للمستفيدين من خلال:
- اتاحة المكتبة للفهرس الرقمي للمخطوطات وذكر عناوين المخطوطات
- مكتبات تسمح بتفحص المحتوى الببليوغرافي الرقمي للمخطوط من خلال عرض البيانات الوصفية للمخطوط
- مكتبات تسمح بالأطلاع على المخطوط وقراءته من خلال اجراءات الطلب
- مؤسسات لها مساهمات كبيرة ونوعية في مجال رقمنة المخطوطات واتاحتها للمستفيدين ولكن ضمن الشبكة المعلوماتية المحلية الخاصة بتلك المؤسسات
- مكتبات تسمح بالأطلاع المباشر وقراءة النص الكامل للمخطوط الرقمي عبر موقع المكتبة على شبكة ألأنترنت.
• تنوع الجهات المعنية برقمنة المخطوطات وتراوحت بين جهات مؤسسية كالوزارات ومراكز المعلومات وبين ألأفراد المهتمين بشؤون المخطوطات
• الآتجاه نحو تطوير شبكات المخطوطات مثل موقع شبكة المخطوطات العربية.

المقترحات للمعالجة والأصلاح
1- ضرورة تأسيس مجلس أعلى لحماية المخطوطات من التلف والضياع والمحافظة على تراث العراق وتاريخه ممثلة بوزارة الثقافة، والتعليم العالي، والتربية، والأوقاف، والمكتبات والمختصين وغيرهم.
2- التنسيق والتعاون مع الهيئات المختصة في المحافظة على المخطوطات والكتب النادرة والأستفادة من خبراتهم ومهاراتهم في هذا المجال
3- العمل على تدريب الكوادر المتخصصة العاملة في مجال المخطوطات من خلال تدريبهم على الطرق والأساليب الحديثة في الفهرسة والحفظ والأرشفة والبحث والنشر والرقمنة والاستفادة من الدليل الخاص بالعناية بالمخطوطات وطريقة مناولتها والمعد من قبل اليونسكو.
4- حصر وتسجيل المخطوطات الموجودة لدى الجهات الرسمية او الشخصيات الاعتبارية او الافراد وتسليمهم شهادات بالتسجيل وأعداد قاعدة معلومات من اجل الأفادة منها من قبل المؤلفين والباحثين والمحققين .
5- من الضروري تطبيق الحماية على المخطوطات لما لها من قيمة فكرية او قومية او تاريخية وان تكون جزءا من التراث الثقافي العربي.
6- فهرسة المخطوطات وتيسير الانتفاع بها والتوعية بشأنها لأحياء التراث الفكري العربي والإسلامي والإفادة منه والعمل على تحقيقه ونشره
7- وضع نصوص عقابية لكل من يسهم في تشويه او إتلاف المخطوطات وبشكل متعمد.
8- ربط العلماء المعاصرين في المخطوطات بعضهم مع البعض الاخر من خلال شبكة الأنترنت من خلال تبادل البحوث ومناقشتها وإعطاء الفرص لطلاب العلم من اجل اللقاء مع العلماء والباحثين من أنحاء العالم
9- حفظ وصيانة وترميم المخطوطات الموجودة لدى الجهات الرسمية او الشخصيات المعنوية او الأفراد وتقديم الخدمات الفنية الاستشارية بشأنها مجانا
10- تأسيس معاهد او أقسام في الجامعات العراقية تعنى بتحقيق المخطوطات وترجمتها الى لغات اخرى
11- إصدار مجلة متخصصة بالمخطوطات العراقية مع وضع الضوابط للنشر التراثي.
12- إقامة الشراكة مع المنظمات الدولية وخاصة اليونسكو من اجل إنشاء المكتبات الرقمية للمخطوطات النادرة والكتب القديمة في العراق وإمكانية الوصول الى الصفحات الرقمية والكثير من البيانات الرقمية من خلال ربط المكتبات الرقمية مع بعضها.
13- تنظيم مؤتمر دولي لأمناء المكتبات الخاصة بالمخطوطات من اجل دراسة اهم التحديات التي تواجه هذا المجال ووضع الحلول الناجعة للمعوقات
14- إنشاء متحف وطني في العراق يضم المخطوطات والكتب النادرة عبر الحقب الزمنية المختلفة.
15- تنظيم ورش عمل في ( زخرفة المخطوطات، وتقنيات التصميم الرقمي، وتكنولوجيا الطباعة، والفهرسة، والحفظ والرقمنة، والنشر الأكاديمي ).
16- تخصيص بناية وفق مواصفات وضوابط وشروط المراكز والمكتبات لحفظ وصيانة المخطوطات والوثائق
17- تطبيق قواعد الفهرسة الحديثة في فهرسة وتصنيف المخطوطات
18- اقامة دورات تدريبية على الفهرسة وتصنيف المخطوطات بصورة تفصيلية للعاملين في مجال المخطوطات وفق احدث التقنيات الحديثة
19- انتقاء اشخاص اكفاء محبين للتراث ومن ذوي الثقافة الواسعة والاطلاع الكبير على كل ماينشر حول المخططات للقيام بتقييم المخطوطات مع توفر الخبرة في فهرسة المخطوطات وتحقيقها
20- وضع سياسة واضحة ومحددة المعالم عند اقتناء المخطوطات
21- حفظ وتوثيق تراث المخطوطات العراقية والعربية والعالمية الكترونيا لتاصيل معرفة الاجيال القادمة بتراثها
22- الاتاحة الرقمية والتقليدية لكل جوانب التراث المخطوط للجمهور العام والباحثين والخبراء المتخصصين على اوسع نطاق من خلال البوابة الالكترونية

#سوسن_شاكر_مجيد (هاشتاغ)       Sawsan_Shakir_Majeed#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات